جعجع: كيف يمكن للدولة ان تكون قادرة والبعض يلزمها باستراتيجيته ويحدد لها الاهداف والاولويات وطرق العمل من دون حق المناقشة؟ 

 "القوات اللبنانية" احيت ذكرى شهدائها بمشاركة رسمية شعبية واسعة

وطنية  2006 / 9 / 24

 أحيت "القوات اللبنانية" القداس السنوي لذكرى شهدائها في بازيليك سيدة لبنان - حريصا حضره للمرة الاولى رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بعد 15 عاما", في حضور حشد من الفاعليات والشخصيات ورؤساء الاحزاب والتيارات المختلفة ونواب ووزراء وحضور شعبي كثيف. حضر القداس الذي رعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ممثلا بالمطران رولان ابو جودة, ممثل رئيس مجلس النواب رياض رحال، ممثل رئيس الحكومة الوزير ميشال فرعون، الرئيس امين الجميل وعقيلته, نواب كتلة القوات باستثناء انطوان زهرا الموجود خارج لبنان، الدكتور غطاس خوري ممثلا النائب سعد الحريري، الوزير مروان حمادة ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط, النائب كميل معلوف ممثلا كتلة نواب زحلة كما حضر الوزراء نايلة معوض وجو سركيس, والنواب ستريدا جعجع، صولانج الجميل، بطرس حرب، عمار الحوري، هادي حبيش، انطوان سعد، نعمة الله ابي نصر، بيار دكاش، عبد الله فرحات، انطوان غانم، فؤاد السعد، هنري الحلو، اكرم شهيب، الوزراء والنواب السابقون فارس بويز، يوسف سلامة، فارس سعيد، كميل زيادة, غبريال المر، الياس ابو عاصي ممثلا رئيس حزب الاحرار دوري شمعون, نديم بشير الجميل ونقيب المحررين ملحم كرم .

 

يشار الى ان هناك المزيد من الوزراء والنواب والشخصيات الذين كانوا قد اكدوا حضورهم ولكنهم لم يستطيعوا الوصول الى مكان الاحتفال بسبب ازدحام كبير على كافة الطرقات والمعابر المؤدية الى حريصا.

بعد الانجيل المقدس, القى المطران ابو جودة عظة شرح فيها معنى الاستشهاد والترابط بينه وبين الصليب وهنا نص العظة كاملا:

1- شاء قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، والسيدة عقيلته ان يقام هذا القداس برعاية صاحب الغبطة والنيافة، الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق، الكلي الطوبى، معربين بذلك عن تقديرهما لدور بكركي التاريخي في مسيرة لبنان الاستقلالية، وعن دعمهما للسيد البطريرك لما كان له من فضل على "القوات اللبنانية" في ايام المحنة والشدة ولخياراته الوطنية التي تلتقيها خياراتها.

2- فشرفنا غبطته اذ كلفنا أن نترأس هذا القداس باسمه ويطيب لنا ان نهنئكم على ان الدكتور سمير جعجع موجود معكم وبينكم، هذه السنة، وها انتم تشاهدونه بام العين وليس على شاشات التلفزة، كما حدث في السنة الماضية، تشاهدونه يشارككم في هذا القداس الالهي الذي درجت "القوات اللبنانية" على الاحتفال به في شهر ايلول من كل سنة، لراحة انفس اعضائها الذين استشهدوا منذ تأسيسها في العام 1976 وذلك لان احداثا عزيزة عليها جرت خلاله ولان عيد ارتفاع الصليب المقدس يحتفل به في الرابع عشر منه.

اولا: الترابط بين الاستشهاد والصليب

1 - ان الترابط بين الاستشهاد والصليب جلي واضح

أ - فالمسيح هو شهيد ابيه السماوي بامتياز، وبالتالي قدوة الشهداء.

ب - واستشهاده هو في اساس الكنيسة وقد قال عن نفسه: وانا اذا رفعت من الارض جذبت الى الناس اجمعين (يو 12،32) فالكنيسة وهي جسد المسيح، مدعوة الى الاستشهاد بدورها من اجل خلاص البشر.

2 - كنيسة المسيح حافلة بالشهداء على مر العصور بدءا باسطفانوس اول شهداء المسيحية الذي استشهد رجما على ايام الرسل، كما وان مرت تقلا بعد ان اهتدت بفضل تبشير بولس الرسول كانت اول امرأة استشهدت في سبيل المسيح ويحتفل بعيدها اليوم بالذات.

