حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي:

 

إذا كان لبنان ينعم منذ أسابيع بهدنةٍ أمنية مريحة فهذا لا يعود إلى تحسنٍ طرأ على الأوضاع السياسية في البلاد بل إلى حرص سوريا على إنجاح مؤتمر القمّة العربية الذي سينعقد على أرضها أواخر الشهر الجاري، ذلك لعِلمها ان أي تفجير أمني قد يقع على الساحة اللبنانية سيكون له إرتدادات سلبية على إنعقاد هذه القمة.

 

المطلوب إذاً من السلطة الحاكمة ان لا تنام على حرير هذه الهدنة المؤقتة، بل ان تستفيد منها لمواجهة مرحلة ما بعد القمة، وتحديداً مرحلة إنطلاق المحكمة الدولية التي باتت على الأبواب، سيّما وان التوقعات تشير إلى ان النظام السّوري سيعمد إلى تشديد الخناق على لبنان كلما تقدمت هذه المحكمة في تحقيقاتها وكشف الأدلة والأسماء.

 

وفي الاثناء على السلطة ان تبادر إلى تعزيز التدابير الأمنية في حدودها القصوى لحماية سلامة المواطنين في بيوتهم ومراكز عملهم وعلى الطرقات، إضافةً إلى تحسين الظروف المعيشية لتمكين ذوي الدخل المحدود والفقراء من الصمود في أرضهم بإنتظار ان يهبط عليهم الفرَج من السماء. عِلماَ ان طموح المواطن اللبناني بات مقتصراً على مسألتين فقط: الأولى، تأمين سلامته الشخصية بمعنى ان يطمئنّ إلى الخروج من منزله والعودة إليه حيّاً. والثانية، تأمين القوت لعياله ليردّ عنهم وحش الغلاء وشبح الجوع ومذلة الفاقة... اما الحلول السياسية فلم يعد يبالي بها ليقينه انها لن تأتي على يد ثعالب السياسة بل على يد الأوادم إذا ما إنتقل الحكم إليهم.

 

صباح الثلاثاء غيّب الموت وجهاً من أنبل الوجوه اللبنانية، وعَلماً بارزاً من أعلام الفكر والشعر والأدب والتاريخ. لقد عجّلت مي مر بالرحيل لكثرة ما إشتاقت إلى رفيق دربها "فريدي"، فذهبت قبل ان تعاين قيامة لبنان على طريقة طير الفينيق كما كان يحلو لها ان تقول وتردد وتحلم.

 

ان لبنان الذي أحبته بكل جوارحها، وكتبت عنه كما لا أحد، وقضت عمرها في البحث والتنقيب عن تراثه العظيم هو حزين اليوم كما نحن.

 

نسأل الله ان يستقبل رفيقتنا الغالية في أحضانه كما يليق بالقديسين والمناضلين الأنقياء، وان يسكنها في جواره إلى جانب زوجها الحبيب، وان يمنح أولادها وعائلتها الكريمة وذويها نعمة الصبر والسلوان.

 

 لبَّـيك لبـنان                                        

 أبو أرز

21/03/2008