رئيس تحرير "الشراع" اللبنانية في مقابلة مطولة مع جريدة السياسة

من سيدرج أسماؤهم في القرار الاتهامي ربما سيذهبون إلى إيران وسورية ويختفون 

التسوية على المحكمة الدولية تبدأ بالتفاوض على سلاح حزب الله

 تأجيل صدور القرار الظني هو التسييس وليس غير ذلك

المجتمع الدولي يرى ان لبنان غير قادر على تحمل مثل هذا الزلزال السياسي

القرار الظني وُضع قبل تسعة أشهر وأسابيع قليلة تفصلنا عن إعلانه

حزب الله ربما يكون أداة في جريمة الاغتيال وإذا جيء بمن نفذوا العملية الآن لن يعرفوا من قتلوا

التسوية تبدأ من سلاح "حزب الله" وإيران لن تدفع من حسابها في المحكمة الدولية

حزب الله أظهر الكثير من العداء للرئيس رفيق الحريري حتى بعد استشهاده رغم الخدمات التي قدمها للحزب

أكثر من نصف اللبنانيين يرون بسلاح المقاومة ورقة ضد لبنان وليس في مصلحته

 

اجرى الحوار - حسن عبدالله: السياسة/13 كانون الأول/10

 يقول رئيس تحرير مجلة "الشراع" اللبنانية حسن صبرا ان القرار الظني في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري وضع قبل نحو تسعة اشهر, وان اسابيع قليلة تفصلنا عن اعلانه رسمياً وان كان لا يتوقع ان يقدم "حزب الله" على اي عمل امني حتى لا يغطي على جريمة باخرى, فانه يعتبر ان هذا الحزب ربما كان اداة في عملية الاغتيال هذه.

حسن صبرا المقيم حالياً في القاهرة لاسباب امنية, كان تعرض لمحاولة اغتيال عام 1987, وهو يقول ان اي تحقيقات رسمية لم تجر وقتذاك, لكن الذين حاولوا اغتيالي لجأوا الى المستشارية الثقافية الايرانية التي لم تكن تبعد سوى امتار قليلة عن المكان الذي جرت فيه محاولة الاغتيال, وهذا الصحافي الناجي باعجوبة من المحاولة الأولى قال له بعض الامنيين عندما بدأت موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان في السنوات الاخيرة اننا لا نستطيع حمايتك, كما يقول في حديث اجرته معه "السياسة" اثناء زيارته الاخيرة الى الكويت, واذا كان لا يخفي صبرا على هامش الحديث ان مجلته تعاني من ازمة مالية حادة, الا انه لا يتراجع عن مواقفه السياسية لانه يعتبر نفسه ضد المشروع الايراني الرامي الى اثارة الفتن الطائفية في العالم العربي, ويعلق على ذلك بالقول ان ايران نجحت في ما فشلت فيه اسرائيل طوال 62 سنة.

 

عن توقعاته وتحليله لمرحلة ما بعد القرار الظني يتحدث حسن صبرا في هذا الحديث, فالى نص الحوار:

 

لماذا انت مقيم خارج لبنان منذ سنوات؟

منذ يونيو العام 2005 انا مقيم خارج لبنان, وذلك بسبب استشعار الخطر, فقط المرة الوحيدة التي زرت فيها لبنان كانت يوم استشهاد الزميل جبران تويني, ويومذاك اتصل بي بعض الاصدقاء مهنئين بالسلامة لان للوهلة الأولى قيل ان من قتل هو حسن صبرا, وكثير من الاصدقاء والزملاء حذروني بالاضافة الى عدد من الامنيين الذين قالوا لي اننا لا نستطيع توفير الحماية لك لأنني لم اعتد التحرك في ظل حماية امنية.

 

هل وجهت اليك تهديدات دفعتك لمغادرة لبنان؟

قبل مغادرتي لبنان لم اتعرض للتهديد لكن بعد مغادرتي وبعد ما كتبته في مجلة "الشراع" وجهت الي تهديدات وبكل الوسائل.

