من يُطلق الرصاص؟

لاحظ س. حداد

 

حسن نصرالله، في أكثر من مناسبة، أعلن أن سلاحَ مقاومته الإسلامية لن يوَجَّـه إلى الداخل.. ونحن نصدقه!

أما إعلانات  حلفائه فلا نشك بأنها مُبوَّبَـة في مجملها لكنَّ بعضها يحمل الكثير من الجديَّة والصبيانية معاً.

أما مبادرة زعيم تكتل الاصلاح والتغيير فهي هرطقة دستورية

 

23 نوفمبر 2007

1- على الرغم من جميع التهديدات والتهويلات التي يمارسها أطراف المعارضة، ضمن النظام الديمقراطي، لا سيَّما أولئك الملتحقين بحزب الله والذين يعتبرون أنفسهم حلفاءَ له ويعتمدون على سلاحه، في نظرنا لن تفرض على حسن نصرالله التنكُّر لوعوده ووضع سلاحه في خدمة أولئك الحلفاء.. وحدهم أطراف المعارضة الرئيسين، وهم الذين ينشئون المليشيات المسلحة ويتدربون على استعمالها من يتوجب على الشعب اللبناني التنبُّه لهم ولتصرفاتهم ..

 

2-نحن على ثقة شبه وطيدة من أن الطائفة المسلمة، بشقيها السني والشيعي، تدرك أبعاد ومخاطر الفتنة ويسعون جاهدين إلى الاحتياط لها واحتوائها ومنع اندلاعها.. لكن ما يُشك بإمكانية تفاديه هو الشحن النفسي الذي يعمُّ الشارع المسيحي ويملؤه خوفاً من أن أي اعتداء قد يتعرض له، مُطْلَقُ فردٍ، في أية فئة مسيحية، من متسلل من غير طائفة أو فئة مسيحية أو غير مسيحية، أنى ما كان ولاؤُه أو تعاطفه الحزبي، قد يكون الشرارة التي تشعل حرب شوارع جديدة لن يمكن احتواؤها قبل سقوط ضحايا أو حصول مضاعفات أكبر..

ويبقى السؤال الأهم: هل يتحرك حزب الله لمساعدة حليفه في التفاهم أو يبادر أحد أطراف المعارضة المذكورين أعلاه، أمثال وئام وهاب، إلى دعم هذا الحليف لحيلفه؟ أم أن المبادرة سيأخذها النظام المخابراتي السوري عن كليهما؟

 

الجواب على هذا السؤال نضعه برسم زعيم تكتل الاصلاح والتغيير وهو، في نظرنا،على الوجه التالي:   

أ‌-إن زعيم المقاومة الإسلامية، حفاظاً على وعوده، وهو المشهور بهذه الفضيلة، لن يتدخّل لمساندته لأسباب عديدة.

ب‌-إن أمثال وئام وهاب أشبه ببطل سرفنتس [دون كيشوت] وإن تمكن من إثبات وجوده في إرسال بضع مغاويره المدربين في سوريا الجولانية في محاولةٍ لفتح ثغرة استنجاد ينتظرها نظامها، إلاّ أنه قد يُلجم بعيد انطلاق الرصاصة الأولى ..

ت‌-إن النظام السوري سوف لن يتحرك دون استنجادٍ يتلقاه... فهل يُقدِم أحدهم عليه؟                                  

 

في كلا الحالتين الأولتين، فإن الخاسر الأكبر يصبح الطرف المسيحي، وهذا سيتحمل مسئوليته من قام بالشحن النفسي الكبير الذي أولدته المواقف المتشنجة التي أطلقها ولا زال زعيم تكتل الاصلاح والتغيير.. ونحن نكرر السؤال: لماذا كل هذه المخاطرة والتضحية بشباب من يقول بأنه يسترجع حقوقهم؟ 

 

أما في الحالة الثالثة فنترك الإضاءة عليها إلى حينها.