(ج) وفي كنيستنا المارونية مئات الشهداء ومن بينهم المسابكيون الاخوة الثلاثة الذين استشهدوا اثناء حركة 1860 في 10 تموز ولاتزال اعضاؤهم محفوظة في كنيسة الموارنة في دمشق.

3 - لا مجال للتبسط الان في تاريخ الشهداء فنكتفي بالقول انهم الاف مؤلفة في الكنيسة وكما قيل في الماضي ان دماءهم روت مشاتل ومشاتل من المسيحيين فالشهادة والاستشهاد عنوانان اساسيان في حياة الكنيسة وحياة المسيحي.

ثانيا: الشهيد وصفاته 1- الشاهد والشهيد كلمتان تترجمان كلمة يونانية واحدة هما في اللغة العربية من اصل لغوي واحد, فالشاهد يشهد للمسيح بما اولى

(أ) من حاسة الايمان ونعمة الكلمة

(ب) بشهادة السيرة وحتى بالتبشير بالمسيح

(ج) كما يشهد، اذا ما كان اهلا لذلك، في بعض اعمال تكون من اختصاصه .

2 - اما الشهيد فهو

(أ) من قاسى الموت شهادة لايمانه وتمسكه بالمسيح

(ب) ولكن لقب شهيد اطلق منذ القدم على المسيحيين لم يقاسوا الموت شهادة لايمانهم بل تحملوا التعذيب او النفي فقط.

(ج) كما وان هنالك شهداء الوطن الذين يبذلون انفسهم على مذبح الوطن حبا بالاخرين، مطبقين قول المعلم ليس لاحد حب اعظم من ان يبذل نفسه في سبيل احبائه (يو 15،13). وقد اوصى الدستور الراعوي في الكنيسة في عالم اليوم. في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني قائلا: "وليحافظ المواطنون على حب الوطن وليكن حبهم شهما بعيد المدى لا مواربة فيه... واما الذين يتكرسون لخدمة الوطن في الحياة العسكرية فيعتبروا انفهسم ايضا خداما لامن الشعوب وحريتها وانهم ليساهمون حقا في الحفاظ على السلام وان قاموا بمهمتهم هذه خير قيام.

(د) بالاضافة الى ذلك, هنالك شهداء بالمعنى الواسع ان الحياة المكرسة او في العالم. فيقاسون يوميا ويضحون ويبذلون انفسهم في خدمة الاخرين او في سبيل تربية اولادهم او في ما سوى ذلك مما يتطلب البذل والتضحية, فهم يعيشون الاستشهاد لحظة بلحظة من حياتهم.

3 - وفي كل حال, فالشهيد, على مثال السيد المسيح يتميز بصفات خاصة اهمها:

أ- تعزية النعمة الالهية في ساعات الاضطراب والقلق.

ب- الصمت والصبر في وجه التهم والاهانات.

ج -البراءة.

د - تناسي الالام.

ه -الترحيب باتلائب والمسامحة والمغفرة حتى بالنسبة الى المضطهدين.

و - البذل والعطاء حتى الدم. ثالثا: شهداء "القوات اللبنانية" وشهادتهم

1- من بين الشهداء الذين المحنا اليهم, يمكن ذكر شهداء "القوات اللبنانية" الذين حضرنا جميعنا اليوم لنخشع في ذكراهم ونلتمس لهم من الله تعالى المكافأة الصالحة في اخداره السماوية كل منهم كان شهيدا بحسب الفئة التي انتمى اليها من بين فئات الشهداء التي ذكرنا، او وفق المواصفات التي استعرضنا شهداء الايمان او شهداء قضية معينة او شهداء الوطن، وقد استشهدوا ببذل دمائهم في سبيل الحفاظ على لبنان وثوابته كما بدا لهم انه ينبغي ان يكون. لا مجال لذكرهم اسما اسما, ولكن لا بد من ذكر من كان على رأسهم رئيس الجمهورية الاسبق، الشيخ بشير الجميل، الذي احدث غيابه فراغا لن يملأه سواه.

