قادة ثورة الأرز في لبنان ،،، إنتبهوا، لا تنزلقوا!

بقلم/لاحظ س. حداد

 

1- إنتبهوا!

تذكروا أن مؤتمر وزراء الدول العربية لم ينعقد لبحث الاعتداء على لبنان بل لإنقاذ أنظمة بلادهم من التفكك إثرَ انقضاض حماس الفلسطينية على سلطتهم وما كانوا ليهتموا لولا مبادرة حكومة لبنان في طرح قضية اعتداء النظام السوري على لبنان فجاؤوا "عراضةً أناقة وكالعادة رفع عتب.

أمين عام جامعة العرب يعلنها صراحةً أن لا مبادرة بل محاولة للتوفيق بين إرهابٍ يَصبُّ نيران عقائدَ مبتورة على دولة تسعى للإنفكاك والتحرر والنهوض قوقعة الدكتاتورية إلى رحاب الديمقراطية والسيادة. وهل يصحُّ الجمع بين النور والنار؟

إنها المسرحية العربية تتجدد، وإن بخجل ولكن، هذه المرة بمونة أكبر، وأيضاً لمصلحة النظام السوري.

أهوَ الخوف من هذا النظام أم عليه؟

أهوَ التحايل والمخاتلة للهروب بأقل الخسائر من تنفيذ تهديدات النظام السوري الإرهابي بإشعال المنطقة بأسرها أو استنفاز كافة سبل الوقاية؟ والكل يجرُّ النار عن قرصه وقرصُهم عجينه ليّنٌ.

أول مظاهر التخلي العربي المتجدد هو إدخال دولة قطر، في وفد جامعتهم، والسماح لها بالتدخل في الشأن اللبناني وهي التي رفع مندوبها يدَ اعتراضه على إقرار قانون المحكمة ذات الطابع الدولي مسبغةً عليها صبغةَ السياسة لا العدل.

 

2- لا تنزلقوا!

إن الشعب الذي مَحَضكم ثقةً مطلقة في انتفاضةٍ، انتفاضة الأرز، لم يشهد تاريخ الأرض مثيلاً لها، يحذركم من الانزلاق مجدداً في معارج السياسة الباطنية العربية التي أوقعت لبنان في معاناة الخمسة عشر سنة الماضية من احتلال النظام السوري وها هي اليوم تعيد الكرّة لنواجه معاناة الاحتلال الايراني السوري المشترك.

 

إن عراضة المقابلات والمشاورات مع شخصيّات تدعي لبنانيتها وممالئة من يرفضون قيام دولة الوطن تحت شعارات المعارضة، تقدم لها فرصَ التصلّب لاستكمال ضرب مقومات الكيان اللبناني.

إن الليونة التي تبديها الشخصيات الوطنية تشجّع على مزيدٍ من الضغط عليها لاكتساب تنازلات لا ثقة في مَن تحتسب لمصلحتهم وتفقدهم مصداقيةً ما منحهتها لهم ثورة الأرز.

 

أيها القادة،، تذكروا أن دعاة الطائف القديم، لم يلتزموا تعهداتهم بتنفيذه بل ونفضوا أيديهم منه بعد توقيعه، ونحن لم ولن نثق بجديد تعهداتهم. إنهم قومُ يضعون عقولهم في جيوبهم واللبنانيون جيوبهم ليست فارغة كما يتراءى لهم.

 

إن ما سُفك من دماء لبنانية، دماء قادة وشعب، وذبح جنود لبنان في مهاجعهم لا يجب أن يذهب هدراً أو أنيمرّ دون عقاب مرضاةً لإرهاب النظام السوري أو دكتاتوريات الأنظمة العربية المتخاذلة.

إن كل متخلّف وفاشل وكل هاربٍ ومارقٍ يستقدمه النظام السوري الحاقد من أجل تحقيق مآربه، يجب أن يعود إلى سوريا بالذات وفك عُرى استبداد هذا النظام بشعب سوريا، قبل أن يتحول نتيجة فشله في تدمير لبنان، إلى محاربتها وإقامة إمارته على أرضها.

إن دعاة المقاومة الإسلامية العقائدية في لبنان يجب أن يتخلوا عن عقيدتهم الدينية واعتماد العقيدة الوطنية اللبنانية إذ بطلت كافة ادعاءاتهم وانكفأت جميع دعاواهم في المشاركة وبانت كل نواياهم.