 

السؤال الأكبر: ماذا ينفع الندم بعد وقوع الواقعة؟

وهل يتوقع زعيم تكتل الاصلاح والتغيير أن يسامحه المسيحيون وخاصة أولئك الذين يراهنون على إقدامه وشجاعته الخطابية؟ بل هل يرتضي من منحوه ثقتهم وانتخبوه وانتخبوا نواب تكتله، عندما يسقط أبناؤهم فداءً له ولهم؟

 

ونتساءل: أليس الأولى بزعيم تكتل الاصلاح والتغيير أن ينفلت من عقال المعارضة ويعود ركيزة مسيحية لا كبش فداءٍ للمقاومة الإسلامية وباقي الحلفاء الذين يتكلمون عنه..

 

مبادرة زعيم تكتل الاصلاح والتغيير.

جواباً على بندها الأول، لهذا الزعيم نقول: إن مبادرتك المشروطة هي أكبر هرطقة دستورية يواجهها لبنان.. وكلبنانيين نسأله: من أوكلكَ أو السيد سعد الحريري قرار الدولة اللبناني كي تتصرف بهذه الخفة والفوقية بدستورها وتفترض أن لبنان يعيش حالة نهوض من العدم؟

 

لبنان أيها السيد بلدٌ قائم بذاته، له دستوره ونظامه الديمقراطي حتى قبل أن تخرج من عمر يفاعتك وليس لك أو لغيرك أن تتصرف به على ما يطابق هواك وبموجب تفاهمك مع حلفائك..

 

إن النظام اللبناني ينص على فترة رئاسة الجمهورية لمدة ستة سنوات.. وليس لك أو لغيرك اختصارها أو تمديدها.. فإما أن تلتزم بدستورها وأنظمتها وإلا فعليك الاستقالة من نيابة الأمة إذ بذلك تثبت حقاً أنك تمثل بعض فئة من الشعب اللبناني.. لكن أن تطالب بأكثر مما تمثل وتفرض قراراتك على مجمل الدولة تحت ادعاء بات اليوم ممجوجاً ولا مصداقية له، فذلك لن يفيدك ولا يفيد الوطن أو يخرجه من محنةٍ أدخلته أنتَ شخصياً فيها وتصر على الخروج منها بأسلوبك الفوقي غير الدستوري وتريد تحميل سعد الحريري أو غيره نتائج فشلك.. وتذكر أن تمديد ولاية آخر رئيس كلفت لبنان دماءَ شهداء أعزّاء، نستذكر أحد أبرزهم اليوم. 

 

إذا كنت حقاً صادقاً ووفياً لوطنك وبقائه، عليك الهرولة، مع نواب تكتلك، إلى المجلس النيابي والمشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية التي تكاد تضيّعها بطروحاتك العنترية والهمايونية.. واعلم أيها الزعيم أن الوطن يبقى أبداً أهم منك ومن أي شخص بمفرده بل أي تكتل مهما كبر أو صغُر عدده. فلا تجازف حتى الرمق الأخير في ضياع الوطن من أيدي الجميع..

 

أما باقي البنود فلا تستحق التعليق لأنها تخرج من ذات البوق الاستفزازي الفوقي الذي لم يعد يرى إلى روما إلاَ من عليّ وإن أضحت روما ترى فيه نيرونها الذي سيحمل قارورة صدفية يحفتفظ بدمعةٍ سالت على خد زمن قلت فيه الرجال وندر فيه الوفاء والتضحية ...  وباقي قسم جيشنا الأبيّ. 

 

أخيراً إلى نواب الأغلبية النيابية وزعمائهم، نقول: لا تأتمنوا ذئبا يتنعَّج فهو إن لم يفترسكم يفترس نعجته أي ذاته.

 

وندعوكم إلى القيام بواجبٍ انتدبكم ثورة الأرز لتأديته.. وانتخبوا رئيساً للجمهورية وأنقذوا ديمقراطية لبنان.

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

المجلس الوطني لثورة الأرز في نيوزيلندا.

المجلس العالمي لثورة الأرز الكبرى.  

23 تشرين الثاني 2007