المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

تخليص بتصرف أعده الناشط الياس بجاني

ملخص لمقابلة النائب السابق سمير فرنجية التي أجراها معه تلفزيون المر يوم الثلاثاء الموافق 07 آب/12

 

زيارة سعيد جليلي للبنان وسوريا وتراجع المشروع الإيراني التوسعي

* سعيد جليلي كما هو معلوم سوف يعقد الخميس اجتماعاً مهماً مع قادة حزب الله بهدف إيجاد حل على الطريقة اليمنية للوضع في سوريا قبل ان ينهار نظام الأسد. سوف تحاول إيران من خلال حزب الله تثبيت وضعها في لبنان ليبقى ورقة تفاوضية بيدها بعد سقوط النظام السوري.

وزيارة جليلي فعلاً استثنائية لأن الحكم في إيران يواجه حالياً كمية لا بأس بها من الاستحقاقات الداهمة منها على سبيل المثال لا الحصر:

1-الموضوع السوري: فقد جاءت الزيارة في لحظة انشقاق رئيس الحكومة السورية ولهذا فقدت الكثير من زخمها، إضافة إلى حدوث عملية خطف 48 ايرانياً في وسط دمشق التي كان نظام الأسد أعلن أنه استعاد السيطرة الأمنية عليها. الأزمة إذاً كبيرة جداً بالنسبة لإيران كون حليفها الرئيسي في العالم العربي الذي هو النظام السوري شارف على نهايته وسقوطه أصبح وشيكاً.

2-الملف الإيراني النووي: من المقرر ان تعود إيران في نهاية هذا الشهر ومعها والدول الخمسة إلى البحث في الملف النووي.

3- الأزمة الإيرانية الاقتصادية الخانقة: تواجه إيران بنتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها وضعاً اقتصادياً صعباً للغاية وقد عبر النائب وليد جنبلاط بأسلوبه الساخر عن هذا الواقع بإشارته إلى أزمة الدجاج هناك، حيث يكاد الشعب الإيراني تواجه حالة من الجوع. أما فقدان قيمة العملة الإيرانية فحدث ولا حرج وهي بانهيار مستمر وقد فقدت من قيمتها اليوم 15% وأمس 5% والحبل على الجرار.

*صحيح أن إيران حققت نجاحات كثيرة في إطار مشروعها التوسعي منها حرب تموز سنة 2006 في لبنان، ووضع يدها على غزة سنة 2007 وتمدد لافت في الكويت والبحرين واليمن وفي بلدان عربية أخرى إلا أن هذه النجاحات في تراجع سريع وهي إلى ضمور وأفول قريباً جداً، رغم أنها لا زالت تحتفظ ببعض الأوراق ومنها ورقة لبنان من خلال حزب الله.

*تمكنت إيران من إدخال سياساتها إلى الدول العربية والتمدد فيها عندما كانت أولويات هذه الدول في مكان آخر، ولأن طهران في البداية أظهرت أن سياساتها تهدف إلى محاربة إسرائيل والدفاع عن حقوق الفلسطينيين. تقبلت الدول العربية هذه السياسات، ولكنها وقفت في وجهها عندما بدأت إيران تتصرف وكأنها هي البديل عن هذه الدول. الجميع يتذكر كيف كانت وضعية السيد حسن نصرالله وحزب الله مرتفعة في الدول العربية عقب حزب 2006، إلا أن هذه الوضعية انقلبت رأساً على عقب وسقطت الآن ولم تعد موجودة. لقد فقدت إيران ومعها حزب الله هذه الوضعية المرتفعة عندما شعر العرب أنها تحاول أن تلغيهم وتحل مكانهم في تقرير مصيرهم ومستقبلهم.

*لقد أنهى الربيع العربي كل احتمالات نجاح المشروع الإيراني التوسعي رغم أن حكام طهران لا يزالون يحلمون بتحقيقه ويتصرفون على أساس هذه الأحلام التي هي مجرد أحلام وأوهام. الحقيقة التي يتجاهلها هؤلاء الحكام هي أن بلادهم لا تمتلك لا القدرات ولا الإمكانيات لنجاح المشروع الذي سماه أحمدي نجاد "شرق أوسط إسلامي جديد"، وانهيار النظام السوري هو الترجمة الفعلية لانهيار وسقوط هذا المشروع، والسؤال هو ماذا يبقى من مشروعهم بعد سقوط النظام السوري؟ بالطبع لا شيء.

*يقول البعض أن لإيران نفوذ كبير في العراق ومشروعها سيستمر بنتيجة هذا النفوذ. الواقع أن هذا كلام بعيد عن الواقع العراقي لأن النظام في العراق لم يتركز بعد كما صيغته أن المستقبلية لم تحدد حتى الآن، وبالتالي لن يكون هناك حليف أساسي لإيران في كل الدول العربية بعد سقوط الأسد ونظامه.

*لا يمكن للمشروع الإيراني أن ينجح في ظل الربيع العربي الذي أعاد للعرب إمكانية أن يكون قرارهم ومستقبلهم بيدهم هم وليس بيد إيران أو غيرها من الدول. العرب لا يقبلون تحت أي ظرف في أن تقرر إيران مستقبل بلدانهم والعكس صحيح.

