صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي: علّة "المجتمع المسيحي" في قادته.

29 تشرين الثاني 2007

الآن وقد أقفلت أبواب القصر الجمهوري لأول مَرّة في تاريخ لبنان المعاصر، وأصبح الإستحقاق الرئاسي في مهبّ الريح، والإنتخابات الرئاسية مؤجلة إلى أمدٍ غير منظور، لا بُدّ من إجراء عملية نقد ذاتي تلقي الضوء على الأسباب التي فتكت "بالمجتمع المسيحي" وأودت به إلى هذا الدرك من الضعف والتهميش والهزال.

قلنا سابقاً ونكرّر القول ان علّة "المجتمع المسيحي" في لبنان تكمن في قادته، ومعظمهم مصاب بأمراضٍ مستعصية أخطرها ثلاثة:

 

المرض الأول: لوثة التسلط والإستئثار والأنانية الحادة مضافة إلى شهوةٍ جامحة للسلطة والمال متفلّتة من أي ضوابط أخلاقية أو وطنية، وكلها قادت "المجتمع المسيحي" إلى هذه الشرذمة المخزية والإنقسامات العميقة.

 

المرض الثاني: لوثة العقم السياسي، وقصر النظر، وإنعدام الرؤية المستقبلية... وهذا ناجم عن جهل كامل لحقيقة لبنان التاريخية، ودوره المحوري، ورسالته الكونية الحضارية. وقد لخص الشاعر موريس عوّاد هذا الواقع بالقول: العقل السياسي الماروني "أجرودي".

 

المرض الثالث: لوثة العنف غير المبرّر في التعاطي مع الآخرين، والطبع التصادمي الذي يتحكّم بتصرّفات هؤلاء القادة ويدفعهم للإحتكام إلى السلاح لِفَضّ نزاعاتهم الداخلية من دون التورّع عن إرتكاب أبشع الجرائم للتخلص من منافسيهم داخل هذا المجتمع كما حصل في إهدن والصفرا وحرب الإلغاء، مع التذكير إلى ان جريمة إسقاط المناطق الشرقية قضت على آخر معقل لنفوذ المسيحيين وكرامتهم، ثم جاءَت جريمة القبول بإتفاق الطائف والتخلي طوعاً عن صلاحيات رئاسة الجمهورية لتقضي على ما تبقى من هذا النفوذ.

 

لا شك ان هناك مؤامرات خارجية إستهدفت "الوجود المسيحي" في لبنان وما زالت تستهدفه، غير ان قادة "المسيحيين" لم يتركوا خطأً مميتاً إلا وإرتكبوه لتمرير تلك المؤامرات، كما وانهم أضاعوا كل الفرص التي أتت لإنقاذهم.

 

أمام هؤلاء القادة خياران: الأول، ان يعوا هذه الحقائق المُرّة فيستفيقوا من كبوتهم ويغيّروا مسارهم ومسلكهم، ويوَحّدوا صفوفهم ويخافوا ربّهم. والثاني، ان يستمرّوا في غيّهم وضلالهم، وعندها يصحّ فيهم القول المأثور: رحت تبكي كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال.       

لبَّـيك لبـنان                                        

أبو أرز