ما
لا يقوله
المتحاورون
عن الفشل
بقلم/
جان عزيز
صدى البلد -الأربعاء,
12 أبريل, 2006
كان أركان "المحرك
القاطر" للقاء
قرنة شهوان،
وتحقيقا
لمشروعها
الأساسي "من
أجل حوار وطني"،
يبحثون دائما
في من هم الاطراف
الثابتون في
السياسة
اللبنانية،
ليكون الحوار
الجدي
والفعلي معهم.
وكانت مرحلة "القرنة" تحمل
الكثير من
عوامل
التعمية
الواقعية التي
فرضها عهد الوصاية
على مكوناته
كافة، تماما
على طريقة القنابل
الدخانية
في الهجومات
العسكرية. وهذا
ما أثر على
الدقة في
تحديد الاهداف
الثوابت. فصارت
المحاولات
الحوارية القرنوية
اقرب الى
قاعدة
الضرورة
والممكن،
فتنقّلت من
المختارة الى
قريطم الى حارة حريك،
وصولاً حتى الى بعبدا
في تلك
الزيارة
اليتيمة في 24
آب 2002، قبل 10 ايام
كاملة على اقفال
محطة "إم تي في"...
انتهت "القرنة"
ولم يتحقق "المشروع"،
ليبدأ اليوم "الحوار
الوطني"،
ويكاد ينتهي
بعد نحو اسبوعين،
ولم يتحدد بعد
من الثابت ومن
العرضي
العابر في
لبنان
وسياسته
ومستقبله. حتى
ان بعض
المعنيين في
الحوار ومن
حوله، يعزون
بعض اسباب
فشله الى
العجز لدى الاطراف
المتقابلة، عن
الاجابة
على هذا
السؤال. فالكل
يتعامل مع
الكل وكأن
خصمه غير
ثابت، او
كأن غده محكوم
بالزوال، او
على الأقل
بالضعف
والوهن
والخبو
والخفوت.
فعلى سبيل
المثال أخصام
سعد الحريري
ينظّرون همسا
لصعوبات جمّة
تواجه
السياسي
الشاب، في
حلقات حيثيته
كافة: على
مستوى
العائلة،
وعلى مستوى
الجماعة السنية،
وعلى مستوى
العلاقة
السعودية... واكثر.
ويقدّم هؤلاء
في سياق محاججتهم
المكتومة
سيلا من
الأخبار
والأسرار والالغاز
والأحاجي.
والأمر نفسه
يعيشه خصوم
الثنائية
الشيعية
المتمثلة في "حزب
الله" ونبيه
بري. فيختزلون
بداية
الاثنين في
الأول، قبل ان
يختزلوا
الأول في
مقولة مستقبل ايران في
المنطقة
ومستقبل
نظامها فيها،
ومستقبل "الجهة
المرجعية" الرابطة
بين حارة حريك
وطهران. وهؤلاء
ايضا
ينظّرون في سرّهم
لنهاية "الحزب"
المنبثقة وفق
حساباتهم، من
بداية نهاية
الحضور
والدور الايرانيين،
كنتيجة
لمواجهة آتية
حتما، بين
الغرب وحلفائه
في المنطقة،
وبين ايران
التي استفاق اصحاب هذه
النظريات
الآن على
هويتها
الفارسية.
اما أخصام ميشال عون
فينسجون
كثيرا على نول
العمر والتقدم
في السن، كما
على مغزل ان
لا كيانية
مستقلة قائمة
في ذاتها
وقابلة
للاستمرار لما
هو "التيار
الوطني الحر"،
بمعزل عن هامة
عون وهالته
وحضوره. ويسرّ
هؤلاء بأن
الساحة
المسيحية بعد
الجنرال ورقة
مستورة، لا
يمكن لأحد
ارتقاب
تفاعلها ولا
التنبؤ
بموازينها. مع ما يشي
به هذا الهمس
من إقرار بأن
كل الباقي فيها
راهنا تفاصيل.
ويبقى خصوم
وليد جنبلاط،
موزعين على
رأيين متنافسين
في التحفظ
والتكتم، من
باب الاعتبارات
المعروفة. رأي
متيقن في
سريرته بأن
سيد المختارة
اقرب الى "الشهيد
المتجول". ورأي
آخر يعرف بأن الجنبلاطية
ثابتة في
السياسة
اللبنانية،
لكنه يردف
بأنها باتت
ثابتة في اطار
جماعة لا
تؤهلها
مقدراتها
لتكون رقما اساسيا في
زمن اللاحرب،
حيث معايير
العدد او
المال او
الامتداد
الخارجي،
وازنة اكثر
من اي
اعتبار آخر.
هكذا يرى بعض
المطلعين ان
الحوار
القائم محكوم
بالفشل، لانه
دائر بين اطراف
يعتبرون انفسهم
عابرين. ما هو
مقدار الصحة
في هذا
الكلام؟ متدن
جدا، بحسب
تدقيق الواقع
والوقائع
والتاريخ. فخلف
هؤلاء الاشخاص
الأسماء،
تقوم جماعات
ثابتة في
الوطن ومؤسسة
له. وهي لا شك قادرة
على مدّ
وجدانها الكياني
بما يلزم من اسماء واشخاص
عند الحاجة. وبالتالي
فان جوهر
المعضلات
المطروحة على
النظام
وأهله، لا
يرتبط بالاشخاص
المتحاورين
اليوم، ولا
يمكن
المراهنة على
تفتيته بغياب اي منهم.
قبل نحو 5 اعوام
استكتب ضابط
سوري في صحيفة
عربية ما يشي
برهان من هذا
النوع على
العلاقة
النزاعية
آنذاك بين
الرئيس السوري
الشاب الآتي الى الحكم
حديثا وبين
سيد بكركي.
وبعد 5 اعوام
خرج النظام
السوري من
لبنان، فيما
البطريرك الماروني
يستعد بعد اسبوع
لبدء عقده الثالث
في سدة الصرح
الذي أعطي له
مجد لبنان. فهل
من عبرة؟