ذكّر حزب الله بمآثره ضد الجيش والرهائن الأجانب وأمل والشيوعي

جعجع: المعارضة ليست في وارد التسوية لأنها تريد كل شيء

 

موقع القوات 23/1/2008

أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن الاضراب المقرر اليوم هو "تحرك سياسي بامتياز". ولفت إلى أن من دعا إليه "هي اتحادات وهمية تشكلت أيام سلطة الوصاية"، مؤكدا "اننا نعول على الجيش والقوى الأمنية في ضبط الوضع والتحسب للأسوأ".

 

وشدد على ان "قوى 14 اذار سارت في ترشيح العماد ميشال سليمان من اجل التوافق لكن المعارضة ليست في وارد الوصول الى تسوية. لأن لديها مشروعا آخر يريد أخذ كل شيء"، واصفا الثلث المعطل الذي تطالب به المعارضة بـ"الثلث المدمر للبلد".

 

وأعلن "اننا في مواجهة كبرى لا تتعلق بمقعد وزاري، بل بهوية لبنان واستراتيجيته وحرياته وسيادته والأمر يتطلب الكثير من الروية والتكتيك"، لافتا إلى "انهم يسعون الى دفعنا لليأس والملل يجب أن نتعايش مع الظروف غير الطبيعية ولا يجوز أن نتعب من انقاذ وطننا".

 

ورد على حملة 8 آذار عليه وعلى أركان 14 آذار وإمعانها في كيل الاتهامات والتخوين وفتح ملفات الحرب اللبنانية، مبديا الاسف لـ" أننا نتحدث معهم بالسياسة وهم يردون علينا بالشتائم والسباب".

 

وذكر "حزب بالله" بـ"مآثره" من "حروب اقليم التفاح ومشغرة والضاحية الجنوبية وقتل الضباط اللبنانيين وكوادر حركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني وخطف الرهائن الاجانب".

 

وأوضح جعجع في حديث إلى برنامج "الاستحقاق" عبر تلفزيون "المستقبل "مساء أمس، ان الاتحادات والنقابات التي دعت الى إضراب "هي اتحادات وهمية تشكلت أيام سلطة الوصاية". وأشار إلى أنه "تحرك سياسي بامتياز"، سائلا: "من تطالب الحركة العمالية لتحقيق مطالبها؟ وهل هي تعترف بالحكومة؟". وقال: "قبل الحركة المطلبية فلنفتح المجلس النيابي ان "جماعتنا" يعانون الجوع أكثر من غيرهم الذي تأتيه الأموال بالصناديق".

 

ودعا المواطنين الى ممارسة حياتهم الطبيعية، وقال: "لا يحق لأحد تعطيل حياة الناس وتجاوز حريات الآخرين. اننا نعول على الجيش والقوى الأمنية في ضبط الوضع والتحسب للأسوأ".

 

وعن الخوف من التدهور الأمني خلال الاضراب قال: "لا أعتقد ذلك، ويجب ان لا نؤخذ بالضوضاء والتصريحات التصعيدية، فلينزلوا الى الشارع ضمن القوانين، واذا حدثت أعمال شغب هناك جيش وقوى أمنية موجودة للدفاع عن الناس".

أضاف: "في المناطق المسيحية ومنذ شهرين تقريباً لم نعد نرى أية تدريبات أو عمليات تسلح وخلاف ذلك يتم في اطار شارعي لا أكثر. أما على مستوى الشارع المسيحي فهو هادئ".

 

وأكد رداً على سؤال "ان الجيش وبحكم التجارب التي خاضها بات محصناً ومتماسكاً ومنيعاً ونحن ندعمه". ورأى "ان شباب "التيار الوطني الحر" أبعد من الدخول في مخططات أو عمليات شغب". ولفت الى كلام النائبين ميشال المر ونعمة الله أبي نصر عن الأضراب، متمنياً لو "أن العماد عون يتحرك حتى آخر عنصر في حزب الله".

 

عن هجوم "حزب الله" عليه على خلفية مواقفه من كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، مواقفه الأخيرة، رد جعجع "أنا لم أدافع عن اسرائيل فهي عدوة وقد استعملت تعبيرا ورد في كلام نصرالله كانعكاس لمناخ معين".

