أسئلة إلى المفوَّض السامي عن المعارضة، والنواب الموارنة في تكتل الإصلاح والتغيير

قبلَ أن يذوب الثلجً... بـان القـذى!

بقلم/لاحظ س. حداد

 

نعتذر من القارئ على التعبير

 

- الجنرال ميشال عون نسأل:

طالبتَ، بعنفوان، بصفتك ممثلاً للمعارضة (نصف المسيحيين + ثلث الشيعة + ثلث الدروز)، أن تجتمع بممثل الموالاة

(ثلثي المسلمين + نصف المسيحيين + ثلثي الدروز + ثلث الشيعة الأحرار).. لم تحسب أن سلتك لا قرارها لها.. وان تغيير محتوياتها بين تصريح صحافي وآخر وبين خطبة لحليفك الأول ومبادرة لحليفك الآخر.. ماذا بعد؟

 

أردتَ الزعيم الأول لسنة لبنان أن يأتي إليكً صاغراً.. لا لشيء بل تصغيراً له... جندياً يتلقى أمر قائده.. خاب فألك!

 

ذات الأمنية كانت لديك، وراء تفويضك، أن يسارع الزعيم الدرزي، ابن أعرق العائلات اللبنانية، ومعه أو قبله أو بعده، قائد القوات اللبنانية الذي أفنى شبابه في الدفاع عن الوطن ضد جحافل الأغراب، في حين كنت أنتَ تتدرج في الحقل العسكري، وعندما واتتك الفرصة، حاولت إلغاءَه وقواته تلبيةً لطلبِ من غرروا بك، وعداً ترئيساً.. وأيضاً خاب فألك!

لن نكرر ما الجميع به عليم، ما جنت يديك على هذين الرجلين حقداً صَبَبْتَهُ وتصبّه كلَّ حين انتقاماً لرفض وصولك إلى كامل السلطة.. وهما الأدرى بما تُضمر وبما قد تضحي من أجل هذا الوصول.. ولن تصل!

 

محاولة تحويل الانظار عن خيبتك في اللقاء مع بعض أركان الموالاة والأمين العام للجامعة العربية..

أخيراً، بمبادرة مشكورة لأمين عام الجامعة العربية، تم الاجتماع، ولكن في رحاب المجلس النيابي.. ماذا كانت النتيجة؟

- إن مجرد ذهاب أمين عام الجامعة العربية إلى دمشق هو دلالة تفضح فراغ سلتك وخواء تفويضك، وتبيّنَ للجميع أن عنفوانك الطاووسي بدأ يفقد زهوه، لذلك استبقت النهاية البائسة لسياستك الوطنية جداً، فبادرت، وقبل أن يذوب الثلج عن سلّتك، إلى توظيف مَلَكاتِك الشمّاء في توجيه سهامك إلى مَن بيده السمحاء أن يمسح عن جبينك سِمَةَ مارون.. لكنه لم يفعل بل ردَّ كيدَك إلى نحرك.. ولم تتّعظ بل أطلقت زمامير صبية تيارك الوطني الحر تجرّحُ غيوم السماء فهطلت عليك وعليهم مدراراً من اشمئزاز وحسرة على رجلٍ نالَ يوماً بعض شرف الولاء الوطني.. ماذا جنيت؟

-  إنه استغباء لذكاء الشعب اللبناني بات يحفظ انسايكلوبيديـاك عن ظهر قلب.. هذا الشعب الذي يعشق الوطنية وقيمها ويحترم رجال أديانه ومقاماتهم لن يغفر لك ما حييت.. وحسناً فعل أبينا البطريرك بتذكيرك وتنبيه أجيال ما بعد الحرب بما قمت به من موبقات نحو الصرح البطريركي وصاحبه.. وبعدها سامحك! 

 

ماذا جنى الجنرال؟

1)  هل هذا هو النظام العلماني الذي يريده الجنرال في لبنان؟

أَ.. نظام بلشفي شيوعي مدني لا يقيم وزناً للقيم الانسانية والتقاليد الاجتماعية والأعراف الدينية..؟ وهل يرضى حليفه والمتفاهم معه عن هكذا نظام سوف يُفقده أسس عقيدته بكل ما زرعه في أذهان عامته خلال السنين!

2) إذا افترضنا رضى النظام المدني الدكتاتوري الحاكم في بلاد الشام، فهل يرضى حليفه الأكبر، النظام العقيدي الذي بشر ويبشر به النظام العقيدي الايراني منذ أن حطت رحال قائده روح الله اية الله الخميني على أرض بلاد فارس؟

 

3)  -هل أوحى له الحلفاء "إلهياً" بأن التهجّم على رأس كنيسته وصائن كرامته الوطنية، وتنصيب ذاتَـه بطريركاً على الطائفة المارونية، وربما على عموم مسيحيي الشرق وأنطاكية وساحل فينيقية، سوف يقدم له رئاسة الجمهورية، التي بفضل جليل خدماته، لن تبقى لبنانية! 

