من جريدة المستقبل/مقابلة مع النائب والوزير السابق عبد الحميد بيضون

عبد الحميد بيضون بقول للمستقبل إن تظاهرة نصرالله لتغييب نتائج زيارة البابا.. وجرائم الأسد ويقرأ في الإرشاد الرسولي ووفي عزلة "حزب الله" العربية والإسلامية

يقظان التقي/المستقبل/20 أيلول

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "الارشاد الرسولي الذي وقعه البابا في زيارته الأخيرة للبنان، رسالة واضحة للبنانيين جميعاً ومفادها تحرير الدين من السياسة وتحرير السياسة من الدين، الامر الذي لم يلتقطه الامين العام لحزب الله وفعل عكس ذلك في تسييس قضية الفيلم السيئ الذكر والتافه، كقضية لا علاقة لها بالمشاعر الدينية وجعل الاخيرة في خدمة الكراهية للولايات المتحدة الاميركية وفي اقصى استخدام للدين في سبيل الموقع السياسي لحزب الله وليس دفاعاً عن الرسول".

ولفت بيضون الى ان "ما قام به حزب الله من تظاهرات جاء لتغييب نتائج زيارة البابا، والاصرار على تظاهرات "شيعية الطابع" لتشديد القبضة وعسكرة الجمهور الشيعي مجدداً بعدما خرج الاخير عن سيطرة حزب الله وبحثاً عن الجمهور، اضافة الى حاجة نصرالله لمخاطبة الاسلام السني بعد 7 ايار وتوابعها، والى التغطية على التصريحات الايرانية التي تفضح حزب الله كجزء من الاستراتيجية الدفاعية الايرانية، اي عكس منطق طاولة الحوار تماما". مضيفاً ان "حركة حزب الله تأتي تعبيراً عن ازمته في تغطية الفشل الحكومي وتأييده لجرائم النظام السوري وانغماسه في الاستراتيجية الدفاعية الايرانية وعزلته العربية والاسلامية".

ووجّه بيضون نصيحة الى "حزب الله" بـ"عدم اعطاء حدث الفيلم التافه والمارق اهمية تاريخية والقيام بأعمال استفزازية واستخدام سيئ للدين، بدل التحاور مع الاسلام السني من أجل مصالحة وطنية مازال يقف ضدها متمسكاً بالحكومة. والانتصار للرسول عليه السلام او دم الرسول لا يخفي الانخراط في دم الشعب السوري". اما الحملة او الحملات الاعلامية الاستباقية ضد الاصوات الشيعية الاخرى فاعتبر بيضون انها "بمضمونها وبمظاهرها تافهة وليس لها قيمة وتعبر عن ازمة حزب الله وحلفائه وفشل التركيبة الحكومية الحاكمة وتغطية ملفات محرجة ومهلكة من مثل ملف تفجيرات سماحة ومملوك والتي لم يدنها حزب الله ويحاول جميل السيد ان يبرئ نفسه منها".

وهنا نص الحوار:

شدد بيضون على ان "اهم ما جاء به الارشاد الرسولي الذي وقعه البابا بنديكتوس السادس عشر كان رسالة واضحة للبنانيين جميعاً وكان من المفترض ان يلتقطها الجميع والرسالة واضحة جداً وتقول بتحرير الدين من السياسة وتحرير السياسة من الدين وهذا الكلام هو ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة. اما الذي فعله حزب الله فهو العكس تماماً من خلال تسييس قضية لها علاقة بالمشاعر الدينية وجعل المشاعر الدينية في خدمة الكراهية للولايات المتحدة الاميركية وما يقوم به حزب الله هو اقصى استخدام للدين في سبيل الموقع السياسي.

وتابع: "من الواضح ان الفيلم المسيء والمارق قد انتجه قبطي مصري سكن في الولايات المتحدة الاميركية وانتج الفيلم بهدف اشعال فتنة بين الاقباط والمسلمين في مصر او الاساءة الى العلاقة المصرية - الاميركية الجديدة. والسيد نصرالله بخطابه الاخير يشكر الله على انه لم تحصل فتنة مسيحية اسلامية، ولكن ما حصل هو عمليات ضد الاميركيين من مثل قتل السفير الاميركي ورفاقه في ليبيا ونقل مشاعر الكراهية الى الولايات المتحدة الاميركية وهذا موقف سياسي وليس دفاعاً عن الرسول عليه السلام واذا كان الدفاع عن الرسول حقيقي فينبغي الوقوف ضد عمليات العنف التي جرت حيث "لا تزر وازرة وزر اخرى"، وما حصل قبيح وسيئ ومدان، ولا يجوز تجنيب المنطقة العربية فتنة ونقلها ضد الولايات المتحدة الاميركية".

