هذه الحكومة هي الأفشل بتاريخ لبنان.. ولم نقم بحشد جماهيري في 14 آذار بسبب دقة الوضع الحالي"

جعجع: لا أفتخر بمواقف الراعي التي تضع المسيحيين بخطر.. وسقوط النظام السوري مسألة وقت 

لبنان الآن

الاثنين 12 آذار 2012

 

 

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ثمة ترابطاً بين ثورة الأرز والثورة السورية، والشعب السوري كان يرزح تحت نير النظام السوري، وعندما وجد الفرصة مؤاتية بعد ثورة تونس أخذ قراره"، معتبرًا أن "هناك ظاهرة تاريخية في سوريا ولا يمكن لإنسان عاقل إلا أن يأخذ موقفاً معيّناً"، وقال: "لا يمكن إغماض أعيننا، والقول إننا مع سياسة المحاور، لأن ما يجري في سوريا أبعد بكثير من سياسة المحاور، بل هي ثورة شعب يجب إعطاء الرأي بها، وثمة مسؤولية أخلاقية تجاه ما يجري بعيداً من السياسة أمام ما يتعرض له الشعب السوري"، مشيرًا إلى أن "ثمة من اعتبر أن دخول الجيش السوري إلى بابا عمرو نقطة فاصلة لكن بالعكس شكّل ذلك نقطة سلبية على النظام، فالمارد الذي يخرج من القمقم لا يمكن إعادته إليه والنظام "يغمّق جورته بيده".

 

جعجع، وفي حديث إلى قناة "mtv"، أضاف: "الثورة السورية ليست انقلاباً مسلحاً وبالتالي العمليات العسكرية لا تحسم، ولهذا فإن الثورة لم تتوقف بعد دخول بابا عمرو، لأن الشعب أخذ خياره، ويجب أن نتذكر كيف بدأت الثورة وكيف توسعت تدريجياً، ولدينا أقله 70 او 80% من الشعب السوري لا يريد هذا النظام"، مؤكدًا أن "الثورة في سوريا لا يمكن أن تتوقف، وللأسف دخلت عوامل خارجية عليها، وهذا سيزيد المسألة السورية تعقيداً، لكن لا يمكن أن تعود الثورة السورية الى الوراء، فجُلّ ما في الأمر أنّها مسألة وقت، وللأسف العامل الخارجي يؤثّر على الثورة وستكون مكلفة جداً لكن الأمور ستنتهي"، ومشددًا على أن "العرب معنيون بالعمق بما يجري بسوريا، ومجلس التعاون الخليجي معني بالعمق في الأزمة السورية واحتمال وصول السلفيين إلى الحكم في سوريا يكبُر كلما طالت الأزمة".

 

إلى ذلك، قال جعجع: "لقد توقفت كثيراً عند تصاريح البطريرك (الماروني مار بشارة بطرس) الراعي (في حديث إلى وكالة "رويترز") ولا أخفي أن تصريحه عن "الشتاء العربي" أقام ثورةً بداخلي لأنه "يعزّ علي" ما يجري جداً، وبرأيي أن الراعي في تصريحه يحوّر كل تاريخنا ولا أجد نفسي ولا بأي شكل أوافق هذا الأمر ولا أفتخر به، وتصريح البطريرك الأخير مؤيد للنظام السوري ويدعم بقاءه في الحكم"، موضحًا أن "قراءة البطريرك تختلف عن قراءة 99% من البشر من ضمنهم الفاتيكان حيث حض البابا (بنديكتوس السادس عشر) النظام على الإعتراف بطموحات الشعب السوري كذلك اتهام سفير الفاتيكان (في دمشق ماريو زيناري) قوات النظام السوري بإطلاق النار على الأطفال"، وسأل: "ألا يعرف الراعي أن أكثر من نصف المسيحيين ضد النظام وهذا النظام "قص ظهر المسيحيين"، مشددًا على أن "مواقف الراعي تضع المسيحيين في موضع الخطر"، وسأل أيضًا: "الإرشاد الرسولي يحضّ على الحوار مع المسلمين فأين الراعي من هذا الموضوع؟".

