حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي:

لا يجوز إقحام الجيش في متاهات السياسة الداخلية ووحولها، وتحميله تبعات فشل السياسيين وإنقساماتهم ونزاعاتهم الأبدية. وإذا كانت البلاد قد وصلت إلى هذه الحالة المرعبة فالمسؤولية تقع بكاملها على عاتق أهل السياسة وأخطائهم المميتة المتراكمة منذ عقود والتي طالما حذرنا منها ونبّهنا إليها... ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

فالجيش بتركيبته الوطنية القائمة لا يمكن ان يكون إلا قوّة فصل عندما يتعلق الأمر بالصراعات الداخلية التي تقع بين أطرافٍ محلية، ولا يجوز إستخدامه لمؤازرة فريق ضد فريق آخر كما كان يتمنى البعض، والموقف الحكيم والرصين الذي إتخذته قيادته حيال الأحداث الأخيرة هو الذي ساعده على الإنتشار بسرعةٍ قياسية في مختلف المناطق الساخنة، ومكّنته من وأد الفتنة والحدّ من تفاقمها وتمدّدها إلى باقي المناطق كما كان مخطط لها. اما عندما يكون الصراع بين لبنان وخطر خارجي فعندها يتحوّل الجيش إلى قوةٍ رادعة يستخدم كل طاقاته القتالية لصدّ هذا الخطر ودرئه عن لبنان، وهذا بالضبط ما فعله في نهر البارد ونال إعجاب العالم في التضحية والشجاعة والبذل من دون حساب.

 

وإذا كان ما يعرف "بحزب الله" قد تمكّن من بناء دولته الخاصة وجيشه الخاص على النحو الذي شاهدناه، فالحق ليس على الجيش اللبناني بل على هذه الطغمة السياسية التافهة المجرمة القصيرة النظر والشديدة الغباء التي قدّمت له كل أشكال الدعم والمساندة طوال أكثر من ربع قرن.

 

إذاً الشرفاء في لبنان يثنون على موقف الجيش الأخير، ويعتبرون ان ما قام به حتى الآن كان عين الحكمة والصواب، ويستنكرون بالتالي كل حملات التجنّي والتجريح والتشكيك التي أطلقها البعض ضده مُعتبرين كما دائماً، ان الجيش يبقى خشبة الخلاص والأمل الوحيد في غمرة هذا الظلام السياسي المحيط به وبالبلاد.

 

وبالمناسبة نحمد الله على ان "المناطق الشرقية" بقيت بعيدة عن هذه الفتنة ـ المؤامرة، ونأمل ان يتحلى المسؤولون عنها بقدرٍ عالٍ من الوعي والإدراك كي لا يُستدرجوا إليها فيعيدوا تجربة العام ١٩٩٠ الكارثية، اما إذا أخطأوا هذه المرة لا سمح الله، فالعاقبة ستكون وخيمة على ما تبقى من "المجتمع المسيحي" كما كانوا يسمونه. وعليه نهيب بهم ان يتخلوا عن النبرة العالية التي يستخدمها البعض وإستبدالها بنبرةٍ أكثر واقعية وعقلانية تتناسب مع رمزية هذه المناطق والدَور التوفيقي الذي يجب ان تلعبه بين أطياف المجتمع اللبناني.

 

ان طبيعة الإنتشار "المسيحي" على إمتداد الجغرافية اللبنانية في القرى والدساكر المختلطة تمثل النموذج الحيّ للدَور التاريخي الذي لعبه "المسيحيون" عبر الأزمان، أي دَور الحَكَم بين المذاهب والطوائف المختلفة وليس دَور الفريق... فهل يتعظ أولياء السياسة عندنا من عِبَر التاريخ ودروسِ الماضي، ام ان الغباء سيبقى متحكماً بعقولهم؟ الأيام أو الأسابيع القادمة ستتكفل بالجواب.

 

لبَّـيك لبـنان                                        

أبو أرز                                                   

في ١٦ أيّار ۲۰۰٨.