فاجأناكم ، مو ! من الـ LBC 

المهندس جلبير مسعد

 

قررت إدارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" تغيير تسمية المحطة التي أسسها الرئيس الشهيد بشير الجميّل، من الـ LBC الى SBC تمشيّاً مع سياستها الجديدة التي اعتمدتها مؤخراً، نكاية بالمشاهدين ورافعةً شعار :" يللي مش عاجبو، يدق راسو بغير محطة ".

 

طبعاً هذا قرار الادارة، رغم أن ألأكثرية الساحقة من الموظفين والاداريين والتقنيين والفنيين والصحافيين يعضّون اليوم على جرحهم وجرح الوطن وجرح اللبنانيين المجروحين، وليس بيدهم حيلة سوى انتظار يوم "الوعي".

 

فبعد أن دارت مناوشات كلامية بين القوات اللبنانية وإدارة المحطة حول ملكيتها، وبعد أن انتقل الخلاف الى العلن، يشعر المشاهدون الذين كانوا ملتزمين بالمحطة منذ نشأتها أنها تحيد عن خطّها الوطني المعهود، وتزحف شيئاً فشيئاً نحو تغيير لونها وموقفها وموقعها وسياستها، ليس قناعةً، بل نكايةً بسمير جعجع.

 

آخر ما سمعناه من الدائرة الاعلامية للقوات، أن المؤسسة اللبنانية للإرسال ترفض منذ فترة طويلة استضافة أي مسؤول قواتي في برامجها السياسية المتعددة، وترفض نقل أي نشاط قواتي الاّ إذا كانت "مزروكة بالحيط". وتأكيداً على ذلك، وهذا ما يعرفه العالمون بالخبايا والخفايا، أن مهرجان القوات الذي جرى في ملعب جونية البلدي في أيلول الماضي والذي استقطب  عشرات اللآلاف من اللبنانيين، قامت بتصويره شركة تصوير خاصة استقدمتها القوات اللبنانية، وعمدت المؤسسة اللبنانية للارسال الى نقل الصورة للمشاهدين فقط ، إذ لم يشارك مصوروها وتقنيوّها القريبون من القوات بتأمين العمل اللوجستي التصويري، بل اكتفوا بالنقل عبر الاثير فقط.

 

ويقتصر حضور ومشاركة النواب القريبين من 14 آذار في الحلقات والبرامج السياسية، مع استبعاد لكل ما له ى علاقة  بالقوات. وتأكيداً لسؤ النيّة ، فما أن صدر بيان القوات الاخير حول موضوع الخلاف، وهو موضوع دعوى لدى المحاكم المختصة، حتى عمدت ادارة المحطة الى الاعلان في الصحف عن استضافة الوزير السابق سليمان فرنجية في حلقة "كلام الناس" الأخيرة، لتؤكد إدارة المحطة أنها حرةّ في توجهاتها وتستضيف مَن تشاء وساعة تشاء، رغم الخلاف الكبير الذي كان قائماً بين الشيخ بيار الضاهر(أبن يوسف الضاهر إبن خالة الرئيس السابق سليمان فرنجية) و بين الوزير السابق سليمان فرنجية على خلفية ملكية أسهم بالمحطة.

ردةّ فعل المشاهدين : "جاؤوا بهذا الظرف بالذات بسليمان فرنجية ليسّوق لتياره القريب من سوريا، لزكزكة سمير جعجع".

عدا أن سياسة المؤسسة قد تغيّرت وتبدّلت ولم تعد تشفي غليل أكثرية مشاهديها ولا تمثّل تطلعاتهم وآمالهم. فقد عمدت في الآونة الأخيرة الى تسويق الثقافة السورية ياللكنة السورية في برامجها الفنية والترفيهية، وهي الآن تبث ثلاث برامج سورية أسبوعياً كما تبث مسلسلاً تركياً مدبلج الى العربية باللهجة السورية،(فاجأناكم مو!)  ولم يبق من البرامج اللبنانية في شبكتها سوى برنامجاً واحداً.

 

عسى أن يُطل علينا قريباً مَن سيحل محل مي شدياق ليقول لنا بكل جرأة : "شلونك أخي" ؟

 

لم نصدّق أن السوريين خرجوا من الباب العريض من لبنان، ويعيدهم الشيخ بيار الضاهر من جديد من شبّاك شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال. فيضطر المشاهدون للانتقال الى محطة اخرى، ضنّا بأعصابهم وحفاظاً على ثقافتهم وحضارتهم ومنعاً من تشويه عقلهم، وحتى لا تُفرض عليهم ثقافة غريبة عن تطلعاتهم يسوّقها الشيخ بيار الضاهر المتـّنكر لأصوله وانتمائه وثـقافته وتربيته البيتية.

 

ولقد صحّ مَن قال أن الـ LBC "المؤسسة اللبنانية للإرسال" ستستبدل اسمها قريبا لتطلق على نفسها اسم SBC "المؤسسة السورية للارسال"

 

فمن له أذنان سامعتان فليسمع، ومن لع عينان شاخصتان، فليرى.

والسلام .

 

بيروت في 30/11/2008