علي نوري زاده لموقع "14 آذار": عناصر من حزب الله تشارك بقمع المتظاهرين في طهران

  ٢٥ حزيران ٢٠٠٩

  حاوره: غسان عبدالقادر

 

في حديث حصري خصّ به موقع "14 آذار" الألكتروني، أكدّ مستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ومدير مركز الدراسات العربية الإيرانية، الدكتور علي نوري زاده من لندن، إنتشار العشرات من عناصر حزب الله اللبناني في الشوارع الإيرانية حيث يشاركون الباسيج والأمن الإيراني بعمليات قمع المتظاهرين. كما أعتبر أن الحرس الثوري الإيراني لن يخضع لأوامر المرشد الأعلى وسينحاز للشعب خصوصاً أن الجماهير باتت تطالب الآن بسقوط الخامنئي بعد أن كانت تريد التخلص من أحمدي نجاد خصوصاً أن مجلس الخبراء يعمل حالياً على إستبداله. وخلال كلامنا مع الدكتور نوري زاده تلقى العديد من الإتصالات من مدينة طهران تنقل له التطورات الميدانية أولاً بأول.

 

الحرس الثوري مع الشعب ولن يستجيب لأوامر المرشد

 

ورداً على سؤال حول تقييمه للوضع الحالي في إيران، أجاب نوري زاده "اليوم وعلى الرغم أنّ النظام إستخدم لهجة قوية جداً لتهديد المواطنين بعدم الإجتماع والتجمهر، فإننا راينا مئات من الإيرانيين قد تحدّوا القرار ونزلوا إلى الشوارع وفق ما كان متوقعاً. وخلال هذه اللحظات بالذات هناك أعداد كبية من المواطنين أمام البرلمان الإيراني يهتفون ضد قرار المرشد وضد أحمدي نجاد". وتابع "إبتداءً من اليوم ولمدة ثلاثة أيام ستشهد البلاد حالة حداد عامّ من أجل شهداء "الحركة الخضراء" ولن يتوقف الإصلاحيون ومؤيدوهم عن المطالبة بإلغاء الإنتخابات وإجراء إنتخابات جديدة".

 

وحول إحتمال الإصرار على تثبيت الإنتخابات و لجوء الحرس الثوري للحسم بالقوة ضد المتظاهرين، رأى نوري زاده " أنّ الحرس الثوري منقسم وهناك العشرات من كوادر الحرس الذين رفضوا الإنجرار إلى الشارع ومواجهة الشعب. فهؤلاء أنفسهم أبدوا رفضهم لنشر القوات في المدن و أكدوا أنهم لن يطلقوا النار على صدور الناس الذين ساندوهم خلال الحرب وقدموا أبناءهم وشبابهم شهداء لهذا الوطن" فالحرس الثوري يتألف من عناصر شريفة جداً وهؤلاء سوف يرفضون تعليمات المرشد الأعلى بالتصدي للجماهير. أنا أعتقد بأن رجال الحرس الشرفاء لن يبقوا صامتين حيث بدأوا فعلاُ أبداء رأيهم حيال ما يجري في إيران وإعلان غضبهم تجاه ما يدور في إيران فهؤلاء أبناء الشعب وليسوا غرباء عنه. فهم ليسوا بعيدين عن الشعب بل هم من الشعب ورفضوا إطلاق النار على الشعب ووقفوا مع الشعب".".

 

وأورد نوري زاده مثال العميد علي فضلي، القائد العام لفرقة "سيد الشهداء" ومقرها في طهران وهي الفرقة المولجة بأمن العاصمة، الذي رفض الأحد الماضي إرسال قواته إلى الشارع وبعث ببرقية إلى الخامنئي يقول فيها "من الضروري أن نحافظ على سمعة الحرس ولا نورط رجال الحرس" عند ذلك طلب المرشد من قوات الأمن والقوات الخاصة بمكافحة التمرد و قمع المتظاهرين.

 

وبخصوص الجيش الإيراني، أسف نوري زاده "لأنّه و على الرغم من سقوط الشاه وعلى الرغم من أن هذا الجيش تدرب وتربى وتثقف في عهد الجمهورية الإسلامية، فإنّ الخامنئي لا زال ينظر إلى الجيش بإعتباره غير أهلاً بالثقة. لذلك منع الجيش من المشاركة في الحياة السياسية العادية وابقاه مقيداً ومحصوراً حيث أنّ جنرالات الجيش الذين كانوا تابعين للشاه إما أبعدوا أو أحيلوا إلى التقاعد أو إستشهدوا. ومع ذلك، فإن في الجيشى الإيراني من لا يستسيغ أبداً ما يجري حالياً".

 

الموت للديكتاتور، الموت للخامنئي

 

ولدى سؤالنا عن إحتمال سقوط نظام الولي الفقيه، ردّ نوري زاده "لن أذهب إلى إفتراض سقوط نظام ولاية الفقيه ولكني أعتبر ما يحصل في إيران هو على جانب كبير من الأهمية لأن السيد الخامنئي لن يستطيع أن يحكم إيران بعد الآن بأساليبه السابقة. فالسيد خامنئي قد خسر الكثير من مكانته، كما أن نظرة الشعب إليه باتت مختلفة. ففي بداية هذه الأحداث وعقب الإنتخابات مباشرة كانت هناك صرخة الله أكبر الموت للديكتاتور بإعتبارها موجهة لأحمدي نجاد. أما الآن فإن الصرخات باتت تتعالى:"الموت لخامنئي" بكونه الديكتاتور بعد أن ظهر أن المرشد هو القائد الحقيقي للإنقلاب وليس أحمدي نجاد، وأنه هو الشخص الذي رفض القبول بلغة المنطق وبلغة الناس وبات الغضب الآن يتجه نحوه".

