مقابلة من مجلة الشراع مع النائب نديم الجميل

حوار: فاطمة فصاعي   

13 تشرين الثاني/09

 

*لن نضحي بمنجزات ثورة الارز

*حلم بشير تحقق في الـ 2005

*في موضوع تشكيل الحكومة هناك عرقلة ايرانية وتسهيلاً سورياً

*كأنه المطلوب من 14 آذار/مارس التنازل بالكامل لقوى 8 آذار/مارس

*يجب تقوية الجيش لنـزع الحجة الظاهرية من ايدي الذين يحملون السلاح

*دوري في المجلس النيابي والمجتمع اهم بكثير من دور وزير لأنني نائب غير مقيد

*نجحت في الانتخابات لأنني قررت السير على طريق بشير

*رئاسة الجمهورية ليست حلمي

يعتبر النائب نديم الجميل ان الاولوية لديه في عمله السياسي هي تحصين السيادة اولاً ومن ثم تحصين وجود كتلته في القرار السياسي لا سيما و((ان حزب الله)) يحتكر القرار السياسي في سلاحه اضافة الى التدخلات السورية والايرانية.. ويرى ان مسألة تحديث الدولة هي من اهم اهدافه الاساسية الى جانب المشاريع الانمائية والاجتماعية، فحلم بشير بالنسبة اليه لا ينحصر بمقعد نيابي او وزاري، ومع ذلك فهو يعتبر ان دوره في مجلس النواب والمجتمع اهم بكثير من دوره كوزير لأنه ((نائب غير مقيد)).

في هذا الحوار تحدث النائب الجميل عن ثورة الارز والوضع المسيحي ومسألة تأليف الحكومة، فسألناه:

# قال جوزيف ابو خليل: ان ثورة الارز كانت من اهم اهداف بشير، هل تشاركه الرأي ام لا؟

- من المفارقات ان اللبنانيين انتظروا سنوات طويلة حتى يجسدوا نضالات بشير، وكثيرون في السابق لم يتجاوبوا مع دعوته، ولكن ما لم نره في العام 1982، لأن يد الغدر اغتالت بشير وأوقفت الحلم عدنا رأيناه في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد شاهد العالم بأسره كيف جمعت ساحة الشهداء مليوناً ونصف مليون لبناني، وليس مستغرباً على الاستاذ جوزيف ابو خليل الذي رافق بشيراً ونضالاته ويعرف تماماً افكاره وصلابته ووطنيته ان تتراءى له المقارنة بين بشير وثورة الارز.

# أين ثورة الارز اليوم؟

- انا كشاب موجود اليوم في خضم العمل السياسي وشاركت ايضاً في 14 آذار/مارس افهم شعور الشباب وأشاركهم قلقهم وخوفهم على ثورة الارز، فهذه الثورة الوطنية لا تتمتع للأسف بالصحة الكاملة، والجمهور الذي لبى النداء في تلك التظاهرة الضخمة برهن انه متماسك اكثر من بعض القياديين في 14 آذار/مارس وكلنا يعرف ان ثورة الارز قامت لتحمي الدولة وتسترد السيادة والقرار المستقل والحر، ولكن ما نراه اليوم في موضوع تشكيل الحكومة ان السوري والايراني يتدخلان في هذا الاستحقاق اللبناني، وما يقلقنا على ثورة الارز و14 آذار/مارس انه مطلوب منا سلسلة تنازلات يبدو انها بلا حدود، ولكنني تجاه القلق الذي يساور شباب 14 آذار/مارس ارفع الصوت في هذه المناسبة لأقول لن نسمح بتضييع منجزات ثورة الارز.

تدخلات ايرانية – سورية

#كيف تنظر الى الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة وما يحكى عن تسهيل سوري للتأليف؟

- نرى في الظاهر عرقلة ايرانية وتسهيلاً سوريا، ولكن هذا التسهيل ما زال لفظياً ولم يصل بعد ليكون فعلياً، ولا افهم كيف يكون التسهيل وهناك حملات اعلامية على افرقاء اساسيين بالتزامن مع عملية التأليف، ومن المعروف انه ليس في سوريا حرية اعلامية وان الصحف تعبر عن الموقف الرسمي السوري، وبالنسبة الى الاتصالات حول الحكومة، ألاحظ وكأن المطلوب من 14 آذار/مارس التنازل الكامل لقوى 8 آذار/مارس وهنا احذر باكراً من انه اذا كانت هناك تنازلات من الاكثرية، فالامر لن يكون في مصلحة البلد بل سينقلب ضد مصلحة البلد خصوصاً في ظل استقواء البعض بالسلاح، وقد رأينا كيف انه في الماضي عندما قدم اللبنانيون تنازلات ادت الى ضياع وخراب البلد، وهذا امر مرفوض فنحن ربحنا الانتخابات كي نبني مؤسسات ودولة وليس كي نضع الدولة تحت تأثير وتهديد السلاح وفرض ارادات خارجية ايرانية وسورية.

