حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي

 

ان طاقة الشعب اللبناني على الصبر والتحمّل والمكابرة على الألم فاقت كل تصوّر، ولا نظن ان أمّةً في العالم قاست ما قاسته هذه الأمّة من ظلم وقهر وإذلال على يد طبقتها السياسية القائمة في شقيها الموالي والمعارض.

 

والمثير للعجب ان الشعب أو بعضه ما زال مسترسلاً في مبايعة هذه الطبقة، ومتأهباً للنزول إلى الشارع دعماً لهذا الفريق أو ذاك بدل ان ينتفض على جميع الذين أوصلوه إلى هذا القاع من البؤس والفقر والعذاب، ووضعوه بين أنياب القلق والخوف على المصير والجوع الزاحف بقوة على بيوت الناس.

 

فالأكثرية الحاكمة تخلت عن دورها الإنقاذي منذ الرابع عشر من آذار ٢٠٠٥، وبدّدت كل الآمال التي كانت معقودة عليها، وتخلت تباعاً عن مكتسبات الثورة وشعاراتها وأهدافها حتى أصبحت جسماً بلا روح، وغالبية على الورق ليس إلا.

 

وإذا كانت الأكثرية مصابة بالشلل أو بمرض فقدان المناعة، فأن المعارضة مصابة بمرضٍ أخطر وأدهى هو الفجور السياسي والغطرسة والإنتفاخ الذي يؤدّي حتماً إلى الهلاك... فمنذ قيامها راحت هذه المعارضة تعمل ما في وسعها لتعطيل دورة الحياة السياسية وتفريغ البلد من مؤسساته الدستورية الواحدة تلو الأخرى، إضافةً إلى المساهمة في تعطيل عجلة الإقتصاد المتهالك أصلاً وذلك عِبرَ إحتلال الأملاك العامة والخاصة في وسط العاصمة... والأخطر من هذا كله هو القرار الذي إتخذه أحد أبرز أركانها بتحويل لبنان، ولبنان فقط، إلى ساحة حربٍ مفتوحة ضُدّ إسرائيل بعد ان إرتأى مصادرة قرار اللبنانيين وتوريطهم في حربٍ عبثية قد تحرق هذه المَرّة الأخضر واليابس.

 

لم نجد حتى الآن تفسيراً واحداً يبرّر سكوت الشعب المطبق عن هذا الظلم الفظيع اللاحق به، وما هي الأسباب التي تمنعه من الإنتفاض في وجه هذه الجيَف المحنطة المسماة طبقة سياسية، والتي حوّلت لبنان من بلدٍ للحرية والسلام إلى بلدٍ للحرب وصناعة الموت، ومن بلدٍ للخير والبحبوحة والعِزّ إلى بلدٍ للفاقة والعوز حيث إضطر بعض أبنائه للبحث عن طعام في براميل النفايات؟

 

أهل السياسة عندنا صفحة سوداء لا بُدّ ان تطوى، وقديماً قيل: أعجب لإمرءٍ لا يجد قوتاً في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه!!! واليوم نقول لشعبنا ماذا تنتظر؟؟؟ لبَّـيك لبـنان

الإمضاء أبو أرز

في ٢٢ شباط ۲۰۰٨.