النص الكامل لمقابلتي مع السفير جوني عبدو، جريدة أراميكا_نيويورك

السفير جوني عبدو في حوار شامل مع "أراميكا":

لسنا نحن من يتهم حزب الله باغتيال الحريري ولم نقل إن سوريا برّئت من الجريمة

نصرالله يتصرف كرئيس دولة، وعون..شاهد الزور الأكبر!

أراميكا - فاديا سمعان

01/09/10

الاشتباكات الدامية التي شهدتها بيروت الاسبوع الماضي بين عناصر من حزب الله والأحباش - جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية- أرخت بثقلها على الأجندة السياسية والأمنية في لبنان وطرحت العديد من علامات الاستفهام، إن كان لجهة "نوعية" الحزبين المتقاتلين (الأول شيعي والثاني سني) وكلاهما حليف لسوريا، أو لجهة كمية و "وزن" الاسلحة التي استخدمت فيها، حيث أفيد عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثين قذيفة آر بي جي بين المنازل في منطقة معروفة بالكثافة السكانية، وكانت حصيلتها أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى، وتخللها إحراق مسجد لتنظيم الأحباش. في وقت يرزح لبنان تحت وطأة انتظار صدور القرار الظني عن المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والذي بات يثير مخاوف من انعكاسات أمنية محتملة في حال صحت التوقعات وكان اتهام لحزب الله بتنفيذ الجريمة.

الأوضاع السياسية والأمنية السائدة في لبنان والتحديات والأخطار التي يواجهها هذا البلد في هذه المرحلة المفصلية  كانت محور حديث مطول اجريناه عبر الهاتف مع السفير السابق جوني عبدو، الحاضر الغائب، الذي طالت إقامته في العاصمة الفرنسية باريس لسنوات مؤخراً، كونه يملك معلومات بأن "خطراً ما يتهدده في حال تواجده في لبنان". علماً أنه قام بزيارة قصيرة إلى بيروت قبل اسابيع هدفت إلى حضور حفل زفاف ولده.

الحوار تطرق إلى القرائن التي قدمها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والتي أشار فيها بإصبع الاتهام إلى إسرائيل كمخطط ومنفذ للجريمة، إضافة إلى الحالة السياسية القائمة في لبنان، الوضع في الجنوب، دور الجيش ووسائل تسليحه، واشتباكات برج ابي حيدر الأخيرة.

ظهور "الحقيقة" حاجة ماسة للبنان واستقراره

السفير جوني عبدو حرص خلال الحوار على إطلاق سلسلة مواقف كان من أبرزها تشديده على حاجة لبنان الملحة إلى ظهور حقيقة من اغتال الرئيس الحريري لأن لا أحد الآن - ولأي فريق سياسي انتمى-  يشعر بالاطمئنان لتواجده في لبنان طالما الحقيقة غائبة والعدالة لم تتحقق، واعتباره أن بيان الحقيقة لن سيؤثر سلباً على الاستقرار في لبنان.

عبدو يعتبر ان سوريا لا تنتظر إشارة أميركية لاستعادة دورها في لبنان، بل هي "أُعطيت دورا - تعتبر انها تستحق ان يُعطى لها في لبنان - من قبل المملكة العربية السعودية". وإذ يشير إلى وجود تفاهم سوري سعودي من أجل المحافظة على الاستقرار، يقولل "إن من نراه من خنوع أو خضوع من قبل من هذا الفريق أو ذاك ضمن 14 آذار وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، هو بسبب حرصهم على الاستقرار، وبكل الأثمان التي يمكن أن تُدفع من أجل ذلك".

س: هل تتخوف من عودة الاغتيالات السياسية في المرحلة المقبلة؟

ج: إذا لم يُصَر إلى عقاب أساسي رادع في المحكمة الدولية بحق الذين اغتالوا رفيق الحريري، نعم. الاغتيالات ستعود وستستفحل من قبل المجرمين الذين اغتالوا رفيق الحريري.

س: ومن هم هؤلاء المجرمون؟

ج: كلهم. لا أعرف من هم. كل الذين ساهموا في اغتيال رفيق الحريري سيقومون باغتيال اشخاص آخرين إذا ما لم ينالوا العقاب الذي يستحقون، لأن العدالة تكون قد سقطت.

حزب الله يستعمل سلاحه على طاولة الحوار والانقلاب حاصل أصلاً

في مجال آخر، يصف عبدو الاحتجاجات على قطع التيار الكهربائي وما يتخللها من إحراق دواليب وقطع طرق بانها تحركات عفوية تنطلق من "حاجة الناس الماسة للكهرباء وليست تحركات سياسية ضد وزير الطاقة جبران باسيل"، ويدعو الحكومة مجتمعةً إلى دعمه في هذه الأزمة.