# هل اسمك مطروح للوزارة؟

- لا انا طرحت اسمي ولا هو مطروح، ودوري اليوم في المجلس النيابي والمجتمع اهم بكثير من دور وزير لأنني كنائب غير مقيد.

# بالنسبة للوضع المسيحي، ما هو الدور الذي يمكن ان يضطلع به نديم الجميل من أجل اعادة ترميم الوضع المسيحي؟

- ان الوضع المسيحي ليس صحياً لأن الوضع اللبناني اصلاً ليس صحياً، واذا كان بعض المسيحيين لن يعوا دورهم في الحفاظ على هذا البلد، واذا كانوا لن يعوا بعد خطر قيام دولة ضمن الدولة وجيش الى جانب الجيش، واذا كان هناك فريق من القادة المسيحيين مستعد ان يبرر أي عمل يقوم به حزب الله تحت شعار المقاومة، فإن استخدام ترميم الوضع المسيحي لن يفي بالغرض ولن يلبي الحاجة، من هنا فإن الدعوة موجهة الى الجميع للجلوس معاً لاعادة تركيز القناعات والثوابت كي يكون لبنان مستقلاً وحراً وليس رهينة للخارج.

# يستنتج من كلامك ان هناك خشية على الوضع المسيحي في ظل الصراع القائم، كونك حفيد بيار الجميل ونجل بشير هل لديكم خارطة طريق لرصف الطرق المؤدية الى حفظ الوحدة المسيحية؟

- الخشية ليست اليوم فقط على المسيحيين بل على كل اللبنانيين في ظل وجود دويلات اقوى من الدولة التي وحدها تحمي الجميع، بالنسبة اليّ، خارطة الطريق الاساسية تبدأ وتنتهي عند قيام الدولة بكافة مؤسساتها الدستورية والامنية والقضائية والالتزام بتطبيق القرارات الدولية، فالاساسيات هي قضاء مستقل وجيش وقوى امنية شرعية تتولى وحدها حماية الحدود والدفاع عن الارض، وكل ما تبقى لا يساعد بل يهدم الدولة.

# ما هو دور الكتائب في هذا الواقع؟

- ان حزب الكتائب متمسك بقيام الدولة وببسط سلطتها بقواها الشرعية على كامل الاراضي، والحزب لا يتوانى عن القيام بأي خطوة من شأنها تلاقي اللبنانيين على خيار الدولة وبالاخص المسيحيين منهم.

# هل يمكن لبكركي ان تؤدي دوراً جامعاً في هذا اللقاء؟

- استغرب هذا السؤال، فبكركي لم تتأخر ولا تنتظر احداً كي تقوم بهذا الدور، واذا كان هم بكركي لبنان واللبنانيين بامتياز فكيف بالاحرى ان تهتم بالمسيحيين، وبكركي دورها ليس من اليوم بل هي تجسد تاريخ ومسيرة البطاركة، وبالرغم من كل الانتقادات والتهجم والسهام الجارحة والتطاول على بكركي من مسيحيين وغير مسيحيين، لم تتأثر ورأينا البطريرك صفير حتى هذه اللحظة كيف انه عند كل مفصل يتخذ الموقف الحكيم والشجاع والواعي الذي يخلص البلد، وهناك العديد من الامثلة التاريخية على وقفاته ويكفي ان نذكر بنداء مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000 الذي اسس لخروج الجيش السوري.

