نـداء إلى قادة الأمة العربية من لاحظ حداد

 صاحب الجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعزكم الله

أصحاب الجلالة والسيادة والأمارة،

تحية لبنانية

 

إن ملايين اللبنانيين، مهجّرين ومهاجرين، في العالم، يتطلعون اليوم إليكم، في مؤتمركم المنعقد في المملكة العربية السعودية، ويستصرخون وجدان العروبة في أمتهم. ويوجهون إليكم النداء التالي:

 

إن لبناننا ولبنانكم، يعاني سكرات النزاع بين الموت والحياة وإنقاذه في أيديكم وحدكم؛ فإمّا الموت الاندثار على أيدي دكتاتوريات وعقائديات مستوردة وإمّا الحياة والبقاء منارةً للحرية ونبراساً للديمقراطية.

 

ما سوف ترونه في مؤتمركم من شقاق وفرقة بين أهل البيت الواحد، لا يشرّف أيّاً منا بل يسيؤنا ويؤلمنا ويُشعرنا شديد الحرج أمام عالمٍ طالما أسمعناه الكثير عن كرامات العرب وتفاخرهم وتضامنهم، فهلاّ أكّدتم مقولاتنا؟

 

إن ترك الوطن الصغير يواجه صَلَفَ وجبروت شقيقٍ أو صديق، وكلاهما يستحلان جهاده ويستغلان ضعفه، جريمةٌ كبرى وخيانةٌ عظمى في حق من احترمَ وقدَّرَ واتّكل، بعد الله، عليهم.

 

ونتساءل:

هل قُدِّرَ لهذا الوطن، الذي دفغ الغالي والنفيس في سبيل عروبته، أثناء الاستبداد والانتداب وأخيراً الاحتلال، أن يبقى ألعوبةً في أيدي كلّ من حاقت به ضائقة عجز عن الخروج منها؟

 

أَوَليسَ من الأجدى للدول العربية كلها، أن تكافئ لبنان بتحييده عن كافة المحاور الاقليمية والدولية وجعله واحة الشرق وموئل طمئنينة ومنطلق فكرٍ وثقافة يغني الغرب بعراقة تراثنا وينفع الشرق من نهضة الغرب؟

 

لهذا كله، نتمنى عليكم أن:

1-تضعوا حدّاً لتدخلِ شقيق كبير بشئون أخيه الأصغر والاعتراف أمامك بأخوَّتِهِ رسمياً، وصيانة سيادته ضمن حدوده أرضه المعترف بها دولياً وتثبيت استقلاله دبلوماسياً.

 

2-تضعوا حدّاً لتدخل دولة نعتبرها صديقة، في شئوننا واستعمال أرضنا مسرحاً لمواجهاتها مع دول الأرض أو نشر عقائديتها في بلدٍ مُتْخَم بالعقائد والمذاهب، ووقف دعمها لفئاتٍ تعترض سُبُلَ قيام مؤسساتنا الدستوري.

 

إن اتكال لبنان على دعم المجتمع الدولي، ما كان ليكن، لولا تلكُّأ أشقائه عن نجدته  وتقاعسهم في مد يد العون القوية لوقف سيلان دماء الإرهاب في شرايين الوطن الصغير واستنبات جراثيم الشر في جسده المنهك.

 

آن الأوان كي ترفعوا الظلمَ عن أخٍ طالما كان أغنية أفراحكم وصحائف أشعاركم واستراحة أتعابكم، لم يعد قادراً على وقف النزيف ... قتلاً واغتيالاً وتدميراً و... هجرة!

 

لا زال العالم يذكر أضخم مظاهرة بشرية شهدها تاريخ الأمم انطلقت إثر اغتيال رئيس حكومة لبنان وأخرجت الجيش الأخوي من على أرض هذا الأخ. عساكم لم تنسوا أيضاً

 

إننا نضع الأمة العربية بأكملها أما مسئولياتها القومية التاريخية : إمّا أن تنقذوه رغماً عنه

 

والأقربون أولى بالمعروف!

صانك الله لبنان

 

26 أذار 2007