أما تعليقاً على الاشتباك الذي دار في منطقة برج ابي حيدر قبل أيام بين عناصر من حزب الله وأمل من جهة، والأحباش من جهة أخرى، والذي استخدمت فيه قذائف صاروخية، فيقول السفير جوني عبدو إننا "سمعنا قبل 7 ايار تأكيدات كثيرة بأن سلاح حزب الله لن يُستعمل في الداخل، ولكنه استعمل. وبالتالي لم تعد هناك مصداقية لهذه التأكيدات". ويضيف متسائلاً: "فما هو الذي يمكّن حزب الله من الإمساك ب (رقبة) الدولة اللبنانية غير السلاح في الداخل؟ وهل من الضروري أن يطلق النار منه حتى نعتبر انه يستعمله؟ حزب الله يستعمل هذا السلاح على طاولة الحوار. وهناك معادلة قائمة اليوم في لبنان هي (إما ان تسيروا كما نريد أو فهناك سلاح)، وهذا واضح."

أما رداً على سؤال عما إذا كان يرى وجود نية لدى حزب الله بالانقلاب على السلطة، فقال: "حزب الله ليس بحاجة للانقلاب. فهو أحدث الانقلاب أصلاً وانتهى. فعملياَ حزب الله هو الذي يأمر. وإذا شاهدنا كل المداخلات التلفزيونية للأمين العام لحزب الله نرى انه أطل كرئيس دولة وليس كرئيس حزب. فالنصائح التي يعطيها عما يجب ان تفعله الدولة وما يجب ان تقوم به الحكومة لا يعطيها الا رئيس دولة، وها نصرالله يعطيها بنفسه.

س: إلى أين برأيك يريد حزب الله أن يصل من خلال هذا الانقلاب؟

ج: للإمساك بالوضع في لبنان. وهناك ترجمات لسياسات اقليمية، وخاصة ايرانية. باستطاعة حزب الله في اي وقت ان ينفذ الأوامر التي يمكن ان تعطى له من قبل إيران. لبنان، وبقوة حزب الله وسلاحه، أصبح حدوداً إيرانية مع إسرائيل، وبالتالي أصبحت لإيران قوة ذاتية تمكنها من التحكم بالصراع مع إسرائيل عبر لبنان.

س: هل ترى في الأفق القريب اصطداما سنيا شيعيا ما قد يشعله القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية؟

ج:  لا. لا أعتقد ذلك لأن صداما سنياً شيعياً يلزمه طرفان. أي أن يمتلك السني أيضا سلاحاً وأن يكون قادراً على بدء معركة، وهذا الوضع غير قائم في لبنان. الذي بإمكانه أن يقوم بالفتنة هو حزب الله، إذا أرادها. فهو الوحيد الذي يملك السلاح.

س: بالأمس سمعنا وئام وهاب يقول أن سوريا ستعود إلى لبنان في حال حصول فتنة بين السنة والشيعة..

ج: من هو هذا وئام وهاب؟ هذا إنسان شتام ليس له أي علاقة بالسياسة. يحاول ان يعطي انطباعاً بأن سوريا ترغب في حدوث فتنة لكي تعود إلى لبنان، وأنا لست من هذا الرأي.

حزب الله أكثر العارفين بمضمون القرار الظني

السفير جوني عبدو لا يتخوف من ردة فعل حزب الله في حال اتهمته المحكمة الدولية باغتيال الحريري ويقول: "إذا كان اتهامٌ لحزب الله، فلن يكون السنة ولا 14 آذار هم من أصدر الاتهام بل محكمة دولية قائمة بموازين عدلية. ويضيف أن " مَن يعرف ماذا يتضمن القرار الظني هو حزب الله أكثر من أي أحد آخر. لأن حزب الله جرت مع عناصره تحقيقات من شأن الحزب وحده ان يستنتج منها ان هناك اتجاها لاتهامه هو. لذلك قام بوضع استراتيجية ذكية جدا لها علاقة بشهود الزور والهجوم على المحكمة. وانا لا أعرف لماذا لم يصدر القرار الظني بعد، لأن لا تحقيقات تجريها المحكمة الآن. الوقت يفسح في المجال أمام حزب الله الآن لحملة طويلة عريضة لترهيب الشهود، فهناك شهود حاليون يرهبهم الحزب عن طريق وصمهم بشهود الزور قبل ان يذهبوا إلى المحكمة".