2- نذكر اهلهم وذويهم ومن بينهم من رافقوهم وفي استشهادهم غير مكتفين بان يكونوا شهودا لهم او معهم، بل شاطروهم استشهادهم وما زلت اذكر تلك الام التي عندما حضرت الى منزلها لتقديم التعزية كانت امام مصغر للتلة التي استشهد عليها ابنها تبكي وتقول:" قالوا لي لو لم يدافع عن هذه التلة حيث استشهد, لخسرنا المعركة وكانت تتعزى بترداد هذا القول جميلة مواطنية تلك الام، جميل التزامها الحزبي والوطني, اذ كانت بذلك تشاطر ابنها استشهاده حتى ليمكن القول انها كانت استشهدت معه. 3- معلمة ايضا كانت تلك الام اذ ان لسان حالها كان يقول عن ابنها والعديدين من رفاقه ماتوا لنحيا نحن, ماتوا ليحيا الوطن. وكما جاء على قفا بطاقة الدعوة الى المشاركة في هذا الاحتفال: "لم يستشهدوا لنترك ارضنا". امكثوا على الارض التي كانوا متجذرين فيها ليستمروا هم ونستمر نحن ايضا على ارضنا. نحن سكان هذا الوطن وسكان هذه المنطقة المشرقية الاصليون والاصيلون. فلا منة لاحد علينا كما لا نزعم اية منة لنا على الاخرين دون ان ننكر اننا الاقدم عهدا على ارض هذا الوطن.

4- فال"قوات اللبنانية" استشهد اعضاؤها من اجل قضية توضحت مع الزمن وتبلورت واثبتت الايام صوابيتها, ويبدو ان تلك الام التي ذكرنا كانت تعي بحسها اهمية تلك القضية وصوابيتها فشاركت على طريقتها وحسب وضعها في الدفاع عنها والاستشهاد من اجلها.

5- والمؤسف هو ان استشهادهم استمر بعد نهاية الحرب وحلول زمن السلم، وذلك عن سبيل اشد انواع الاضطهاد فمات بعضهم في السجن او على الطرقات وكان شهيدهم الحي الاكبر قائد "القوات اللبنانية" الذي قضى في السجن الانفرادي احدى عشرة سنة وثلاثة اشهر في احوال تعسفية وقاسية وغير مرضية. ولكنهم تعزوا حين رأوا ان بذور هؤلاء الشهداء عوضت عن عدم تمكن مناضلي "القوات اللبنانية" القسري من اداء واجبهم في ذلك الوقت ففعلت فعلها في الشعب اللبناني واسهمت في انتفاضته باكمله انتفاضة تحررية وتوحيدية رائدة.

6- ولنا في خبرة الحرب الاخيرة بعض الايجابيات, اذا ما كان للحرب من ايجابيات تذكر, الا وهي العاطفة المتبادلة التي طبعتها في القلوب وروح التضامن والوحدة الوطنية التي خلفتها في النفوس والشعور باننا ابناء الله الواحد وعلينا ان نعيش معا.

7-ايها الشبان والشابات الاعزاء كونوا امينين لتراثكم وجديرين بآبائكم واجدادكم, كونوا للوطن مخلصين وبالكنيسة ملتزمين, صونوا منكم الاخلاق ورسخوا الايمان. انتم مستقبل الوطن وغد الكنيسة الواعد. فلنجر جميعنا محاسبة مع الذات, فنتجنب اخطاء الماضي ونقوم التوجه, فلنرص الصفوف علىالصعيد الوطني ونوحد الكلمة, ونبني دولة قوية, ونشكل حكومة قادرة ونزيهة ولنترك لهما سلطان الحكم.

8- احبائي, ان الطريق ما زالت طويلة وشاقة, وسيبقى الصليب منصوبا امامنا او معروضا علينا لنحمله, تلك هي رسالتنا, فلنطلب من السيد المسيح الذي انتصر بصليبه, ان يجعلنا بشفاعة مار تقلا تفتخر بشداتنا نفسها, لعلمنا ان الشدة تلد الثبات والثبات يلد الاختبار, وفضيلة الاختبار تلد الرجاء والرجاء لا يخيب صاحبه، لان محبة الله افيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا". خاتمة فلنتابع القداس الالهي على هذه النوايا، ولراحة نفوس شهداء "القوات اللبنانية" مجددين ايماننا بالله قائلين بقلب واحد وصوت واحد "نؤمن باله واحد". وكان قد تلي خلال القداس خمس نوايا: نية الكنيسة، نية المعتقلين، نية القوات اللبنانية، نية الشهداء نية لبنان ونية الرسالة.

 

مشاهد:

- وضعت صورتين كبيرتين للرئيس بشير الجميل ورئيس حزب الاحرار داني شمعون.

- زينت الساحات والطرقات التي اكتظت بالناس بالاعلام اللبنانية والقواتية وصور جعجع وبشير, كما رفعت اللافتات المؤيدة لجعجع وللقوات وللدولة, كما كتب على احدى اليافطات "نعم للدولة ولا لدولة ضمن دولة".