 

إلى قادة ثورة الأرز،

إن مداهنة أطراف المعارضة، في محاولات متكررة لاستردادهم، لن يردع هؤلاء عن تحقيق أحلام يقظتهم قط، هؤلاء لن يعودوا وأحلامهم لن تتحقق طالما بقي في لبنان مقاومة وطنية حقيقية. فلا تدعوهم يأخذونكم قُدُماً.

 

لبنان الذي يريده اللبنانيون،

لبنان الرسالة المبشّر العالم بعدل الأديان وليس بأصوليّاتها.

لبنان الديمقراطي السيد ذو القرار الحر الفخور بولاء شعبه والمعتزّ بانتمائه إلى محيطه.

لبنان ذا مجلس نيابي مشرعة أبوابه وليس مقفلاً في وجه أصحابه،

لبنان ذا حكومة لا تضرب من الداخل وتمنع من تأدية واجباتها،

لبنان ذا رئاسة تحمي الوطن من مغبّات ومطبّات المستبدين والمعتصمين بحبال الأغيار.

 

إلى أمين عام الجامعة العربية،

عليكم، ولو لمرة واحدة، أن تقفوا مع الحق اللبناني وتعلنوا على الملئ رفضكم إرهاب سوريا ومقاطعتها تماماً، لا بل الحجر عليها عربياً قبل أن تخسروا لبنان دولة من دولكم وتشهدوا انهيار أنظمتكم كلها إذ لم تعد معالجات القرن الماضي تصحُّ في القرن الانفتاح الحالي.

عليكم أن تدعوا لبنان يقبل ما تقبلون ويرفض ما ترفضون، إنه أهلٌ لقيادة الأمة العربية بأسرها إلى رياض الحرية المفقودة والمرغوبة عندكم. فقط دعوه يعيش عزيزاً مكرّماً لا مقهوراً مُكرَهاً.

حيدوا لبنان عن محاور الشر المستطير الذي بدأ رذاذه يطال كافة دولكم. وادعموا حكومته في مسيرتها لإقامة وتثبيت دولة القانون وأبعدوا عنه قوانين العقائد الهدامة الهادفة تفتيت دول المنطقة العربية ونشر الفوضى في ربوعها.

 

الحل المنشود،

حكومة لبنان اعترف العالم بشرعيتها ودستوريتها. لا يجب أن تتغير تحت أي ظرفٍ أو ضغط عربي أو دولي.

دستور لبنان ليس ألعوبة هواةِ المعارضة ودعاة الديمقراطية التوافقية أو العددية.

إن التلاعب بالدستور اللبناني يطيح بالكيان ولا يجوز تعديله أو تغييره كلما عنَّ لأحدهم، موّالٌ عقائدي يغنيه. فلتقم الدولة وتسترد سيادتها من أيدي العبث وبقايا احتلال النظام السوري ونفايات الحروب الهمجية المستوردة من قبله.

إن وثيقة اتفاق الطائف التي عُدِّلَ الدستور اللبناني المعدل بموجبها يجب أن تنفذ بحذارفيرها وعلى الجامعة العربية أن تُشرّف تعهداتها من حيث هذا التنفيذ.

إن قيام لبنان الحقيقي يكون بتأكيد استقلاله واستقلاليته عن كل محورٍ غريب.

إن تعايش الشعب اللبناني مكفولٍ بدستوره ولا حاجة إلى تأكيده.

 

إن ميثاقاً وطنياً جديداً يقوم على المسلمات اللبنانية المكفولة في الدستور يصبح حجر الزاوية في بناء دولة القانون متى أقرّ بها الجميع ولن يعد مدعاة تراضي ومراضاة لكل مدعٍ أو مخالف... إما دولة فوق الجميع أو تبقى دولة غاب!

 

من شاء أن يعيش في رحاب هذه الدولة فهو مرحّب به ومن أبى فليرحل عنها.

ولن نرضى التضحية بشهادة الشهداء من أجل حفنةٍ من شذاذ الأفاق يستدرجهم النظام السوري الارهابي من أجل تقويض الكيان والسيطرة عليه مجدداً.

 

إن التيار السيادي اللبناني، وثورة الأرز في المقدمة، ترى إلى أوضاع لبنان من منظار ولاءٍ مطلق للوطن اللبناني الذي عروقه متجذرة في تاريخ المنطقة الشرق أوسطية ومنها امتداداً إلى جميع أصقاع الأرض.

هكذا نريد لبنان أن يكون يجب أن يبقى: وطن الولاء وأرض الانتماء.

صانك الله لبنان

 

لاحظ س. حداد

المجلس الوطني / نيوزيلاندا

المجلس العالمي لثورة الأرز