حكـومة لبـنان (2)
بقلم/لاحظ س. حداد

 تتوالى الانباء الصحافية العربية والعالمية عمّا يقوم به النظام السوري من استعدادات للإنقاض على لبنان. فمنذ بضع أيام أوردت الصحافة أن ما بين أربعة وثمانية ألاف عامل سوري يفدون، عبر الحدود البرية، إلى لبنان ابتغاء العمل في لبنان. وإذا ما احتسبنا الحد الأدنى وعلى مدى شهر واحد فقط سوف يصل الرقم الاجمالي إلى اثني عشر ألف رجل.

 ويقول الصحافي، محرر الخبر، أن الأمن اللبناني يتعامل مع هؤلاء الوافدين بحسب القوانين اللبنانية. وفي ذات الخبر، يتخوف المحرر من أن يتحول هؤلاء العمال، وأغلبهم من الشباب والرجال، إلى أدوات تم تدريب إعدادها للقيام بأعمال تخريبية.

 خبرٌ آخر نُقِلً عن وكالة الأنباء الايرانية يفيد بأن سوريا أوعزت لرعاياها المقيمين في لبنان، وبخاصة الطلبة الملتحقين بالجامعات اللبنانية، بالعودة على مراحل هادئة قبل الخامس عشر من شهر تموز الجاري. هذا الخبر أورده موقع أخبار الشرق من دمشق يوم 6/7 / 2007 .

 أخبار أخرى متناثرة تتحدث عنها الأنباء الصحافية اللبنانية تشير إلى استعدادات سورية على الحدود الشرقية وتوغل لقواتها إلى عمق ثلاثة كيلومترات داخل الحدود اللبنانية وإقامة الستواتر الترابية الحاجبة للرؤية الأرضية للتحركات العسكرية. هذا يرافق ذلك كله من تحركات لفلسطينيي القيادة العامة التابعة لدمشق؛ وبالطبع ليس مجهولاً ما تقوم به عصابات الإرهاب السورية المسمّاة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد ومن تحركات تتجهز لها مثيلاتها في غير مخيم فلسطيني في لبنان. 

 تقييم هذه الأخبار،

الخبر الأول: لم يعد هذا التصرّف من قبل النظام السوري الإرابي غريباً على اللبنانيين إذ أن هذا النظام ومن قبل استلام رئيسه الأعنق السلطة، استعمل والده والده حافظ الأسد ذات الوتيرة في التسلل إلى لبنان. وكلنا يذكر كيف أن العمال السورييين في لبنان تحولوا إلى أجهزة مخابراتية تخريبية تتنقل من مدينة إلى أخرى زارعة الفتنة الطائفية أينما كان.

وكلنا يذكر ما أعلنه حافظ الأسد في خطابه الشهير عن مشكلة العمال السوريين الذين بلغ عددهم قرابة النصف مليون .

 هذه فقرة من خطاب الأسد تتعلق بهذا الأمر: (ها نحن نرى أمامنا اليوم ، كمحصلة لهذا التاريخ المشترك، والجغرافيا ، ولهذه الحوادث، نرى الآن : كان في لبنان، قبل الحوادث، حوالي نصف مليون سوري، يمارسون مختلف الأعمال: التاجر، والطبيب، والمحامي، والعامل وغير ذلك، هؤلاء بنتيجة الأحداث عادوا إلى سوريا، والآن يوجد في سوريا على الأقل حوالي نصف مليون لاجئ لبناني، نصف مليون لاجئ من شعبنا في لبنان جاءوا إلى سوريا. ودخل سوريا حوالي 150 ألف فلسطيني من الأخوة الفلسطينيين المقيمين في لبنان. بنتيجة الأحداث دخل سوريا حوالي مليون نسمة، مليون إنسان. اعتقد أننا نستطيع الآن أن نتصور حجم المشكلة التي يسببها دخول مليون إنسان إلى بلد عدد سكانه أقل من تسعة ملايين.) 

ويضيف: (مفيد أن نتذكر هنا أن الهند لم تستطع أن تتحمل ضغط عشرة ملايين لاجئ من بنغلادش. وكلنا نتذكر ، في ضوء ما هو معروف، أن العشرة ملايين لاجئ لم تستطع الهند أن تتحمل نسبة واحد على 50 أو واحد على ستين من عدد سكانها في حالتنا نحن النسبة هي واحد على تسعة من عدد السكان. فلنتصور حجم المشكلة، وحتى إذا كانت واحد على 18 أو واحد على 20 أو واحد على ثلاثين فتبقى المشكلة وتبقى المشكلة كبيرة.)

