عبدو لـ "صوت لبنان": تعطيل تشكيل الحكومة ايراني ووجود السلاح خارج الشرعية هو عنصر اساسي لاضعاف الجيش اللبناني

صوت لبنان 18/07/09

 

اعتبر السفير جوني عبدو، في حديث لـ "صالون السبت" من "صوت لبنان" ان الذي ربح الانتخابات في لبنان هو جمهور الرابع عشر من آذار الذي يسبق دائماً قياداته، ملاحظاً ان كل المؤشرات تدل على ان المعارضة لم تقبل بالنتائج وتعمل على تعطيلها.

 

ولفت عبدو الى ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي زار فرنسا قبل الانتخابات باسبوعين وأبلغ السلطات الفرنسية ان لديه تقريراً كاملاً عن نجاح المعارضة في لبنان يالانتخابات بنتائج كاسحة، ونصح القيادة الفرنسية بفتح قنوات جديدة مع المعارضة لانها ستتولى الحكم فجاءت المفاجأة بانتصار قوى الرابع عشر من آذار وهذا ما أوجب تبريرات قدمها الامين العام لحزب الله في اطلالته الثانية بعد الانتخابات عن سبب اخفاق قوى 8 آذار.

 

واعتبر ان الملف اللبناني اخذ مساحة كبيرة في اللقاءات السورية-السعودية ولم تنتج عنها قرارات حاسمة.

 

وأشار الى ان السوريين أرادوا وتمنّوا ان يقوم الحريري بزيارة سوريا قبل التأليف وبحسب معلوماتي فان الحريري كان يريد الذهاب الى دمشق بعد التشكيل ليعلن ويؤشر ان لبنان لا يحكم ضد سوريا ويعود بنتيجة ان لبنان لا يحكم من دمشق وهذه معادلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

واضاف: "نريد ان يعترف النظام السوري بان لبنان لا يحكم من دمشق".

 

وتابع عبدو: "لا اعتقد ان التعطيل سوري فالدور لايران في التعطيل أو عدم التعطيل، اذ ان سوريا لا تريد التعطيل لانها تعلم ان زيارة الحريري لها ستعطيها جرعة كبيرة من الاطمئنان وتعلم ان الضرر الذي لحقها جراء منحى 14 آذار خلال الفترة السابقة كان كبيراً.

 

واعتبر ان التطمينات التي تعطى حتى من قبل بري في ما خصّ تشكيل الحكومة زائفة لانه اذا كانت الامور محلولة فلماذا الانتظار الى آخر تموز؟

 

وقال عبدو: "ان كل اجواء التفاؤل لدى المعارضة والتهدئة الحاصلة من قبلها هي للقول بانه اذا تعرقلت الامور فبسبب الرئيس المكلف وهل يعني عدم القبول بشروطها 7 أيار جديداً سياسياً مدعوم بالسلاح".

 

ورأى ان محاولات فصل ايران عن سوريا ستبوء بالفشل لانه لا يمكن استبدال المساعدات الايرانية للنظام السوري باي بلد عربي آخر.

 

ورأى ان سوريا تستفيد من التقارب مع السعودية كما يستفيد منه العالم العربي وخاصة لبنان فدمشق تريد ترميم جسورها مع العرب ولا تريد ان توصف كأنها دولة خارجة عن النطاق العربي.

 

واضاف عبدو: "ان فرقاء الأقلية عندما يقولون ان العلاقة الجيدة مع سوريا تخدم الاستقرار هذا يعني ان بيد سوريا استقرار لبنان وكأن هناك اعترافاً من قبل الأقلية بان دمشق هي وراء عدم الاستقرار في لبنان وعندما يقال ان الاتصال الفرنسي مع سوريا يفيد لبنان هذا يعني ان هناك اعترافاً بشرعية النفوذ السوري في لبنان.

 

وعن سلاح حزب الله، أكد انه يؤيد موضوع سلاح حزب الله لمواجهة اسرائيل ولكن حتى هذه الساعة فان نصرالله وحزب الله لم يطمئنا اللبنانيين الى عدم استخدام السلاح في الداخل وكل الاتصالات واللقاءات التي حصلت بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله او بين الاخير والنائب وليد جنبلاط لم تطمئننا، واصفاً السلاح بانه سيف مسلط على كل الفرقاء ويعطي حجة قرية للأقيلة بالسير بمطالبها.

 

ورأى ان الاتصالات الجارية بين الرئيس المكلف والنائب ميشال عون هي لتسويق توزير جبران باسيل ليس أكثر مشيراً الى ان هذه الاتصالات لم يخرج عنها اي ايجابيات حتى الآن.