 

أيها الحنرال، هلاّ أفرغت قلبك من نقيصة الحقد الأعمى على كل مَن هو وطني.. إعلم أن من تحاول إلغاءَهم هم أبناء بلدك ولهم فيه ما لك ويعملون من أجل خيره أكثر مما فعلت وتفعل.. ومن لم يتعلم من الماضي ويعيش حقيقة الحاضر ليس له أن يحاضر في المستقبل.. كفاكَ جنوحاً وعد إلى الوطن قبل أن يلفظك.. فهو أولى بحمايتك..

 

لمعلومات توردها أبواق صبية السياسة العونية تبريراً لانهاء بطريركية أبينا البطريرك بسبب العمر نقول لهم أن هذا الشيخ الجليل، رعاه الله وحماه من ألسنتكم، كاد لو شاء الله، أن يمسي بابا روما.. فهل ترغبون بعدْ في إقالته من وظيفنه التي عينتموه فيها؟  صحيح اللي استحوا ماتوا!

وبعد، أيها الجنرال، هلاّ ارعويت وأوقفتَ غضبَ الشعب اللبناني وبخاصة الموارنة عليك وعلى كل مَن يتهجم على كبيرهم وموئل رعايتهم.. غضبٌ قد لا يعود لكَ سيطرة عليه، لا بأمرٍ عسكري ولا بفتوى شرعية، أسوة بسلطة حليفيك..     

 

النواب الموارنة تحت زعامة الجنرال نسأل:

1) - قبل أن يذوب الثلج بانَ ما خفي عليكم من ترهات وهرطقات! وكُشِفَت معميات وأسرار تدخل النظام السوري، وغضّ الطرف عن الدور الايراني، في تعطيل مسيرة الدولة الحرة الجديدة.. وأخيراً وأهم ما في هذه المعميات كان التعرض إلى موقع الكرسي البطريركي ورفض دور أبينا البطريرك في إعادة اللحمة إلى المسيحيين أولاً وإلى عموم اللبنانيين..

2) هلاّ احسبتم نتائج سكوتكم، دليل رضاكم، عما يتعرض له رأس كنيستكم وتاريخ لبنانكم؟ ألا تفكرون؟   

 

أيها السادة،

الاعتراض وحده لن يدرأ أذى ما لحقكم من عيب ولن تنفع سياسة الترقيع والمراوحة في موقعٍ لم يكن يوماً لكم..

دعوتكم لعقد جلسة حوار ومصالحة مع غبطة أبينا البطريرك لن نتقبّلها بل نرفض حصولها، حتى رضي بها الجميع..

أولاً: من جربَّ المجرب كان عقله مخرَّب..

ثانياً: المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين.. ونحن قد لُدِغْنا مرّات.. والصفحة التي قلبها زعيمكم بعد تطاوله على سيادة المطران راعي إثر اجتماعه به، قبلنا بها مرغمين وبدافع رتق الخرق.. لكننا اليوم، لن نقبل أن يكون التهجُّم والتطاول على غبطة أبينا وموقع اعتزازنا، مجرد صفحة جديدة في كتاب شتائم وبذاءات زعيمكم تُطوى..    

ثالثاً: لا موجب على الإطلاق لمثل هذا الاجتماع الذي اقترحه النائب الماروني جداً والمحببة طلاّتـه التلفزيونية ذات النكهة العفوية البريئة، عليه واجب واجب ديني ووطني هام هو:

-  وقف عضويته وانسحابه فوراً مع جميع النواب الموارنة المنضوين تحت جناح زعيم تكتلهم المفوّض شتائمياً من 

    معارضتكم.. فالإهانات الت يوُجِّهت إلى غبطة أبينا البطريرك ارتدت إليكم دون غيركم..

-  فرض واجب الاعتذار العلني الواضح لغبطته... 

-  الالتحاق بركب أبناء مارون ليتلقفوا بركة غبطة أبينا البطريرك واستلحاق إنقاذ الوطن من أيدي العبث والغوغائية..

 

لم يعد المسيحيون، بخاصةٍ الموارنة، ولا اللبنانيون بحاجة إلى مثل هذه القيادات التي لا تتمتع بأقل قدر من الحكمة وتجرّ البلاد إلى بؤرة الشخصانية والطائفية، ولا تمانع من التحلُل من قيمها الوطنية والدينية في سبيل مصالحها الخاصة..

 

استعادة لبنان لأبنائه بكامل انتماءاتهم الطائفية، ما عدا قلّة منبوذة، كلفتنا مئات ألاف القتلى والجرحى والدمار والتشتت ولسنا بوارد الانجرار مجدداً إلى فتنة طائفية أو مذهبية - الجميع عرف مكانه ولن يتخلى عنه.. لا كرمى انتماءات عنصرية أو قومية ولا ولاءات شخصية أو عشائرية.. الجميع يريد العيش السلامي الذي تميَّز به شعبنا المحب والمُجِلّ لجميع أديانه وطوائفه.. ومن يريد غير ذلك، عليه أن يرحل أو يعلنولاءَه وانتماءه الحقيقيَّين..

 

وإلى جميع القيادات السياسية مجدداً نقول: لقد بانت خفايا ومبْطِنات ما يراد بلبنان .. وإذا ما لاقى لبنان المصير المُخطَط له .. إلى أين تذهبون؟

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا