مقابلة مع رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده مع أذاعة لبنان الحر

حزب السلام/المـكتب الاعـلامي في 19 أذار 2008

 

أعلن رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده رفضه مشاركة لبنان في القمة العربية إن لم ينتخب رئيس جديد للجمهورية محمّلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله مسؤولية تعطيل النظام الديمقراطي في لبنان من خلال إقفال المجلس النيابي وخروج الوزراء الشيعة من الحكومة الحالية. كما دعا إده الى الاسراع في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وعدم وضع مشروع قانون الانتخابات كحجة لعدم ملئ الفراغ الرئاسي مشددا على ضرورة وضع قانون عادل للانتخابات النيابية ليؤمن صحة التمثيل لجميع الطوائف اللبنانية.

 

ورأى إدّه في حديث لاذاعة لبنان الحر انه من واجب الاستقلاليين في لبنان وفي 14 آذار وثورة الارز والرئيس السنيورة وحكومته ان يسوّقوا في العالم العربي مقاطعة القمة العربية لان سوريا تجهض كل المبادرات لانقاذ لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية مؤكداً ان الشر المستطير الذي تحدّث عنه الرئيس بري هو بالذات غياب رئيس الجمهورية في سدّة الرئاسة.

 

 واعتبر ان الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية سيولد الشك عند المسيحيين في لبنان بنوايا أهلهم المسلمين حلفاء وأخصام عمّا اذا كان هناك اهتمام بهذا الانتخاب لان حالة غياب رئيس الحكومة لم تحصل في لبنان في حين حالة غياب رئيس الجمهورية قائمة، لذلك عامل الظنّ هو دائماً عامل تقسيمي وتخريبي للنسيج الوطني والثقة بين اللبنانيين، وهذا هو الشرّ المستطير ايضاً.

 

واعلن إدّه ان حزب الله منذ ان احتلّ الوسط التجاري يقوم بحرب اقتصادية على لبنان بقرار اقتصادي وليس عسكري مشيراً الى ان حزب الله كان يعلم بأن ايران لن تسمح له وهو بإمرتها بالحرب الاهلية في لبنان لان ذلك اذا حصل يعني انهيار علاقة ايران ولو بالحد الادنى مع المملكة العربية السعودية، وايضاً حصول الضوء الاخضر والمبرر لعمل عسكري اميركي ودولي على ايران، واشار الى ان عمليات التقارب والمفاوضات التي قامت بين المملكة العربية السعودية وايران والتي لا تزال مستمرة ادّت الى حماية لبنان من الحرب الاهلية لانه ليس من مصلحة ايران المخاطرة بالحرب الاهلية في لبنان، معتبراً ان الشر المستطير الذي يهدّدون به والذي من اجله تنازلنا عن حقنا الدستوري بانتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً وبملىء الشواغر في الحكومة بعد استقالة الوزراء الشيعة كي لا تشعر الطائفة الشيعية المؤسسة للكيان اللبناني والتي لا تزال  ملتزمة كطائفة بهذا الكيان اياً كان مشروع وموقف حزب الله.

 

واكد إدّه ان لبنان معرّض لكل انواع المخاطر لاسيما خطر التقسيم مشّبهاً لبنان بالشخص المريض الذي يتناقش الاطباء حوله لانقاذه وإيجاد الدواء الشافي له.

واعتبر إدّه أن الحرب على لبنان هي حرب وجودية وفي حالات الحرب عليك ان تكون "تشرشل" ولا يمكنك أن تكون لا شيء داعياً الشعب اللبناني ، لأن يدرك انه في حالة حرب إقتصادية وسياسية مؤسساتية على ديموقراطيته ودولته وكيانه وحرب وجودية لانهم يريدون ان نخسر الحرب دون ان نخوضها ، مخاطباً الاستقلاليين في هذا الوطن بالقول: كل معركة لا نخوضها نخسرها سلفاً. وأعلن إدّه رفضه لمنطق حكومة الوحدة الوطنية لأن ذلك لا يكون في المفاوضات على انتخاب رئيس الجمهورية بل من حق رئيس الجمهورية الطلب من رئيس الحكومة بعد الاستشارات تأليف حكومة إتحاد وطني إن شاء ذلك مشيراً الى انه مع الممارسة الديموقراطية الوفاقية.

 

وأكد ان الرئيس نبيه برّي يقوم بعمل تخريبي للوفاق في لبنان من خلال ما يقوم به في إغلاق المجلس النيابي ويعطل دور الاكثرية النيابية والنظام الديموقراطي، معتبراً ان الوفاق هو في ممارسة العمل المؤسساتي وعندما يعطل عمل المؤسسات يُضرب الوفاق.

