ما هذا الهُراء.. أيها الجنرال؟

بقلم/لاحظ س. حداد

 

لبنان ليس ملكاً لك وحدك كي تقرر مصيره.. وليس لغيرك أيضـاً. لبنان لم يُقسَّم حين كان مطلوباً تقسيمه.. تذكر نظام القائممقاميتين.

 

ما هذا الهياج الذي تقود اللبنانيين به إلى ما لا يرغبون.. وهل وصل بكَ الأمر أن تطالب مباشرة بتقسيم البلاد إلى قسمين كما أوحى لكَ رئيس مجلس نوّابك؟ أبالتقسيم يستساغ التغيير؟

بالله عليك، قل لنا أيها الدنرال، هل ترضى فعلاً بتقسيم البلاد كي تتمكّن من حكم القسم الذي سيستجزؤه حزب الله ورئيس مجلس نوّابك.. أنتَ إذاً كمن يسعى إلى حتفه بظلفه.. حيث لا إصلاح ولن يكن التغيير!

فقط قل لنا: أين ستقيم قصر رئاستك؟ هل في الضحية الجنوبية المحتلة أرضها منذ عقود أم ستحتل قلعة رئيس نوّابك المحصنة؟ حيث تواجه مصير حكام مصر البحيين!

وهل يرضى اللبنانيون، وخاصةً أبناء الرابية أو كسروان وأعاليها، في أهمج مثلاً، وكذلك جبيل أو حتى مناصريك في الشمال، أن يسافروا إليك لتقديم الطاعة والخضوع وتجديد المبايعة كل بضع سنوات؟ نشكُّ في ذلك لأن..

لا حزب الله ولا رئيس مجلس نوّابك في مثل راغبون.. لماذا؟ لأن الأول يريد إقامة دولته والأخير لن يفك ارتباطه به وإلاّ انتهى به الأمر إلى مزبلة التاريخ التي بات فاها فاغراً على وسعه.. فهل تريد الانضمام إليه؟  

 

الذي يسمعك وأنتَ تناضل أمام حفنات المناصرين المغشوشين وتعلن بملئ فيك: إذا كانوا راغبين بالتقسيم .. فلنقسّم.. يظن أن الكون كله بات يساوي عنك كرسي رئاسة صغير سوف يلفظك بعد بضع سنوات عجاف، عانى مثيلاتها اللبنانيون طويلاً.. فهل هذا يستحق كل هذا النضال..   

كلاّ وألف كلاّ، أيها الجنرال، ما هذا ما توقعناه منك قط. بل نحن توقعنا أيَّ نوعٍ من أنواع العراك السياسي إلاّ هذا الداعي إلى التقسيم.. فهلاّ عدت إلينا أيها الجنرال!   

 

كلاّ وألف كلاّ، أيها الجنرال، نتمنى عليك، وقبل فوات الأوان، يقظةً فورية من ثورة الشهوة إلى الحكم والاحتكام إلى عقلٍ راجحٍ افتقدناه عندك. فالوطن أغلى بكثير مِن مَن سيحكمه وهو بكل تأكيد أصغر من أن يُقسَّم، فلا تندفع وتدفع مناصريك إلى مزيدٍ من الحماس.. فهذا سيؤسس لحقد جماهيري، ليس بين جميع اللبنانيين وحسب بل بين المسيحيين الذين تمثل ومعهم أنصارك من غير مذهب وطائفة، وبين باقي المسيحيين ومناصريهم من غير مذهبٍ وطائفة.. أهذا ما تريده؟ 

 

نصيحة لوجه الله، قف وقفة تأملٍ ضميرية فقد تجد أنك تجاوزت جميع الحدود، غير المسموح تجاوزها، ولم يتبقى أمامك سوى الانقلاب الأتاتوركي لإلغاء الطائفية والمذهبية على أنواعها.. فهل ترى أن البلاد والعباد إلى مثل هذا الانقلاب مستعدون أم هم منه ومن نتائجه مرتعبون.. ألا تدري أن ومن الانقلابات قو ولّى وارتحل إلى غير رجعة!

 

يبقى لبنان أعزّ منك ومن كل من يتجرّأ على تحديه فلا تضع ذاتك في هذا الموقع.

 

صانك الله لبنان

لاحظ س. حداد

التيار السيادي / نيوزيلندا

24 آب 2007