النائب جنبلاط في لقاء مع كوادر الشباب التقدمي ومسؤولي الجامعات

كلام السيد نصرالله انقلاب ونقطة الخلاف معه هي التصاقه بالنظام السوري

 جنود سوريون يجتازون الحدود يوميا والاسد اعطى المال والسلاح لافتعال فتنة

وطنية-24/9/2006(سياسة) وصف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الاخير بالانقلاب, معتبرا ان "نقطة الخلاف الاساسية مع نصر الله هي التصاقه بالنظام السوري", واذ كشف عن دخول عدد كبير من الجنود السوريين الذين يجتازون الحدود اللبنانية السورية يوميا، اشار النائب جنبلاط الى "ان ثمة رموزا اجتمع بهم الرئيس السوري واعطاهم المال والسلاح لافتعال فتنة في الشارع السني وضد النائب سعد الحريري".

وردا على مطالبة نصرالله له بالاعتذار قال "انني اعتذر فقط منك يا كمال جنبلاط على التسوية مع النظام السوري الذي قتلك".

كلام النائب جنبلاط جاء امام كوادر منظمة الشباب التقدمي ومسؤولي الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة، في قصر المختارة. وبعد كلمة من امين عام المنظمة ريّان الاشقر تحدث النائب جنبلاط, واستهل كلامه بالقول"ليس الفرق بمن يستطيع ان يجمع العدد الاكبر من الناس، ايضا نستطيع ان نجمع عدد كبير من الناس لكن جمهورنا غير جمهورهم واُصر على هذه الكلمة".

واضاف "عندما اجتمع اللبنانيون وبشكل عفوي في 14 اذار 2005 وقالوا لا لنظام الوصاية ونعم للحرية وللتنوع وللديموقراطية، نعم للبنان التعايش، نعم للسلم، نعم للطائف, انذاك لم يعط احد امر عمليات، بالعكس اتت الجماهير من عكار من الجنوب من كل مكان واخترقت الحواجز، حواجز الجيش السوري انذاك واجتمعت وكان هناك تنوع، وهذا هو جمال جمهورنا. نحن جمهورنا متنوع ديموقراطي وفيه نقاش وهذا المهم، جمهورهم حديدي وشمولي، واصر على هذه الكلمة، لان خلفيتهم حديدية شمولية، ولهم نهج واحد وارتباط واحد من لبنان الى سوريا، الى ايران, وسنتحدث الآن عن بعض العناوين التي طرحها نصر الله في يوم النصر وسنتحدث بهدوء عن يوم النصر".

وتابع "الدولة العادلة والقوية والقادرة ماذا يقصد بذلك؟ هذه هي الدولة التي هو مشارك فيها وتحت صياغة من خلالها استفاد وجمع في الجولة الاولى 12 الف صاروخ والان يبشّرنا بان هناك 20 الف صاروخ. ما هو مفهوم هذه الدولة العادلة والقوية والقادرة. الا اذا كان يقول تفضلوا انا الدولة، تفضلوا سأضع شروطي وانضموا الى دولتي، وعندها نحدد مفاهيم الدولة العادلة والقوية والقادرة. الدولة القادرة والقوية والعادلة هي دولة القانون, قانون واحد، والسلاح بيد الجيش اللبناني، وقرار الحرب والسلم يكون قرار الدولة اللبنانية. وقرار الحرب والسلم يحدده اتفاق الطائف، ويعني ايضا انه في الجنوب يُطبق اتفاق الهدنة. ماذا تغير بين الـ 2000 والـ 2006؟.

لم يتغير شيء. في 2000 حررنا(الجنوب)، ثم خرجت نظرية بان الجيش، اذا كان سيذهب الى الجنوب فسيكون حرس لحدود اسرائيل، حسنا... ولكن ولماذا الان مقبول به ؟ غريب ! الذي تغير من 2000 الى ال 2006 هو انواع السلاح المستخدم، وهنا اذا كان من نصر فهو النصر على الارض صحيح. كما في ال 2000 انتصرت المقاومة الاسلامية وكان من سنة ال 1982 الى 2000 المقاومة الوطنية اللبنانية التي فيها مئات الآلاف من الشهداء، وقد توازي شهداء الحزب (حزب الله)، وكان فيها من الحزب الشيوعي والقومي والاشتراكي وغيرهم... وهل ننسى حصار بيروت في الـ 1982، والاستبسال البطولي للمقاومين في بيروت ولاهل بيروت؟.

وما من احد آنذاك ادّعى بان هذا انتصار الهي, ابدا.

