سقوط القناع عن وجه الشيخ حسن

أحمد الجار الله/السياسة

 

 ما لم تفعله اسرائيل بلبنان فعله الشيخ حسن نصرالله وتابعوه.. وما فعلته اسرائيل بلبنان فعل اكثر منه الشيخ حسن نصرالله وتابعوه... اي ان هذا الشيخ المطرود من جنوب لبنان, ومدعي المقاومة والجهاد, أسفر عن وجهه الحقيقي وارتد على بلده وأبناء بلده كأي رجل ميليشيا, ولم يكترث بهيبة العمامة, وسمعة المجاهدين, متحولا, بما يدعو الى الدهشة, الى مجرد أداة لمخططات بشار الأسد التخريبية, ولمخططات أحمدي نجاد المذهبية.

 

ماذا فعل الشيخ حسن أمس ببلده?قطع الطريق الى مطار بيروت وعزل لبنان عن سائر بقية العالم, وهذا ما فعلته اسرائيل في عدوان الصيف الماضي.

 

قطع أوصال لبنان وطرقاته باحراق الدواليب وبالسواتر الترابية , وهذا ما فعلته اسرائيل في عدوان الصيف الماضي عندما دمرت الطرقات والجسور وجعلت التنقل صعبا على الناس. نقل الشيخ حسن الفتنة المذهبية الناشبة في العراق بتدبير ايراني صفوي الى صفوف اللبنانيين المسلمين, وحفر الخنادق بين السنة والشيعة, وأطلق الشتائم والبذاءات باسم من لا يمثلهم ولا ينتمي اليهم ولا يرقى الى مقاماتهم, قصدنا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, ضد رموز الاسلام, وضد صحابة رسول الاسلام, وهذا فعل يكفي لوحده لان يضعه في مصاف ألد أعداء دين الله ومعتنقي هذا الدين.

 

التعبير عن وجود فتنة مذهبية متأججة, وبواسطة الشيخ حسن الذي يدعي عكس ما يفعل, يعتبر جائزة ذهبية لاسرائيل العدوة التي تجهد الى نقل تجربتها الى سائر بلدان العرب والمسلمين, والى ان تنشأ في هذه الدول أنظمة دينية مذهبية تقوم على التعصب والكراهية, وتدفع شعوبها الى الانضواء تحت عباءة الدولة العبرية والتبعية لها.

 

لقد جر الشيخ حسن لبنان, او كاد, الى فتنة تجعل منه أنموذجا ثانيا للعراق, وان كان, كما يبدو, هو الراغب بها, بدليل تحريضه وتحريض رجاله الناس الاخرين الى الاقتداء به حتى ولو رفضوا الانزلاق الى الاحتراب المذهبي وحرموه. الجمعان لن يتلاطما كما يرغب الشيخ حسن, اذ ان يوم امس التخريبي سينقضي هو الاخر ولن يسفر عن اي نتيجة سياسية اللهم الا إظهار وجه الشيخ حسن على حقيقته, وعلى أنه وجه عامل في الفتنة, وتابع لمخطط الخارج الاجنبي, ومنفذ لاوامر الأغراب, ومحقق لامنيات اسرائيل ولمن التحق بها من انظمة أقلاوية خارجة على كلمة السواء وعن بيعة الاكثرية.

 

لقد أمر الشيخ حسن أتباعه بالاعتصام في وسط بيروت, وساهم في ذبح الاقتصاد اللبناني ورابط داخل الخيم بعد ان دفع أجور المرابطين فيها, لكنه وبعد مرور شهرين على هذه الظاهرة الشاذة, لم يتوصل الى نتيجة سياسية, ولم ينجح في إسقاط حكومة الاكثرية وفي تعطيل مؤتمر »باريس ¯ 3«, وفي إغلاق ملفات جريمة اغتيال الحريري, وفي تعطيل العمل على إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلته. لقد احتل الشيخ حسن الشوارع فماذا أعطته الشوارع? ان حكومة السنيورة, وأي حكومة اخرى في العالم, لا تسقط بهذا الاسلوب, ولن يسقطها الشيخ حسن الاقلاوي بأقليته, ولا بمحاولاته الاقتلاعية المعتمدة على أساليب خميني القديمة البالية, لانه مستحيل ان يقبل أحد معه باعادة الاحتلال السوري الى لبنان, وبوضع هذا البلد المتعدد ثانية تحت الوصاية الايرانية, وبتحويل مذاهب اللبنانيين كلهم الى مذهب واحد واجبارهم على الايمان بحاكمية ولي الفقيه ومعصوميته.

 

الشيخ حسن نصرالله ومشتقاته من التوابع لن يفوز عن طريق الانقلاب, واعتماد الاساليب الغوغائية, ونشر الفتنة المذهبية بين المسلمين... لن يفوز لا بقلب الحكومة ولا بتشكيل حكومة جديدة يمتلك فيها الثلث المعطل, وكذلك لن يفوز بسمعة وطنية جهادية بعد ان أسفر عن وجه مليشياوي صغير لا يميز بينه وبين اسرائيل في قضايا الاضرار بلبنان والعدوان عليه وعلى أهله.

 

ان ما يبعث على الأسى هو ان الشيخ حسن وتابعيه يرمون بأخطائهم على الاكثرية اللبنانية, وحين يتم دعوتهم الى الحوار يقولون هم لا يريدون الحوار, وحين تتم دعوتهم الى سحب المتظاهرين والكف عن أعمال الشغب يقولون هم الذين رفضوا ان نفعل ذلك ومنعونا من القيام به, وحين تتم دعوتهم الى الرفق بلبنان يقولون هم الذين لا يرفقون به ويضعونه تحت وصاية أميركا وفرنسا.. والشيخ حسن وتابعوه لا يقولون هذا الكلام الا لإعلان الرفض لكل مبادرات التهدئة والعودة الى التفاهم, والتمهيد لاعادة الاستقرار الى البلد وانتزاع فتائل التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية. نحن نقول اذا نجح الشعب اللبناني ونجحت ثورة الارز في لبنان برد هذه الفتنة ودحرها, فان هذا الشعب يكون قد حمى سائر مجتمعات المسلمين من حرائق مذهبية يعلم الله متى تنطفئ خصوصا وأن هذه الحرائق مندلعة من الف وأربعمئة سنة ولم ينجح أحد في إطفائها حتى يومنا هذا.

 

أهذا ما يريده الشيخ حسن نصرالله للبنان وللمنطقة? وهل غير هذا تريد اسرائيل وتصلي للتعجيل بمجيئه?