أنفٌ في السماء وأسْتٌ في المـاء

[ مَن يكبر مقالاً ويصغر فعالاً + المتكبر الصغير ]

لاحظ س. حداد

الرابطة اللبنانية المارونية / نيوزيلندا

 

تطاول الصعاليك على شخص غبطة أبينا البطريرك، بغية تطويل قاماتهم، أبعد من بيض الأنوق..

[ الأنوق اسم الرخمة وهي أبعد الطيور وكراً، لا يُطال ولا يُنال ]

 

مقال الجنرال المخلوع وزبانيته في كبيرنا أشبه ببقبقة تستجلب سخرية مزقزقة.. إنها تذكرنا ببعض الهراطقة الذي نطحوا صخور معاقل البطاركة الأول فاشقت رؤوسهم وبقية الصخور شاهدةً وسُجلت أسماؤهم بأحرف سوداء في تاريخ بني مارون في حين غيرهم حُفِرَت أسماؤهم بلدات وقرى سجلاً أيمانياً لبطولاته أمام غدرات حكام الشام.. قب الياس! 

 

الذي لا يتعلم من التاريخ لن يحصل مستقبلاً إلاّ على لعناته.. إنـه الزمن الرديء الذي يرمينا بهكذا آبقين أيمانياً ووطنياً ولا عجب أن يستنجد بأمثالهم وُلاةٌ جزارون ولا بدَّ أن يلقوا جزاء سنمار..

 

الجنرال المخلوع، لا يكتفي برهن نفسه أسير نفاق مَن دمَّرَ وطنه واحتله وقتل أبناءَه نظير كرسي تُقْعِدُهُ عنها ديماغوجية الشخص وأنـا، وها هو اليوم يمتطي نعالَ شرع سوريا ومعلمها ويستطيلُ قامته فلا يصل إلى أعلى من فراغ حذاء سيده. 

 

طق شرش الحيا.. كما يُقال بالعامية،

عندما قام غبطة أبينا البطريرك بجولاته الاغترابية مستنصراً دول العالم لإزاحة كابوس الاحتلال السوري، مئات ألاف اللبنانيين، استبقلوه من موطئ قدمه على أرض مطار بيروت وعلى طول الطريق الموصل إلى صرحه في بكركي..

 

وعندما قام غبطته باختراق الاحتلال وتخلي رئيس الدولة عن واجبه، فصنع مع كبير عائلة لبنانية، مصالحة تاريخية في الجبل الأشم .. قابلته الجماهير اللبنانية بجميل الحب والعرفان.. هذه وتلك كانتا بذار مُخْصِبَة للعنفوان اللبناني ما لبث أن انتفض هادراً في ثورةٍ أين منها ثورة العبيد... وثورة الباستيل.. وانطلق لبنان في دروب الحرية!

 

ليست لمقارنة لستَ أهلاً لها، لكن فقط للتذكير: غبطة أبينا البطريرك وحّدَ اللبنانيين في وطنهم وأسطع دليل كانت ثورتهم وغضبهم الساطع يوم غدر الاحتلال برئيس وزارئه..

 

أنتَ أيها الجنرال، أتيت مستنيراً بخطى سيدنا البطريرك لِتنَْفكَّ عن الوطن وتلتحق بسماحة مرشدك فتشق اللبنانيين وتفكك لحمة المسيحيين في ادعاء، ولا أغرب، هو وحدة المسيحيين! وها أنتَ اليوم تناضل نضال صعاليك العرب لانشاء دولتهم.     

 

لقد صدق رئيس سوريا السابق حافظ أسد، الذي أردت يوماً تكسير رأسه، عندما لقبَّكَ بالجنرال الصغير والمؤسف أنك، رغم المقويات المعنوية التي قدمها من كانوا يحبونك، لم تكبر بعد وبقيت صغيراً وها أنت اليوم تقزِّم نفسك باستدراجها إلى سلة مهملات التاريخ اللبناني.. نأسف لهذا المصير!

 

لعلك تريد التشاوف أمام سماحة مرشدك فجعلت من نفسك من مضحِكاته.. لكنكَ فتحت أمامه كوَّة التماثل في المقام، بقوله عندما نريد تعديل الطائف سوف نتعاطى مع البطرك! ألم تشعر الخجل والصغار لسماعك مثل هذا القول؟ حقاً إن شرش الحياء قد طق معك نهائياً..

 

أليس عندك من فخار أن يكون صرح سيدك محجة الكبار والصغار من أجل خلاص لبنان في حين أنتَ تحاول إلغاء دوره؟

لله درك من بطلٍ صنديد! لقد صدق المثل القائل: إن الطيور على أشكالها تقعُ وها أنتَ وقعت على بطل المقاومة الإسلامية الذي لا يخجل من إعلان نيته في إقامتها ولو بعد حين.. عليك الآن أن تعلن متى واين ستكون دولتك؟ لعلك، في سبيل الكرسي العتيد ستتحول إلى رئيس دولة صنوك البطل.. بطل المقاومة الإسلامية؟ حبذا لو أعلنتها وكفيت العباد شر القتال.    

 

أخيراً، ثِـقْ أيها البطل ان الصغير يبقى صغيراً مهما كبَّروه.. والصعلوك لن يكن سيداً قط إنما قد يُرَقّى إلى درجة مملوك!

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

الرابطة اللبنانية المارونية / نيوزيلندا

 

18 كانون الثاني 2008