آنذاك اسشهد في بيروت قرابة 20 الف قتيل، فقط للتذكير. لا احد ياخذ بالوهم بانه فقط هذا الانتصار في ال2006 هو انتصار الهي, لا.

هناك سلاح استخدم من خلال المجاهدين، وقد حيّيناهم، وكنت اول من حياهم اثناء الحرب في وادي الحجيل ووادي السلوقي، وفي عيتا الشعب وبنت جبيل الخ. صمدوا وكسروا الجيش الاسرائيلي على الارض. لكن في ما يتعلق بنظرية توازن الرعب، ففي النهاية لا موازين كافية، وباستطاعة اسرائيل ان تدّمر بيوت في لبنان كما نحن باستطاعتنا ذلك في اسرائيل، ورأينا النتيجة، الدمار الذي لحق بنا اكثر بكثير، نستطيع ان نهّجر في اسرائيل وفي لبنان تهجر 800 الف، لكن ايضا الهجرة والكلفة اكثر بكثير، ولا زلت على رايي بانها كانت حرب استباقية قررتها الجمهورية الاسلامية عبر النظام السوري من اجل مواجهة اميركا واسرائيل وهناك ملف اكبر هو الملف النووي، والملف السوري الذي هو محاولة الاكماش مجددا بلبنان. العدالة الالهية او الدولة العادلة والقوية والقادرة هل هذه الدولة ستكون اذا ما شكلت على حساب التنوع واعادة النظر بالطائف، لانه (نصر الله) في كل كلامه لم يأت على ذكر الطائف.

وفي الاساس كانوا يريدون الغاء الطائف ويريدون الغاء ما يسمى اتفاق الهدنة، وتبقى البلاد ساحة صراع مفتوحة الى الابد من اجل طموحات الجمهورية الاسلامية في المنطقة العربية ومن خلالها لبنان، ومن اجل ايضا ان يستعيد النظام السوري السيطرة على لبنان من خلال حلفائه.

وقال جنبلاط: قد افسّر كلامه (نصرالله) بانه نوع من الانقلاب لانه بشّر بانه بعد رمضان... لانه في هذا الشهر يضع الناس خلافاتهم جانبا، ما بعد رمضان نحن قادمون على جولة سياسية او جولة في الشارع او خلافات، اسقاط حكومة لا احد يعلم! ثم يعني انه صنف جمهوره بانهم اشرف الناس، نحن ماذا اذا ؟

هل نحن خونة بنظره؟! وكان هذا تصنيف سبق وتحدث به سابقا في بعض الخطابات، واتهم الرئيس السنيورة وغيرهم بالتخاذل علما ان الرئيس السنيورة وبرفقة الرئيس نبيه بري ارسوا نظام التسوية النهائية التي هي الطائف والنقاط السبع وارسال الجيش الى الجنوب بالاجماع، وعلى ان تتولى شبعا قوات الامم المتحدة، وبان تكون حصرية ملكية السلاح للدولة.

بالامس تكلم (نصر الله) بالعكس. طبعا حيا الجيش لكنه قال للصبر حدود اذا ما كانت الخروقات الاسرائيلية ستستمر، وقبِل بقوات الامم المتحدة لكنه حذر من ان هناك تجسس عليه. لذا حكومة الاتحاد الوطني بالموازين الحالية قد تؤدي الى الفراغ لانه هناك استحالة لتشكيل حكومة اتحاد وطني.

والفراغ هو الفوضى، يعني تعطيل القرار 1701، يعني تعطيل الطائف والمحكمة الدولية، وان يكون الجنوب جبهة مفتوحة الى ابد الآبدين، الى ان ترضى الدول الكبرى بتسوية على حساب الاستقلال اللبناني في يوم ما. طبعا الفراغ هو طبعا وقف كل المساعدات، الا المساعدات له.

هو يتهمنا باننا مقصرين، "طيب" هو كيف يسمح لنفسه بان ياتي بهذه الاموال والاكياس ولا احد يحاسبه ؟!

فهذه بعض الملاحظات على كلامه.

بالنسبة للقنابل الذكية التي تحدث عنها، طبعا هذه القنابل اتت من اميركا الى بريطانيا مرورا بدولة عربية معينة حيث ان في هذه الدولة اكبر قاعدة اميركية في الشرق، وبالامس القريب كان رئيس هذه الدولة او وزير خارجيته مجتمعا مع وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني. وقد استقبل رئيس هذه الدولة استقبال الفاتحين في الضاحية. لا بد من التدقيق ولا بد من التوضيح. نحن لم نهين جمهور المقاومة.