 

وإذ تابع: "ثمة آلاف القتلى بيد (الرئيس السوري بشار) الأسد ولدينا مئات المعتقلين في سجونه منهم بطرس خوند"، سأل جعجع: "فهل ثمة نظام ألحق بنا 1 بالأف مما ألحقه بنا النظام السوري؟ وأي نظام سلفي سيفعل بنا كما فعله النظام السوري؟"، وأضاف: "على الأقل هذا النظام السوري قتل (رئيس الجمهورية السابق) بشير الجميل و(رئيس الجمهورية السابق) رينيه معوض وشبابنا، فهل سيقوم أي نظام سيأتي بأسوا من ذلك؟"، وأردف: "هذا الموقف (للراعي) ليس مشرفاً ويضر بنا بكل تاريخنا ويدمي القلب، فموقع كموقع بكركي (مقرّ البطريركية المارونية) أين كان وأين أصبح، وعلى الراعي أن يبدّد الإنطباع الذي أخذ عنه بأنه إلى جانب النظام ويجب عدم ربط الموقف من سوريا بما يحدث للمسيحيين في اماكن اخرى"، وسأل "ما الذي يجبر الراعي على هذه التصاريح"، مستشهداً برئيس الجمهورية ميشال سليمان عند بدء الأزمة السورية، فقال إن "الرئيس سليمان أخذ موقفًا مقبولاً ومنطقيًا بالنسبة إلى الأزمة السوري، ومواقفه (سليمان) العلنية مهمة، وكذلك (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي أخذ مواقف مهمة بالنسبة إلى الأزمة السوري والكل يعرف العلاقات العائلية (لميقاتي) مع النظام، وأنا متعجب مما يقوله الراعي ولماذا لا يتحدث مثل الفاتيكان، والمسألة ليست مسألة موقف سياسي فهذا له علاقة بصورة بكركي". 

 

وفس السياق ذاته، سأل جعجع: "هل يعقل أن أكثرية الدول العربية والعالم بأسره لديها موقف تجاه الأزمة السورية؟ وهل يعقل أن مواقف الراعي هي كمواقف (رئيس حزب "التوحيد" وئام) وهاب و(رئيس حزب "البعث") فايز شكر وروسيا والصين ما هي المبررات لذلك؟"، وقال: "إذا تناولنا مسألة الحسابات فإن أكثرية الدول العربية المؤثرة والدول العالمية نرى ما هو موقفها (أي ضد النظام)، وكيف ما "برمت" القصة مسألة وقت لسقوط النظام، وجرى حوار في مرات عدة مع البطريرك في هذا الأمر، وأحزن على البطريرك وموقع بكركي وعلى صورة الموقع بأسره وصورة الكنيسة"، سائلاً: "ماذا سنقول للأجيال التي ستأتي عن موقف البطريرك بشأن تأييده للنظام السوري؟". 

 

وعن موقف الحكومة اللبنانية بالنأي عن النفس عن الموضوع السوري، أجاب جعجع: "موقف الحكومة عملياً لم يكن النأي بالنفس، فلا يوجد أي اجتماع بجامعة الدول العربية إلا وأخذ وزير الخارجية عدنان منصور موقف سوريا"، وأضاف: "عملياً العراق هو من ينأى عن النفس وآخر الشهر هناك قمة عربية (ستُعقد في العراق) ولم يدعُ العراق سوريا لحضورها وربما يذهب الراعي الى العراق ليقنعهم بأن سوريا ديمقراطية ويجب دعوتها"، معتبرًا أن "سياسة النأي بالنفس منطقية إنما يجب أن تكون نأيًا بالنفس فعلاً"، وقال: "أنا لا أطلب من الحكومة دعم الثوار (السوريين) إنما التعامل وفق المقاييس الدولية في هذا الخصوص ونقطة على السطر، فبعض الأجهزة تتعامل على أن دخول اللاجئين السوريين هو دخول خلسة الى لبنان، "شو هالمزح هيدا؟"، مشددًا على أن "الموقف الرسمي اللبناني يجب أن يكون محايداً ويأخذ بالاعتبار القوانين اللبنانية والدولية". وسأل: "أين هم آل جاسم؟" في إشارةٍ إلى الإخوة الأربعة من آل جاسم المعارضين السةوريين المخطوفين، معتبرًا أن "هذا الأمر لا يجوز"، ومؤكدًا أن المعارض السوري شبلي العيسمي "ثمة أجهزة لبنانية شاركت بخطفه والملفات لدى القضاء العسكري و"يا عيني على القضاء"، وقال: "أنا لا أتهمهم بل التحقيقات اتهمتهم".

