حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي:

زمن العفن السياسي

 

نحن نفهم ان تسعى سوريا إلى عرقلة الحلول التي لا تناسب مصلحتها في لبنان طمعاً بإستعادة هيمنتها عليه، وان تستعمل ساحته لتحسين موقعها السياسي وفكّ العزلة الإقليمية والدولية المفروضة على نظامها، وان تعمد إلى تفجير الأوضاع الأمنية فيه أملاً بالتهرّب من المحكمة الدولية التي أصبحت مثل شفرةٍ عالقة في زلعومها.

 

ونفهم أيضاً ان ينقسم العرب حول لبنان، ويختلفوا عليه، و"يقترعوا على ثيابه" طمعاً بموقعه الجيوـ سياسي المميّز في هذه المنطقة.

 

ونفهم كذلك حرص الدول الغربية على لبنان بإعتباره النموذج الديمقراطي الوحيد في هذه البقعة المظلمة من العالم، ونقطة الإرتكاز لإنطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد، ونرحّب بهذا الحرص... ونفهم جيداً ان تسعى كل الأطراف الخارجية إلى تأمين مصالحها في لبنان، كلٌ من زاوية مصلحته الخاصة.

 

ولكن ما لا نفهمه هو موقف زعماء السياسة عندنا المعادي كليّاً للمصلحة اللبنانية، وسعيهم الحثيث إلى تدمير بلدهم بأيديهم وبعيونٍ مفتوحة عِبر إنقساماتهم العميقة، وأنانيتهم المفرطة، وإنقيادهم الأعمى للخارج، وإجهاض كل الحلول الإنقاذية المتاحة أمامهم.

 

وما يعزز هذا الكلام هو ان جميع الوساطات الخارجية التي توالت على لبنان منذ أكثر من سنة ونصف، ما هي إلا إدانة صارخة لطرفي النزاع في الموالاة والمعارضة، ذلك لأن لا أحد في الدنيا، مهما عظم شأنه، يقدر على منع زعماء لبنان من التوصّل إلى إتفاق معيّن إذا ما قرّروا التحلي بالحدّ الأدنى من الوطنية والأخلاق، وصمّموا على التوافق في ما بينهم، وتحرير قرارهم من قبضة القوى الخارجية.

 

ولكن أي خير يرجى من زعماء يتنفّسون برئاتٍ مستعارة، ويتحاربون بسيوف جيرانهم، ويتغزّلون بأوطان غيرهم، ويحوّلون بلدهم إلى ساحةٍ خصبة للتدخلات الخارجية وتصفية حسابات الآخرين عليها؟؟؟ ... إنه فعلاً زمن العفن السياسي.

 

نحن نتهم زعماء السياسة عندنا بإرتكاب جريمة إغتيال لبنان عن سابق تصوّر وتصميم، ونطالب بمقاضاتهم أمام المحاكم اللبنانية أو الدولية، وإذا تعذر ذلك فأمام محكمة الشعب... وإلا فأمام محكمة التاريخ. 

لبَّـيك لبـنان                                         

أبو أرز

في ٤ نيسان ۲۰۰٨.