 

وعمّا يمكن أن يفعله مجلس الخبراء، أكدّ نوري زاده "أنّ الشيخ رفسنجاني كان غاضباً من طريقة تعامل صديقه القديم الخامنئي معه ومع أسرته و أبنائه وأولاده، ورفسنجاني الآن هو بصدد إستبدال المرشد الأعلى وإنشاء مجلس قيادي بديل بعد عقد جلسة طارئة لمجلس الخبراء للنظر في صلاحيات خامنئي وممارساته وسلوكه".

 

وعلق نوري زاده على موضوع عدم إكتراث النظام الإيراني بما يجري في بداية الأمر على إعتباره مسالة عابرة على غرار ما عبّر عنه حسن نصرالله، ولكن الآن "فإن هذه الحركة الديمقراطية قد عمقت جذورها، ففي سماء إيران لا زالت تصدح صيحات الله أكبر الموت للديكتاتور، وأنا أعتقد أنه إذا ما واصل خامنئي أسلوبه و سياسته فإنه سيواجه ما واجهه بقية الطغاة في العالم. نحن كنا نتمنى أن يغادر خامنئي هذا العالم بتكبير وتهليل وإسم مكتوب في أعلى صفحات التاريخ ولكنه إختار للأسف قرارات ظالمة ووقف ضد الشعب. وهناك إحتمال كبير أن يتوجه الشعب نحو مقر خامنئي غير أنه ليس موجود حالياً في طهران ويتم تغيير مقره ساعة بعد ساعة".

 

وتعليقاً على مسألة السحب المتبادل للدبلوماسيين بين إيران وبريطانيا، المح نوري زاده أنه في حال سقط المزيد من الضحايا فإن المجتمع الدولي سيتحرك لأنه ليس العالم الذي كان عام 1979، فكل شيء أصبح منشوراً على المواقع الإلكترونية التي فضحت جميع الممارسات. وقال" إن رؤية هذه الفتاة الإيرانية التي قتلت، هذه الفتاة الذي أسمها ندا قد أصبحت رمزاً للحركة الديمقراطية، كما كانت صورة رئيس شرطة سايغون الذي رفع مسدسه من قبل عام 1968 وأطلق الرصاص في رأس أحد المتمردين الفييتكونغ، قد ألهبت مشاعر العالم ضد حرب فيتنام. صورة مقتل هذه الفتاة، التي لم تكن فتاة عادية بل طالبة فلسفة ترافق أستاذها الذي هو أحد كبار الفلاسفة الإيرانيين، حسب قرائتي، سوف تكون بداية النهاية لنظام الولي الفقيه".

 

حزب الله يشارك بالقمع

 

وختاماً تناول نوري زاده أخبار ترددت عن وجود حزب الله اللبناني في شوارع إيران، حيث أكدّ "أنه يوم الأثنين الماضي أمسك المتظاهرون برجل من الأمن في شارع "جمهور" في قلب طهران. وأعتقدوا في البداية أنه لا يتحدث أي أخرس، ليبدأ بعد فترة بترديد الآيات القرآنية ويخبرهم أنه ليس إيراني وأنه من العرب. وقال هذا الرجل لاحقاً أنه لبناني من عناصر حزب الله الذين جاءوا ضمن دفعة كبيرة لتلقي التدريبات في أحد معسكرات الحرس. وبحسب هذا العنصر، فإن قائدهم قال لهم أنّ الإسلام في خطر وهناك عملاء أميركا وإسرائيل الذين يريدون تدمير إيران كما يريدون الإساءة للخامنئي". وتابع نوري زاده " أنّه بحسب ما قال هذا العنصر فأن مجموعته كانوا بحاجة لفتوى من السيد حسن نصرالله، فجاءت رسالة من نصرالله تقول "أنّ ولاية الفقيه هو جزء من ديننا ومن مذهبنا وأن أي إساءة لولاية الفقيه هو إساءة لإمام الزمان وللإمام علي وللدين الإسلامي، لذا يجب التصدي لهؤلاء العملاء". بعدها قد عمدت الجماهير إلى إطلاق سراحه بعد أن إلتقطت له بعض الصور".

 

ويورد نوري زاده دليلاً آخراً على وجود عناصر تابعة لحزب الله تتعاون مع الأمن الإيراني في قمع المتظاهرين. أحد هذه الدلائل هي اللغة العربية التي كانوا يستعملونها في مخاطبة بعضهم البعض مباشرة، وكذلك من خلال التنصت على المكالمات اللاسلكية التي كانوا يجرونها مع بعضهم البعض و التي كانت تتم باللغة العربية. واضاف نوري زادة "أنه طالب الإيرانيين بأن يكونوا منصفين تجاه العرب لأن وجود هذه العناصر ليس معناه وقوف العرب ضد الحركة الديمقراطية في إيران".

 

وخلال حديثنا معه، تلقى نوري زاده إتصالاً على خط آخر من قبل أحد العرب الإيرانيين من شوارع طهران والذي أكدّ له أن هناك عشرات اللبنانيين من عناصر حزب الله منتشرون حالياً في طهران وهم يضربون الناس بخشونة. وختم نوري زاده مشيراً إلى أنه يوم السبت المقبل سيعقد الإصلاحيون مؤتمر صحافي حول التزوير الذي حصل وينشرون صوراً تتعلق بتورط عناصر لبنانية من حزب الله في قمع حركة الجماهير. 

المصدر : خاص موقع 14 آذار