 

وعلى صعيدٍ آخر، وحول ما يُقال عن ارتباط جولته (جعجع) العربية بالسعي للوصول إلى رئاسة الجمهورية، علّق جعجع بالقول: "وصولي إلى قصر بعبدا (في إشارةٍ إلى موقع رئاسة الجمهورية) لا يمرّ عبر كردستان، وبالتأكيد هذا غير صحيح، وأنا دائماً أزور قطر والسعودية وغيرها من الدول العربية، وبالتالي جولاتي العربية ليست جديدة ولا علاقة لذلك برئاسة الجمهورية"، مشيرًا إلى أن "موقع 14 آذار أصبح كبيراً عربياً، وحزب "القوات اللبنانية" بات معروفًا"، وأردف: "أما اعتراض البعض على زيارتي إلى كردستان كان لأننّي لم إذهب إلى بغداد أيضاً". وقال: "الرئيس سعد الحريري "لن يزعل" إذا وصلت الى رئاسة الجمهورية بالتأكيد، لكن لا يجب تحميل جوابه على (موقع التواصل الإجتماعي) "تويتر" (حين قال إنه مع ترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية) عن الموضوع أكثر مما يحمل".

 

وفي السياق ذاته، لفت جعجع إلى أن "البيان الذي أصدره أحد النواب في كردستان ياسين نجيب، كُتب في لبنان من الشباب في "حزب الله" والتيار العوني، ومرّ عليَّ في معراب نائب عراقي من كتلة النائب نفسه قال لي إنّ نجيب هو كوئام وهاب يصرح كيفما كان"، وأضاف: "لم ألتقِ (رئيس "المجلس الوطني السوري") برهان غليون في كردستان، وعندما وصلت أنا لهناك كان قد ترك الإقليم"، وسأل: "ثم أين المشكلة لو اجتمعنا مع أركان المعارضة السورية؟"، متابعًا: "لكن هذه اللقاءات لم تتم حتى الساعة، بالرغم أن موقفنا ممّا يجري في سوريا واضح، لكن نحن لا نتدخل بالأزمة السورية وموقفنا المبدئي السياسي واضح".

 

إلى ذلك، أشار إلى أن "رأي مفتي السعودية (الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ) من الكنائس (بأن هدم الكنائس واجبٌ) لا يمثل موقف القيادات السياسية"، وقال: "رأينا أن الملك السعودي (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) التقى البابا والسعودية اليوم تموّل مركزًا لحوار الأديان"، وأضاف: "لنقرأ موقف وثيقة الأزهر التي تتحدث عن المساواة وأن لا إكراه في الدين وتجريم أي مظهر للإكراه الديني، ووثيقة الأزهر فتحت الباب لتحسين وضع الأقباط في مصر".

 

وبالنسبة إلى الوضع اللبناني الداخلي، قال جعجع: "إشتكوا (الفريق الآخر) من الصرف خارج الموازنة، وأضع إصبعي بعين كل من يقول لا، ثمة موازنات في المجلس النيابي منذ 2006 حتى 2010، فأين هي موازنة 2011؟"، وتابع: "نحن مع قوننة كل ما صرف من خارج الموازنة منذ 2006، وهم صرفوا من خارج الموازنة وأرادوا قوننة 8900 مليار ليرة (التي صرفتها الحكومة الحالية) في سنة فيما يعيرون صرف 11 مليار (الذي صرفته الحكومات السابقة) في 4 سنوات"، مضيفًا: "إذا أردتم قوننة الـ8900 مليار يجب قوننة الأموال الاخرى". وأردف: "ليدققوا بقدر ما شاءوا، نحن مع كل التدقيق والمحاسبة".

 

ومن جهةٍ أخرى، رأى جعجع أن "هذه الحكومة اسراتيجياً هي حكومة اللون الواحد لكن تكتيكياً ليست كذلك"، معتبرًا أن "أكثر حكومة صنعت الفساد في مجالات عديدة هي هذه الحكومة فهي أفشل حكومة وأسوأ حكومة في تاريخ لبنان". وأضاف: "الوزير (التنمية الإدارية لشؤون الدولة) محمد فنيش لم نسمع ملفات فساد معه في وزارة الطاقة حين كان وزيراً فيها، أما هذه السنة فرأينا ما جرى ولقد جرت الأمور "على عينك يا تاجر" والأمر نفسه في تلزيمات الكهرباء، فأين الهيئة الناظمة للكهرباء وغيرها؟"، مؤكدًا أن "الكهرباء بأسوأ أيامها الآن". وتابع، في سياقٍ منفصل: "وزير العمل السابق شربل نحاس صدّق أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون إنسان مبدئي، وظنّ أنه سيقف معه، لكنه عقد صفقة في نهاية المطاف و"طيّره"، مشددًا على أنه "في ملفات الأجور والكهرباء وغيرها تبيّن أن كل هذه الحكومة مهزلة". وأردف: "تكتل "الإصلاح والتغيير" يريد كل المواقع المسيحية من حصته الحزبية". 