- غاب اللباس العسكري والشعارات الدينية .

- تولت القوى الامنية بالتعاون مع لجنة متخصصة من القوات اللبنانية عملية الاشراف والتنظيم وتسهيل مرور المشاركين.

- لم يسجل اي اشكال.

- علا التصفيق حين عانق جعجع ابي نصر وبيار دكاش.

 

اثر القداس رحب الزميل الياس كرم بالحضور, ثم القى الدكتور جعجع كلمة بالعامية استهلها بمعاناة القواتيين في السابق من الاجهزة الامنية "التي كانت تتقصد الناشطين فيما بينكم فكنتم تتركون منازلكم قبل ثلاثة ايام من موعد القداس وتنامون في حريصا للمشاركة وكانوا يصادرون حتى العلم اللبناني". وقال "ما بيصح الا الصحيح ومرة من جديد بالتاريخ ما صح الا الصحيح ونحنا هون سوى من جديد مرة من جديد ما صح الا الصحيح انحبسوا هني وتحررت القوات انهزموا هني وانتصرت القوات فلوا هني وبقيت القوات وبقي لبنان الارض والسماء تزولان وحرف واحد من كلامك يا رب لا يزول".

 

صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ممثلا بسيادة المطران رولان ابو جودة السامي الاحترام اصحاب السيادة الاساقفة والمطارنة حضرات الآباء والاخوة والاخوات اصحاب الفخامة والمعالي والسعادة رؤساء الاتحادات والمجالس البلدية والاختيارية الرفيقات والرفاق من كل القرى والمناطق وفي كل بلدان الاغتراب ايها اللبنانيون ، السنة مجتمعين مش بس تنحيي ذكرى شهدائنا الاموات، بس كمان ذكرى الاحياء، لانو بال15 عشر سنة الماضية كانت حياة كل واحد منا شهادة، شهادة بشكل من الاشكال، بطريقة من الطرق، كل واحد منا كان بحالة مواجهة كاملة، كل واحد منا عاش شهادتو للآخر، وهيدا اللي خلانا ننتصر .

 

منشان هيك رح اعتبر هالمناسبة استراحة مقاتل صغيرة تقول فيا من كل قلبي: يعطيكن مية الف الف عافية، وطالما انتو موجودين ما في خوف عا شي، ما في خوف علبنان. لشهدائنا اوفيا دايما اوفيا، ابدا اوفيا وحدي من الامور اللي كتير ساعدتني بالحبس كانت وقت اللي فكر بشهدائنا كنت حس باعماقي انن هني مطرح ما هني مرتاحين مطمئنين لانوا بقينا اوفيا الن، اوفيا لكل شيء ماتوا من اجلو . لانو فضلنا القهر والظلم والاستبداد والاضطهاد والتجني والسجن على انن يموتوا من جديد . دايما اوفيا، بالرغم من كل شيء اوفيا، بمواجهة الصعوبات والعراقيل اوفيا، الى ابد الآبدين اوفيا . وكيف ما بدنا نكون اوفيا وعنا 15 الف مقاتل وعشرات الآلاف من المدنيين الشهداء ايام الحرب . 11 شهيد ايام السلم المفترض, 2 بالحرب الاخيرة .

 

بالاضافة الى عذابات وتضحيات وآلام وعرق ودموع مئات الآلاف من اللبنانيين اللي تشبثوا بارضن وبيوتن بكل هالمراحل بالرغم من كل شي . من جوزيف ابو عاصي وفريدي نصر الله لسليمان الشدياق ومخايل الجبيلي مقاومة وحدة هدف واحد . وكيف ما بدنا نكون اوفيا وشهدائنا شباب الن اسامي ووجوه شباب بتدب الحياة بعروقن بقوة وزخم .الدني مش سايعتن ويمكن منشان هيك فضلوا يروحوا لهونيك، للمطرح الما الو حدود . شباب عندن احلام وتطلعات وشعور واحاسيس . شباب عندن امات وبيات واخوة واخوات وزوجات واطفال وقرايب واصحاب احترقت قلوبن علين كثير وبكيو اكثر واكثر . وكيف بعد فينا ما نكون اوفيا الن، كيف فينا ما نكون اوفيا واول من جمعنا وشق طريقنا وقاد مسيرتنا سقط شهيد: بشير ما فيه الا ما يكون حي فينا، شهدائنا ما فين الا ما يبقوا احيا فينا، الن منضل اوفياء، دايما ابدا اوفيا الى ابد الآبدين اوفيا .

