حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

عقدت القيادة المركزية لحزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية إجتماعها الأسبوعي، وعرضت الأوضاع العامة للبلاد، وأصدرت البيان التالي:

وسط تأزم الوضع الإقليمي المفتوح على كل الإحتمالات، والمراوحة التي يسجلها الوضع الداخلي على كل المستويات، وفي غياب أي رؤية انقاذية تطمئن المواطن إلى غده وتؤمّن له لقمة عيش كريمة، وتشجعه على البقاء في وطنه وعدم الإلتحاق بقوافل المهاجرين. وبعد طي صفحة الإنتخابات البلدية التي كانت في جزءٍ منها ملهاة للبنانيين عن همومهم الحقيقية، وفي جزءٍ آخر تسابق على الوجاهة لا على التنمية والخدمة العامة... وسط هذا كله جاءَت جريمة ضهر العين لتفتح جرحاً جديداً في جراحٍ لم تندمل بعد، ولتزيد في تعميق الهوة بين أهل البيت الواحد والصف الواحد.

ان هذه الجريمة ليست معزولة في المكان والزمان والذاكرة عن سياقٍ من أحداثٍ مأساوية بدأت أواخر حرب السنتين وبلغت أشدها في مجزرة إهدن عام ۱۹۷۸ التي وصفناها يومذاك بانها شرخ في الرأس، وما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم من دون ان تلوح في الأفق بارقة أمَل تطوي هذه الصفحة الأليمة المفتوحة على مزيدٍ من الدم... ثم تلتها مجزرة الصفرا في تمّوز من العام ۱۹۸۰، وراحت الإحتقانات تتراكم إلى ان بلغت الذروة في حرب "الإلغاء" عام ۱۹۹۰ التي ألغت كل شيء، وقضت على كل إنجازات المقاومة اللبنانية وتضحياتها، ومهّدت الطريق أمام الجيش السوري لترسيخ إحتلاله وتمديده إلى كافة المناطق اللبنانبة وفرض مشروعه السياسي على لبنان، فكانت بمثابة إنتحار جماعي لمجتمع بكامله كان يُعد نفسه لقيادة البلاد نحو مستقبلٍ واعد وغدٍ أفضل.

وإذا عرضنا لواقع العائلات الروحية اللبنانية، نجدها جميعاً وقد تفاهمت في ما بينها ووجدت الطريقة الفضلى لمعالجة تبايناتها ومشكلاتها، الأمر الذي جعلها تعيش في سلام داخلي، ما عدا العائلة الروحية "المسيحية" الذي يزداد التشرذم في صفوفها يوماً عن يوم وحتى ضمن البيت الواحد، من دون سبب واضح سوى الإصطفاف السياسي الحاد، والتناطح على الكراسي والنفوذ؛ وإذا كان الإختلاف في الرأي دليل عافية وحيوية، إلا انه في ما يتعلق بهذه العائلة الروحية بات مصدر قلقٍ وخوف على المصير.

والأخطر في ذلك ان قيادات هذه الطائفة لم تتعظ بعد من دروس الماضي القاسية، بل هي مستمرّة في غيّها وشحنها للنفوس وكأنها مصمّمة على القضاء على ما تبقى من عافية هذا الشعب وصموده.

اننا ومن منطلق مرافقتنا للأحداث ومراقبتنا لمجرياتها وصراحتنا المعهودة، نحمّل القيادات المارونية الروحية منها والسياسية وبنسبٍ متفاوتة، ومنذ عهد الإستقلال إلى اليوم، المسؤولية الكبرى عن الخراب السياسي والروحي الذي لحق بالبلاد كياناً وشعباً ومؤسسات، وعليه نطالب، اليوم قبل غدٍ، بمبادرة خلاّقة تطوي صفحات الدم والإنشقاق، وتفتح صفحة جديدة من التعاون والتلاقي قائمة على مبدأ التنافس الراقي من أجل المصلحة العامة، مع إحتفاظ كل جهة سياسية بشخصيتها وعقيدتها وخصائصها.

لبيك لبنان

أبو أرز

في ٤ حزيران ٢٠۱٠.