 

وإذ أكد "أن من منزله من زجاج لايرشق العالم بالحجارة"، أضاف: "مؤسف أن نتحدث معهم بالسياسة ويردوا علينا بالشتائم والسباب، أنا سأرد عليهم من التاريخ العقيد سليمان مظلوم اغتيل على يد "حزب الله" عام 1985، الملازم أول جورج شمعون والعقيد زيادة، والكولونيل بوتيير، النقيب كاظم درويش الذي اغتيل في ثكنة صور، حسين مروة، مهدي عامل، سهيل طويلة، وغيرهم. وداوود داوود و محمد فقيه وحسين سبيتي..، كتبت "السفير"في أيار 86 19"الضاحية الضحية: 525 قتيلاً وجريحا بين" أمل" و"حزب الله"، اذكر بمشغرة، وحرب اقليم التفاح، والرهائن الأجانب كل هذا من نفذّه؟ انه "حزب الله".انها مآثرهم. فيما هم تمسكوا بواقعة مغلوطة ركبتها المخابرات السورية ضدي".

 

ورد على ما يتردد عن تراخي 14 آذار بالقول: "ان قوى 14 آذار بصدد مواجهة كبيرة. وخلال الأشهر الماضية كان خيارنا انتخاب رئيس بالأكثرية العادية لكن ابعاد الأجواء الراهنة كبيرة اقليمياً ودولياً. ولاحظنا عدم حماس من البطريرك (الماروني نصرالله صفير) ومن قسم من الحلفاء تجاه الانتخاب بالأكثرية العادية. وطرحت مقولة الرئيس التوافقي كنقطة تحول للاتفاق على سائر الأمور وأنا مشيت في هذا الاتجاه رغم عدم قناعتي. وفي النتيجة صحت توقعاتي ترشيحنا للعماد سليمان كان فوق طاقتنا كـ"قوات" ومشينا بالأمر من أجل التوافق، لكن المعارضة ليست في وارد الوصول الى تسوية. لأن لديها مشروعا آخر يريد أخذ كل شيء".

 

أضاف:"ان مبادرة الرئيس بري في 31 آب استندت على عدم اعتماد النصف زائد واحد مقابل اسقاط المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية والاتفاق على رئيس توافقي. نحن نفذنا لكن هم سقطوا في الامتحان، وما يطرحونه هو لذر الرماد في العيون ولا يريدون الا تسلم الحكم والا فالتعطيل".

 

واستذكر وعود "8 آذار" من المحكمة الدولية واسقاط الحكومة وانتهاء ولاية اميل لحود، وقال:" أين وصلت هذه الوعود؟. في الأشهر الثلاثة الماضية بدا واضحاً ان "14 آذار" تريد الانتخابات الرئاسية فعلياً وغيرها لا يريد ذلك".

 

أضاف: "المواجهة كبيرة تتطلب المزيد من الصبر والتأني. فعمرو موسى لم يتمكن من البقاء عند نقطة التوازي لأن الأمور تكشفت لديه، نحن لم نتراجع ولا خطوة، حاولنا التوافق لكنهم رفضوا. نحن أقوى من أي وقت مضى والنتائج تؤكد ذلك سواء في انتخابات الجامعات أو في غيرها من النقابات".

 

وعن تشدد المعارضة ازاء الثلث المعطل والحصة الوازنة لرئيس الجمهورية، قال جعجع: "انه "الثلث المدمر" وليس المعطل، بالأمس وضع نصرالله الخطط لقتال اسرائيل، من المسؤول في البلد، أليس الدولة هي من يضع قواعد الاشتباك؟ هذا منطق غير مقبول. يريدون مشاركتنا بباخرة فيول أما الدخول في الحرب فلا مشاركة، وترسيم الحدود مع سوريا لا مشاركة. يريدون المشاركة، فلنطرح كل الأمور على الطاولة، عندما تضرب اسرائيل لا ترد على "حزب الله" بل على كل شعب لبنان. المشاركة الحقيقية لها آلية دستورية وهي بين مسلمين ومسيحيين وليس بين كل فصيل أو طرف في لبنان. "حزب الله" يريد ان يكون "شريكا مضاربا"و "ما له له" لا يسمح لأحد بالتدخل في قراراته..، لا يزايدن أحد علينا لا بالمقاومة ولا بالقتال ولا بالشجاعة ان منطق "أشرف الناس" لا يبني بلداً".