 

يبقى انو نذكر بكتير من الاعتزاز شهدائنا الاحياء، وآخرن مي الشدياق ، اللي كانوا فعلا عطريق الاستشهاد، بس عاد الله وقرر يخلين معنا عكراسي الشرف وعكازات الايمان تنضل نستوحي منن الصدق والالتزام والتضحية بالذات، الن مية الف تحية وتحية منا كلنا سوا. بالوقت اللي نحنا عم نحتفل بكل عز وامل بذكرى شهدائنا ، يمكن يكون في ناس عمبيقولوا: ضيعان هالشباب منشان شو ماتوا؟ انا بفهم تماما شعور وحسرة اللي عمبيقولوا هيك بس ما فيي ابدا وافقن الرأي وبدى اكدلن انو شهدائنا بيكونوا كتير مقهورين لما يسمعوا هيك، لانو هالحكي بيتناقض تماما مع طبيعتن، مع رسالتن ، مع جوهر وجودن، مع كل شيء فكروا فيه، مع كل منطقن، مع كل شيء آمنوا فيه وعملوا من اجلوا، وبالاخص هيك حكي بيتناقض مع شهادتن. شهادتن اللي غيرت مجرى التاريخ، رينه معوض، داني شمعون، ايلي ضو، سامي ابو جودة، سليمان عقيقي، نديم عبد النور، فوزي الراسي، رمزي عيراني، بيار بولس ، عزيز صالح وطوني عيسى ، كانوا اول مسامير بتندق بنعش نظام الوصاية السابق، هالنظام اللي كانت القوات اللبنانية اول من تنبهلوا 15 سنة قبل قياموا، وشهدائنا هني اللي وقتا اسقطوه ببلا والاشرفية وعين الرمانة وقنات وزحلة . وبالفعل ما قام نظام الوصاية بلبنان الا بعد احكام المؤامرات علينا ومنعنا من اكمال مقاومتنا .

 

لولا شهدائنا بالسنوات 1975-1976 لكنا انتهينا "بهانوي اولى" بدل جمهورية تانية، وبجمهورية هويتا قيد الدرس بدل الجمهورية اللبنانية . شهدائنا هني اللي اسقطوا مشروع التوطين وقيام الوطن البديل من هاك التاريخ، ومش كل اللي عم يتنطحوا بالموضوع من وقتا لهلق . شهدائنا غيروا بمجرى التاريخ، ولو انتركوا يكفوا شهادتن ، كانوا غيروا اكثر واكثر ووفروا عاللبنانيين - كل اللبنانيين كتير من المآسي والكوارث الي حلت فين، لولا شهدائنا ما كان انوجد مناخ ومفهوم المقاومة بلبنان، وما كانت بقيت مساحات حرية كافية مكنت من قيام المقاومات على انواعا .

 

البعض مبارح كان عمبيقول" نعم لبناء الدولة القوية العادلة القادرة المستقلة والنظيفة"، بالوقت اللي هالبعض بالذات اعمالوا وتصرفاتو عمبتعرقل قيام الدولة . كيف ممكن تقوم دولة وفي دويلة عجنبا ؟ كيف ممكن تكون قوية هالدولة وكل يوم بيمرق سلاح وذخائر تحت مناخيرا؟ كيف ممكن تكون محترمة هالدولة والبعض بيلزما باستراتيجيتو وبرزنامتو وهيي ما معا خبر . كيف ممكن تكون قادرة هالدولة والبعض كل يوم بيحددلا الاهداف والاولويات وطرق العمل ومن دون ما يكون الا حق تناقشن، وبيرجع بيعطيها انذارات انو اذا ما حققت هالاهداف بتكون دولة قاصرة جبانة فاشلة لازم تركها جانبا واخذ الامر بايدينا .

 

هيدا مش منطق بناء الدولة هيدا منطق عرقلة بناء الدولة، منشان هيك الدولة من سنة لهلق معرقلة وما عمتقدر تنطلق مثل ما لازم، منشان هيك بدنا نكمل مقاومتنا . يقولون : لا تعالجوا النتائج بل تعالوا نعالج الاسباب ، عندما نبني الدولة نجد حلا للسلاح. ونحن نقول: عندما نجد حلا للسلاح يصبح بالامكان قيام الدولة كما يجب.