 

ورأى إدّه ان الحكومة الحالية هي حكومة وفاقية منذ الاساس خصوصاً وانها إنبثقت عن الحلف الرباعي يومها معلناً انه ضد مشاركة حزب الله وأي ميليشيا مسلّحة في الحكم طالما لم تنخرط في الدولة وتسلّم سلاحها لها . 

 

وأشار الى أن القانون الذي يزوّر إرادة أهل الشيعة جاء بحزب الله وحركة أمل التي هي بإمرته لوجوستياً وعسكرياً ومالياً معتبراً أن هذا التمثيل الحصري لشيعة لبنان هو تمثيل مزّور ، ولكن ذلك لا يعني أن حزب الله ليس له وجود بالعكس فماضيه في المقاومة ما قبل العام ألفين كان مدعوماً من كل اللبنانيين ، وإن كانت نظرتنا لهذا الحزب كانت ولا تزال سلبية لاننا نعرف أين هي مرجعيته وقراره المخابراتي – الايراني لذلك لا ثقة لنا لا بلبنانيته ولا بثقافته التي ليست لبنانية، لان الثقافة اللبنانية هي ثقافة الديمقراطية والانفتاح والعيش المشترك بالمعنى الحضاري وليس بالعيش المنغلق بالمعنى الحضاري وعلى مذهب وتطرّف.

ورأى إده ان موضوع مزارع شبعا يحل بالطرق الديبلوماسية معتبراً انه لو شاءت سوريا فعلاً حل هذه المشكلة لكانت قامت بترسيم الحدود اولاً في شبعا بينها وبين لبنان وحزب الله يعرف جيداً ان قصة مزارع شبعا "مسمار جحا" ، مذكراً بردود الفعل السلبية من السياسيين السوريين في لبنان من أعلى سلطة رئاسة الجمهورية في لبنان يومها الى حزب الله يوم اعلنت اسرائيل انسحابها المنفرد من لبنان.  كما رأى ان المقاومة هي مشروع الدولة ضمن الدولة التي تتوخى استلام الدولة، معتبراً أن حزب الله أسوأ وأخطر من إحتلال النازيين للنمسا.

 

واستبعد إده حصول أي صفقة بين الولايات المتحدة الاميركية وسوريا على حساب لبنان مؤكداً أن ذلك غير وارد على الاطلاق. ورأى ان موضوع التوطين موضوع تهويلي ، وقميص عثمان لدى جماعة سوريا في لبنان منذ عهد الرئيس إميل لحود وصولاً الى العماد عون اليوم مؤكداً انه إذا كان هناك اي ملف موضوع قيد البحث على أي طاولة مفاوضات سلام شامل هو عدم التوطين في لبنان، لان لبنان بطبيعته مهدد بكيانه بحرب اهلية وبانهيار معادلته في التوطين. ولفت الى ان النظام السوري وحلفائه في لبنان أول من أشرف واقعياً على التوطين من خلال مرسوم التجنيس وليس الاميركيين والاسرائيليين داعياً اللبنانيين الى تذكر ذلك جيداً.

واعتبر اده ان الوثيقة التي قدّمت في مؤتمر البيال ربيع 2008 وثيقة مهمة للبنان مؤكداً ان الشعب اللبناني توّاق الى السلام وتعب من الحروب. ورأى إده ان السلام ليس مسألة طوباوية بل عليك خوض معركته ولا يفرض إلا بالقوة خصوصاً عندما يكون هناك آيات شيطانية تحارب هذا السلام والاستقرار لانها تريد لبنان آخر وتستعمله كساحة لمشروع آخر. واكد إده ان الامانة العامة لقوى 14 اذار شيء مهم لثورة الارز مشيراً الى ان المرحلة الماضية منذ كانون الاول 2005 حتى اليوم كانت مرحلة كسب الوقت .

 

ورداً على سؤال أعلن اده رفضه وضع قانون الانتخابات النيابية كحجّة من الحجج التي توضع لمنع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وملئ الفراغ في سدة الرئاسة بعد ان أجمعت عليه كل القوى شكلياً مؤكداً انه لو قدمت الاكثرية لحزب الله وللمحور الايراني السوري كل ما يطلبونه سيضعون لائحة شروط جديدة لان ما يريدونه هو لبنان كل لبنان لأبد الآبدين. فكما نحن نريد لبنان سيداً حراً سرمدياً أزلياً، هم يريدون لبنان خاضعاً لهم أبدي سرمدي.