 

جعجع الذي أشار إلى أن من غير الصحيح أن (إمام مسجد بلال بن رباح) الشيخ أحمد الأسير طلب منه موعدًا في معراب (مقرّ إقامة جعجع)، قال: "أنا سياستي مختلفة عن سياسته (الأسير) لكن كل شخص حر ونحن بعيدون كل البعد عن هذا المنحى".

 

ورأى جعجع أن "موقف ميقاتي بشأن تعليق مسألة كتاب التاريخ جيد"، وأضاف: "قوى "14 آذار" كلها أخذت المبادرة بشأن هذا الموضوع وشكلنا لجنة برئاسة (وزير التربية السابق) حسن منيمة وجرت اتصالات، وكنا نحضر لتظاهرة في 21 آذار (من أجل كتاب التاريخ) لكن تم التوصل إلى حل ونحن راضون عن ذلك"، مشيرًا إلى أن "العلاقة مع رئيس الجمهورية عادية والتواصل مستمرّ معه".

 

وأضاف: "بالوسائل السياسية سنحقق سياستنا وإذا أراد "حزب الله" مواجهتنا فليفعل، وأشك في بقاء هذه الحكومة حتى انتخابات 2013، وضميرنا لا يسمح لنا بإسقاط الحكومة في هذه اللحظة لكن سيحين الوقت لإسقاطها ولا يمكن للأوضاع في البلد أن تبقى كذلك"، مشددًا على أن "الإنتخابات النيابية عام 2013 ستتم بالتأكيد ويجب أن تتم". وقال: "نحاول توسيع قواعدنا في المناطق وهدفنا ليس فقط انتخابي ونحن حريصون على قواعد حلفائنا بالقدر نفسه بالحرص على قواعدنا"، متابعًا: "في موضوع قانون الانتخابات نتابع مشاوراتنا مسيحياً ومع تيار "المستقبل" لإيجاد قانون الإنتخاب المناسب، ولكن بكركي لم تعد مظلة شاملة ولست متشائمًا بالوصول إلى قانون إنتخابي يرضي اللبنانيين"، لافتًا إلى أن "ثمة تقصير من قبل وزارة الخارجية في حق المغتربين بالتصويت". 

 

وعن المحكمة الخاصة بلبنان، علّق بالقول: "مجرد وجود تلازم بين جرائم حكماً سينتقل الاتهام من أفراد إلى مجموعة أشرار، والأمر لم يعد على مستوى فردي لأن الجرائم بداً أنها مترابطة ولا أحسد "حزب الله" على مواقعه وأسهل طريقة هو مواكبة العملية القضائية كما هي"، مشيراً إلى أن (وزير العمل) سليم جريصاتي هو عضو في هيئة الدفاع عن المتهمين" الأربعة بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسأل: "هل يمكن لجريصاتي ان يكون في هيئة مكتب الدفاع في المحكمة ويكون وزيراً؟"، معتبرًا أنه "ليس لمصلحة "حزب الله" عدم مواكبة العملية القضائية والإكتفاء بإطلاق التصاريح". وقال: "أسقطوا (الفريق الآخر) الحكومة (السابقة) على أساس ملف الشهود الزور (في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري) لكن أين هو هذا الملف، فما يظهر اأه ملف غير موجود وكل الهدف منه كان إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري".

 

إلى ذلك، أكد جعجع أن قوى "14" آذار" لن تنزل إلى الشارع ولكنها لن تغيب وسيُقام الإحتفال في "البيال"، وقال: "نحن لم نقم بحشد جماهيري بسبب دقة الوضع الحالي ونحن مرتاحون لوضعنا الجماهيري، والخطر الأمني أخف اليوم ولكن لا هدف عمليًا لحشد الجماهير".

 

وبالنسبة إلى الأزمة بين "القوات اللبنانية" ورئيس مجلس إدارة قناة "lbc" بيار الضاهر حول ملكية القناة، قال جعجع: "سنكمل الموضوع حتى النهاية في القضاء، وأذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد قال للرئيس سعد للحريري إن الـ"lbc" خط أحمر، وقوى 8 آذار تقاتل ضدنا في قضية "lbc"، ولن نتنازل عن ممتلكاتنا ومن ضمنها المحطة". وختم بالقول: "حين تركت "القوات" الـ"lbc" أصبح (اللواء السابق) جميل السيد يعدّ نشرة أخبارها، والـlbc الآن مأخوذة من قبل قوى 8 آذار أما على أيام "القوات" كانت شاملة وهذا نمط "القوات" في التعاطي".

 

(رصد NOW Lebanon)