الأخوة الحقيقية مع الولايات المتحدة الأمريكية

بقلم: السيد محمد علي الحسيني

على اسم الله السلام نبدأ ونقول: قرأت في العهد القديم وبعده في العهد الجديد حتى وصلت إلى القرآن الكريم قصة أدهشتني بل صدمتني, وكدت لا أصدقها لولا أنها موجودة في الكتب السماوية.

هذه القصة أو بالأحرى الجريمة البشعة التي اقترفها قابيل حين قتل أخاه هابيل!!.

ورحت أفكر وأقلب الأمور متسائلا: هل يعقل أن يقدم أخ على قتل أخيه, وأبوهما واحد وأمهما واحدة حقا أن ذلك شيء عجاب, يكاد المرء لا يصدقه.

فكرت مليا فوصلت إلى نتيجة أن الأخوة الحقيقية ليست بالدم أو بالقرابة أو بالرحمية حتى يكون ذلك حاجزا يمنع الظلم والقتل, فكم سطر التاريخ على صفحاته قصصا تفوح منها رائحة الدماء, والظلم والاستبداد والخيانة.

فالأخ القوي يدعوه جبرته للفتك بأخيه الضعيف, والأخ الكبير يغتصب حقوق أخيه الأصغر وأخ تراه أخته حاميا فيأكل حقوقها ويتركها وليس لديها ما يسد رمقها غير مهتم بما يصنع, ولا صرخات هذه الضعيفة توقظ ضميره الذي يغط في نوم عميقا.

إن القرابة الحقيقية ليست قرابة الرحم والدم, فكم ذاق أفراد ومجتمعات أنواعا من العتو والظلم والفساد وارقة الدماء لا لشيء إلا لإظهار القوة التي يتمتع بها الأخ أو القريب مقابل أخيه أو أخته اللذين هما بأمس الحاجة إليه.

هذه هي سوريا الشقيقة الكبرى للبنان تري لبنان واللبنانيين أنواعا من الظلم والفتك وهضم الحقوق والطغيان والفساد لا يردها عن ذلك ضمير ولا منطق ولا عقل.

وكيف ترجع إلى عقل ودين وضمير وهي القوية في نظر قادتها وأخوها الصغير ضعيف يجب أن يرضخ ويستكين.

فلا بوركت تلك الأخوة يا قبيل القرن الواحد والعشرين.

أما في العراق فان الأخ الأكبر القوي صدام فأفسد وظلم وهتك وسجن ونهب بل قدم أكثر من خمسة ملايين من إخوته قرابين على مذبحة الأخوة بل ولم يكتف بذلك حتى دخل واغتصب أخته الصغيرة الكويت وفعل ما فعل حتى لم يسلم منه الحجر ولا المدر, وكل ذلك كان ببركة الأخوة.

أما في أفغانستان فان أخوة طالبان فشيء يمزق القلوب والأفئدة, ويدعو إلى إعادة الحسابات, كل الحسابات.

فما هذه الأخوة المزيفة, وما معناها. إن الأخوة المزيفة هذه جعلت بني البشر يكفرون بكل أخوة, و يفرون إلى الغريب لعله يحمل في قلبه بعض العطف.

بالله عليكم أهذه هي الأخوة الحقيقية؟ استبداد وقتل وظلم وهيمنة الكبير على الصغير وغصب القوي للضعيف باسم الأخوة المجازية المزيفة. اذا أين هي الأخوة الحقيقية؟.

وجدتها نعم, هي الأخوة الإنسانية أخوة العيش المشترك, أخوة العدالة والمساواة, أخوة عدم التحيز والتمييز, أخوة الحرية والديمقراطية, المتمثلة اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت إلى أفغانستان وخلصتنا من هيمنة وظلم واستبداد الأخوة الطالبان, وأتت إلى العراق وأنقذتنا من الأخ العاق. وجاءت إلى لبنان فاقتلعت الظلم والاحتلال وأخرجت منه الشقيقة العار.

فهذه هي الأخوة الحقيقية التي ساعدت وساندت وساهمت, في سبيل حريتنا ونيل استقلالنا في لبنان. وكلنا أمل أن تأتي هذه الأخوة الحقيقية إلى سوريا ليعرف شعبها معنى الحرية والأمان.

فألف تحية وسلام على الأخوة الحقيقية مع الأمريكان.

009613961846

j_b_hashem@hotmail.com

www.alhusseiny.org