 

 وعن قانون الانتخابات النيابية قال : عندما يكون هذا القانون غير صحيح وغير عادل بحق اي فريق من الافرقاء اللبنانيين طائفياً ومذهبياً وجغرافياً وثقافياً، يكون قانون ظالم وتكون الحالة الديمقراطية مخرّبة من داخلها ، المطلوب من قانون الانتخاب ان يقدّم الاعتدال على التطرّف لدى جميع الطوائف.

 

وأعلن إده تأييده للدائرة الفردية، أي لكل نائب دائرة والانتخاب على مرحلتين فإن لم تحصل على خمسين بالمئة من الناخبين في الدورة الاولى تنتخب في الدورة الثانية، ساعتئذٍ عندما يكون المتطّرف حائراً حتى 49 بالمئة من الاصوات في المرحلة الاولى، في المرحلة الثانية تجتمع القوى الاخرى لرفض التطرّف ، وعندما تطبّق في لبنان هذه القاعدة تؤمّن اولاً الاعتدال، وثانياً التمثيل الصحيح، وثالثاً التمثيل الجغرافي حيث يشعر كل ناخب انه فعلاً انتخب هذا النائب وتوجد علاقة بينهما. مشيراً الى ان اكثرية اللبنانيين لا يعرفون شيئاً عن نوابهم.

 

ورأى اده ان الدوائر الكبرى والمحافظات لا تضمن الاعتدال بل إلغاء التمثيل الصحيح وهي عامل من عوامل تمزيق النسيج اللبناني الكياني وتمهّد لارادة تقسيم للبنان. معلناً ان الدوائر الفردية خارج الاطار الطائفي أفضل خيار وهو قابل للتطبيق اليوم في لبنان، لانه يحترم وثيقة الوفاق الوطني لجهة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين على أساس عدد النواب 108 وليس 128، وتكون عندها الطوائف ممثلة تمثيلاً صحيحاً من خلال من تختاره من أية طائفة كان.

 

ورأى ان ما هو حاصل اليوم هو الاصرار على طائفة المرشّح وليس على طائفة المنتخب وهذا الموضوع يمهّد الى إلغاء الطائفية السياسية مشيراً الى ان حزبي الكتائب والكتلة الوطنية في مشروعهما الانتخابي اللذان قدماه في الاشهر الماضية طرحا هذه الفكرة، وأعتقد ان هذه خطوة اولى نحو إلغاء الطائفية والخطوة الثانية تكون إلغاء الطائفية من الوظائف العامة باستثناء الوظائف الاولى. معتبراً انه كي نستطيع إلغاء الطائفية علينا اولاً إلغاء طائفية الدولة ضمن الدولة والطامعة بالدولة والراعية لها والتي هي دولة حزب الله ، الدولة المسلّحة ضمن الدولة، وما دامت هذه موجودة ، الطائفية والمذهبية في لبنان معززة.

 

وعن الخيار الثاني في قانون الانتخابات قال اده : لا مانع ان يبقى قانون 1960 كما هو، على ان لا ينتخب الناخب إلا مرشّح واحد.

 

أما الخيار الثالث فهو النسبية في المحافظات شرط ان يكون هناك عدالة في توزيع عدد الناخبين معتبراً ان هذا الطرح يفسح المجال لاحزاب سياسية كي تتمثّل ، وفي حال إعتماد النسبية يجب اعتمادها في المجلس النيابي أمّا في مجلس الشيوخ يجب إعتماد الدائرة الفردية او العكس لان مجلس الشيوخ ضمانة لعدم تعطيل الحكم والديمقراطية كما هو حاصل اليوم من قبل الرئيس بري. ودعا اده الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية من دون شروط مسبقة ومن بعدها تحل كل المشاكل الاخرى معتبراً ان اي شرط يعطل آلية الديمقراطية هو يجد ذاته تخريب للوفاق الوطني داعيا للعودة الى الآلية الديمقراطية التي تبدأ بالانتخابات النيابية من خلال قانون عادل للجميع وهو مطلب كل الطوائف اللبنانية ورداً على سؤال أكد اده ان الحوار الوطني اللبناني مستمر بين المعارضة والاكثرية لانهما يضمّان كل الطوائف مشيراً الى ان السؤال المطروح اي لبنان نريد هل هو لبنان حزب الله وسوريا أم لبنان السيادة والحرية والاستقلال والانفتاح ولبنان المجذّر في روما مثلما هو مجذّر في مكة المكرمة ، فنحن نريد لبناننا أما لبنانهم فهو غريب عنّا.