 

أتعرف الجهة التي هددتك؟

لا, لكن من نفذ كل الاغتيالات في لبنان من جهة واحدة ضد جهة واحدة, ولذلك فانا من الناس الذين عليهم الحذر, من جانب معين, وهو المتهم حتى الآن, او الذي سيتهم بكل الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان, واقله ما جرى منذ العام 2004 وحتى الآن.

 

تعرضت سابقاً لمحاولة اغتيال, فهل عرفت الجهة التي نفذت هذه المحاولة او كشفت التحقيقات عن شيء في هذا الشأن؟

  اولاً لم يجر التحقيق في هذه المحاولة, حتى الذين اغتالوا كمال جنبلاط لم يجر التحقيق بشأنهم وكل ما قيل في هذا الشأن هو كلام سياسي.

ان ما اعرفه وبالواقع الملموس ان الذين حاولوا اغتيالي هربوا الى المستشارية الايرانية التي كانت تبعد امتاراً قليلة عن المكان الذي وقعت فيه محاولة الاغتيال وهذه المستشارية هي مقر الاستخبارات الايرانية, ومنذ ذلك الوقت لم يتغير اي شيء, فلا هم غيروا موقفهم ولا انا غيرت موقفي منهم, وحسب زعمهم يرفضون حتى قراءة مجلة "الشراع" وانا عدو للمشروع الايراني في لبنان والمنطقة ككل.

عام 1979 رافقت الامام الخميني على الطائرة نفسها في رحلة عودته من باريس الى طهران على امل ان ايران الجديدة ستقف الى جانب القضايا العربية, لكنها رسمياً وقفت ضد العرب, فالمشروع الايراني الان عنوانه تصدير الثورة ولكن جوهره هو الحلول مكان العرب واحتلال ارض العرب لان طهران تعتبر ان هذه الارض هي ارض الرجل المريض, وتريد الحلول مكان الرجل المريض تماماً كما فعلت الدول الاوروبية مع الامبراطورية العثمانية, مع الفارق النوعي بين الطرفين, اذ اصبح لايران ناسها في الدول العربية, وقد عملت ايران على تفكيك النسيج العربي الواحد الذي لم يكن ابداً على النحو الذي هو عليه الآن.

في لبنان مثلاً لم نعش ابداً هذه الفتنة السنية - الشيعية والتربص والتسلح والخوف والترعيب الذي يجري الان, ولذلك لا امكانية ابداً للقاء بيننا وبين المشروع الايراني الى ان تغير ايران نهجها السياسي.

ملخص القول, ان ايران نجحت في ما فشلت فيه اسرائيل طوال 62 عاماً من محاولاتها اثارة الفتنة الطائفية.

 

أترى من خلال مطالعاتك ومعلوماتك ان الوضع اللبناني يتجه الى الانفجار او الحفاظ على الوضع كما هو عليه الان؟

اريد ان اجيب على هذا السؤال بالمنطق, إذا وجه الاتهام ل¯"حزب الله" انه شريك في قتل رفيق الحريري, وهو ليس وحده, وحتى اذا كان الاتهام لافراد, فان المتهم بجريمة قتل لا يدافع عن براءته بارتكاب جريمة ثانية, وبالتالي اذا كان سيتهم "حزب الله" بالجريمة فعلية إثبات براءته بالوقائع عملياً, أكان بعدم وجود مصلحة له في الجريمة, او بعدم وجود خلاف مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري, ويقبلها المنطق والقانون والقضاء, ولهذه الغاية اعتقد ان "حزب الله" لن يقدم على شيء في المجال الامني, انما التهديدات السياسية العلنية والترويع والارهاب السياسي هذه متوقعة, ولكن عملية على غرار ما حدث في السابع من مايو عام 2008 لن يقدم على ذلك.