*رد الفعل العربي على مشروع إيران التوسعي لم يأتي على خلفية سنية – شيعية ولكن على مبدأ محق وعادل ووطني يقول أنه لا يحق لإيران أن تقرر مصير ومستقبل الدول والشعوب العربية.

*إيران ومنذ سقوط نظام صدام حسين في العراق وهي تحاول وتسعى جاهدة للسيطرة على قرار الدول العربية ولكن الربيع العربي بدأ بإرجاع إيران إلى إيران وإلى مواجهة مشروعها لإسقاطه.

*إيران حولت صراعها مع الدول العربية إلى صراع شيعي – سني ولنا في غزوة حزب الله لبيروت في 7 أيار 2008 خير مثال على هذا الجموح. وكيف يمكن أن نقرأ كلام أحمدي نجاد سنة 2009 في غير هذا المنحى الفتنوي عندما أعلن أن نتائج الانتخابات في لبنان سوف تغير وجه المنطقة. هذا تدخل سافر في شؤوننا اللبنانية وهو مرفوض.

*علبنا في لبنان جميعاً ان لا ندع أهداف إيران تنجح في تسعيرها الفتنة السنية - الشيعة داخل بلدنا والهمة هي مسؤولية الجميع.

*لا اعتقد أن حزب الله حتى الآن قد وضع نفسه في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، ولأسباب وغايات صرف دعائية يسوّق الحزب إلى أن هذا النظام صامد ومستمر ونفس الخطاب يمارسه كل حلفاء الأسد في لبنان. وفي هذا السياق كان العماد عون في كل ثلاثاء يتنبأ بأن كل شيء سينتهي في سوريا الثلاثاء الذي يليه وها هو النظام السوري برمته على حافة السقوط. هناك شيء تغير في سوريا والنظام فعلاً سقط ولم يعد موجوداً والمسألة مسألة وقت ليس إلا. نعم النظام انتهي. من هنا المطلوب من حزب الله مراجعة واقعية وحكيمة للوضع السوري والتصرف على هذا الأساس قبل فوات الأوان.

 

مشروع حكومة حزب الله الانتخابي وسلاح حزب الله

*انا مع النسبية مع علمي أن افرقاء كثر في 14 آذار ضدها.

*الأفضل حتى الآن هو مشروع فؤاد بطرس الذي لم يناقش.

*تطبيق النسبية في ظل سلاح حزب الله يعطي 8 آذار حرية التحرك في مناطق 14 آذار، في حين أن 14 آذار وبسبب السلاح هذا لن تتمكن من تحقيق أية مكاسب في مناطق 8 آذار. السلاح عائق كبير وله تأثير سلبي والكل يتذكر كيف أن نائباً من نواب حزب الله في انتخابات 2009 حصل على أصوات تفوق بكثير إعداد المقترعين كما ورد في كشوفات وزارة الداخلية. المؤسف أننا لا نتعلم من التجارب والطائفة الشيعية التي يهيمن على قرارها حالياً حزب الله ترتكب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الطوائف الأخرى (الموارنة والسنة) عندما اعتقدت كل منهما أن بإمكانها حكم البلد بمفردها فعمت الفوضى.

*الهدف من الحلف الرباعي كان إدخال حزب الله إلى الدولة ووضع سلاحه بأمرتها إلا أنه تفلت بعد مدة وانقلب على الاتفاق.

*بسبب سلاح حزب الله وتبعيته لإيران في كل سياساتها أصبحت الطائفة الشيعية في لبنان معزولة في الداخل والخارج. علماً أن ربط مصير الطائفة الشيعية بإيران لم يكن خيار الطائفة وإنما فرض بالقوة خلال حقبة الاحتلال السوري. المطلوب اليوم من النخب الشيعية ان تعمل على انتشال طائفتها بإيجاد البدائل عن هيمنة حزب الله بعد أن أصبح سلاحه عبئاً ثقيلاً عليها.

*أولياتنا جميعا يجب أن تتركز على الحؤول دون وقوع فتنة سنية شيعية وعلى طي صفحة الماضي والعودة إلى الدولة بشروطها وهي تحمي الجميع.

 

طاولة الحوار

*أطالب رئيس الجمهورية بجمع كل القيادات اللبنانية والبحث بما يجب عمله عند سقوط النظام السوري لأن السقوط هذا سينتج عنه في لبنان غالب ومغلوب وهذا أمر لا نريده لأن البلد لا يقوم على هذا المبدأ بل على تساوي الجميع في ظل الدولة وبحمايتها.

*طاولة الحوار عديمة الجدوى وكان الهدف الأساس من الحوار هو إيجاد إستراتجية لوضح السلاح غير الشرعي بما في ذلك سلاح حزب الله بأمرة الدولة وقد تم الاتفاق في مراحل الحوار الأولى على أمور كثيرة منها جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وترسيم الحدود وغيرهما من الأمور المهمة التي لم ينفذ منها أي شيء. بعد حرب 2006 بدأ الحوار في البحث بكيفية تطبيق القرار 1701 الذي ينص على يكون السلاح، كل السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهذا ما نص عليه اتفاق الدوحة أيضاَ، رفض حزب الله ولا يزال على موقفه الرافض وبالتالي لا فائدة من المشاركة في طاولة الحوار.

