من أجل حفنة من الوعود

بقلم/لاحظ حداد

ثورة الأرز في العالم، رمز وحدة اللبنانيين تتوجّه إلى قادتها في لبنان: لا تجعلوا استراتيجية الوطن تضيع بين استراتيجية سوريا واستراتيجية العرب.

للعرب كما لسوريا، استراتيجيات نفسها طويل، أمّا استراتيجية لبنان فاستراتيجيته سريعة العطب.

 

تاريخ الوطن الصغير مع تصرفات الأشقاء العرب أشبه بتعامل أخوةٍ، طوال القامة، ينظرون إلى أخٍ أصغر لم يشبَّ عن الطوق يعد، لذا، فإن إهماله وتركه يصارع الحياة وربما الموت إلى أن " يجدّ الجدُّ " [ مأثور الحبيب بورقيبة عام 67].

 

ربعُ قرنٍ انقضى على توريط لبنان في حروبٍ مع الفلسطينيين وبعدهم السوريين قبل أن يقرر الأشقاء، طوال القامة، إنقاذ "اليافع" من براثن الشر الحادة في الطائف. طائفَ إنقاذهم من ارتدادات تلك الحروب عليهم كان أكثر من خوفهم علينا.

 

ربعُ قرنٍ ثانٍ انقضى، منذ الطائف وإلى اليوم، صارع لبنان وحيداً، في تنازعٍ كامل للبقاء مع الاحتلال "القومي" للنظام السوري، لم يهزّ ضمير الأشقاء، طوال القامة، فيحاولوا "بجد" إنقاذ أخيهم الأصغر، المستنزف سياسياً واقتصادياً. ولولا أن استشرى شر النظام السوري، قتلاً واغتيالاً واهتز ضمير العالم المتمدن بأسره، مشاهداً أروعَ انتفاضة شعبية عرفها تاريخ الأمم، فسارع إلى دعمها ومساعدتها في إخراج الاحتلال السوري، لما كان للأشقاء أن يتحركوا خجلاً من أنفسهم ومن أمم الأرض قاطبة.

 

إن الأخ اليافع بلغ اليوم سنَّ الرشد، فهل يخلع الأشقاء، طوال القامة، هذا السن أم يبادروا إلى سحب السوس المتكاثر لنخره؟ سؤالٌ، جوابه في يد حامله المتألم منه وحده، أي حكومة لبنان التي أتت بها ثورة الأرز. ولهذه الحكومة نوجه هذه المناشدة.

 

مناشدة

1) إن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وغيرهما من الدول العربية الداعمة لحكومة لبنان تستوجب أسمى ايات الشكر والتقدير والعرفان ولكن ليس بمقدور اللبنانيين بعد قبول وعودٍ يأخذونها من اطراف المعارضة ما لم يصار إلى توثيقها من قبل هؤلاء. عكس ذلك هو تخدير موضعي لا يلبث أن يزول تأثيره فتعود حليمة إلى عاداتهاالقديمة والحديثة.

2) سياسة اللاغالب ولا ومغلوب غير مقبولة إلاّ بين اصحاب الاستراتيجيات اللبنانية الوطنية وما لم يتخلى قادة المعارضة عن استراتيجياتهم الخاصة والمرتبطة بالغير وإعلان ذلك وتوثيقه رسمياً. عكس ذلك يجب أن تكون الغلبة للوطن واستراتيجيته، مهما كانت النتائج وطال زمن الاهتراء.

3) إن القبض على عناصر التخريب والاغتيال المدسوسة من قبل النظام المخابراتي السوري هو دليل قاطع على مقدرة وأهلية رجال أمننا وجيشنا في كبح جماح المؤامرة السورية، متى أعطي لهم الضوء الأخضر ساطعاً. لهم بالغ شكرنا وتقديرنا وتشجيعنا.

4) لم يعد من الجائز مطلقاً استمرار السكوت على مراحل الانقلاب التي تقوم به قادة المعارضة. بعضها بهدف الاستيلاء على السلطة، وبعضها من أجل تغيير النظام، وبعضها الآخر نكايةً وحقد شخصي على كل ما هو غير سوري الولاء. وكردٍ على هذا التحجّر في مواقف المعارضة، لا يجب على الحكومة إعطاءها فرصة جديدة، بل على هذه الحكومة أن تعلنها قوية صارخة صارمة أن لا مسايرة ولا مساومة بعد اليوم.

5) على الحكومة أن تعلن عودتها عن مبادرتها الحكومية (19+10+1) وتوجيه دعوة جديدة إلى الوزراء المستقيلين بالعودة إلى مناصبهم تحت طائلة قبول استقالاتهم.

6) مطالبة المعارضة برفع الاعتصام من الشارع ووقف التظاهرات تحت طائلة قانون الطوارئ. 

7) رفع الغطاء السياسي عن حزب الله ومطالبته بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني.

8) حل جميع الاحزاب ذات العلاقة مع غير الوطن، مثل القومي السوري الاجتماعي والبعث العربي وحزب الله وغيرها مع السماح لهم بإعادة تسجيل أحزابهم تحت أسماء لبنانية تخلو أنظمتها ودساتيرها من أي ارتباط بأية دولة غير لبنانية.

9) محاسبة قادة حزب الله عمّا تسبب به تفرده بقرار الحرب مع إسرائيل.

10) مطالبة سوريا بالإفراج الفوري عن المعتقلين في سجونها. ومطالبة إسرائيل بإرجاع جميع اللبنانيين اللاجئين إليها.   

11) الإعلان والعدوة إلى عقد جلسات حوار وطنية تجمع جميع القوى اللبنانية السياسية، نيابية وغير نيابية التي تمثل جميع أطياف المجتمع اللبناني من أجل طرح ميثاق وطني جديد، نظير الميثاق الوطني القديم، ومن أجل تبني اقتراح إعلان لبنان " دولة ذات حياد ايجابي" تبعده عن جميع المحاور الاقليمية والدولية وترسخ الوحدة الوطنية.   

12) الاتفاق على تأسيس مجلس الشيوخ الذي غليه وحده يعود القرار الوطني. سلماً أم حرباً.

 

هذا بعض ما ننشاد الحكومة اللبنانية القيام به وهي الأعلم أن لا فائدة ترجى من استكمال معالجة الأمور بسطحية المعالجة في الشارع والشارع المقابل.

 

نتمنى على حكومة لبنان المنبثقة عن ثورة الأرز الخالدة أن تستجيب!

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

18 مارس 2007