"حزب الله" يرى ان من مصلحته الاستمرار والترويع والارهاب السياسي لتحقيق مكاسب سياسية, فمثلاً هو يعتبر ان الحكومة او بالاحرى "تيار المستقبل" اذعن للمطالب السورية فلماذا لا يذعن هذا التيار لمطالب "حزب الله"؟

 

حسب معلوماتك او قراءاتك هل تعتقد ان "حزب الله" هو من اغتال الرئيس رفيق الحريري او شارك في هذه الجريمة؟

عندما يعلن السيد حسن نصرالله انه يعرف ان القرار الظني موجود منذ العام 2008 وبقي صامتاً طوال تلك الفترة فالسؤال هنا: لماذا اثار هذا الامر في الاشهر الثلاثة الماضية؟ فما الذي تغير منذ العام 2008 حتى الان حتى يعلن السيد نصرالله ان هناك نية لاتهام "حزب الله" في مشاركته باغتيال الرئيس رفيق الحريري, هذا امر. الأمر الآخر, ان كل القوى الامنية التي كانت موجودة على الساحة اللبنانية والنظام السوري واجهزة الامن اللبنانية التابعة للنظام السوري, وبالتحديد قادة هذه الاجهزة الضباط الاربعة, واجهزة امن "حزب الله" على اختلافها كلها توجه اليها الاسئلة عما ماذا فعلت اولاً لحماية رفيق الحريري, ثانياً لمنع حدوث الجريمة, ثالثاً التضليل الذي حصل بعد وقوع الجريمة, رابعاً: لماذا هذا الصمت طوال اربع سنوات, كل هذا يثير التساؤلات في اي مناقشة منطقية لهذه القضية.

انتم تملكون القوة الفعلية في لبنان وكان "حزب الله" من اوائل الناس الذين وصلوا الى مكان الانفجار, وانتم تعرفون دقائق الامور في لبنان فكيف غفلتم عن تدبير هذه العملية الارهابية, ثم لماذا هذا الصمت عن كل الملابسات التي تثير الشبهة بعد الاغتيال, وازالة كل اثار الجريمة؟

ثم تبني اعلام "حزب الله" ان احمد ابوعدس و"القاعدة" من نفذ العملية, وبعدها وطيلة اربع سنوات التزموا الصمت, وعندما بدأ الحديث عن ان "حزب الله" هو من ارتكب جريمة الاغتيال وجه الحزب اصابع الاتهام الى اسرائيل كل هذا يثير التساؤلات.

على كل حال لم يتبق هناك وقت طويل حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وتكشف الحقائق كافة.

 

متى تتوقع ان يصدر القرار الظني؟

في غضون اسابيع قليلة اتوقع ان يصدر هذا القرار, كان سيصدر سابقاً ولكن ذلك تأجل وهنا التسييس وليس في القرار الظني, التسييس في اظهار المجتمع الدولي, وكأنه خائف مما قد يحدث في لبنان وبناء عليه يكون التسييس في تأخير اصدار القرار الظني.

معلوماتنا ان القرار الظني موجود منذ نحو تسعة اشهر, ومضمونه اصبح معروفاً للدول الكبرى, وهذا ما دفع بنصر الله او غيره للحديث عن توجيه اتهامات.

المجتمع الدولي يرى ان لبنان غير قادر على تحمل مثل هذا الزلزال السياسي او الامني اذا حصل, اذ يمكن ان يستغل هذا الامر لتدمير لبنان تحت عنوان المعادلة التي اعتمدها "حزب الله" اما الاستقرار واما العدالة, اي اذا اردتم العدالة فلن تروا الاستقرار, الغوا العدالة نوفر لكم الامن, وهذه المعادلة تدميرية بكل معنى الكلمة لان لا  امن ولا استقرار من دون عدالة.

 

ما مصلحة "حزب الله" في اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

يمكن ان يكون "حزب الله" اداة وانا هنا اتحدث عن استنتاجات سياسية, فمثلاً ان الذين دفعوا لقتل الرئيس رفيق الحريري قالوا للقتلة ان رفيق الحريري ينفذ مؤامرة على العراق بالتواطؤ مع اياد علاوي وهم استندوا الى معلومة حقيقية في هذا الشأن, وهي ان علاوي والحريري كانا يتناقشان بوضعي لبنان والعراق, ومما قيل في هذا الشأن ان الرئيس الحريري نصح اياد علاوي بوضع دستور في العراق غير طائفي ويكون وطنيا, ورفيق الحريري طلب من الدكتور غسان سلامة وهو احد المتهمين بصياغة القرار 1559 ان يعد دستوراً عراقياً.

