قبل أن يرحل...
بقلم/جان
عزيز - البلد
, 10 يونيو,
2006
لافت
توافد
الشخصيات من
المجالات
كافة لعيادة
الرئيس
السابق الياس
الهراوي.
والكثيرون منهم يدعون
له بلا شك،
بالشفاء
العاجل، لكن أكثر
منهم ربما من
يدعو له
بالقدرة
العاجلة على
المصارحة
الكاملة، بعد
الشفاء أو
قبله حتى.
لماذا
الدعوة؟ لأسباب
ثلاثة رئيسية.
أولاً
لأن
اللبنانيين
لم ينسوا بعد
يوم أصدر
الرئيس السوري
الراحل حافظ
الأسد في
تشرين الأول 1995،
"مرسومه الأهرامي"
القاضي
بالتمديد
الرئاسي للهراوي.
يومها تبارى
العارفون
والباحثون في تشريح
أسباب الخطوة.
علماً
أن الفكرة
كانت قائمة
منذ طرحها
الرئيس رفيق
الحريري يوم
عيد مار الياس
في 20 تموز 1993، في
زحلة، على "أبو
جمال" و"الست
منى". واجتهد
المحللون أن
التمديد كان
تحسباً لخطوات
آتية وتطورات
مرتقبة،
تقتضي بقاء "أبو
جورج" في
كرسيه.
غير
أن قسماً من
المحللين كتب
يومها أن
التمديد السوري
للرئيس
اللبناني، لم
يكن تحوطاً
لما سيأتي،
بقدر ما هو
مكافأة على ما
كان. وقيل ان
4 "انجازات" أساسية
حققها الهراوي،
فاستحقت له
تلك المكافأة البعثية: أولها
13 تشرين الأول 1990
واجتياح
المناطق
الشرقية ونفي ميشال
عون، وثانيها
المعاهدة
اللبنانية السورية
سنة 1991 مع "ملحقاتها"،
وثالثها ممتد
بين 23 آذار 1994 و21
نيسان من
العام نفسه أي
من ضرب "القوات
اللبنانية" الى أسر
سمير جعجع،
ليظل "الانجاز"
الرابع موضع "المكافأة"،
مرسوم
التجنيس في
حزيران 1994.
4 خطوات
وصفتها القلة
المقاومة
طيلة 15 عاماً
ماضية،
بالكارثة
الوطنية. قبل أن
تلتحق بها
اليوم أكثرية
باتت تؤيد
الوصف نفسه،
بعدما كان قسم
كبير منها مستفيداً
من الوصف
المعاكس طيلة
الحقبة المقصودة.
و4 خطوات
تستحق الكثير
من الاضاءة
والتفصيل
والحقيقة. والكل
يقدّر أن "أبو
جورج" هو
الأقدر على
معرفة
حيثياتها
وخفاياها والأسرار.
هذا
اذا ما أراد
أن يرويها
بشفافية، لا
كما جاء كتابه
اليتيم،
مليئاً
بالثغر
والفجوات،
وبما تحول
موضوع ملاحقة
قضائية ضده،
قيل ان
جهات كثيرة
حرصت على
تسويفها
وتأجيلها،
حتى رفعت
للحكم في
تشرين المقبل،
علّ
المماطلين
يربحون بقضاء
الحق مع غياب "المحقوق".
والسبب
الثاني لدعوة الهراوي الى
الكلام، هو أن
ألغاز تلك
المحطات،
تتحكم
بالكثير من "تقية"
اليوم، وتنير
المزيد من
غابة الفضائح
المطمورة
بكلام الوطنجيات
المستجد. تكفي
سلسلة
الأسئلة من
نوع: كيف قررت
عملية 13
تشرين؟ وهل
صحيح أن رينيه
معوض اغتيل
لأجلها وحسب؟
وأن
زوجة مرشح
رئاسي آخر
هددت في دولة
أجنبية لتصير
الخلافة كما
صارت، وصولاً الى 13
تشرين؟ ومن
قرر ضرب سمير
جعجع ولماذا؟
في دمشق أم في
بيروت اتخذ
القرار؟ ولأسباب
"مسيحية" أو "لبنانية"
أو "سورية"،
أو لكل ما سبق
ولغيره
أيضاً؟ وكيف
صدر مرسوم
التجنيس
وماذا تضمن؟
وهل
صحيح انه "انجاز
سني" بتوقيع
ماروني ـ
أرثوذكسي، قبل
أن يكون دفرسواراً
سورياً باذعان
لبناني؟
وماذا
خلف
أوراق "معاهدة
الأخوة
والتعاون
والتنسيق" وبين
سطورها؟ وهل
صحيح أنها
كانت حلم
الأسد لسياسة
البلع
الأمثل، بحيث
يصير له على
الأقل صوتان
في الأمم
المتحدة، بدل أن
يخنق صوته
الواحد، فيما
لو ابتلعنا
على طريقة صدام
حسين في
الكويت؟ وما
كانت مواقف كل
القوى
الراهنة، من
تلك المحطات
الحاسمة،
وبأي ثمن
مررتها، أو أي
"تهديد" كانت
تخضع له
لتمررها؟
يبقى
السبب الثالث
للدعوة للهراوي،
أن في لبنان
ثقافة بدائية
تعتبر الموت
ممحاة لكل
شيء، أو حتى
كوة ينفذ منها
المتسللون، نحو
أسطرة حيوات، لا
شيء فيها من
جمالية
الأسطورة. بعد
الرحيل يصير
الكلام من نوع
"الضرب
الحرام".
ما
جعل غالبية
حقائق
الكوارث التي
خربت تاريخنا
المعاصر،
تموت مع موت "أساطير"
هذا التاريخ
المختلقة
والمفبركة.
ثقافة
يتندر بها أهل
القرى، يوم
يروحون
يتهامسون في
الأحزان، متسائلين
عن هوية الشخص
الذي تتحدث
عنه المراثي التي
يسمعون.
سبب
ثالث ضروري
وكاف للدعوة
للهراوي،
بشفاء عاجل
وكلام كامل،
قبل أن يرحل...
جان
عزيز