حيينا المجاهدين في الجنوب منذ اللحظة الاولى، ونحييهم مجددا ونحيي اهل الجنوب، لكن نقول وبكل صراحة كل نظام شمولي يلغي التفكير، وكل حزب شمولي يلغي التفكير لا اكثر ولا اقل، يلغي النقاش، وهو مُصر على ان يصنف بالقول يا اشرف الناس، (وبهذا التصنيف) ثلثا لبنان اصبحوا خارجا، ولا اعرف لماذا هذا القائد بهذا المستوى العربي والعالمي يستخدم هذه العبارات كالتي استخدمها بحديثه عن رئيس وزراء لبنان، (حين قال) "هيدا رئيس الوزراء الي عنا" اذا كنتم تذكرون حديثه الى الجزيرة. لا اعرف كيف ينزلق الى مستوى بعض الازلام عنده. " مش لايقة" بحقه، هذا القائد وهذا الوهج العربي والاسلامي والعالمي.

فقط اعطي ملاحظة. بالنسبة لسلاح النفط، الذي تحدث عنه، حسنا ولكن لولا الدولار الآتي من وراء سلاح النفط الايراني من اين كانت لتأتي كل هذه الاموال؟ هذا النفط الايراني هو الذي يشتري السلاح والصواريخ. من اين تاتي الاموال من بيع السجاد الايراني؟ جيد ان هناك دول كالكويت وفي الخليج وقفت الى جانبنا واعطتنا الدعم من اجل ان تستقر الليرة، ثم نعيد مجددا ونبني، وكنا في الماضي قد بنينا.

نعم رفيق الحريري ونبيه بري بنيا الجنوب ولبنان، مجددا علينا ان نبني كل ما دمرته اسرائيل، لكن ارقام الخسائر مخيفة. 25 الف بيت مدمر بشكل كلي، خمسين الف بيت مدمر بشكل جزئي، خسائر اقتصادية، الثقة الاستثمار الذي هرب، فرص العمل، 250 الف لبناني هاجروا، او على وشك الهجرة، مجددا ايضا سنبني لن نيأس. بالنسبة للعروش. اراد التصنيف، لكنه لم يصنف عرش بشار (الاسد) بنفس الخط البياني. اين عرش بشار والجولان. هاجم السعودية وغيرها الذين كانوا على حق عندما قالوا ان عملية الخطف كانت مغامرة. حسنا هذا ماضي. لكن عرش بشار لم يهتز. بالعكس اصر (نصر الله) على التصاقة بعرش بشار. وهنا نقطة الخلاف.

اختلفنا معه بعد اغتيال جبران تويني، في يوم القدس في الـ 2005 اصر انذاك على التضامن مع الشعب السوري والقيادة والنظام، في تلك اللحظة نحن افترقنا, نحن نتضامن مع الشعب السوري، ونحن تضامنا معه عندما كادت اسرائيل ان تصل الى مشارف الشام، لكن لن نتضامن لا اليوم ولا في الغد مع النظام السوري المسؤول معنويا وسياسيا وماديا عن سلسلة الاغتيالات التي وقعت في لبنان عندما استلم بشار الاسد ولن انسى الاغتيالات ابتداء من كمال جنبلاط التي اتت عبر النظام السوري عام 1976 عندما انذاك اتى النظام السوري الى لبنان بامر اميركي لتصفية القضية الفلسطينية واليسار اللبناني، اي القرار الفلسطيني المستقل والقرار اللبناني المستقل الذي كان يتزعمه كمال جنبلاط.

والتاريخ نتذكره ولن ننساه. ونفس الشيء اليوم، نرى كيف ان القرار اللبناني المستقل من جهة مصادر من قبل النظام السوري والجمهورية الاسلامية ومن جهة ثانية كيف ان الاملاءات الاميريكية وسياسة الاخفاق الكاملة الاميريكة في الشرق خاصة في قضية فلسطين تعطل قيام لبنان المستقبل، لانه لا نستطيع نحن ان نكون بمعزل عن العالم العربي.

التقينا مع السياسة الاميركية في العام 2005 على انها استطاعت ان تضغط على سوريا بانسحابها الرسمي من لبنان لكننا لا نلتقي مع امريكا في سياستها الهوجاء والظالمة تجاه الشعب الفلسطيني في فلسطين، ونفس الشيء يحدث.

القرار الفلسطيني مصادر في الشام عبر النظام السوري والقسم الاخر لا تعترف به اميركا، لان في النهاية حماس هي حركة ديموقراطية، وليدة انتخابات ديمقراطية صادقة وحرة، تعتبرها اميركا انها حركة ارهابية.