ثانياً: الذين قالوا لقتلة رفيق الحريري انه عميل سعودي وانتم تنتسبون ل¯"القاعدة" ووجوده يعرقل مشروع الاسلام الحقيقي في لبنان.

الذين قتلوا رفيق الحريري كانوا يعتبرون ان الذي في السيارة هو اياد علاوي وليس رفيق الحريري, وما يثبت هذا الكلام هو ما يتردد الان عن ان القتلة لا يعرفون من قتلوا, وهذا الكلام ينشر الان في "ويكيليكس" وغيره من المواقع, ان قتلة رفيق الحريري اذا عادوا الان لما عرفوا من قتلوا.

كانت هناك تهيئة للمسرح بما يشبه الجريمة الكاملة انما بقيت هناك ثغرات ارشدت الى ما حصل, اما الاعتبارات الثانية الاهم في السياسة هي ان رفيق الحريري كان سداً امام مشروع ايراني للسيطرة على المنطقة, يكاد او يشبه وجود اياد علاوي في العراق.

رفيق الحريري طلب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك العمل من اجل عدم ادراج الاتحاد الاوروبي "حزب الله" على قائمة المنظمات الارهابية, ورغم ذلك لم يتلق الشكر من الحزب, والحريري هو من عقد "اتفاق نيسان" عام 1996 وسجل اعترافاً دولياً بالمقاومة ولم يتلق اي شكر من "حزب الله" على ذلك ورغم كل الخدمات التي قدمها للمقاومة و"حزب الله" ولبنان كان يمنع عليه شق طريق في الاوزاعي "جنوب بيروت" ورغم كل تلك الخدمات كان "حزب الله" يشن عليه الحملات ويتصدى له دائماً, بل ان الحزب كان يتبنى ارذل الناس لكي يهاجموا رفيق الحريري عبر اعلامه.

حتى بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري نظم "حزب الله" تظاهرة ضد كل الشعارات التي كان يرفعها الرئيس الشهيد, ايضاً لقد مضت سنوات على استشهاد الرئيس رفيق الحريري ولم يذهب احد من "حزب الله" لزيارة ضريح الرئيس الشهيد, بل ان الحزب كان يعتبر زيارة الضريح خروجاً على الدين, اي انه كان يبالغ في اظهار هذا العداء الى رفيق الحريري.

كأن المقصود ان يظهر الحزب الكراهية الشديدة لرفيق الحريري, وهذا ما اراده هو استمرار للتجييش لعصبية ظهرت اثارها لاحقاً.

 

هناك تسريبات وشائعات عن عمليات للتخلص ممن سترد اسماؤهم في القرار الظني ما رأيك في هذه الشائعات؟

  لا نملك اسماء, الا تلك التي ترددت في وسائل الاعلام, مثلاً يتحدثون عن عماد مغنية, لقد قتل عماد مغنية, يتحدثون عن عبدالمجيد غملوش, وهذا الشخص مختف, وليس صعباً ان كل الاسماء التي سترد في القرار الظني لن تجدها في لبنان, اما ان تذهب الى ايران في مهمة دراسية وتعود بعد سنوات كمرجع كبير, واما ان تذهب الى سورية وتختفي او تبقى في لبنان وتعيش باسماء وشخصيات اخرى.

هذا الامر ليس صعباً, ولكن السؤال: لماذا يتهم "حزب الله" اذا كانت كل العناصر غير موجودة? المساءلة هنا في المبدأ ان هناك جريمة سياسية من الدرجة الأولى حصلت لقتل رئيس حكومة وان هناك جهة نفذت هذه الجريمة في لبنان.

