انتخبوا رئيساً للبلاد... دون إبطاء

لاحظ س. حداد

 

الابتزاز والاستهتار بمصالح البلاد والعباد لن يقيما دولة

التقاعص والمراضاة وتبويس اللّحى لن تردع أحداً !

 

بعد الفشل الذريع الذي تسببه موقف مفوّض المعارضة اللاوطنية لمبادرة وزراء الدول العربية العربية، والسعي الدؤوب الذي يتولاه رئيس تكتل الإصلاح والتغيير في قذفه بكرات الحلول إلى الأمام ودعوة الجميع إلى الانطلاق التقاطها لوضعها موضع التنفيذ فيجدها، إمّا فارغة المحتوى أو حبلى بشروط تعجيزية لا يمكن قبولها..

 

وبعد اتضاح لعبة " الكشاتبين " بين المفوّض السامي لحزب الله، الجنرال المخلوع، ورئيس حركة أمل نبيه برّي، المفترض فيه أن يكون رئيس برلمان لبنان، التي لم تعد بخافية على أحد.. فما يقبله الجنرال يرفضه برّي والعكس أيضاً صحيح.. وهكذا بين حانا ومانا يكاد يضيع لبنان..

- إن الوطن الصغير لم يعد يتحمّل ديماغوجية المعارضة الجوفاء وتهديادتها الهوجاء ولن يكن بإمكانه الصمود أمام كل هذه السيباسة البلهاء التي كلما طالت مماطلةً كلما زادت سوءً وخطراً..

 

-       إن الوطن في خطر حيقيقي لن يقيله من عثرته المقبلة لا مكسب للمعارضة ولا للموالاة..

-        

إن إخراج الوطن من أزمته لم يعد ينتظر حياكة مبادرات أو مؤامرات هو بغنىً عنها كلها.. بل هو يتوقف على حسٍّ وطني جامع شامل يتولى الانقاذ قبل الاتفاق أو التوافق على أمورٍ أدخلنا إليها كلّ ذي حجة ومنطق يصبُّ فقط في مصلحته دون مصلحتنا..

 

- الخطر داهم والجميع لاهٍ في الاستيلاء على حصةٍ من غنائمَ لم يعد لها وجود إلاّ في مخيلته.. والبلد ليس غنيمة للتقاسم بل بات فريسة سيقتنقصها أعداء لبنان.. 

ما بشرنا به أحد كبار رجال الدولة، عطوفة رئيس مجلس النواب اللبناني، في مقابلته الحوارية الصحافية مع اثنين من كبار الصاحفيين، الاستاذ التويني والاستاذ سلمان، عندما ذكر، في معرض كلامه عن الجلسات النيابية ما معناه: أنه سيكون هناك الكثير من الجلسات حتى بعد انعقاد القمة الدمشقية.. كان كلامه، بالنسبة لنا، دعوة صريحة لتمديد التعطيل لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية..

 

ما كنا نتوقع منه، ليس سرداً تاريخياً لمواقفه البطولية وتفسيراته وشروحاته عن لقاءاته مع محاوريه من عرب وأجانب، بل موقفاً صريحاً وواضحاً، من موقعه كرئيس للمجلس، وتوجيه دعوة عقلانية ذات مردود عملي، وليس ديوانية أبو ملحم التوفيقية وإعطاء الأمثال الجميلة ذات النكهة والتفكهة... فعطوفته، ليس أبو ملحم ولن يكون بل، هو رئيس هيئة تشريعية تمثل الشعب اللبناني.. وليس بالتمني تحصل العجائب بل بالعمل الخيّر المثمر..     

 

وقبل أن يدعو الجميع إلى الإلفة والتضامن عليه ليس التخلي عن موقعه كرئيس لأحد أطراف المعارضة بل إعطاء الجميع القدوة والمثال لتصرّف رجل الدولة..

 

برسم الحلفاء في العارضة!

تقول الأساطير العربية إن أبو زيد الهلالي كان فارساً هماماً شجاعته اكتسبها من براعته في امتطاء حصانه ومرونته في تفادي ضربات أعدائه بالانزلاق عن ظهر الحصان والالتفاف حول بطنه وتوجيه طعناتٍ قاتلة غير منتَظَرة إلى خصمه.. وأيضاً: إن الزير سالم كان رجلاً شاعراً سكيراً عربيداً لكنه بطلاً جباراً صنديداً لم يؤخذ إلاّ بالحيلة وما أن سقط حتى استغفر وترجى!

 

وتقول اسطورة المقدم الياس، الفارس الماروني الذي خدعه والي الشام ودعاه إلى حفلة تفاهم في خيمةٍ في مضاربة في سهل البقاع اللبناني.. فصدّقه ودخل فسطاطه فانقض عليه وقتله ودفنه ... هناك صارت قبر الياس قبّ الياس! 

 

لهذا: نحن لا نريد من الجنرال المشهور بشجاعته القاتلة وبراعته في توجيه طعناته لأخصامه أن يكون أبو زيد العرب بل فارس بني لبنان ولا نريده المقدم الياس الماروني بل نريده المقد ميشال اللبناني.. فهل يستجيب؟

كذلك نحن لا نريد من حسن نصرالله أن يكون أبو زيد العرب أو زيرها الذي لا يسكر بل نريده أبو زيد لبنان الذي يضع كامل ثقله وأعتدته تحت عباءة الوطن وينقلب للتحالف مع الوطن وحده ليستحق شرف الدفاع عنه! 

 

أخيراً ،

إذا ما فقدنا الأمل نهائياً في يقظة ضميريّة لهؤلاء الحلفاء اللألـدّاء تُعيدهم إلى انتهاج سبل الوطنية لن يعد أمام قادة ثورة الأرز سوى السبيل الوحيد الذي يقي الدولة والنظام من الانهيار التام، أمام شعوذات هؤلاء الحلفاء واستخفافهم بكل ما تبشر به استعدادات اسرائيل وتحركات دول العالم الحر، وهو المسارعة، دون الالتفات إلى أية معارضة سياسية، إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية دون إبطاء؛ وبالتالي وضع العالم العربي كله ومجلس الأمن الدولي أمام مسئولياتهما التي فرضوها على لبنان قولاً وإعلاماً ومؤتمرارت وقرارات..

 

لا نريد قمة نحضرها ولا مبادرات تلهينا وتزيد هيجاننا وتجيّش مشاعرنا..

لا نريد مزايدتٍ في الوطنية والتهديادات الهمايونية..

لا نريد دكاكين سياسية جديدة تشرّع أبوابَ الوطن أمام كل طارئٍ ودخيل..

لا نريد مدارسَ تخرّج عقائد ومذاهب سياسية تأتينا من كل فجٍّ عميق..

 

شبعنا مماحكات ومناظرات تغسل أدمغتنا وتزيدنا فرقة وتشتت..

نريد وطناً يحتضن شعباً وليس قيادات تستعمل شعباً..

نريد لبنان وطنا ليس كالأوطان، فهل تستجيبوا لنا؟

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا