دعوة إلى شيعة لبنان لفتح العلاقات مع الأمريكان

بقلم : الأمين العام لجمعية بني هاشم العالمية العلامة السيّد محمّد علي الحسيني - اللبناني

باسم الله السلام نبدأ و نقول: بعدما استولت الثورة الخمينية على الحكم في إيران سنة1979م. أطلقت شعارها المعروف {أمريكا الشيطان الأكبر}وحاصرت السفارة الأمريكية في طهران وحجزت موظفيها وأخذتهم رهائن,نتج عن ذلك قطع العلاقات بين إيران الشيعية والولايات المتحدة الأمريكية .

ولا بد أن يتأثر الشيعة في كل مكان بهذه الشعارات الايرانية وأصبحوا يهتفون في المظاهرات وعلى منابر المساجد والحسينيات حتى حفظ الأطفال هذا الشعار ورددوه في المدارس في إيران والعراق والخليج حتى وصل إلى لبنان. ومضت القافلة الشيعية وحاديها يرفع صوته في حداء يدغدغ قلوب الناس وعقولهم {أميركا الشيطان الأكبر}.

واستمر العداء الشيعيّ للأمريكان لا هوادة فيه ولاتراجع عنه حتى حصل تغيرات جذرية في الشرق الأوسط بدءاً في أفغانستان وامتداداً إلى العراق . وبدأ اللبنانيون من غير الشيعة أو قلة قليلة من الشيعة. يرون تغير المواقف و ضرورة فتح علاقات جديدة ومميزة مع الأمريكان. وفي ظل هذه الأجواء شاءت الظروف من جديد أن يكون الشخص الذي شارك في محاصرة السفارة الأمريكية في طهران وحجز الموظفين فيها أي حسب المدعى الرئيس أحمدي نجاد بأن يكون أول من يتنازل عن مبدأ الثورة وشعارها {أمريكا الشيطان الأكبر} ليصبح الشعار {أمريكا ملاك الرحمة} أو {الملاك المقرب}.

وخصوصا بعدما أرسل أحمدي نجاد برسالة إلى الرئيس بوش فحواها الاعتذار وامكانية فتح العلاقات الرسمية مع الولايات المتحدة الأمريكية من جديد بعدما كان قد أغلقها ومع هذا كله جاء الجواب الأمريكي بعفا الله عما مضى, هذا بالنسبة لإيران. وأما العراق فنجد السادة الشيعة الكرام أصحاب العقول النيرة المنفتحة والتفكير السليم من العقلاء والمراجع والعلماء والمجاهدين ورؤساء الأحزاب ومشايخ العشائر قد فتحوا أبواباً بينهم وبين الأمريكان , وأقاموا معهم علاقات طيبة مميزة , فاستفاد العراق من هذه العلاقات وقضي على جور صدام وحزبه الحاكم وتخلص العراقيون من القهر والذلّ والهتك والسجن والقتل والتهجير والمذابح .

كذلك فتحت شيعية مملكة البحرين صلات على مستويات كثيرة بينها وبين أمريكا , حتى أضحت العلاقات مميزة فعلاً, وانخرط أشد معارضي الأمريكيين في العملية السلمية الديمقراطية بفضل هذه العلاقات , وها هو الوزير مجيد العلوي والاستاذ منصور الجمري خير دليل وبرهان على هذا الكلام فقد انخرطا في السلطة بعدما كانا من القادة في حركة أحرار البحرين, واقتنع البحرانيون أن مصلحة بلادهم وشيعتهم التفاهم مع أمريكا, وأن المعارضة والمصادمة تضر بالبلاد وقاطنيها.

وفي أفغانستان كان اللقاء والمصلحة مع الأمريكان فتحولت الغابة إلى حياة والجحيم إلى جنة وتبدل الخوف إلى أمان فكل ذلك كان بفضل اقامة العلاقات الطيبة مع الأمريكان.

والآن وبعد التحولات التي ترى بأم العين لابد أن نقول لشيعتنا في لبنان:

إذا كانت إيران الثورة قد تخلت عن شعارها وأصبحت راضية فما بالنا نحن؟.

فبعد هذا السرد السريع دعوة من القلب إلى قلوب وعقول شيعتنا في لبنان لفتح علاقات طيبة مع الأمريكان, علاقات قائمة على أساس الإنسانية والإحترام المتبادل والعيش المشترك والتوافق والسلم والسلام ورفض الإرهاب ومحاربته ونبذ العنف والتحريض والكراهية. لنعيش في ظلال الرفاهية والديمقراطية الأمريكية التي سبقنا إليها أكثر الشعوب المتحضرة الغربية.

أيها الشيعة اللبنانيون:

الزمان مناسب والأبواب مفتوحة ولا عذر لمن أغفل دخول الباب بعد فتحه...

فاستعملوا عقولكم وافتحوا قلوبكم على أن تكون العلاقات مبنية على شروط تحفظ لنا ديننا وكرامتنا, ومكاننا في وطننا, ولنعرف جيداً أننا بحاجة إلى التعاون مع القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا والسلام ختام.

alsayedalhusseini@hotmail.com

phone009613961846

www.banihashem.org