 

يقولون: الرهان على انهاء المقاومة بالقوة رهان خاسر. ونحن نقول: الرهان على الاحتفاظ بالسلاح بالقوة رهان خاطىء. يقولون: تحن لا نهدد بالسلاح بل تراهن على احتضان الشعب لهذه المقاومة. ونحن نقول: لا نهدد بالسلاح بالسلاح بل نراهن على توق الناس للحرية والسلام والاستقرار والتقدم والتطور. نحن نراهن على منطق التاريخ. يقولون : ان اي جيش لن يستطيع ان يرغمنا على القاء السلاح .

 

ونحن نقول: ان اي سلاح لن يستطيع ان يرغمنا على التسليم بالامر الواقع. يقولون: المقاومة في لبنان هي التي حمت لبنان من الحرب الاهلية . ونحن نقول ان وعي القيادات اللبنانية كافة والشعب اللبناني هم الذين حموا لبنان من الحرب الاهلية . يقولون : المقاومة اليوم تملك اكثر من عشرين الف صاروخ وهي اقوى مما كانت عليه عشية 12 تموز . ونحن نقول : القوة ليست بالصواريخ بل بوحدة الهدف والمصير بين كافة الفرقاء اللبنانيين . يقولون: من يراهن على ضعف المقاومة خاسر . ونحن نقول :من يراهن على اضعاف الدولة خاطىء.

 

يقولون : اذا تخلفت الحكومة عن حماية الارض والمواطنين، الشعب سيتولى المسؤولية . ونحن نقول: اتركوا الشعب يتحمل المسؤولية بالطرق الديموقراطية، وستكون الارض والناس ولبنان بألف خير. يقولون : لا يجوز للقوات الدولية التدخل في الشؤون اللبنانية . ونحن نقول: لا يجوز لا للقوات الدولية ولا لغير القوات الدولية التدخل في الشؤون اللبنانية.

 

يقولون: نعتز بصداقتنا لايران وسوريا. ونحن نقول: نعتز بانتمائنا للبنان وبصداقتنا للعالم أجمع.

يقولون: لا تسوية مشرفة مع اسرائيل دون قتال ونحن نقول" لا قتال شريفا بالفرض والاكراه يقولون" من يشعر بان خياره ومشروعه قد انتصر يتحدث عن النصر ومن يشعر بالهزيمة يتحدث عن الهزيمة . ونحن نقول لهم : في الواقع لقد انتصر خيارنا ومشروعنا نحن، لاننا ومنذ البداية نحن من طالب بالجيش اللبناني معززا بقوات دولية في الجنوب ، وانتم كنت ضد ذلك . لكننا في الوقت نفسه لا نشعر بالانتصار لان اكثرية الشعب اللبناني لا تشعر بالانتصار، بل تشعر بان كارثة كبرى قد حلت بها وبان حاضرها ومستقبلها في مهب الريح. كما ان الدموع التي قيل فيها انها لا تحمي ابدا، كانت خير واصدق تعبير عن شعور اكثرية اللبنانيين في تلك المرحلة ، هل يجوز بعد الكلام عن انتصار.

 

وللحقية والتاريخ بدي قول :وللحقيقة والتاريخ بدي قول: قبل ما يكون في مارون الراس والخيام وبنت جبيل، كان في عين الرمانة وبلا والاشرفية وقنات وزحلة . نحنا المقاومة نحنا بيا واما وولادا واحفادا . هيك كنا على مر التاريخ وهيك رح نبقى الى ابد الآبدين آمين . هيك رح نبقى، ليس نحنا بعدنا بحداة لمقاومة ؟طبعا نعم، ومثل ما كنا ابطال المقاومة العسكرية، بدنا هلق نكون ابطال المقاومة السياسية السلمية الديموقراطية يللي بتقوم عالكلمة مشر عالرصاصة ، عالفكر مش عالبارود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عالوحدة مش عالتمزق . وعحب الغير والوطن مش عاب بغض الغير والاستهتار بالوطن. نحنا هلق هيدي مقاومتنا وبحادة انو نكملا لانو لبنان ما قام كليا بعد . بعدا الاخطار محدقة فيه من كل صوب وجانب ، بعدا الاطماع كبيرة بارضو، بميتو- وشايفين هلق بالتحديد شو عم تحاول اسرائيل تعمل- بعد الاطماع كبيري باقتصادو، بسيادتو، باستقلالو بحرية شعبو وصحافتو، بتعدديتو وبتثقافتو. ميشان هيك بدنا نضل نقاوم .

