بعض ما يعْتّـوِر الاستحقاق الرئاسي

دراسة خاصة

بقلم/لاحظ س. حداد

 

22 آب 2007

مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئياسي تزداد وتيرة التصعيد الكلامي لدى أفرقاء المعارضة. منهم من يكيل الاتهامات، إلى أفرقاء الموالاة، جزافاً وينسب إليهم مجاراة وتنفيذ المشروع الأمريكي الهادف إلى السيطرة على المنطقة انطلاقاً من لبنان. ومنهم من يهدد برفض المشاركة في توفير النصاب القانوني لإجراء انتخاب جديد للجمهورية.. ما لم يُصار إلى إنتخابه شخصياً واعتباره بطلاً قومياً!

 

أما أفرقاء الموالاة فيكيلون الصاع صاعين، ويوجهون إلى المعارضة اتهامات مركّزة ويدينون اندماجها الكلي في مخططات  المحور الايراني السوري والسعي إلى تنفيذه؛ وبالتالي فإنهم يصرون على اجراء هذا الاستحقاق مهما كانت الظروف.. ويطالبون المعارضة بالعودة إلى اللعبة الديمقراطية، إنقاذاً الوطن.     

 

الفرق بين الفريقين:

إن اعتماد فريق الموالاة، أي من هم في السلطة، على الدعم الشعبي المطلق الذي إعطيّ لهم من أبناء ثورة الأرز انتخابياً أولاً، وعلى الدعم الدولي المطلق المعترف بشرعية سلطتهم؛ هذا الاعتماد، بكافة مظاهره لم يستقدم قوى الدعم الدولي إلى سوى حماية الوطن من الاعتداءات الغريبة عليه.. وبالتالي فإن اعتمادهم هو لمصلحة الوطن وحفاظاً على حريته واستقلاله المسترد من تحت إبط الاحتلال السوري الذي انهك الجميع أمّا،

اعتماد فريق المعارضة، أي من هم خارج السلطة الرسمية، على الدعم الشعوبي المنظّم الذي أمنه لهم المحور الايراني السوري، فيرمي بوضوح جاهرَ أكثرهم به، إلى عودة الهيمنة السورية بشكل خاص وإلى إتاحة الفرصة أمام العقيديين الايرانيين لتثبيت عقيدتهم في لبنان وانطلاقاً منه إلى كافة الدول العربية. وليت هنا وحسب كان بيت القصيد!

 

نحن نرى،

أن بيت القصيد في معارضة المعارض، يكمن في هدفٍ واحدٍ وفريد وكل ما عداه يبقى مناورات سياسية وعنفية قد يقوم بها بعض أفرقاء هذه المعارضة، دون الالتفات إلى شبق الفريق الساعي إلى البطولة القومية عن طريقها والذي استعملته وتستعمله إلى الآن، كحصان طروادة، لمنع حصول الاستحقاق الرئاسي والوصول إلى الفراغ المؤدي حتماً، إمّا إلى الفوضى والحرب الأهلية وإما إلى الإنقلاب العسكري المباشر. هذا "الهدفٍ الوحيد والفريد"، بنظرنا وبنظر الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني، المقيم وفي عالم الانتشار، هو: وقف مفاعيل المحكمة ذات الطابع الدولي الآيلة إلى محاكمة كل من خطط وسهل ونفّض جرائم الاغتيال والتدمير في لبنان. وبشكل خاص البند الذي يتناول رفع الحصانة عن المسئولين الأعلى عن المنفذين أو الآمرين بالتنفيذ أي أخص رؤساء الجمهورية.. وهذا بنظرنا عقد العقد التي يتوقف عليها الاستحقاق الرئاسي.

ليعذرنا المضطلع لتكرار التوضح أكثر،

       إن إثباتات اصدار اوامر التنفيذ من قبل الرئيس السوري بات اليوم أشد وضوحاً، إن من خلال بيانات التحقيقات الدولية أو من خلال تصرفه حيالها ومحاولات الهروب منها.. وهذه سوف تنطق بها المحكمة ذات الطابع الدولي. 

       إن إثباتات ضلوع رئيس الجمهورية اللبنانية في قرار الاغتيالات السوري، اتضح من خلال إلقاء القبض واعتقال مسئولي الأجهزة الأمنية العاملة بأمره.. وهذه ايضاً سوف تكشفها تلك المحكمة.

