حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي:

 

ثلاثة وثلاثون عاماً مرّت على ولادة حزبنا وما زلنا في قلب المأساة، ووطننا يصارع الموت، والمِحَن الأمنية والمعيشية والسياسية تحاصر اللبنانيين، وشبابنا يتهافتون على الهجرة، ورفاقنا يعانون شتى أنواع القهر والتنكيل والتهميش، ونحن في منفانا القسري نقاسي مرارة الغربة وحرقة الشوق إلى البيت والأهل والوطن.

 

لقد شاء القدر أن يولد حزبنا مع إنطلاقة الحرب، وان نكون شهوداً على الأحداث التي عصفت بلبنان، وعلى المؤامرات التي حيكت ضده من كل حدبٍ وصوب، وكيف إنقلب عليه الأقربون والأبعدون، وتناوب على ذبحه أعداءُ الداخل والخارج... إلى ان قامت نخبة من أبنائه الشرفاء فوقفت في وجه المتآمرين، وإنتصرت عليهم في أكثر من موقع وجبهة بالرغم من قلة عددها وعدّتها، وكادت ان تحسم المعركة لصالحها لولا اللوثة الخبيثة التي أصابت عقول القيّمين على المقاومة اللبنانية وأدّت إلى الإنشقاق الكبير والإقتتال المميت بين صفوفها مما أطاح بكل شيء، وقضى على كل الإنجازات والتضحيات، وأعاد الأزمة إلى مربعها الأول.

 

ولكن بالرغم من كل ذلك آلينا على أنفسنا ان نستمر في تنكّب الرسالة، وحمل المشعل، وإكمال المسيرة من دون كللٍ أو مللٍ أو تحرفٍ في العقيدة والمبادىء، سيّما وقد ثبت بعد ثلاثة وثلاثين عاماً ان كل ما قلناه وتوقعناه ونادينا به كان صحيحاً، وان كل ما قاله سوانا وتوقعه ونادى به كان اما زيفاً أو وهماً أو خيانة.

 

نحن مستمرون في حمل لواء القومية اللبنانية وتنقية هويتنا الوطنية من كل المساحيق الغريبة، وفي الإيمان بوحدة لبنان شعباً وأرضاً وكياناً ودولةً ومؤسسات، وفي المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية تنفيذاً ميدانياً وبخاصةٍ بما يتعلق بإزالة الطفيليات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة والقانون، والتصدي للإستكبار السوري ومشاريعه التوسعية وإرغامه على ترسيم الحدود وتبادل السفراء وإقفال المعابر في وجه تهريب الأسلحة والمسلحين، ومستمرّون في العمل على منع التوطين وتوزيع اللاجئين الفلسطينيين على دول الإستيعاب، وفي المطالبة بإعادة الإعتبار إلى الرئاسة الأولى عبر العودة إلى دستور العام ۱۹٢٦، وفي السعي إلى إلغاء قانون تملك الأجانب وتجنيس الغرباء، ومستمرّون أكثر في الدعوة إلى ملء الفراغ الرئاسي من قِبَل رجُلٍ إستثنائي يكون بطلاً وعالماً وقديساً.

 

قد يعتبر البعض ان الثوابت التي نادينا بها منذ ثلاثة وثلاثين عاماً وننادي بها اليوم مبالغٌ فيها أو هي مجرّد أحلام غير قابلة للتحقيق، ولكن فاتهم ان الحلم هو واقع المستقبل، والدول الكبيرة تصنعها الأحلام الكبيرة، والسياسة بمفهومها العلمي هي فنّ المستحيل وليست فنّ الممكن.

 

أدعو جميع الرفاق في هذه المناسبة الغالية ان يبقوا على وعدهم، ويتمسّكوا بعقيدتهم، ويتشبثوا بإيمانهم، ويستمرّوا في نضالهم، وان لا يدعو اليأس يتسرّب إلى قلوبهم لأنهم "أمّ الصبي" وأصحاب القضية.

لبَّـيك لبـنان                                        

أبو أرز                                                                                      

في ١٨ نيسان ۲۰۰٨.