نرى المأزق في فلسطين بين مصادرة القرار الفلسطيني من جهة من نظام الشام وبين السياسة الاميريكية التي لا تريد ان تعترف بالحق الفلسطيني في الوجود عبر انتخابات ديموقراطية. وكانه هناك تنسيق مشترك على حساب القرار الفلسطيني المستقل وعلى حساب الوجود الفلسطيني المستقل.

بالنسبة لدموع السنيورة. ما المشكل في ان تدمع عيون السنيورة. عيونه دمعت على لبنان على الدمار في بنت جبيل وصريفا وحريص وصور والنبطية وغيرها وعلى بيروت وعلى بعلبك. طيب، اذا تأثر السنيورة تاثر على الجنوبيين واللبنانيين الذين قتلوا "منهتّوا" ؟! ونقول ان هذه الدموع دموع تماسيح؟ الى هذه الدرجة وصل مستوى الخطاب السياسي؟!. من ثمّ، غريب هذه القدرة من تبرير الكارثة، من جهة على الارض عسكريا نقول نصر ومن جهة اخرى هناك كارثة بالنسبة للثمن الاقتصادي والمالي والبشري، 1000 قتيل، 3000 جريح.

حسنا، هو قال ولسنا نحن: "لو كنت اعلم". وهذه الـ "لو كنت اعلم" اصبحت تحتاج الى تبرير وتبرير وتبرير... كن صريحاً و"خلّصنا". لن يحاسبك احد. جمهورك لن يحاسبك، ونحن لن ندخل معك في نقاش. سندخل معك في نقاش واحد فقط. طالما انت ملتصق بالنظام السوري طالما ان هناك عليك في مكان ما تهمة سياسية بالالتصاق بالنظام السوري. نتضامن واياك مع الشعب السوري شيء اخر، اما مع النظام السوري فهذه نقطة خلاف.

يتحدث عن العراق. حسنا. من قسم العراق؟. صحيح ان الموساد يستبيح العراق، وصحيح ان اميركا اسستباحت العراق، صحيح لكن من يرسل ما يسمى المجاهدين بين هلالين الى العراق الذين يذهبون الى العراق يقتلون يمينا وشمالا، شيعة واكردا، وسنة ومسيحيين. كل يوم في العراق هناك خمسين قتيلا، وفي الشهر هناك قرابة الثلاث الاف قتيل عدا عن الفرز السكاني.

يبدو ان هذا يتم برضى النظام السوري، لانهم يذهبون الى العراق عبر الحدود السورية. ووعدنا بشار بان يحوّل لبنان الى عراق ثانٍ، هو ووليد المعلم. وعلينا ان نكون حذرين لان اليوم حزب الله لا اتصور انه في هذه اللحظة بالرغم من تحذيراته سيقوم بشيء لكن استقبالات بشار في الشام لبعض الرموز التي تسمى بالرموز الاصولية وقيل لي بان هناك مالا وسلاحا اعطي لهؤلاء لافتعال مشاكل في الشارع بالتحديد، مع الاسف استخدم هذه الكلمة، ولكن في الشارع السني في مواجهة 14 اذار، ومواجهة سعد الحريري، واستقبلوا وقيل لي ايضا، ان هناك عدد كبير اكثر من اللازم من العمال السوريين يقال انهم جنودا يعبرون الحدود في كل يوم بالالاف, لذلك المشكلة، او احدى المشاكل، كانت مع (المدير العام للامن العام وفيق) جزيني اننا لا نستطيع ان نسيطر على الحدود اللبنانية لانه احد ضباطه المسؤول في البقاع يعطي التسهيلات للعمال او الجنود السوريين الذين ياتون الى لبنان.

طبعا هنا يجب ان يكون الانسان محقا ومنصفا، كان يجب احالة العميد داوود الى المحكمة العسكرية دون لف ودوران وتبرير وتبرير مضاد. حدثت ولكن في هذه اللحظة اصر على تحويله الى المحكمة العسكرية كي لا نعطي حجج للفريق الاخر. وكان يجب في ما يتعلق بتشكيلات الامن العام ان يُستشار الرئيس نبيه بري.

اتمنى ان يعالج الامر واعتقد انه يعالج. بالنسبة الى قانون الانتخاب. كلنا مع قانون انتخاب جديد لكن عندما تحصل الانتخابات، ولولا هذا القانون الذي اتهمنا به لم يكن هو (نصر الله) ان يحصل على هذا الكم في المجلس النيابي. نحن مع قانون انتخاب يراعي صوت الاقليات السياسية والمذهبية والطائفية. لانه حتى في الجنوب، لا يستطيع اشخاص مستقلون وذات رأي حر لبناني وعربي ان يصلوا الى الندوة النيابية اذا كانت هناك محدلة او محادل سياسية. ونفس الشيء في كل المناطق.