       إن مساهمة حزب الله في تلك عمليات الاغتيال، ولو دون علمه الكامل، يثبتها استبسال هذا الحزب في الدفاع عن رئيسي سوريا ولبنان.. وخوف هذا الحزب من كشف هذه المساهمة، وربمّا طالت بعض تصرفاته السابقة واللاحقة لهذه الجرائم.

       إن مساهمة النظام الايراني في جرائم الاغتيال التي حصلت قبيل وبعد خروج جيش النظام السوري من لبنان، تندرج ضمن رعبٍ هذا النظام من كشف دوره في عمليات سابقة للنظام السوري.. عمليات التفجير واحتجاز الرهائن الأجنبية وإخفائهم في الأراضي الايرانية ومن ثم تسليمهم إلى النظام السوري الذي بدورة كان يقطف ثمرة تسليمهم إلى أهلهم ودولهم.

وهكذا نجد أن المحكمة ذات الطابع الدولي سوف تضع جميع هؤلاء تحت الأضواء الكاشفة وتلزمهم الاعتكاف والارتداد على أعقابهم ولكن بعد خراب البصرة. ومن هنا نراهم مستقتلين لوقف سير الدولة، دولة الاستقلال الثاني وإسقاط الحكومة الوحيدة التي كانت انتاج لبناني بامتياز ومعها انهيار القرار اللبناني ومعه قيام المحكمة ذات الطابع الدولي.   

 

التساؤل الكبير.. برسم رئيس الجمهورية اللبنانية وحزب الله.

هل إذا قامت حكومة لبنان بتوجيه رسالة خاصة إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيه وقف العمل في البند المتعلق برفع الحصانة عن رئيس الجمهورية، بمعنى عدم محاكمته عن ضلوعه في مخطط الاغتيالات.. هل يتراجع رئيس الجمهورية عن مواقفه ويعيد اتصاله بحكومته ولا يعطّل إجراء الاستحقاق الرئاسي؟

وهل إذا أقر مجلس الأمن الدولي بعدم صلاحية المحكمة بمحاكمة حزب الله عن أعمال سابقة.. أيتراجع هذا الحزب عن مواقفه الاستفزازية والتهديدية ويشارك نوابه في توفير النصاب في جلسة الاستحقاق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

أخيراً: هل يحجب رعبكم من النظامين السوري والايراني سيقف عثرةً في سبيل تجاوبكم؟

 

تساؤلات برسم قادة ثورة الأرز في لبنان،

الوقت داهم والاستحقاق الرئاسي على الأبواب.

هل لا زلتم تراهنون على وطنية أفرقاء المعارضة لإجراء الاستحقاق الرئاسي؟ ولنفترض العكس!

هل ستتخلون عن واجبكم الوطني الذي محضكم أبناء ثورة الأرز الثقة لاتمامه؟

 

نـداء إلى قادة ثورة الأرز،

إن أبناء ثورة الأرز في لبنان وفي عالم الانتشار يهيب بكم إلاّ تعيروا اهتماماً لتهديدات أفرقاء المعارضة ومن وراءهم، وتسيروا في أنتم عليه سائرون وثقوا أن لبنان كله يقف معكم وإن كان البعض منهم يخفي ما لا يظهر.

لا حكومة غير حكومة لبنان، رغم تخاذلها المبين في اتخاذ المواقف الجذرية تحت شعارات الأخوة والخوف من فقدان السلطة وضياع ما تبقّى من سيادة. فلا تدعوا الاحباط يتملّك النفوس البيّة!

لا تتخاذلوا أمام ضغط تهديدات قادة حزب الله ورئيس تكتل الصلاح والتغيير بمواقف تصعيدية تصل حتى استعمال القوة، قوة حزب الله! ونأسف لهذا الموقف الجنرالي المستند إلى قوة تفاهمه العسكري. 

أمضوا في مسيرة انتخاب الرئيس العتيد، حتى لو اضطررتم اعتماد النصاب الدستوري في الحالات الاستثنائية التي أفتى بها كبير الدستوريين في لبنان الدكتور حسين الرفاعي في الحادي والعشرين من هذا الشهر.

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

التيار السيادي / نيوزيلندا