وأشار الى ان الاهتزازات الامنية لا يقوم بها الا من يملك السلاح وهناك مسؤولية كبرى على من يحمل السلاح في حال اي اهتزاز امني.

 

اضاف عبدو: "لا أحد يستطيع ان يقول لحزب الله وفقاً للتهديدات الاسرائيلية "ابقَ متفرجاً ولا تتسلّح وأدعو القيادات المسيحية الى توحيد جهودهم لمنع استخدام السلاح في الداخل".

 

ولاحظ توازناً في الرعب بين سلاح حزب الله وطموحات اسرائيل يحمي لبنان من المغامرات الاسرائيلية اما اذا كان السلاح عند الدولة فهذا سجعلها مسؤولة امام المجتمع الدولي.

وقال ان حماية المقاومة تأتي بعدم دخولها الى مجلسي النواب والوزراء وتبقى مقاومة اساسية في وجه اسرائيل.

 

وشدد على انه لا يجوز السكوت عن الاختراقات الاسرائيلية للقرار 1701 ولكن هذا لا يعني ان الاختراقات من الجانب اللبناني يجب ان تحصل.

 

عبدو تطرق الى حديث الامين العام لحزب الله حسن نصرالله امس وقال ان نصرالله يريد تحويل الانظار عن موضوع مخزن الاسلحة الذي انفجر اخيراً في خربة سلم.

واضاف: "ان التمثيلية التي حصلت امس في كفرشوبا هي ايضاً لتحويل الانظار عن مستودع أسلحة خربة سلم.

 

ولفت الى انه عندما يقال ان لبنان يواجه العدوان بجيشه ومقاومته وشعبه فهذا يعني التداخل بين العناصر الثلاثة، معتبراً ان الجيش لا يزال غير قادر على اعطاء اللبنانيين الاطمئنان الكافي بان أمنهم مؤمن.

 

واضاف: "لا شك بان وجود السلاح خارج الشرعية هو عنصر اساسي لاضعاف الجيش اللبناني".

 

واعتبر ان التنسيق بين الجيش والمقاومة هو تنسيق من جانب واحد اذ ان الجيش هو من ينسق مع المقاومة وليس العكس وأكبر دليل على ذلك ما حصل في مسألة استشهاد النقيب الطيار سامر حنا.

 

ولاحظ ان هناك شرطاً اساسياً من المعارضة ولا حياد عنه لتسهيل تأليف الحكومة هو الثلث المعطل وتأكيداً من 14 آذار بعدم العودة الى هذه التجربة الفاشلة ولاسيما ان الاكثرية أصبحت فعلية رغم تأكيدات حزب الله بان المعركة ستكون رابحة مئة في المئة واعلان ميشال عون انتصاره عبر قانون الانتخاب العائد به من اتفاق الدوحة.

 

واكد عبدو ان التسهيلات التي أعطيت للبنان لتشكيل حكومة "صنع في لبنان" هي بنسبة عالية جداً.

 

واعتبر ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري لا يقبل ان يكون هناك اي قرار خارج عن الطائفة الشيعية بالمطلق.

 

وأشار عبدو الى انه بيد الأقلية من اللآليات لعدم استئثار الاكثرية بالحكم ما يسمح لها بالقبول بعشرة أو تسعة وزراء.

 

وحذّر من ان فشل المفاوضات الخارجية سيكون كبيراً على الوضع في لبنان ولاسيما على تشكيل الحكومة ما سيطيل عمر حكومة تصريف الاعمال.

 

وقال عبدو ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هو مشكلة لبنانية سورية سيحل فور عودة العلاقات الى طبيعتها بين لبنان وسوريا وهي اول ايجابية لقاء الحريري والمسؤولين السوريين.

 

واكد عبدو ان 14 آذار شكّلت حماية لولاية رئيس الجمهورية من حيث تدري او لا تدري عبر ربحها الانتخابات لان فوز المعارضة كان سيعرّض الرئاسة لاهتزازات.

وقال ان الحديث عن عدد معيّن من الوزراء يًعطى للرئيس هو كلام مؤلم واذا كان عون يريد تصفية حسابات مع رئيس الجمهورية فلا يجوز ان تكون على خساب المصلحة اللبنانية العليا.

ولاحظ تفاهماً شديداً بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري مشدداً على ان الرئيس هو ضامن للدستور.