تغييب زيارة البابا

واكد بيضون ان "مضمون الارشاد الرسولي لا يتفق مع توجهات حزب الله وما اقدم عليه الحزب محاولة لتغييب مفاعيل زيارة البابا، لا سيما ان البابا اخذ مواقف خلال زيارته لبنان، صحيح انها ليست مواقف عنيفة ولكن تدين النظام السوري وتدعم الشعب السوري في ثورته من اجل الحرية والديموقراطية وحزب الله اراد ان يطمس هذا الموقف للكرسي الرسولي. ثم ان مضمون الارشاد الرسولي متقدم في محاربة العنف والتشدد الديني ولا اقول الاصولية لانها مصطلح فقهي ديني آخر، مثل هذه المواقف لا يقدر ان يهضمها حزب الله ولا يريد ان تبرز الى الواجهة فكانت محاولة السيد نصرالله لتغييب نتائج زيارة البابا.

[ هذا على المستوى العام ولكن ماذا عن المستوى الخاص؟

يجيب بيضون "هناك جملة ملاحظات سياسية في هذا السياق:

الملاحظة السياسية الاولى ان السيد نصرالله اصر على تظاهرات "شيعية الطابع" ولم تتم الدعوة الى تظاهرة وطنية ولا لأي عمل وطني مشترك ما يدل على ان هدف نصرالله الاساس هو تشديد القبضة على الجمهور الشيعي. وقبضة حزب الله كانت افلتت بعدما اعترف بخطابه الاخير بأن الامور خرجت عن سيطرته. واراد الحزب بتظاهراته الاخيرة عسكرة الطائفة الشيعية بعدما ضربها الترهل بعدما دخل الى الحزب فساد الدولة والسلطة وتعويضات حرب تموز وبروز طبقات داخل الحزب غنية وثرية واخرى فقيرة.

[ اذاً كان حزب الله يبحث عن جمهور؟

- لقد كان فعلاً يبحث عن جمهور. وبعد زيارة البابا شعر السيد نصرالله بالحاجة الى مخاطبة الاسلام السني والتعبير عن حاجته للقول انه رمز من رموز الاسلام وقد فقد مصداقيته بعد 7 ايار وما جرى وتوابعها.

هناك حاجة لدى حزب الله لمخاطبة الإسلام السني وحاجة لنصرالله للتواصل مع الربيع العربي وهذا التواصل مقطوع بسبب دعمه للنظام السوري واعتبر نصرالله أن رفع شعار الدفاع عن الرسول منطلقاً للتواصل مع الربيع العربي ومن خلاله يمكن أن يسترجع شعبيته عربياً وإسلامياً.

أهداف تظاهرة "حزب الله"

وحدد بيضون أهداف حزب الله من تظاهراته بهدفين اثنين:

"الهدف الأول: التغطية على التصريحات الإيرانية وهي تصريحات تفضح حزب الله حيث تعتبره جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية وليس له أجندات لبنانية وحيث انكشف المستور من خلال التصريحات وحزب الله الذي يقول عن نفسه أنه مقاومة من أجل الدفاع عن لبنان، يقول عنه الإيرانيون أنه جزء من استراتيجية الدفاع عن إيران. هذا يحرج حزب الله ويربكه ويحرج الشيعة بشكل عام، كما يحرج حلفاء الحزب ولا سيما التيار العوني.

"هالقد صارت الأمور مفضوحة" من جهة تأييد التيار العوني للسياسة الإيرانية والسياسة التي ينتهجها النظام السوري. والأبرز من تصريح الجعفري كان تصريح رحيم صفوي مستشار المرشد خامنئي ومعروفة علاقة حزب الله بالمرشد وولاية الفقيه وتصريح الصفوي واضح جداً "حزب الله سيردّ على إسرائيل بحال ضربت إسرائيل إيران".