س: ولكن بالفعل هناك تخوف أمني في الشارع اللبناني من الصدمة التي قد يحدثها صدور القرار الظني. ألا تعتقد ان سعد رفيق الحريري سيقايض الحقيقة بالأمن؟

ج:  لا اعتقد ان في يد سعد الحريري أوراقاً كثيرة. ليس بإمكانه أن يقايض بشيء. سعد الحريري له الحق في أن يسامح او لا يسامح، ولكنه ليس هو العدلية وهو يعرف ذلك تماماً. ومع احترامي للملك السعودي، إذا اعتبر أنه قد يمكن له ان يؤثر على مجرى القرار الظني فهو مخطئ.

س: لماذا إذن كانت القمة السورية السعودية اللبنانية في بيروت؟

ج: كان موضوع تهدئة. القمة مشكورة على التهدئة. ولكن لا يعتقدنّ أحد بقدرتها على الإمساك بالأمور. وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية، أنا باعتقادي الخاص أنه في شأن استخباراتي يجوز لبعض الدول الكبرى أن تكون على علم بشيء من مضمون القرار ولكن هذا لا يعني إطلاقاً أن بإمكانها أن تؤثر فيه.

نصرالله مطالب بتسهيل التحقيق

س: كيف تقرأ بيان القاضي بلمار الذي اعتبر أن القرائن التي قدمها نصرالله لاتهام إسرائيل منقوصة؟

ج: في بيان بلمار الأول بعد المؤتمر الصحافي عندما طلب القرائن الموجودة لدى حزب الله قال جملة مهمة جدا لم أن ينتبه لها أحد. قال: أطلب القرائن لكي نتحقق من مدى صحتها وأطلب من الامين العام أن يسهل موضوع التحقيقات. هذا يعني أن بلمار كان قد طلب أن يحقق مع أشخاص في حزب الله والحزب رافض. إلى ذلك، بلمار يعرف اكثر من الجميع ما هي المستندات التي يحتاجها لكي يسلك بالمحكمة اتجاها آخر غير الاتجاه الذي هو فيه حالياً.

س: ما هي المعطيات الاخرى التي تتصور انها لا تزال في جعبة نصرالله ولم يعلن عنها؟

ج:  لا اعرف. الأمين العام بنفسه قال في مؤتمره الصحافي إن لديه معلومات سيكشف عنها لاحقا. فأجابه بلمار: أعطني إياها. هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها إسرائيل. الوزيرة السورية بثينة شعبان سبق ان اتهمت اسرائيل. عندها ارسل المحقق رسالة خطية إلى سوريا يطالب فيها بتزويد المحكمة بأية معلومات تتيح لها الشك في الموضوع الإسرائيلي، ولكن لم يرد عليه أحد.

س: هل تعتقد ان من شأن قرائن نصرالله أن تغير شيئاً في وجهة سير التحقيق؟

ج: لا أستطيع ان أجيب على ذلك. لا شك ان عملا متقناً أنتج القرائن التي قدمها نصرالله. لسنا نحن أصحاب الاختصاص، بل الخبراء الموجودون في المحكمة الدولية والذين يعرفون عن طريق البحث الطوبوغرافي والجغرافي والتصوير الجوي مدى صحة هذه المعلومات وبالتالي مدى تأثيرها على الاتهامات.

س: انطلاقا من خبرتك في الشؤون الأمنية، ماذا قد يعني وجود العميل غسان الجد في موقع الجريمة في 13 شباط 2005 عشية اغتيال الحريري؟

ج: أنا لا اعرف إذا كان غسان الجد موجوداً هناك ام لا. الأمين العام يقول إنه كان موجودا. إميل لحود كان موجوداً أيضا وكان رئيس حرسه أيضا موجوداً. يومها كان عندهم حفل عشاء في ضبية فنقلوه إلى السان جورج. انا لا أوجه اتهاما الآن، بل أقصد القول إنه ليس بالضرورة ان يصبح كل من تواجد هناك متهماً. على كل حال، الأمين العام لم يتهم غسان الجد بالجريمة بل اتهمه بالعمالة. إلى جانب ذلك، ليس هناك مبرر للاعتقاد بانه إذا كانت هناك ملاحقة بالطيران للطرقات التي كان يسلكها موكب رفيق الحريري بأن هذه المراقبة لا بد ان تكون لها نهاية تنفيذية، فيما لا يؤخذ بالاعتبار أن رفيق الحريري لوحق من قبل اجهزة امنية لبنانية وسورية قبل 5 او 6 اشهر من اغتياله وجرت مراقبة اتصالاته الهاتفية وكل تحركاته، أفلا يعني ذلك ان هناك حالة تنفيذية في النهاية؟

س: غداة اغتيال الرئيس الحريري اتهمهم سوريا والنظام الامني المشترك بالجريمة. هل نقلتم الاتهام اليوم باتجاه حزب الله؟

ج:  لا احد منا يتهم حزب الله. وعلى كل حال نحن لا نعرف ماذا لدى المحكمة. الكل يقول إن سوريا بُرّئت، ولكني لا اعرف إذا تمت تبرئتها ام لا. من الذي يقول انه تمت تبرئة سوريا؟ كيف يعرف امين عام حزب الله ان سوريا برّئت لو لم تكن لديه معلومات من داخل المحكمة نحن لا نملكها؟

س: ولماذا قد يَغتال حزبُ الله الرئيسَ الحريري؟

ج: لا اعرف. هناك عدة اسباب وقراءات لاغتياله وليست قراءة واحدة.