 

قيل قبل ايام ان سعد الحريري يشترط اطلاق يده في التعيينات الامنية والادارية والديبلوماسية لانجاز تسوية قبل صدور القرار الظني, في المقابل يقول "حزب الله" ان مرحلة ما بعد صدور القرار لن تكون كما قبلها, ما رأيك بهذه المعادلة؟

  "حزب الله" اعلن هذا الموقف, كما ان حركة "امل" قالت ذلك على لسان الرئيس نبيه بري, اما الامر فهو مجرد تكهنات, ان سعد الحريري يربط موقفه من القرار الظني بالتعيينات, وهذا اذا حصل فهو منتهى الرفض ولا يفكر فيه سعد الحريري.

اولاً: سعد الحريري هو ولي الدم, وهناك اولياء دم غيره, هناك على الاقل 30 شهيداً سقطوا واخرهم ربما كان النائب وليد عبدو, وهناك الشهيد بيار امين الجميل الذي يقول والده انه لن يتنازل عن دم ابنه مهما كان الامر ومهما كان الثمن وهذا جانب بسيط من المسألة.

الجانب الاخر هو ان القرار 1757 صادر عن مجلس الامن الدولي وتحت البند السابع, ومن اجل الغاء هذا القرار لابد من امرين: اما ان ينفذ القرار كاملاً, او ان يسقط بقرار اخر من المجلس ذاته, واذا وصلنا الى درجة ان قراراً اخر يسقط هذا القرار فذلك يعني انك تضع على الطاولة ملفاً بحجم الملف النووي الايراني لكي تتساوى الموازين, وعندها تصبح المساومة شرعية, فانت تقول ان هذه المحكمة "المحكمة الخاصة بلبنان" هي محكمة دولية, والتي رفضت المؤسسات اللبنانية اعترافاً منها بهذه المحكمة, وخصوصاً عندما اقفل المجلس النيابي, عندها عقد النواب جلستهم خارج مجلس النواب وارسلوا رسالة الى الامم المتحدة بشأن المحكمة, فاظهر ذلك ان الدولة اللبنانية عاجزة في هذا الشأن فاصدر مجلس الامن قرارها هذا تحت البند السابع.

اذا اردت ان تجري مساومة على هذا القرار فان ذلك يجري بين الملف النووي الايراني وبين المحكمة الدولية, وليس بتعيينات لان ليس بامكان احد, لا سعد الحريري ولا غيره ان يوقف هذا الامر, لان هذا القرار دولي.

وفي المناسبة فهناك استحالة ان تخضع ايران لمثل هذه التسوية لانها تبيع من كيس غيرها ولا تدفع من رصيدها, ولن تتخلى عن الملف النووي ولذلك ستقول ل¯"حزب الله" ادخل بتسوية, وهذه التسوية لا تبدأ بالتعيينات بل تنتهي بها, وربما تبدأ بامور كبرى, اي ان التسوية تبدأ بسلاح "حزب الله" ونبدأ بانه يجب الا يكون موجوداً وقد نصل الى ان يكون محصوراً في منطقة معينة, اي يخرج سلاح "حزب الله" من كل لبنان الا في مناطق المواجهة مع اسرائيل ماذا يفعل سلاح "حزب الله" في بيروت وطرابلس وعكار والبقاع هذا السلاح في تلك المناطق هو سلاح الفتنة الطائفية بكل معنى الكلمة, وهو يخدم اسرائيل اذا بقي في الداخل, ومن هنا يبدأ تصحيح الوضع حماية ل¯"حزب الله" وحماية للامن الوطني اللبناني.

 

هل تعتقد ان على لبنان ان يتخلى عن ورقة رابحة بيده, بعيداً عن المصلحة الايرانية او السورية او الاقليمية الاخرى, وهي ورقة سلاح "حزب الله"؟

اكثر من نصف اللبنانيين يعتقدون ان هذه الورقة هي لاستجلاب الدمار على لبنان, ولتصفية حسابات ايرانية - اميركية - اسرائيلية, وليس للبنان مصلحة في هذا السلاح, انها ورقة بيد الاخرين على لبنان, ولمعلوماتك ليس لبنان بحاجة للجلوس الى الطاولة مع العدو الاسرائيلي فهناك اتفاقية هدنة بين لبنان واسرائيل ويعود لبنان الى اتفاقية الهدنة.

