ماذا
بين جنبلاط
والحريري؟
بقلم/جان
عزيز
الجمعة, 05 مايو, 2006
لم تعد
خريطة مزارع
شبعا
المقارنة بين "الأصلية"
و"المزورة"،
الجليسة
الوحيدة
لزوار قصر
المختارة هذه
الأيام. إذ
أضيفت اليها
أخيراً
خريطتان
جديدتان،
واحدة لمعابر
التهريب على
طول الحدود
بين لبنان
وسورية، وثانية
لافتة، تظهر
مخططاً
دقيقاً
ومفصلاً للموقع
الفلسطيني في
منطقة
الناعمة، مع
تبيان لمعالم
الأنفاق وما
تتضمنه وما
يمكن ان
تصل اليه
من تحت أرض
الدولة
السيدة.
ويدأب سيد
القصر عند
استقباله
زواره السياسيين،
على "استدعاء"
الخريطتين،
ليروح فيشرح
عليهما مخاطر
المرحلة،
واحتمالات
التصدع
والانهيار
على أكثر من
صعيد.
وعند عرضه
لتلك الثغر
الأمنية
والسياسية،
يحرص النائب
وليد جنبلاط
على انتقاد "حزب
الله" والغمز
من قناة دوره الداخلي
والاقليمي،
كما يصفه.
وحين يسأل عن
كيفية توفيقه
بين هذه
المواقف الاتهامية
للفريق
الشيعي
الأول، وبين
جلسات
التنسيق الطويلة
بين السيد حسن
نصرالله
والنائب سعد
الدين
الحريري، في
ظل الحلف بين قريطم
والمختارة،
يكتفي جنبلاط
بالرد على
سائله، بقلب
شفتيه ورفع حاجبيه
وإغماضة
من عينيه
وتقليص كتفيه
وبسط كفيه صوب
الفضاء الفارغ،
تعبيراً عن
أكثر من جواب...
الذين شهدوا
رد الفعل الجنبلاطي
هذا على
السؤال حول
أداء الحريري
الشاب، أضيء
أمام أعينهم
فهم أوضح
لتصرف سيد قريطم
الجديد في
جلسة الحوار
الأخيرة قبل
أسبوع. ففي
استطراد
مستغرب، حرص
الحريري
الابن في مداخلة
له على
استرجاع
وقائع لقائه
الشهير بأحمد
جبريل.
وبدا الحديث
بهدف التبرير
لا غير، ان
لجهة الشكل
عبر إعادة
التذكير بدور "حزب
الله" في
انعقاد هذا
اللقاء
ومشاركة
الحاج حسين الخليل
فيه، أو لجهة
المضمون عبر
تأكيد الحريري
انه لم يوافق
على "الشروط" التي
تقدم بها
جبريل للبحث
في حل لمسألة
سلاحه.
وبلغ
التبرير
الحريري ذروته
حين أكد
النائب الشاب
لأقطاب
الحوار، ان
القبول بتلك
الشروط الفلسطينية
سيدفعه الى
اقتراح تبادل
الأدوار،
بحيث يصير هو
لاجئاً فلسطينياً،
واللاجئ
مواطناً
لبنانياً.
ما هو الرابط
الحقيقي
والعميق بين "اللاجواب"
الجنبلاطي
في المختارة،
وبين التبرير
الحريري في
ساحة النجمة؟
المراقبون
العارفون
بحقائق
الأمور، لا
يترددون عن
الاعتقاد بأن
ثمة شيئاً
ما "مش ماشي" بين
الطرفين.
لكن
الرجلين
يحرصان على
حصره في نقاط
محددة ومحدودة،
مثل الموقف من
"حزب الله"،
أو مسألة
جبريل وما
رافقها.
ولان القسم
المسموح اظهاره
من المشكلة
محصور بمثل
هذه
التحديدات،
يدأب جنبلاط
على انتقاد
الفريق
الشيعي،
واندفع
الحريري
لتبرير
اللقاء
بجبريل.
لكن
المراقبين
أنفسهم
يعتقدون ان
الأزمة لا شك
أعمق وأكثر
تعقيداً
وتشعباً، وان
تكن محكومة
دائماً بسقف
التحالف
الوثيق بين
الرجلين. فجنبلاط
مستمر في
هجومه على
النظام
السوري.
فيما
الحريري
الابن نسي
موضوع دمشق
فعلياً، منذ
خطابه المتلفز
من السعودية
في تشرين
الأول الماضي.
وجنبلاط لا يزال
في حربه
المفتوحة مع "الضاحية
الجنوبية"،
فيما جلسات المنغا
التي اشتهرت
بها ضيافة
الحريري الأب
للسيد نصرالله،
بدأت تلامس مع
الابن حدود
أرقام قياسية
جديدة في
الساعات
والمرات.
والأهم ان
ثمة من يقول ان الرياض
تمكنت من
انتزاع تعهد
سوري بحماية
أمن الحريري
في بيروت،
فيما
الروايات المنسوجة
عن استنفارات
المختارة
الأمنية في
اطراد مستمر...
وليست من باب
المصادفة في
سياق
المقارنة نفسها،
ان
تستدعي سورية
جنبلاط
للمحاكمة،
فيما تعمل السعودية
و"حزب الله" على
تحضير زيارة فؤاد
السنيورة
الى
دمشق، علماً ان البعض
لم يغفل في
هذا السياق
بعض سخرية
القدر، كون
جنبلاط كان
أعلن هو نفسه
انه لا يقبل
أي محاكمة له في
بيروت، ولا
يرضى إلا
بمحاكمته في
الشام.
وسط هذه
الأمثلة
وغيرها من
المحظور
قوله، يتساءل
كثيرون، هل
بدأ جنبلاط
مشاكسته
التقليدية
لكل حلفائه؟
أم ان
ثمة توزيعاً
للأدوار رداً
على توزيع
أدوار الخصوم؟
أم هو "النقار"
الذي بدأت
تولده "قلّة" 14
شباط؟
مسألة تستحق
المتابعة.