 

سوريا عمليا بعدا ما بتعترف بلبنان كيان ووطن نهائين ميشان هياك ما عمتقبل ترسم الحدود بيننا وبينا، ولا عمتقبل بعلاقات ديبلوماسية، وعمتضل تحاول تقوض استقلالنا وسيادتنا وحريتنا تترجع تحط ايدا علينا مثل ما كانت عاملة بال 15 سنة الماضية . ميشان هيك بدنا نضل نقاوم . وميشان هيك، وحدنا جهودنا مع بقية حلفائنا تتكون مقاومتنا على مساحة الوطن ككل ونعكي كل النتائج المطلوبة منا، عطيت لهلق قسم كبير، ورح تكفي تتعطي كل الباقي.

 

وهون بدي اتوقف لحظة تحيي كل حلفائنا ب 14 آذار، وبالاخص رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتقلون انو ما قام لبنان من جديد الا بعد ما امتزجت دماء شهداؤن بدماء شهدائنا وصرنا عن حق وحقيق كلنا للوطن . نحنا بحاجة نكمل مقاومتنا لانو الوضع الداخلي بلبنان ما ثبت بعد. في خلافات كبيرة بوجهات النظر حول الامور الاساسية بالوقت اللي هالامور محسومة باتفاق الطائف. البعض عم يتصرف وكأنو ما في اتفاق طائف وهيدا سبب المشكلة اللي عمنعيشا .

 

البعض عمبيقولوا: ما بيخلصنا الا حكومة وحدة وطنية . نحن منقول: ما بيخلصنا الا حكومة وحدة وطنية . نحن منقول: قبل حكومة الوحدة الوطنية بدنا وحدة وطنية والوحدة الوطنية مش موجودة الا باتفاق الطائف، لا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة وطنية ، ولا وحدة وطنية خارج اتفاق الطائف. اللي بدون حكومة وحدة وطنية بدون يكونوا قبلوا يكون في حكومة وحدة مش حكومات . واللي بدون حكومة وحدة وطنية ما فيون يعتزو بصداقتون لسوريا، لانوا سوريا ما بدا بلبنان لا حكومة ولا وحدة ولا وطنية . اللي بدو حكومة وحدة وطنية بدو ما يخرق كل يوم هالوحدة الوطنية بتصرفات احادية الجانب . اللي محمسين اليوم لحكومة الوحدة الوطنية كانوا مبارح متنكرين الا ، وضللوا 15 سنة متنكرين الا ، وقت اللي كنا ناس بالحبوسات وناس بالمنفى .

 

الحكومة الحالية فيا كتير عيوب، بس فضيلتا الاساسية انا لبنانية سيادية استقلالية بالفعل مش بالقول مثل الآخرين . وقبل ما انتهي من هالنقطة بدي قول انو من حق كل طرف سياسي السعي لتحقيق اهدافوا، بالطرق السلمية الديموقراطية ، بس، اذا طرف من الاطراف سمح لحالو باي وقت من الاوقات بالخروج عن الطرق السلمية الديموقراطية، خليه يكون متأكد انو هالشي ما رح يكون لصالحو لانو رح يتواجه منا كلنا سوا . اذا كانت الغاية سلمية وديموقراية ،ما في لزوم تكون الوسيلة غير سلمية او غير ديموقراطية، والافضل ما تكون، ميشان هيك نحنا بحاجة نكمل مقاومتنا .

 

نحنا بحاجة نحمل مقاومتنا لانو الدولة بلبنان ما قامت مثل ما لازم بعد . نحنا بحاجة نكمل مقاومتنا لانو اسرانا بالسجون الاسرائيلية والسورية ما رجعوا بعد. ومقاومتنا بهالمجال بتكون من خلال حث الدولة ليل نهار لفعل كل ما يجب فعلو لاستعادة هالاسرى، مش بتصفات أحادية الجانب. وهون ما فيي الا ما اتذكر رفيقنا المناضل الكبير العزيز الكريم اللي كلنا اشتقنالو واللي هلق بيكون صرلو 14 سنة وكم يوم بالحبس، رفيقنا بطرس خوند بحييه بهالذكرى مطرح ما هوي، وبعاهدو هوي وعيلتو انو ما رح ننساه لحظة ورح نعمل كل اللي بينعمل تنتوصل نحررو متل ما كلنا تحررنا. نحن بحاجة نكمل مقاومتنا لأنو هوية مزارع شبعا ما تثبتت بعد ومقاومتنا بهالمجال بتكون بدعم الدولة تتقدر تتحصل عوثيقة خطية رسمية بتثبيت هوية مزارع شبعا اللبنانية، وبتمكا بالتالي من استرجاعا من دون زج الشعب اللبناني بحروب مدمرة ما بدو ياها.