اسرائيل احتلت ارضاً لبنانية وارغمت على الانسحاب منها, وليس في العقل الصهيوني التوسعي البقاء في لبنان, ولم تقم اسرائيل مستعمرات في لبنان كما جرى في الجولان والضفة الغربية, لبنان بالنسبة لاسرائيل كأنه غزة ويريدون التخلص منه وعدم العودة اليه مرة اخرى, ان الحدود اللبنانية - الاسرائيلية كانت هادئة بين عامي 1949-1969 اي خلال عشرين عاماً بقيت هادئة.

 

هل تعتقد ان هناك طرفاً لبنانياً يتمتع بهامش حرية حركة بعيداً عن الخارج؟

هل جربنا هذا الامر, هناك "14 آذار" عنوانها الاساسي التحرك بحرية داخل لبنان, وفق منطوق السيادة والاستقلال والمصلحة اللبنانية اولاً, واعتقد ان كل العرب مع لبنان في هذه المسألة, كل العرب, اما عندما اصبح لايران جيشاً في لبنان اسمه "حزب الله" واصبحت على حدود الكيان الصهيوني, وهي تحارب خارج قلعتها حتى لا تتعرض القلعة الايرانية للدمار والمواجهة, فاذا هاجمت يتم الرد عليها في قلعة من قلاعها, اي في اداة من ادواتها "حزب الله" في لبنان و"حماس" في فلسطين والحوثيون في اليمن, والميليشيات العراقية اي ان ايران تقاتل بهؤلاء.

هناك فرق بين قوى "14 آذار" و"8 آذار" وتحديداً "حزب الله" الذي هو جزء من مشروع سياسي امني ستراتيجي توسعي في المنطقة وهو اداة لهذا المشروع والمشروع له عقل وقيادة وقدرات وادوات وناس ورؤية, وتقوده ايران ويمتد من العراق الى اليمن و"حزب الله" من هذه الادوات وهو لم يخف ذلك, ولقد قالها الامين العام للحزب حسن نصرالله علناً حين قال انه يبايع ويؤيد الولي الفقيه العادل القوي الشجاع, وهو علي خامنئي اي مرجعيته علي خامنئي فاذا اراد خامنئي امراً في لبنان يكون هذا الامر.

واخيراً قال احمد جنتي من يعارض ولاية الفقيه هو ضد الله, فهل هناك تعد على حق من حقوق الله اكثر من ذلك? هذا تعد على ايمان المسلمين, فانا اؤمن بالله ولا اؤمن بولاية الفقيه.

هذا "حزب الله" اما الطرف الاخر من معه? اذا تحدثنا عن "14 آذار" ان معها المملكة العربية السعودية ومصر, فما المشروع السعودي المصري في لبنان? ليس للسعودية ومصر اي مشروع في لبنان, ومشروعهما الوحيد هو ان يتفق اللبنانيون وان ترفع الايدي الاقليمية عنه.

ايران على العكس من ذلك فهي تدفع بالاسلحة وبالمليارات والتحريض الاعلامي في لبنان حتى سورية لا تزال تتدخل في لبنان, فبعد ان بدأ الحوار بين الرئيس سعد الحريري وسورية اصدرت الاخيرة مذكرات القاء القبض على 33 شخصية لبنانية وعربية, بنيهم مستشار الرئيس سعد الحريري, ولذلك لتقول دمشق للحريري اننا نتهمك في بيتك, ولتبقى هذه المذكرات ورقة ضغط على سعد الحريري, وهذا ما يسميه حسن نصرالله خنوع الحريري لسورية فلماذا لا يخنع لنا؟

 

ما علاقتك بجميل السيد ولماذا هذا الموقف الحاد بينكما؟

لا علاقة بيني وبين جميل السيد, مرة واحدة رأيته عندما جاء لتعزيتي بوالدي, وهذا حدث في العام 1994 وحينها لم يجري اي حوار بيني وبينه.