 

واوضح رداً على سؤال "ان كل ما تقوم به المعارضة يرمي الى تفشيل ترشيح العماد سليمان". وقال:" اذا كانوا فعلا يريدون تعديل صلاحيات الرئيس فليعدوا اقتراح قانون بتعديل الدستور. يطرحون مشاريع وهمية وهذا إجرام، ليقدموا اقتراح قانون لتعديل الدستور وأنا أول من يوقعه ككتلة نواب القوات".

 

عن استهداف 8 آذار للبطريرك صفير، رد جعجع: "سليمان فرنجية ليس ماوتسي تونغ ولا انصاره هم الشعب الصيني، لبكركي فضلها على كل اللبنانيين ولا يجوز التهجم على البطريرك كرجل دين، يمكن الرد عليه بالسياسة. لقد رفض النصف زائدا واحدا وهو مطلبنا، وسكتنا اذ انه يحق للبطريرك ابداء رأيه السياسي مهما كان، ولكن وفق أي منطق يقال ان البطريرك صفير يقبض راتباً، هذا الاسفاف يستهدف المسيحيين كلهم وليس البطريرك لوحده، البطريرك يمثل آباء وأجداد سليمان فرنجية وغيره".

 

وعن قول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون انه هو البطريرك السياسي قال جعجع :"في التيبت بطريركان بانشو لاما (روحي) ودالاي لاما (مدني) نحن كنيسة كاثوليكية ولسنا كنيسة بوذية، ولدينا بطريرك واحد. في السياسة كلنا مطارنة لكن البطريرك واحد له معنوية روحية، لكننا لا نستطيع منعه من ابداء رأيه السياسي".

 

أضاف جعجع عن الضمور الديمغرافي المسيحي :"في العام 1989 ورد تقريرلـ "ءة" يقول ان نسبة المسيحيين في لبنان تبلغ 22 %. هذا ليس واقعاً. حتى الآن نسمع أقاويل مشابهة. ففي انتخابات 2005 صوّت 35% مسيحيين. أنا أرى أن المسيحيين يشكلون 40 % من المقيمين في لبنان. في العام 2006 قبل حرب تموز ما لا يقل عن 20 أو 30 ألف عائلة كانوا عائدين نهائياً الى لبنان. والآن رغم كل الظروف الراهنة أكثر من 70 ألف مغترب جاؤوا لتمضية الأعياد في لبنان".

 

وتابع :"لبنان بلد هجرة بامتياز. فليستقر الوضع لسنتين لنرى ما هو الوجود المسيحي في لبنان".

 

عما إذا كان عون حليفا للنظام السوري، قال جعجع: "لا استطيع الحكم على نوايا العماد عون لكن مواقفه تخدم النظام السوري في لبنان عن قصد أو عن غير قصد، والتاريخ أمامنا".

 

وأوضح "نحن نميز بين النظام السوري وبين الشعب السوري الذي يعاني بقدر ما نحن نعاني من هذا النظام".

عن قانون الانتخاب قال جعجع :"بين "قانون غازي كنعان" والقضاء. الثاني أفضل. لكن أنا أفضل الدائرة الوسطى المنسجمة مع النسبية أو القضاء مع النسبية، مع ان المسألة تتطلب المزيد من الدرس".

 

ونوجه الى اللبنانيين بالقول :"نحن في مواجهة كبرى لا تتعلق بمقعد وزاري بل بهوية لبنان واستراتيجيته وحرياته وسيادته، والأمر يتطلب الكثير من الروية والتكتيك. انهم يسعون الى دفعنا لليأس والملل، يجب أن نتعايش مع الظروف غير الطبيعية ولا يجوز أن نتعب من انقاذ وطننا".

 

وختم جعجع:" ان السوريين بارعون في تدوير الزوايا والتحايل وهذا ما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وافقوا ثم كان الرد من حلفائهم. النظام السوري يقوم بارسال وحدات من "جيش التحرير الفلسطيني" الى مواقع "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" في قوسايا وغيرها نحن نريد وقف التدخل السوري في لبنان، وغيرنا له استراتيجية مغايرة".