النموذج
كوسوفو والموعد
تأجّل من 28 الى
12
جان
عزيز
الخميس,
20 يوليو, 2006
لم
يصدق زوار
واشنطن من
اللبنانيين،
ما سمعوه من
محاوريهم
ومضيفيهم قبل
أقل من شهرين. ومن
صدق منهم، لم
يصدقه الذين
نقل اليهم
الأخبار عند
عودته الى
بيروت. فبين
مبنى
الخارجية
والكونغرس
كان الكلام واضحاً
حول التخلص من
سلاح "حزب
الله".
أما
في البنتاغون
فكانت التفاصيل
كاملة: سيناريو
كوسوفو!
تلك
العبارة شكلت
الكلمة
السحرية لمسؤولي
وزارة الدفاع
الأميركية
الذين التقوا
أكثر من زائر
لبناني ضيف في
أيار الماضي.
وكما
كوسوفو، كانت
الخطة
المتوازية
جاهزة: هناك
الطيران
أطلسي، هنا اسرائيلي.
هناك
تدمير كامل
حتى انهاك
بلغراد واقرارها
بالحل
المفروض،
وهنا تدمير
مماثل، حتى
صدور صرخة
الاستسلام،
من طهران، أو
دمشق، أو
بيروت، لا فرق
ولا همّ. وهناك
"أخطاء
جانبية" وقصف
سفارة أو
اثنتين
سهواً،
تلاهما
اعتذار لفظي،
وهنا أخطاء
أكبر وسقوط
مدنيين أكثر،
ولا داعي لأي
اعتذار...
"سيناريو
كوسوفو"، نقله
زوار العاصمة
الأميركية من المسؤولين
اللبنانيين،
مطلع أيار
الماضي، الى
أكثر من جهة
وطرف، وظل
الأمر لدى
الجميع في حيّز
اللامعقول،
أو مجرّد
التهويل.
هل
كان المقصود
تسريب الخطة؟
مصدر
دبلوماسي
أوروبي يرجح
أن المسألة
كانت قد أصبحت
في حكم
المنجزة
والمنتهية،
وبالتالي لا
ضير من الحديث
عنها.
تماماً
كما كان الأمر
في ربيع 1982، يوم
صار الحديث عن
الاجتياح
مادة يومية
للصحافة
الدولية،
ونقلاً عن
مصادر رسمية.
لا
بل كان الموعد
قد أصبح
وشيكاً جداً،
كما يحلل
المصدر نفسه. حتى
انه يعتقد ان
الساعة صفر
كانت قد حددت
يوم 28 أيار الماضي.
ذاك الأحد
الذي لم ينس
بعد، حين
انطلق صاروخان
مجهولا
الهوية من
الأراضي
اللبنانية الى داخل
الحدود مع اسرائيل،
أريد له أن
يكون شرارة "كوسوفو
اللبنانية" كما
يرجّح المصدر
الدبلوماسي.
فبعد
لحظات على
سقوط
الصاروخين،
فتحت آلة النار
الاسرائيلية
فاهها على طول
الحدود، وكان
رد الفعل
العسكري أكبر
بكثير من "الفعل
المجهول"،
ليرسم خريطة
أرض محروقة من
قرب الناقورة
الى جوار
شبعا.
الا
أن أسباباً لم
تعرف، أدت على
ما يبدو الى
التأجيل، بعد
انطلاق
الشرارة. ويرجح
المصدر نفسه
أن يكون
اغتيال المسؤولين
الفلسطينيين
في صيدا بعد ساعات،
محاولة لاعطاء
الانطباع
التضليلي بالغاء
العملية لا
مجرد
تأجيلها،
وبالاستعاضة
عنها بهذا
الثأر
الموضعي، مع
مناورة تحويل
التركيز من
دائرة "حزب
الله" الى
دائرة
المنظمات
الفلسطينية
المتطرفة.
أياً
كانت أسباب
التأجيل،
لبنانية أو اسرائيلية
أو أميركية أو
حتى "مونديالية"،
يلاحظ المصدر
الدبلوماسي ان الوقت
الفاصل بين
الموعدين، من 28
أيار الى 12
تموز، لم يهدر
سدى، لا بل تم
استثماره
بشكل فاعل لدى
الرأي العام.
ويشير
المصدر الى
كتابات معظم
مراكز
الدراسات
الأميركية في
تلك الفترة،
كدليل على ذلك.
حتى أن أحدها
أنجز يوم عملية
أسر الجنديين الاسرائيليين،
دراسة تعلن
بوضوح ان "الارهاب
سيتوقف عن
كونه تكتيكاً
مفيداً، فقط
عندما تصير
كلفته على الارهابيين
ورعاتهم،
أكبر من قدرتهم
على التحمل". لتخلص
الى
التأكيد في 12
تموز بالذات
على اللاجدوى
من محاولات
استيعاب "حزب
الله"، داعية الى أنه "بدل
التعاطي مع (السيد
حسن) نصرالله،
على أنه صاحب
نفوذ، يجب أن
يتحول الى
شخص منبوذ
دولياً".
هل
أخطأ "حزب
الله" اذاً؟
سؤال
عليه أن ينتظر...