كتاب مفتوح إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

حضرة السيّد بان - كي مون المحترم ـ نيويورك

تحية وبعد،

 

ان أي محاولة لحل أزمة رئاسة الجمهورية بمعزل عن الحل الشامل للأزمة اللبنانية ككل لن تجد طريقها للنجاح نظراً للترابط العضوي بينهما، كما وان أي حل للأزمة اللبنانية من دون تنفيذ القرارات الدولية تنفيذاً كاملاً هو مجرّد وهم وقبض ريح.

 

كذلك فان تنفيذ القرارات الدولية غير ممكن من دون إزالة الدويلات المستقلة والبؤر الأمنية وتجريدها من سلاحها، وإلا ستبقى تلك القرارات حبراً على ورق. كما وان تقاعس المجتمع الدولي عن ردع النظام السّوري عملاً لا قولاً، ومنعه من التدخل في الشؤون اللبنانية، وتصدير الإرهاب إلى لبنان، وتقديم الدّعم لتلك الدويلات والبؤر وتزويدها بالسّلاح والمقاتلين، يشكّل العامل الأول في إستمرار الأزمة وتفجير الوضع اللبناني.

 

لذلك، وبما ان لبنان عاجز عن تنفيذ القرارات الدولية وإزالة الدويلات ولجم النظام السّوري بإمكانياته الذاتية،

 

وبما ان كل المساعي المحلية والإقليمية والدولية فشلت في التوصل إلى حلٍ للأزمة الرئاسية خاصةً واللبنانية عامةً،

 

وبعد ان تعطلت مؤسسات الدولة، وتحوّلت البلاد إلى جمهورية مفكّكة الأوصال ومقطوعة الرأس.

 

وبعد ان فقد اللبنانيون ثقتهم بقياداتهم، والحوار بين معسكري النزاع أصبح حوار الطرشان،

 

وبعد ان أصبح الأمن مكشوفاً ومسلسل الإغتيالات والتفجيرات يلاحق اللبنانيين ويحصدهم على الطرقات.

 

وبعد ان وصلت الأزمة إلى ذروتها مع كل ما تختزنه من عناصر التفجير،

 

وبعد ان شارف النظام اللبناني على الإنهيار مع ما لهذا الإنهيار من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة بأسرها.

 

لهذه الأسباب نطلب إليكم بإسم اللبنانيين الناقمين واليائسين والفقراء والمعوزين الذين باتوا يشكّلون أكثرية الشعب السّاحقة، ان تعملوا على نقل الملفّ اللبناني برمّته إلى مجلس الأمن ليصار إلى تدويل الأزمة اللبنانية، ووضع لبنان بكامل أرضه تحت وصاية الأمم المتحدة على غِرار ما حصل في إقليم كوسوفو.

 

ونحن إذ نشكركم على إهتمامكم الشديد بلبنان وغيرتكم الصادقة على قضيّته، نتمنّى لكم دوام النجاح والتوفيق.   

 

 رئيس حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية 

الإمضاء                 

اتيان صقر ـ أبو أرز                                                                                      

 

  في ١٨ كانون الثاني ۲۰۰٨.