 

ورداً على دعوة عون الى تعديل الدستور لصالح حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، لفت عبدو الى ان للرئيس الحق بكل الحكومة فهل يطالب عون بتعديلات دستورية لتخفيف صلاحيات الرئيس وحصته؟

 

وحذّر من ان اعتذار الحريري عن التأليف سيعيد البلد الى انقسامات حادة تترجم على الارض.

 

وقرأ في دعوة نصرالله الى عدم الضغط على الرئيس المكلف بعامل الوقت ما معناه "اتركوا الحريري يقبل مطالبنا وهذا يحتاج الى وقت ويستنتج انه لا يمكن تأليف حكومة من دون ثلث معطّل ويرضخ لشروطنا"، الا ان عبدو اعتبر ان صبر الحريري أطول ما يعتقدون.

 

واعتبر ان الموقف والقرار عند جنبلاط تحركهما تطورات سريعة ومتسارعة ولكن من يعرفه يلامس حقيقة قراءاته للمرحلة وان كانت مواقفه تثير العجب والحساسيات في بعض الاوقات تماماً مثل المتغيرات في المنطقة.

 

واذ دعا الى تفهم مواقف النائب وليد جنبلاط وخوفه على الجبل وعلى الوضع في لبنان، اعتبر عبدو ان رئيس اللقاء الديمقراطي يرغب بتفاهم سني شيعي لتأمين الحماية لطائفته.

ولاحظ قلقاً درزياً حقيقياً وتململاً داخل الطائفة الدرزية من مواقف جنبلاط، معتبراً ان قاعدة الحزب التقدمي الاشتراكي في جهة وجنبلاط في جهة ثانية.

 

واعتبر ان جنبلاط سيبقى في الاكثرية لانه من الارقام الرئيسية في 14 آذار ولن يكون من الارقام الرئيسية في 8 آذار، مسجّلاً تحفظات على اتهام جنبلاط لحلفائه المسيحيين بالانعزالية.

واوضح ان الانقسام الحاصل يزول عند تشكيل الحكومة واصرار المعارضة على الثلث يعني بقاء الانقسام الذي سيترجم عند الشعب.

 

ورأى ان توجيهات التيار الوطني الحر قائمة على كره الآخرين مشيراً الى ان عون سيبقى يهاجم رئيس الجمهورية والبطريرك صفير.

 

وقال عبدو ان لا لون استراتيجياً للمصالحات المسيحية مشيداً بالتنوع الحاصل في الساحة المسيحية الوطنية ويجب ان تكون المصالحات اساساً لاستراتيجية واحدة وليست على قاعدة بوس لحى.

 

وحذّر من ان القرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية ونتائجه ستشكّل زلزالاً في لبنان والمنطقة وهذا يعني ان لبنان يجب ان يكون متحصناً لاحتواء هذا الزلزال.

 

واعتبر انه من مصلحة الجميع ان تكون الحكومة مؤلفة عند صدور القرار عن المحكمة ويكون الانسجام موجوداً داخلها والانقسامات قد زالت.

 

واعتبر انه للرئيس المكلف من القناعة والوطنية ما يكفي لاحتواء اي قرار يصدر عن المحكمة بشكل صحيح يخدم مصلحة لبنان دون الخروج عن الحقيقة والعدالة.

 

وعن الوضع الاقليمي رأى ان الولايات المتحدة تضغط على اسرائيل حتى قبل وصول اوباما الى الرئاسة ولكن هذا التوجه أخذ يتلاشى معتبراً ان اوباما سيحتاج الى اللوبي الصهيوني بعد سنتين لدعمه لولاية جديدة وبالتالي طلباته من اسرائيل ستتلاشى.

 

وتطرق عبدو الى الدعوى التي اقامها اللواء جميل السيد ضده امام المحاكم الفرنسية، فقال ان "الدعوى لا زالت في رأس الذي قدمها" لأني حتى الآن لم اتبلغ اي دعوة، ولكن صاحب هذه الدعوة يريد ان يقدم دعوة اعلامية فقط وبالأخص انه اصطحب معه تلفزيون "المنار".

 

وختم عبدو مشيراً الى ان الحكومة ستتألف عندما تنضج لدى جميع الفرقاء فكرة الوفاق الوطني وعدم الانقسام داخل مجلس الوزراء، معتبراً ان الثلث المعطل هو ترجمة للانقسام، ومحذراً من ان من يملك السلاح ويعارض داخل الحكومة يمكن ان يعود الى ايام مجيدة في استعمال السلاح في الداخل والقيام بـ 7 أيار جديد