حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

عقدت القيادة المركزية لحزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية إجتماعها الأسبوعي، وتوقفت عند الذكرى العاشرة لمأساة اللاجئين اللبنانيين إلى إسرائيل، وأصدرت البيان التالي:

 تابَعْنا باهتمام الحركة السياسية في الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، والمواقف السياسية الرسمية وغير الرسمية التي أطلقت في المناسبة، وقد أدهشنا هذا الإنقسام العامودي المستمرّ والآخذ بالتوسّع بين أفرقاء الحُكم الواحد حيال قضيةٍ تعني الكيان اللبناني وإنسانه ووجوده، الأمر الذي يجعلنا نخشى أكثر على مستقبلنا في ظل طبقةٍ سياسية مفكّكة الأوصال وعديمة الرؤية والمسؤولية.

 وفي حمأة التصريحات والمواقف، آلمنا إغفال الجميع تقريباً أي ذكر لقضية اللبنانيين الذين لجأوا قسراً إلى إسرائيل في أيَّار ۲۰۰۰، والإستعاضة عنه بسيل من المماحكات السياسية والإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 فأبناؤنا اللبنانيون اللاجئون إلى إسرائيل غصباً عن إرادتهم، وقد مضى على مأساتهم عقدٌ من الزمن، يدفعون للمرّة الألف ثمن تعلّقهم بأرضهم والدفاع عنها منذ تحوّل لبنان إلى ساحةٍ للصراع العربي ـ الإسرائيلي ولتصفية الحسابات العربية ـ العربية.

فلا إتفاق القاهرة عام ۱۹٦٩ ودويلة "فتح لاند" التي نشأت من بعده، ولا مواجهات العام ١٩٧٢ الحدودية، ولا الحرب الفلسطينية على لبنان العام ١٩٧٥، ولا كل الأحداث الكبرى التي تلت، استطاعت إقتلاع الجنوبيين من أرضهم، بل زادتهم تشبّثاً بكل شبرٍ منها، وسطّروا عليها ملاحم بطولات، وسقوها بدمائهم ودموعهم. وقد فعلوا ذلك بإمكاناتهم الذاتية بعد ان تخلّت الحكومات اللبنانية المتعاقبة عنهم، وتركتهم في فوهة النار يتدبّرون أمورهم بأنفسهم، ويتحمّلون وحدهم وزر قضية مَرّ عليها ٦٠ عاماً وما زالت بلا حَلّ.

 وفي هذه المناسبة لا يسعنا إلا ان نقف إلى جانب كل لبناني لجأ قسراً إلى إسرائيل، ونطالب السلطة اللبنانية، ما دام الحُكم استمراراً، بأن تجد الحَلّ العاجل والمُشرّف لمأساة أهلنا هذه، بعيداً من المزايدات السياسية وسيوف المحاكمات، وإذا كان لا بُدّ من مُساءَلة فلتُساءَل الحكومات المتعاقبة أقلّه منذ العام ١٩٦٧ بتهمة إهمال الجنوب والتخلّي عن شعبها هناك، ولتُساءَل أيضاً عواصم القرار الدولي التي من أجل  حل مشكلة فلسطين، خلقت مشاكل جديدة أدهى وأخطر أبرز ضحاياها لبنان وشعبه.

 والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يجوز لدولة أن تحتفل "بنصرٍ" ليس من صنعها، و"بتحرير" منطقةٍ سبق وتخلّت عنها لعقودٍ طويلة فساهمت بتهجير قسم من شعبها، يعيش اليوم ومنذ عشر سنوات بعيداً عن الأرض التي أحبّها حتى الشهادة والتهجير؟؟؟

 إنها فعلاً دولة العجائب والغرائب!!!

لبيك لبنان

أبو أرز

في ۲۸ أيَّـار ٢٠۱٠.