 

ولفت الى ان اللبناني عندما تزيل من أمامه الحاجز الارهابي الذي يقطع الطريق لملاقاة الاخر يلتقي  بالاخر ويعيش معه ويبني وإياه لبنان الذي نريد.

 واعتبر اده انها ليست المرة الاولى التي يخسر فيها لبنان فرصة الانتعاش الاقتصادي واليوم نخسر سنة بعد سنة فرص الاستثمار بعشرات مليارات الدولارات مشيراً الى هناك نهضة مالية واقتصادية مهتمة بلبنان ولم نصل بعد الى حد اليأس وعلينا ان لا نتردد باتخاذ القرارات ولو بحكومة الرئيس السنيورة بالاصلاحات التي التزمنا بها دولياً وبالخصخصة وتخفيض الضرائب وذلك من اجل انقاذ لبنان اقتصادياً.

 

ورداً على سؤال اعتبر اده ان حلم اللبنانيين هو الازدهار والاستقرار لوطنهم ووقف هجرة أبنائه سعياً وراء لقمة العيش لافتاً الى ان هناك نخبة كبيرة من اللبنانيين يجب ان يعودوا الى وطنهم ليزدهر وينهض.

 

وابدى إدّه تفاؤلاً بمستقبل لبنان لان السلام قابل للتحقيق معتبراً ان هذا السلام يحتاج الى قوة لتحقيقه.

 

 ودعا الى عدم التفاجؤ  في ان تكون في المرحلة الحاسمة وذلك يبقى في عام 2008 في عهد الرئيس بوش، لتحقيق النظام الدولي في الشرق الاوسط وفقاً للمعايير الدولية وبالنسبة للبنان تطبيقاً للقرار 1701 الذي يجمع كل القرارات من ال 425 وال520 و القرار 1559 و 1701، الذي يحقق للبنان استقلاله وسيادته الكاملة على اراضيه وتحييده بضمانة دولية على الطريقة النمساوية اي الحياد العسكري للبنان فلا تكون الارض اللبنانية ساحة للصراعات.

 

واعتبر إدّه انه اذا كان تطبيق القرار 1701 يتطلّب تحريك القوى الفاعلة في النظام الدولي اي جيوش الحلف الاطلسي والولايات المتحدة الاميركية والدول العربية الحليفة فسيكون هذا الامر واقعاً يحقق للبنان الحماية الفعلية. مؤكداً انه لن يسمح في المرحلة المقبلة لاسرائيل او لسوريا ان يدخلا في اي صراع ولو حاول حزب الله الاعتداء على اسرائيل من لبنان انتقاماً لعماد مغنية او لاي سبب آخر لن يسمح لاسرائيل دخول لبنان لان ذلك اذا حصل يعيد اللعبة الاسرائيلية السورية على حساب لبنان.

 

ورأى انه لم تكن الولايات المتحدة متحالفة مع اسرائيل يوماً بالنسبة للبنان في حين كانت اسرائيل وسوريا متحالفتان بالنسبة للملف اللبناني خلال الحرب اللبنانية معتبراً ان ما كان يحصل في الماضي هو ان الولايات المتحدة الاميركية كانت تفشل في مواجهة التخطيط التآمري الاسرائيلي السوري على الارض اللبنانية وذلك بسبب اختلاف الاولويات حيث كانت الاولوية الاميريكية ضبط الوضع في الشرق الاوسط ولبنان وعدم السماح للاتحاد السوفياتي باستعمال اتفاقيات الدفاع المشترك مع سوريا للدخول الى مياه المتوسط والى تركيز قواعد لها في الشرق الاوسط، فطالما كان الاتحاد السوفياتي موجوداً كانت الحرب مع الاتحاد السوفياتي هي اولوية اولويات النظام الدولي والعالم الحر بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.

 

ولفت الى ان الشرق الاوسط والعالم العربي الاسلامي اليوم في اولوية الاولويات وفي ظل عدم وجود الاتحاد السوفياتي الحرب اليوم على التطرف والارهاب مؤكداً ان لبنان في الساحات الشرق اوسطية مركز اطلالة سياسية وفكرية واعلامية ونموذج ديمقراطي يجب إنقاذه.