هذا يفضح حزب الله. وهذا عكس منطق طاولة الحوار الوطني التي ستبحث الاستراتيجية الدفاعية. فرحيم صفوي يقول بالفم الملآن "حزب الله هو جزء من استراتيجية إيران الدفاعية".

والهدف الثاني من استعراض القوة هو فشل الحزب على مستوى نتائج الانقلاب الذي قام به على حكومة الرئيس سعد الحريري، حكومة الوحدة الوطنية والانقلاب على قوى 14 آذار. وعملياً حزب الله استلم السلطة منذ سنة و9 أشهر والبلد تحت قيادته وهو آيل نحو الانهيار ومندفع بقوة إليه. فشل على جميع المستويات: انهيار سياسي وأمني واقتصادي ومعيشي ذلك ان حكومة ميقاتي هي حكومة عقيمة وهدفها الأساسي التغطية على جرائم النظام السوري وهدف حزب الله بالتالي هو بقاء هذه الحكومة. هذا الأمر ينعكس تذمراً شيعياً كبيراً والأزمة المعيشية تطال أوساطاً شيعية مهمة، تطال معظم الفئات الشيعية ولا سيما أن الإجماع الشيعي مقسوم بين طبقتين لا ثالث لهما: طبقة تتمتع بموارد كبيرة ومدعومة من الخارج وطبقة معدومة على الرغم من أن البلد ممسوك من الحزب وحلفائه".

أداء "حزب الله"

ويلخص بيضون الملاحظات على اداء حزب الله الاخير كلها في نقاط أساسية تتوزع على:

1 تغطية الفشل الحكومي.

2 تأييد جرائم النظام السوري.

3 انغماس الحزب في الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية.

4 العزلة العربية والإسلامية. كل ذلك يجعل حزب الله في عزلة حقيقية داخلية وخارجية ولذلك هو كان يحتاج الى قضية يستخدمها مثل الفيلم السيئ الذكر لمحاولة الخروج من عزلته.

[ وماذا في الخلاصات؟

- يعتبر بيضون أنه يجب عدم القبول والموافقة على الرد على أي عمل استفزازي في تظاهرات من النوع الذي قام به حزب الله وتظاهرات من النوع الذي صار والأعمال الاستفزازية حدها الأقصى 24 ساعة لا أكثر، وهي مدانة وأحداث مارقة مثال الفيلم السيئ فيما التظاهرات والعنف والضحايا والتسييس تعطي هذه الأحداث التافهة أهمية تاريخية.

وهذا لا ينم عن تعاطٍ عقلاني مع الموضوع، والتعاطي القانوني عبر السيد نصرالله نفسه بقانون دولي أو تشريعات تبحث هكذا تفاصيل وليس بتظاهرات تسييس وليس بتظاهرات دينية واستخدام سيئ للدين. مع لفت النظر هنا الى أن القوانين كلها تقوم على احترام المعتقدات وليس الهدف إنشاء محاكم تفتيش حديثة وإرساء مفهوم مضخّم للمقدّس وهذا يفترض بالعقلانية الإسلامية التخلص منه مع التأكيد أيضاً على إدانة الجرائم التي ارتكبت ولا سيما مقتل السفير الأميركي وجرائم أخرى نتجت عن الفوضى والتحريض وللأسف لم تسجل إدانات كثيرة بنفس الحرص على إدانة أي محاولة للتعرض للمعتقدات الدينية، وهذا يعود لأسباب سياسية.

ويضيف بيضون في حديثه الى "المستقبل"، لو أراد حزب الله أن يعبّر عن استنكاره بشكل وطني وليس باستغلال سياسي كان طلب عقد قمة روحية لإدانة الفيلم ومن وراءه، والقمة الروحية أسمى تعبير وطني يدين العمل. فيما فضّل حزب الله أن يأخذ الموقف الشيعي والاستمرار في سياسة الانفراد المذهبي وليس الانفتاح الوطني.