# مر المسيحيون في لبنان بثلاث حقبات: حقبة الاستقلال والحصول على امتيازات، الحرب، الطائف، هناك بعض الاصوات المسيحية التي تدعو الى اعادة النظر بالطائف، هل يمكن القول ان الطائف الحق الغبن بالمسيحيين؟

- الطائف اخذ من صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة مجلس الوزراء مجتمعاً، لكنه ابقى الكثير من السلطة المعنوية والفعلية لرئيس الجمهورية، فما على أي رئيس جمهورية الا حسن استخدام سلطته فيستقيم الكثير من الامور ولا يشعر المسيحيون بأن صلاحيات الرئيس انتزعت منه، المهم في الطائف اليوم هو انه يحفظ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وقبل التفكير بإعادة النظر في الطائف يجب ان نطبقه تطبيقاً كاملاً، وبعد ذلك يمكننا معرفة ما يجب تعديله علماً ان الكثير من مطالب المواطنين يمكن تلبيتها عند تطبيق ما نص عليه الطائف من لا مركزية ادارية والانماء المتوازن، اضف الى ذلك، اننا لا نعرف الى اين يمكن ان يؤدي فتح باب تعديل الطائف في ظل استقواء البعض بالسلاح وتحينهم الفرصة للانقضاض على المناصفة وإحلال المثالثة مكانها.

# تردد ان اصوات السنة هي التي ساعدتك في الوصول الى مجلس النواب ما هو ردك؟

- انا فخور بكل صوت انتخبني ولا اميز بين صوت مسيحي وصوت سني او ارمني او درزي او شيعي، وانا ترشحت كي اكون نائباً عن كل المنطقة وكل ناخبيها وكل لبنان، ولكن بمراجعة نسبة الاصوات تبين انه ليس انا فقط بل كل اللائحة فازت بأكثرية الاصوات المسيحية.

4 ملفات

# كيف يمكن معالجة: 1- سلاح حزب الله، 2- الوضع الاقتصادي، 3- العلاقات اللبنانية – السورية، 4- ايجاد فرص عمل ووقف هجرة الشباب؟

- في المبدأ موقفي واضح وصريح لا سلاح خارج السلطة الشرعية سواء سلاح ((حزب الله)) او السلاح الفلسطيني، وانطلاقاً من هذا المبدأ يجب تقوية الجيش لنـزع الحجة الظاهرية من ايدي الذين يحملون هذا السلاح مع امكانية فتح المجال امام جميع الذين يريدون الدفاع عن البلد بالدخول الى الجيش والقوى الامنية، طبعاً الطريق للوصول الى ذلك ليس قصيراً ولكن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، والى جانب ذلك نأمل ان تؤتي طاولة الحوار نتائج سريعة وان يجري احترام تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.

اما الوضع الاقتصادي فيعالج بمجرد ايجاد حل للتأزم السياسي وتوفير الاستقرار والامن وتسهيل عمل الادارة والقضاء على الزبائنية والفساد والمحسوبية وهذا ما يفتح الابواب امام حركة الاستثمارات والسياحة وهو ما ينعكس ايجاباً على الاقتصاد ويخفف من عجز خزينة الدولة.

وبالنسبة الى العلاقات اللبنانية – السورية فهي تعالج عندما يقتنع الجميع وخصوصاً المسؤولين السوريين بأن العلاقة يجب ان تكون ندية ومن دولة الى دولة وعندما ينتهي ملف الاسرى في السجون السورية ويتم الافراج عنهم، وعندما يتم تفعيل عمل السفارتين والغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري.

اما ايجاد فرص العمل ووقف الهجرة فستجد طريقها للمعالجة عندما نحقق ما تحدثنا عنه من ملفات لأن ثقة المواطنين ستزداد ببلدهم عند انفراج الوضع السياسي والاقتصادي وانهاء السلاح غير الشرعي.

# كيف يمكن ان ينعكس دورك كشاب على موقع الشباب وأدوارهم وتفهم مشاكلهم؟

- انا من الشباب وأتفهم تطلعاتهم ومشاكلهم ربما اكثر من غيري وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة وجهد كي احفظ لهم موقعهم ودورهم في الحياة لسياسية وخصوصاً ان هؤلاء الشباب هم من كانوا عصب ثورة الارز وتشاركت وإياهم الخيم في ساحة الشهداء.

# ماذا تغير عليك بعد ان اصبحت نائباً في مجلس النواب؟

- لم تتغير امور كثيرة عليّ ما عدا المسؤولية تجاه المواطن.. الموقع الذي اصبحت فيه يخولني التواصل اكثر مع الادارات الرسمية كي نستطيع ايصال صوت المواطن المنـزعج وندعمه ونقف الى جانبه، هذا الامر كان موجوداً في الماضي ولكن اليوم اصبح مجسداً بشكل اقوى.