 

مقاومتنا بهالمجال رح تكون تفعلا نسعى لاسترداد المزارع وتما نترك الآخرين يستعملوا حجة ومبرر لأمور اخرى ما النا علاقة فيا نحنا كلبنانيين. نحنا بحاجة نكمل مقاومتنا لانو التوازن ما عاد للدولة بعد، لكنو رح يعود لانو نحنا رح نرجعو. ان الحق يؤخذ ولا يعطى، التوازن مكفول بالدستور باتفاق الطائف، ميشان هيك رح نرجعو. لبنان ما بيقوم الا على التوازن ميشان هيك ضروري نرجعو، الدولة لا تستقيم الا بالتوازن ميشان هيك بدنا نرجعو، التوازن لا يستعاد بالبكبكة والنق، التوازن لا يستعاد الا بالمقاومة، بالمقاومة في سبيل لبنان، كل لبنان، بالمقاومة في سبيل كل اللبنانيين. بس شو سبب عدم قيام التوازن بالدولة لحد هلق؟ السبب هو الشلل الحاصل بالموقع، المسيحي الاول بالدولة، هالموقع اللي رح نستعيدوا عاجلا ام آجلا. وساعتا بتبلش المسيرة الفعلية لعودة التوازن بالدولة..ورح تبلش .

 

رفيقاتي، رفاقي الاعزاء، ايها المسيحيون، بدي اترك السياق العام للكلمة تا توجهلكون بنداء صغير خاص من القلب، ما تتركوا حدا يخوفكن، ولا حدا ييأسكون، ولا حدا يحبطكون. الشعب اللي قطع مئات وآلاف السنين من الاضطهاد والمجازر والصعوبات والمآسي على انواعا، ما رح تصعب عليه يتخطى زمن رديء حل علينا بال 15 سنة الماضية. الشعب اللي واجه امبراطوريات الازمنة الغابرة كلا، ما رح يصعب عليه ولا بشكل من الاشكال تخطي صعوبات المرحلة الحالية. المجتمع اللي كان بأسا قيام لبنان واستقلالو وسيادتو وحرية اهلو ما رح يصعب عليه اعادة التوازن الو. ما نضل عايشين اجواء ال 15سنة الماضية وتحت تأثيرا، خلينا نتطلع لل 15 سنة الجايي، ونحطون تحت تأثيرنا، ورح نحطون، رح نحطون لانو المجتمع اللي فيه هلقد شهدا وابطال، غدرات الزمان لن تقوى عليه .

 

نحنا بحاجة نكمل مقاومتنا لانو مش كل المهجرين رجعوا عبيوتن بعد، ولازم يرجعوا- ورح يرجعوا، اي اعادة اعمار بالمرحلة الحالية ما فيا الا ما تبلش من الجبل لانو اللي انهدم بيتو بالاول هوي اللازم نعمرلو بيتو بالاول. رح يرجعوا لانو نحنا والحزب التقدمي الاشتراكي وكل فرقاء 14 آذار مصرين انون يرجعوا.. ورح يرجعوا . نحنا بحاجة نكمل مقاومتنا لانو الفساد بعدو مستشري بالدولة، ولانو مش كل مواطن عندو مأوى بعد ومش كل مواطن قادر يتحكم بعد ومش كل مواطن قادر يعلم ولادو بعد .

 

وبالنهاية، الصحيح ما بيصح مرة وحدي وخلص، بس مع كل طلعة شمس وهيك هالمرة كمان ما رح يصح الا الصحيح رح تقوم الدولة رح يترتب الوضع الداخلي رح يرجب التوازن رح يقوم لبنان . ايها الرفيقات والرفاق، ايها اللبنانيون لم يستشهدوا لنترك ارضنا ولن نتركها اليوم صلينا لراحة انفسون بكرا لازم نشتغل تنحقق امنيتون وهيك رح يكون تتكون ارواحن مرتاحة مطمئنة لازم نكفي الشغل اللي هني بلشوه ورح نكفيه مشروعن رح نتابعوا اهدافون رح نوصلا واحلامون رح نحققا الراحة والخلود لشهدائنا الابرار النعمة والسلام على آبائنا واجدادنا البقاء والمنعة للشعب اللبناني الحر النجاح والتوفيق لاجيالنا القادمة عاش الشعب اللبناني عاشت القوات اللبنانية عاش لبنان ".