ووجه بيضون نصيحة الى حزب الله مفادها أنه ليكون بمقدوره أن يتحاور مع الإسلام السني عليه أن يقدم في لبنان على مصالحة وطنية لا سيما بعد انقلاباته المتعددة وإساءاته وحلفائه للوحدة الوطنية سواء في أحداث 7 أيار أو انقلابه على الوحدة الوطنية وإعطائه انطباعاً للخارج باستهداف الطائفة السنية، وعلى حزب الله أن يقوم بما يتوجب عليه من مثل تلك المصالحة التاريخية والتي ما يزال يقف ضدها بتمسكه بحكومة ميقاتي. ثم نصيحة أخرى لحزب الله وهي أن الانتصار للرسول ولدم الرسول لا يخفي الانخراط في دم الشعب السوري والموقف الحقيقي للحزب يبدأ من هنا، من أن يبرئ نفسه من دم الشعب السوري.

وهل هذه العزلة التي يعانيها حزب الله تفسر الحاجة الى تهجمات إعلامية ضد شخصيات شيعية لا ترى بالضرورة ما يراه حزب الله؟

يؤكد بيضون أن هذه التهجمات لا قيمة لها ومجرد استخدام رخيص للإعلام وتعبر عن فشل التركيبة الحكومية الحاكمة وحزب الله قدم تركيبة حكم فاشلة ويريد أن يغطي على هذا الفشل، إضافة الى التغطية على ملف محرج ومهلك لحزب الله هو ملف ميشال سماحةو علي مملوك، مما دفع بجميل السيد لمحاولة أن يبرئ نفسه منه، ذلك أن صمت حزب الله عن مخطط التفجيرات وعدم إدانتها هو إدانة لحزب الله نفسه وما يحاول القيام به بحملات إعلامية ضد شخصيات شيعية هو حملات استباقية ضد الآخرين الذين يمكن أن يدينوا الحزب والحملة بمضمونها ومظاهرها تافهة وليس لها أي قيمة والسؤال المطروح "هل الإعلام اللبناني تحول الى أدوات تحريض على الكراهية والقتل للرأي الآخر؟، متسائلاً عما إذا كان هذا الإعلام بحاجة للتحرك لتنقية نفسه؟

رهان عون

وعن رأيه بكلام الجنرال عون الأخير، اعتبر بيضون أن كلام الجنرال عون صار أقرب الى الهذيان منه الى الكلام السياسي، والجنرال عون انتهى وآخر رهاناته على النظام السوري وهو رهان فاشل بالضرورة.

وعن رأيه بطاولة الحوار الخميس اشار بيضون الى موقف رئيس الجمهوية ميشال سليمان بخصوص موضوع الاستراتيجية الدفاعية وبأن تكون امرة السلاح للجيش مع الاستفادة من سلاح حزب الله باعتباره فقط للدفاع عن لبنان، مع التأكيد على هذه الجملة "الدفاع عن لبنان" وليس الدفاع عن النظام السوري أو النظام الايراني، وهذا الأخير هو الاب الحقيقي لحزب الله وعملياً مع التصريحات الايرانية الأخيرة يمكن القول ان الايرانيين انهوا هم طاولة الحوار!. أما موقف الرئيس سليمان الأخير وطلبه توضيحاً من السفير الايراني فهو موضوع يجب ان تواكبه قوى 14 آذار بحركة كبيرة وكثيرة وعلى عدة مستويات لتأكيد الموقف معه من ان اي سلاح على الارض اللبنانية خدمة للخارج هو سلاح غير مقبول، والأمر يحتاج الى تحريك كل فئات الشعب.

اما لجهة مشاركة حزب الله في طاولة الحوار المقبلة فيرى بيضون ان حزب الله ملزم بالمشاركة وهو بموقع الاتهام والادانة وسيحاول تبييض وجهه ولكن من الواضح ان موقف الرئيس سليمان متناقض تماماً مع الموقف الايراني.

موقف سليمان

وشدد بيضون على موقف الرئيس سليمان الذي يحاول ان يعكس موقفاً دستورياً وقانونياً فيما كان سابقاً يحاول ان يعكس ميزان القوى وحيث اكتشف ان الاستمرار بميزان القوى السابق هو نهاية للبنان وهو الآن يعكس ما يقوله الدستور وهذا يحتاج الى قوة شعبية والى حاضنة قوى 14 آذار من مثل ان تكون مرجعية الحوار المقبل على طاولة الحوار هي الدستور ولن يكون بمقدور أحد ان يقف ضد مرجعية القانون والدستور. والا يكون سلاح الحزب اعلى من الدستور وليس المطلوب الصدام مع سلاح الحزب، بل الاستفادة من سلاحه وان يكون هذا السلاح بأمرة الجيش.