س: حزب الله يتهمك بفبركة الشهود. كيف ترد على ذلك؟

ج: انا لا اعتقد ان حزب الله يتهمني. إذا كان يتهمني فهذا يعني ان معلوماته "تعتير بالمرّة" لأن كل هذه الاسماء التي يذكرونها لا اعرف احدا منها. والشيء الاكيد انا منه هو ان هسام هسام قبل ان يذهب إلى سوريا تم استجوابه من قبل حزب الله.

ميشال عون شاهد الزور الأكبر

إلى ذلك، لا يعير عبدو أهمية للدعوى التي أقامها اللواء جميل السيد ضده في لدى المحاكم الفرنسية بجرم القدح والذم، ويضع ذلك في إطار حب الظهور الإعلامي للواء السيد الذي "يعرف طريقة عمله جيداً". ويقول تعليقاً على الدعوى: "يضحك كثيرا من يضحك اخيرا". ورداً على سؤال عن اتهام العميد مصطفى حمدان له بفبركة شهود زور انطلاقا من فندق جورج الخامس في باريس يقول عبدو إن "هذا الانسان أصبح يخرّف، ربما بسبب تأثير السجن عليه".

س: اتهمك ايضا بأنك من أدخل العمالة الاسرائيلية الى لبنان..

 ج: في السابق اتهموني بأكثر من ذلك وقالوا بأني مهندس الاجتياح الاسرائيلي للبنان. من يشرب من البحر لا يغصّ في الساقية.

س: وما حكاية هذه الاجتماعات التي قال حمدان إنك كنت تعقدها في حالات مع "إحدى السيدات المخرّجين من مدرسة التعامل مع الصهاينة"؟

ج: هذا اعتراف منه ومن اميل لحود ومن كل الاجهزة الامنية بأنهم كانوا يراقبونني ويلاحقونني كلما ذهبت إلى بيروت. وإذا كان صحيحاً ما يقوله حمدان، فلماذا - وهو كان في السلطة - لم يقبضْ علي؟

س: كيف تعرّف شاهد الزور وعلى اي اساس اعتبرت ان مواصفات شاهد الزور قد تنطبق على وليد جنبلاط؟

ج: انا قلت إنه إذا اعتُبر أن كل من تراجع عن افادة كان قد ادلى بها اصبح شاهد زور، فوليد جنبلاط تنطبق عليه شهادة الزور. فهو بإفادته للمحكمة الدولية اتهم سوريا، وبعد ذلك تراجع عنها. أما عن شاهد الزور الأكبر، فهو من يقول الآن إن القرار الدولي 1995 هو القرار المشؤوم الذي خرب الوضع في لبنان. هذا الشخص اسمه ميشال عون وهو الذي ذهب إلى اميركا وشهد من اجل صدور هذا القرار ، فهل هو شاهد زور أم لا؟

مصلحة لبنان في "تلاحم" الجيش مع المقاومة

في مجال آخر، يرفض عبدو مبدأ تسليح الجيش من طريق التبرعات، ويرى في المقابل أنه "إذا اتى تسليح الجيش من الشرق -اي من طرف إيران وسوريا- فهذا سيعني للكثيرين ان هذا السلاح موجود بأمرة من يعطي هذا السلاح، والعرب وغيرهم يخافون من ان يسلحوا الجيش اللبناني فيستولي حزب الله عليه ويستعمله في الداخل. وغرباً لا أحد يريد أن يسلح الجيش كي لا يخلّ ذلك بالتوازن بينه وبين إسرائيل". ويقول عبدو إنه "على كل حال، مهما تسلح الجيش اللبناني فهذا التوازن من غير الممكن ان يكون لصالح لبنان إلا عن طريق المقاومة"، داعياً إلى تلاحم الجيش مع المقاومة في الجنوب. وإذ يحرص عبدو على التمييز بين حزب الله في الداخل والمقاومة في الجنوب، يلفت في هذا الإطار إلى أن سياسة "الأمن بالتراضي" التي رأى ان الجيش اتبعها في تعامله مع اشتباكات برج ابي حيدر الأخيرة، من شأنها أن تضعف دور الجيش.