 

سلاح حزب الله أصبح بيد إسرائيل

*لقد أصبح أمر استعمال حزب الله بيد إسرائيل بمعنى أنه حجة سوف تستعملها لضرب لبنان متى أرادت، أضف إلى أن العمليات العسكرية الخارجية التي اتهم بها حزب الله هي أيضاً مبرر أخر سوف تلجأ إليه لتبرير أي حرب تشنها على لبنان. انطلاقاً من هذا الخوف على لبنان، كل لبنان، وعلى كل اللبنانيين أرى أنه يتوجب علينا جميعاً وبعد أن فشلنا في إيجاد حلول لسلاح حزب الله أن نطلب رسمياً من الأمم المتحدة أن تتولى مسؤولية تنفيذ القرار الدولي 1701 بما تراه مناسباً وبالطرق التي تقررها وهي لديها قوات اليونيفل في الجنوب. نحن بحاجة لموقف دولي يحمينا من إمكانية وقوع حرب جديدة وبقرار إسرائيلي. هناك خطر حرب حقيقي ونحن نسمع جهات كثيرة تحدد لنا تاريخ وقوع هذه الحرب. البلد لا يتحمل استنساخ سيناريو حرب تموز 2006 ولهذا علينا مواجهة مسؤولياتنا وإدخال الأمم المتحدة على الخط. من هنا لا جدوى من المشاركة بطاولة الحوار والمطلوب مواجهة الأخطار بعقلانية والاحتماء بالقرارات الدولية.

 

الغالب والمغلوب ووهم إمكانيات وقدرات حزب الله

كما ذكرت في البداية فإن سقوط النظام السوري وهو بالفعل سقط سينتج عنه في لبنان فريق غالب وفريق مغلوب، الفريق المغلوب سيكون حزب الله وكل حلفاء الأسد وهذا أمر لا نريده وبالتالي علينا التصرف قبل وقوعه من خلال اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية للاتفاق على دخول الجميع إلى الدولة بشروطها تحت مظلة الدستور واتفاق الطائف ومبدأ التعايش والسلام. خوفنا أن تصاب الطائفة الشيعية بعد سقوط الأسد بالإحباط كما كان حال الطائفة المارونية في العام 1990 والذي أدى إلى عدم قيام الدولة. نؤكد أن الدولة تحمي الجميع وهي للجميع وعلى حزب الله أن يعي هذه الحقائق.

*يتوهم البعض أن لدى حزب الله إمكانيات وقدرات تمكنه من الحفاظ على وضعيته الحالية بعد سقوط الأسد، والحقيقة هي غير ذلك كون تمويل هذا الحزب يأتي من إيران ومن عمليات الخارج. الواقع الذي لا يجب أن يغيب عن أحد هو أن إيران في وضع اقتصادي صعب للغاية وهي لن تتمكن بالتالي من الاستمرار بتمويله، في حين أن أميركا قد وضعت ثقلها لوقف عمليات الخارج وكلها الآن تحت الرقابة المشددة. من هنا حزب الله لن يتمكن من الاستمرار بوضعيته الحالية ولهذا عليه أن يعود إلى الدولة ويضع سلاحه بأمرتها ويمارس نشاطه السياسي كباقي الأحزاب اللبنانية.

*أناشد رئيس الجمهورية أن يجمع كل القيادات اللبنانية للبحث بما علينا جميعاً عمله بعد سقوط الأسد ولا يجب أن نتلهى ونضيع الوقت بطاولة الحوار العقيمة النتائج لأننا مقبلين على وضع جديد وخطير فلندخل إلى صلب الموضع الأساس.

 

اتفاق الطائف النموذج

علينا أن تعيد التركيز على اتفاق الطائف ونقدمه للدول العربية كنموذج فعال لربط المواطنية بالتعددية فهو نموذج ممتاز بالإمكان تطبيقه في سوريا وغيرها من البلدان العربية حيث الاثنيات والقوميات والمذاهب. علينا إعطاء هذا الاتفاق حياة جديدة والاستفادة منه في التخطيط للمستقبل، علماً أنه وبسبب الهيمنة السورية لم ينفذ حتى الآن. الطائف لم ينفذ، حيث أن انتفاضة 2005 (ثورة الأرز) واجهتها انتفاضة معادية منذ اليوم الأول وانتفاضات متلاحقة توجت سنة 2011 باستلام سوريا وإيران حكومة لبنان بالكامل.

 

الأخوان المسلمين في سوريا

*مشروع الأخوان المسلمين في سوريا والذي أعلن قبل 4 أشهر هو أكثر حداثة من مشروع 14 آذار وهو طالب بوضوح تام بالدولة العلمانية.

 

كندا/تورنتو في 09 آب/20012