نعم لقانون انتخابي عصري لكن يعطي الاقليات الفرصة ويعطل المحادل الديمغرافية والعددية. لا مشكل نناقشه. حضروا قانون برئاسة الاستاذ فؤاد بطرس من الصعب ان يفهمه الشخص لانه يوفق بين النسبية وغيرها، ولكننا نحتاج لقانون جديد لكن طبعا وفق الطائف، الذي لا ياخذ بعين الاعتبار عدد المسلمين وعدد المسيحيين، بل ساوى بينهم في الوظائف آخذين بعين الاعتبار بان العددية الاسلامية اكثر من المسيحية لكن دون اعطاء الحق للاقليات يصبح لبنان نظام احاديا تحكمه اغلبية عددية ذات لون معين، ويفقد لبنان تنوعه، ويصبح مثل اي نظام شمولي كالنظام السوري، الذي هو افضل مثال.

اخيرا، سجّلت بعض النقاط على كلامه (السيد نصر الله). اعتقد ان لا احد منا ولا منكم يستطيع ان يختار موقع ولادته. انا ولدت في هذا البيت وكان والدي اسمه كمال جنبلاط. وفي العائلة الجنبلاطية وغيرها هناك لقب اسمه البيك. ما هو هذا اللقب؟. هذا اللقب كان في الاساس على ايام المماليك والاتراك وكان لقبا عسكريا وللتنظيم العسكري للجيوش. لاحقا في القرن التاسع عشر في لبنان اصبح لقب وجاهة. وكانت معظم العائلات اللبنانية ترسل رشوة الى اسطنبول الى رئيس الوزراء وكانوا يسمونه الصدر الاعظم، ليرسل لهم فرمانا يقول لهم "اصبحت بيكا". لكن الحمد لله ان كمال جنبلاط حول السيرة الاقطاعية لعائلة جنبلاط الى الحداثة من خلال الحزب التقدمي الاشتراكي، وكان المواطنون انذاك، تفاديا لتسميته بيكا كانوا يسمونه المعلم لانه كان يملك الثقافة الانسانية الكبرى. وكم كرهت كلمة معلم لاحقا عندما دخل الجيش السوري وكانوا يسمون ضابط المخابرات معلما.

انظروا الى هذه الاخرة!!!. وقلت في نفسي: "منيح اللي رحل كمال جنبلاط على الوقت". تخيلوا لو انه كان راى هذه المصيبة، اقل ضابط مخابرات "مرت" كان لقبه معلم!!.

حسنا دخلنا في الحداثة، الحمد الله، وكان عنوان كبير لم يحمله النظام العربي ولا النظام السوري وهنا الخلاف معك يا سيد حسن، كلما انت ملتصق بهذا النظام السوري المسؤول اساسا عن الجرائم الكبرى في لبنان من كمال جنبلاط الى جبران تويني مرورا برفيق الحريري لن نتفق معك. "طمّن بالك" لن اتفق معك. عندما تنفصل عن هذه القيادة وهذا النظام في سوريا ربما ندخل في حوار لنتفق معك. ثم يعني انت سيد نحن لا شيء. البيك لا شيء. انت سيد، انت من سلالة النبي، كيف تنحدر امام هذا الجمهور العربي والاسلامي الى هذه المحطة الشخصية. ليست لك. ليست لائقة بك. وليست لائقة بك ايضا، ان تخطب وبالقرب منك في الصف الامامي تحتك حلفاءك، ذكّرني هذا الصف بقول الشاعر: "ذهبت قريشا بالمكارم والمحاسن كلها, واللؤم تحت عمائم الانصار".

كيف تاتي بهذا النوع من الانصار يا سيد. انت اكبر بكثير. وخاتمة، ساعتذر. ساعتذر على عدم جرأتي وعلى عدم قدرتي خلال 29 عام. نعم تخللتها لحظات من الجرأة والتحدي والرفض، لكن لم استطع ان اقول لا بعد الاربعين من اغتيال كمال جنبلاط، لم استطع ان ادخل التسوية ودخلت في تسوية مع من اغتال كمال جنبلاط. ساعتذر منك فقط يا كمال جنبلاط على هذه المرحلة (مرحلة التسوية مع النظام السوري). وختم داعيا الى اعادة قراءة كتب كمال جنبلاط لانها مفيدة وخاصة اليوم".