 

كيف هي علاقتك بسورية؟

ارد على هذا السؤال بكل بساطة واقول ان السوري لم يسمح لي ابداً ان اكون نائباً في البرلمان اللبناني, في العام 1996 قال لي الرئيس رفيق الحريري حرفياً: حسن حتى اذا حصلت على مليون صوت لن تنجح في الانتخابات, لان هناك مشكلة بينك وبين سورية, وكان دائماً يطلب مني ان اذهب الى سورية, وكان جوابي دائماً: اذا كانت النيابة ستأتي الي عبر السوريين لا اريدها.

 

رغم ذلك لم يضايقك السوريون حتى على مستوى المجلة لم تكن هناك مضايقات؟

لا ابداً لم تكن هناك مضايقات, لانني كنت اعبر عن رفضي للسياسة السورية من خلال خصومتي وموقفي من كل جماعة سورية في لبنان, وكانت هناك معارك بيني وبين كل تلك الاطراف, وفي الوقت نفسه لم اكن اكتب ضد سورية.

منذ عام 2000 لم ادخل سورية واخر وزير اعلام سوري قابلته هو محمد سلمان, وهذا رجل احترمه, اما كل الذين خلفوه لا اعرفهم, رغم ان دعوات كانت توجه للمجلة ولي لزيارة سورية, وهم حاربوني في الانتخابات, وموقفي منهم ليس لانهم حاربوني في الانتخابات, بل هم ضدي منذ ما قبل خوض الانتخابات.

 

هل تعتقد ان ملف شهود الزور سيحال الى القضاء؟

لا شيء اسمه شهود الزور, شاهد الزور لا يكون شاهد زور الا في المحكمة عندما يكذب امامها, والمحكمة لم تعقد حتى الان فكيف يكون هناك شهود زور قبل انعقاد المحكمة, وعندما يصدر رسمياً عن المحكمة ان هناك من ادلى بشهادة كاذبة ساعتئذ يمكن الحديث عن شهود زور.

 

رد دانيال بيلمار على طلب جميل السيد الوثائق والمستندات في ملف الشهود الزور ان ذلك يؤثر في الامن اللبناني والدولي, ما رأيك بهذا الأمر؟

بعد ايام قليلة من استشهاد الرئيس رفيق الحريري, خرج وزير الخارجية البريطاني انذاك جاك سترو وقال ان الاستخبارات السورية هي من قتلت رفيق الحريري, هذا رجل وزير خارجية بريطانيا حيث كل كلمة يقولها يتحمل مسؤوليتها, جاك سترو قال كلامه هذا كرجل مسؤول حصل على معلوماته من رجال مخابرات كبار في بريطانيا حيث اشيع ان القاعدة البريطانية في قبرص سلمت في الايام الأولى التي تلت استشهاد الرئيس الحريري 60 ألف مكالمة هاتفية الى لجنة التحقيق الدولية.

 

لجنة التحقيق الدولية في البداية اهملت هذه الاتصالات الى ان كشفها الشهيد وسام عيد, واصبحت الاتصالات جزءاً من الادلة, وفي هذه الاتصالات هناك اسماء لا حدود لها, لبنانية وعربية واجنبية ولماذا يريد جميل السيد الحصول عليها, هل من اجل تبرئة نفسه يكشف التحقيق كله؟

ان جميل السيد لم يذهب الى المحكمة لكي يبرئ نفسه بل بمهمة حشرة المحكمة الدولية تحت عنوان الشهود الزور, لكن من الواضح ان رجال القانون والمحققين والقضاة فهموا هذه المهمة وهم مصممون على الا يدلوا بأي امر الا داخل المحكمة.

 

هل ممكن ان يعود الضباط الاربعة الى السجن؟

  كل شيء وارد.