# هل تشعر ان مسؤوليتك اصبحت اكبر؟

- اكيد المسؤولية كبرت وكل يوم يتقدم الشخص في السياسة تكبر مسؤوليته تجاه شريحة كبيرة من المواطنين.

# هل تعتبر وجودك في مجلس النواب جزءاً من حلم بشير الجميل؟

- ابداً، بالنسبة لي النيابة هي وسيلة.. وحلم بشير هو بناء دولة حرة مستقلة دون تدخلات خارجية.. وهذا الحلم لا ينحصر بمعقد نيابي او مقعد وزاري. النيابة او الوزارة هي لخدمة هذا الشعب وتحقيق حلم كل لبناني لبناء دولة قوية واستقرار واقتصاد قوي فيشعر انه ينتمي اليها.

# برأيك هل يمكن ان نحقق هذا الحلم؟

- نحن هنا لنحقق هذا الحلم، ولنعمل الى جعل هذه الدولة دولة نموذجية وحديثة مثل كل الدول ودولة تنظر الى امور الشعب.

# عندما نجحت في الانتخابات زرت ضريح الشيخ بشير الجميل لماذا؟

- نعم رزت ضريحه لأقول له ان هذا الفوز هو فوزه، ونجحت في الانتخابات لانني قررت السير على طريق بشير وكان يهمني ان اهديه هذا الفوز.. وهذا الكلام قلته له.

# كيف كان شعور الوالدة السيدة صولانج الجميل حينها؟

- كانت فرحة جداً في نجاحي لانه كان نجاحاً بكل معنى الكلمة فالمعركة كانت قاسية.. وفي الوقت نفسه شعرنا ان قيمة الاشرفية رجعت وثبتنا هذا الموقع، ليس بنجاحي فقط انما بنجاح كل اللائحة، هنا كانت الفرحة كبيرة.. وقد اثبتت الاشرفية انها وفية لمبادىء بشير ومبادىء جبران التويني ومبادىء ثورة الارز.

# هل ازداد خوف والدتك عليك اكثر من قبل؟

- مثل كل أم تخاف على ابنها.. ولكن افضل ان تسأليها.

# ما هي الاولويات عندك كنائب؟

- الاولوية السياسية من خلال تحصين السيادة في البلد وتحصين وجودنا في القرار السياسي لان ما نراه ان حزب الله يحتكر القرار السياسي في سلاحه. سوريا تتدخل في لبنان وايران تتدخل عبر حزب الله وحلفائها المسيحيين، نريد ان نتحرر من هذا الواقع لنفرض الامن والاستقرار اللذين ينعكسان على الاقتصاد والانماء. فهجرة الشباب هي نتيجة وجود السلاح والتهديدات من 7 ايار/مايو الى حرب تموز/يوليو الى احداث نهر البارد..

احد الاهداف الاساسية عندي هو السيادة والحرية والاستقرار في لبنان ومن ثم تحديث الدولة والحكومة في البلد.. وعلى صعيد آخر هناك مشاريع انمائية واجتماعية في منطقة الاشرفية. فأهم شيء ان نركز على دور لبنان وبعدها نتكلم عن الوضع الاجتماعي والانمائي.

لا أطمح الى الرئاسة

# هل ترى نفسك رئيساً للجمهورية؟

- الموضوع ليس مطروحاً، ورئاسة الجمهورية ليست حلماً بالنسبة لي ولا حتى طموحاً.. بل هي وسيلة يمكن ان تحقق احد الاهداف.

# راجت في الاوساط الشعبية نكات حول صغر سن بعض النواب ما هو تعليقكم على هذا الامر؟

- هذا السؤال يطرح قبل الانتخابات وليس الآن، لان المواطن انتخب نائبه.. فأنا الآن نائب بغض النظر عن صغر سني.

فأنا احترم رأي المواطن الذي انتخبني وآمن بمبادئي فهناك جزء من الناس انتخبني لانني ابن بشير الجميل وهناك جزء وهو الاكبر انتخبني بسبب الشعار الذي حملته والثوابت المستمر عليها.

# الى اي مدى حرمتك النيابة من ممارسة هواياتك كنائب؟

- ابداً.. ما زلت حتى الآن امارس هواياتي مثل اي مواطن وأي شاب يعيش حياته الطبيعية.

# ما هي هواياتك؟

- احب التزلج، السباحة، القراءة، المخيمات والمشي في الغابات والطبيعة.