 

واعتبر ان الاحتلال السوري الذي كان قائماً في لبنان كان يعني إحباط اللبنانيين بالقول لهم والترداد عبر اصوات دولية ولبنانية مستفيدة من النظام السوري بان لبنان ليس ذو قيمة للنظام الدولي ولا قيمة للمطالبة في المحافل الدولية باستقلال وسيادة لبنان من الشقيق الطامع والطامح والمخرّب للكيان اللبناني.

 

اما اليوم فمن حظ لبنان ان الشرق الاوسط اصبح في سلّم الاولويات الاول، حيث عناصر الجيوش الاجنبية من اميركا والاوروبيين والعرب وغيرها تُقتل من اجل حرب الاستقرار وتحقيق السلام على الطريقة الاوروبية في الشرق الاوسط لان اهمية الشرق الاوسط في العالم الاسلامي، مذكراً بما حصل بانه عندما حاول صدام حسين الدخول بمفاوضة مع اسرائيل من اجل مساعدة البعثيين في العراق كما يحاول اليوم بشار الاسد الدخول في هذه المفاوضات كي تساعد اسرائيل البعثيين السوريين لانقاذه في علاقته مع النظام الدولي والولايات المتحدة الاميركية كان الضغط الاميركي دائماً على اسرائيل هو ان ما يهمّك هو سلمك وانا اضمن هذا السلم ولكن النظام الدولي يعنيني أنا وليس أنتِ.

 

واعتبر ان النقاش اليوم داخل المجتمع اللبناني ليس نقاش موالاة ومعارضة بل هو عند الاثنين وهو نقاش وجداني يطرح السؤال الى اين نحن ذاهبون وهل فعلاً وراء ما نسمعه ونقرأه من مواقف تصدر عن واشنطن والمجتمع الدولي من مشروع حقيقي لانقاذ لبنان ام ليس سوى ذلك من مناورات تكتيكية لتحقيق اهداف في مكان آخر سواء كان ذلك مع النظام السوري او فلسطين والعراق، مؤكداً ان لبنان اليوم قد يكون حلّ في اولوية الاولويات حتى بالنسبة للصراع مع ايران ولدي شعور بأنه إن لم تبادر بتحدي الولايات المتحدة الاميركية في الخليج فان عملية معالجة الازمة النووية مع ايران متروكة للعهد الرئاسي المقبل في الولايات المتحدة الاميركية وان تكون الاولوية المركز عليها هي معالجة موضوع تطبيق القرار 1701 وإنقاذ لبنان بحماية دولية وبوجود دولي ان اقتضى ذلك الامر والتعاطي مع ضبط سوريا في تحركها التخريبي في لبنان والممانعة في فلسطين والتخريبي في العراق.

 

ورأى إدّه ان الولايات المتحدة الاميركية غير مقتنعة اليوم بان سوريا عامل بناء في التعاطي مع التطرف انما العكس هو الصحيح حيث ان الولايات المتحدة مقتنعة بان سوريا تستعمل التطرف في العراق وفلسطين ولبنان من اجل تخريب اي محاولة دولية لاقامة نظام دولي مستقر ومزدهرفي العالم العربي والاسلامي مشيراً الى ان هذا الدور السوري لم يعد سراً على احد، وقد يكون التعاون الايراني في العراق اكثر ايجابية من التعاون السوري، والقول الذي كان قائماً في عهد الرئيس حافظ الاسد والذي كان له واقعه لم يعد قائماً اليوم.

 

واكّد إدّه ان هناك مفاوضات اسرائيلية – سورية واضحة حول حزب الله متسائلاً هل النظام السوري يمكن ان يستمر اذا ما سلّمت سوريا حزب الله لاسرائيل او للمجتمع الدولي؛ لافتاً الى ان اول شرط تضعه اسرائيل على سوريا هو تسليم حزب الله وتسليم حماس والجهاد ودعم قوى الرفض الفلسطينية وهناك ايضاً يبقى السؤال الى اي مدى قادرة سوريا على تنفيذ ذلك، وقطع تحالفها الاستراتيجي مع ايران معتبراً ان ذلك من سابع الاحتمالات واسرائيل تعرف ذلك ولفت الى ان المتطرفين في اسرائيل بقيادة نتنياهو وحلفائهم من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الاميركية والرافضين لعملية السلام الذين لديهم "اجندا " اخرى وهي تقسيم كل الدول العربية المحيطة باسرائيل فهؤلاء لانطمئن لنواياهم، اما ما نطمئن له هو النظام الدولي الذي يحرص على الاستقرار وخصوصاً الاستقرار الاقتصادي في العالم. 

المـكتب الاعـلامي في 19 أذار 2008