صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي: الجيش دائماً على حَقّ

 

 المؤامرة على لبنان مستمرّة بنفس الأسلوب التي بدأت فيه في العام ١٩٧٥ عندما قرّر النظام السّوري الإنقضاض على لبنان وفق خطةٍ مبرمجة على مرحلتين: الأولى تقضي بتعطيل المؤسّسات الدستورية بواسطة حلفائه الفلسطينيين، والثانية بتعطيل المؤسّسة العسكرية التي كانت تشكل الحاجز الأخير في وجه طموحاته التوسعية... وهكذا صار وكان له ما أراد.

 

واليوم كما في الأمس، المخطط نفسه يتكرر، والمايسترو هو دائماً النظام السّوري ولكن مع تبديل في الأسماء وهوية الحلفاء. فبعد أن إجتاز المرحلة الأولى بنجاح، وتمكن من تعطيل رئاسة الجمهورية والسلطتين التشريعية والتنفيذية، إنتقل إلى المرحلة الثانية، وهذا ما يفسّر الهجمة الشرسة الحالية على المؤسسة العسكرية تارةً عبر الإغتيالات، وتارةً أخرى عبر حملات التجنّي والتشهير والتجريح المتصاعدة وتيرةً يوماً بعد يوم.

 

والخطير بالأمر ان الحكومة، وبدل ان تقف بقوة في وجه المخطط السّوري المذكور، راحت تتخاذل أمامه وأمام حلفائه البلديين، وترضخ لمطالبهم بجبانة فاقعة، وتقدم التنازل تلو الآخر حتى ضاعت ثورة ١٤ آذار الشعبية وتلاشت شعاراتها وتبخّرت معها أحلام اللبنانيين بالتغيير.

وأخطر هذه التنازلات موافقة الحكومة على إخضاع الجيش للتحقيق القضائي في حوادث مار مخايل ـ الشياح الأخيرة، وكأن هذا التنازل الإضافي سيرضي المتآمرين ويوقف شهيتهم عن المطالبة بغيره.

 

لقد ألحق هذا التحقيق أضراراً بالجيش توازي أضرار المتطاولين عليه، فإنعكس سلباً على معنويات المؤسّسة العسكرية بكاملها، وسمح للمتآمرين بالتشكيك في مصداقيتها ومناقبيتها المعهودة، وساهم في النيل من هيبتها خصوصاً بعد الهالة الكبيرة التي إكتسبتها داخلياً وعالمياً إثر إنتصارها الرائع في نهر البارد.

 

وإذا كان لا بُدّ من مُساءَلة فيجب ان تبدأ بالطبقة السياسية المسؤولة مباشرةً عن حالة الإنهيار التي بلغتها الدولة وليس بالجيش الذي يتولى اليوم تنظيف البلاد من الأدران المتراكمة التي خلفها السياسيون على مدى عقودٍ من الزمن.

 

وإذا كان أصحاب المحميات الخاصة والجيوش الرديفة يَخشون من تنامي قوة الجيش ويعملون على إضعافه وتشويه هالته، فأي مصلحة للحكومة بمجاراتهم ومحاولة إرضائهم على حساب مصلحة الجيش ومعنوياته؟

 

ان خيار الشعب واضح، فهو يرفض كل دولة غير دولته الشرعية وكل جيش غير جيشه الوطني، ويرفض أيضاً ان يصبح الجيش مكسر عصا فيدفع من لحمه ودمه ومعنوياته ثمن أخطاء السياسيين وخلافاتهم وطموحاتهم الخاصة...

 

ويطالب بمنح المؤسّسة العسكرية أوسع الصلاحيات وكامل الثقة، بعيداً عن المساءَلة وقذارة السياسة، خصوصاً في هذه الظروف المفصلية، لتتمكن من الوقوف في وجه المؤامرة المستمرة وكسر شوكة المتآمرين، وعلى قاعدة الجيش دائماً على حَقّ.

لبَّـيك لبـنان/ الإمضاء أبو أرز

في ٨ شباط ۲۰۰٨.