 

لن نعلّق اليوم على كلام الأسد الأب إذ بات معلوماً ما يتحمله الاقتصاد اللبناني من وجود هذا الكم الكبير من العمال السوريين في لبنان والذي زادت نسبته عن 25% من عدد سكان لبنان ونذكّر فقط بما سرقه أبطال النظام السوري من لبنان.

 

كلنا يذكر بالطبع المظاهرات المؤيدة للنظام السوري التي قام بها حزب الله وحلفائه بعيد طرد الجيش السوري من لبنان في أعقاب اغتيال رئيس حكومة لبنان وكيف أن الآلاف من العمال السوريين شاركوا في تلك المظاهرات وأن أعدادا كبيرة منهم نقلت عبر الحدود في حافلات. ونتسائل: ما الفرق بين الأمس واليوم؟

 

الخبر الثاني:على الرغم من نفي النظام السوري لهذا الخبر أي الإيعاز بعودة الطلاب والعمال السوريين في لبنان، إلاّ أننا بتنا لا نثق بأية كلمة تصدر عن هذا النظام بل على العكس من ذلك، نحن على يقين من أنه ويخاتل ويناور كي يعرف ردات فعل اللبنانيين.

 

أما عن استعداداتها العسكرية ورفعه السواتر التربية داخل الحدود اللبناني فما هي سوى بعض ألاعيب عوّدَنا عليه هذا النظام. فقط ننبّه بأن سواتره الترابية على امتداد كيلومترات داخل الأرض اللبنانية ما هي إلاّ معوقات جديدة يُقدِمُ عليها هذا النظام حتى متى آن أوان ترسيم الحدود يُصار الادعاء بتمّلك هذه الأرض متناسياً أن الأرض المحافظ عليها من أهلها، أي غير السائبة، لا تعلّم هذا النظام الحرام فهو أستاذٌ في هذا الفن وبامتياز .

 

وبالنسبة لمرتزقة سوريا من الفلسطينيين المنحلين وطنياً، فلا غيض من تركهم ينضمون إلى شلة الإرهابيين الذين توقظهم أو تُرقدهم سوريا في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، ولسنا في شك مطلقاً من أن هؤلاء جميعهم سوف يلقون ما يستحقون على أيدي السلطة الفلسطينية. 

 

تكامل استعدادات النظام السوري للإنقضاض على لبنان

حكومة لبنان، ترى إلى كل هذه الأمور وتنتظر المساعدات العسكرية التي تصل دون عدلٍ وبالقسطاس كإنما الإرهاب ينتظر إفلاسها كي يقوم بتنفيذ مخطط بشار الأسد وحليفه الايراني بعد استكمال تذويد أتباعه بالمال والسلاح فتأتي ضربته متقنة ولا رادٍ لها، لا من قبل الدول العربية أو الغربية التي لا بدَّ أنها سئمت من حمل عبئ هذه الحكومة عاجزة التدبير.

 

المطلوب من حكومة لبنان، اليوم وليس غداً، المبادرة فوراً تأمين تسليج الجيش الوطني حتى لو اقتضى الأمر استعمال مال الشعب أو حتى استقطاع رواتب جميع النواب والوزراء أو استعمال بعض تقديمات دول العالم في باريس 3، كما أن عليها استدعاء قوات الاحتياط في الجيش اللبناني وفي باقي القوات الأمنية واستكمال تسليحها أيضاً.

وأخيراً وليس آخراً، عليها استدعاء جميع الشباب الذين خدموا علم الوطن والذين صرفت عليهم الأموال الطائلة استعداداً لمثل هذه الظروف الحرجة من تاريخ الوطن.. وطنهم. وهؤلاء سوف يأمنون الداخل اللبنان ويحمون ظهر جيشهم للتفرغ لمواجهة أعداء لبنان.

 إن حكومة لبنان، في حال عجزها على القيام بما نقترح، عليها التوجه فوراً إلى مجلس الأمن الدولي وإعلان قصورها عن تنفيذ قراراته دون حماية دولية أو ودعوته إلى تنفيذها بنفسه.  

 إن حكومة لبنان، باعترافها بالتقصير ودعوة مجلس الأمن الدولي لمساعدتها لن تفقد كرامتها أو كرامة شعب لبنان فهي وشعب لبنان ستكون مصانة متى كان الهدف هو إنقاذ لبنان الحفاظ عليه من السقوط في أيدي الدكتاتورية السورية الايرانية الحزب اللهـي.  

 صانك الله لبنان
لاحظ س. حداد
التيار السيادي اللبناني