واستغرب بيضون كيف ان بلداً مثل ايران يعد 75 مليونا ولديه طاقات هائلة ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، ولا يريد الدفاع عن نفسه على اراضيه والمطلوب تدمير لبنان، وهل يقبل جمهور الجنرال عون بتدمير لبنان للدفاع عن إيران؟

أما بخصوص بقاء الحكومة فيشير بيضون الى ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصراحة. سقوط هذه الحكومة يعني هزيمة لبشار الأسد وحزب الله لا يتحمل في هذه المرحلة هزيمة لبشار الأسد ولذلك هو يربط مصير لبنان بمصير بشار الاسد وهذا ما يصل بالبلد الى الانهيار. ومجدداً النصيحة لحزب الله بأخذ مسافة من النظام السوري وفتح حوار مع المعارضة السورية.

أما اذا بقي الاسد والحكم وهذا امر مستبعد فحزب الله لن يسمح باجراء انتخابات برلمانية لا سيما وان الأفرقاء الحاليين غير قادرين على الاتفاق على قانون انتخاب وستبقى الأمور على ما هي عليه.

بري ليس لاعباً رئيسياً

وعن موقف الرئيس بري ومواقفه الأخيرة التي لاقت تجاوباً من البعض، أكد بيضون رأيه بأن الرئيس بري ليس لاعباً رئيساً وهو بيد حزب الله وليس هو الذي يعطي موقفاً وهو يتبع، وخطابه الأخير من 31 آب وكلامه انه شيعي الهوية وسني الهوى، والذي بهرت كلماته الرئيس فؤاد السنيورة وللمرة الأولى ينزلق الرئيس السنيورة الى هذا المطب، فهو كلام ذو مضمون سيئ وهو بدل ان يقول بالهوية اللبنانية يقول بهوية شيعية وأي عمق عربي بهذا المعنى وهو رئيس لمجلس النواب على مدى 20 عاما اما كلامه انه "سني الهوى" فالسؤال ماذا فعلت في 7 ايار لتكون سني الهوى والرئيس بري مستولٍ على السلطة بسياج من الحكي والأوهام.

انزلق الرئيس السنيورة للمرة الأولى ربما متأثراً ببعض المحيطين وبنتيجة ضغوط ما عليه والاختيار الحقيقي امام الرئيس بري ليس بعيداً فقوى 14 آذار تقدمت وعلى رأسها تيار المستقبل باقتراح قانون لتعليق العمل بكل اتفاقيات الاخوة والتنسيق مع سوريا استنكارا لمخطط النظام السوري بتفجير لبنان. هل سيفتح المجلس النيابي الطريق لاقتراح القانون؟ ام سيعمد الرئيس بري، وهو الأرجح، الى ااقفال المجلس سنة ونصف سنة جديدة كما حصل في مسار المحكمة الدولية؟

واعتبر بيضون ان الرهان على الرئيس بري ليس بموضعه مطلقا واي تغيير حقيقي لن يبدأ به ومعه وهو موجود في السلطة لتعطيل البرلمان ولصالح نظام ميليشيوي وليس نظاما برلمانيا والدليل مجلس النواب عقد في 9 اشهر جلستين فقط، وهذا دور الرئيس بري على مدى 20 عاما تعطيل مجلس النواب والمؤسسة البرلمانية وتعطيل النظام حتى يحكم لبنان من الخارج وهو لطالما اعتبر نفسه ان كلمة السر السورية موجودة عنده، وهو صاحب نظرية "السين سين" وقد اجبر قوى 14 آذار والرئيس سعد الحريري على اللجوء الى سوريا لحل مشكلة داخلية وهو في كل ممارساته يحتقر عمل المؤسسات لصالح ترك ادارة الدولة للخارج. أما الرئيس ميقاتي فهو جزء من تقطيع الوقت حتى لا يطال الانفجار السوري لبنان والرصيد الذي يأخذه ميقاتي خارج لبنان ليس لانجازاته او احترام منجزاته بل لأنه جزء من عملية انتظار، اذ اي حكومة بقيادة 14 آذار قد تتسبب بنظر الغرب بمزيد من الاسى في لبنان والأفضل في هذه المرحلة ميقاتي لعدم تفجير نسبي في البلد.