المؤتمر الصحافي لرئيس "حركة التغـيير" المحامي ايلي محفوض لإطلاق حملة "غيـّر بـدون مـا تـتـغيّر"

نادي الصحافة اللبنانية ـ فرن الشباك في 22 أيّار 2009

 

الجميع يعلم أنّ لا مرّشحين لــِ "حركة التغـيير" في الإنتخابات المزمع إجراؤها في السابع من حزيران ، ولكننا معنيون بشكل مباشر في هذا الإستحقاق المصيري على المستوى اللبناني بشكل عام ، و أكثر تحديدا" على المستوى المسيحي ، وسوف أشرح لكم مصيرية هذه الإنتخابات بالنسبة للمسيحيين .

 

بداية دعوني أعلن عن إطلاق حملتنا تحت عنوان " غــيِّـر بـــدون مـــا تـتـغــيَّر " .. واللبنانيين إستوقفتهم هذه الحملة ، وطبيعي أن أسئلة عديدة طُرحت ، أهمها الهدف من وراء هذه الحملة ؟ والسؤال الأهم ، وأنا على يقين بأنه طُرح وبإلحاح ألآ وهو :

مَن يقف وراء "حركة التغـيير" ؟ ومَنْ يدعم "حركة التغـيير" ؟

أطلّ عليكم اليوم بهدف وقضية جوهرية ، صحيح أنها تعني كلّ اللبنانيين ، ولكن تعني بشكل مباشر المسيحيين ، الذين للأسف وبحزن عميقين أراهم ينتحرون من جديد ، أو دعوني أصحّح أرى البعض منهم يتجه نحو نحر ذاته ، عبر مشروع خطير جدا" ، عبر مشروع إذا ما قُدِّر له النجاح ، فأقول لكم أنّ وجودكم الحرّ معرّض هذه المرّة بشكل جدّي ومباشر للإلغاء..

 

أولا" : أسباب وهدف حملة "غيّر بدون ما تتغيّر"

ليس خافيا" على أحد أنّ "حركة التغـيير"  كانت داعمة للعماد ميشال عون طوال عشرين سنة ، منذ العام 1987 ولغاية إكتشافنا لخديعة العصر ، وهو عنوان لكتابي الذي ضمنتّه لتفاصيل الخديعة ، وهنا وردا" على أحد مرشحي عون مؤخرا" في حديث له لجريدة المستقبل حيث تناولني قائلا" أنّ إيلي محفوض لم يكن في عداد التيار الوطني الحرّ ، ولم أرغب بالردّ ، ولكن اليوم أجدني ملزما" بتصحيح حفلة الكذب المستمرة ، حفلة تشويه الحقائق ، وعليه أُعيد السيد المذكور الى تصريح للعماد ميشال عون لجريدة الحياة بتاريخ 8 تموز 1993 ، والذي حمل عنوان " عون : إعتقال محفوض خطف ..." وأهمّ ما ورد في التصريح المذكور والذي يتعلّق بي شخصيا" جاء على الشكل التالي : " ان اعتقال محفوض يأتي في سياق الإضطهاد المتمادي ضد التيار الوطني الحر المؤمن بلبنان السيد المستقل والذي يشكل محفوض أحد أركانه..."

( ربطا" صورة عن التصريح من جريدة الحياة )

مستند رقم (1)

 

إذا" قلت لكم أننا أمام حفلة تشويه الحقائق ، حملة بدأت منذ زمن ولم تتوقف ، ولن يكون آخرها الحملة الدعائية ـ الإعلانية المتنوعة وبأعداد وكميات بلغت كلفتها بحسب معلوماتنا حتى الساعة أكثر من خمسة ملايين دولار.

ومن هنا أبدأ بطرح أسئلة كبيرة ، أهمها على الإطلاق من أين لهم كلّ هذه الأموال ؟ إنطلاقا" من هنا أقول أنني شخصيا" أنني

 تحرّرت من عقدة أن الرجل هو  الأنزه والأطهر والأكثر وطنية... وهكذا أدعو اللبنانيين ، أدعو المسيحيين، أدعو كلّ من لا يزال حتى اليوم يصدّق هذا الوهم ، أن يبدأ بطرح الأسئلة على نفسه ، أدعوه أن يعيد قراءة التاريخ بمواقفه ، بأحداثه ، بتطوراته... سيكتشف حتما" ما إكتشفناه نحن !!

ـ 2 ـ

هل تذكرون عندما أطليت عليكم منذ سنتين وأبلغتكم بأن الجنرال عون وكان لا يزال قائدا" للجيش أي قبل توّليه لرئاسة الحكومة الإنتقالية في أيلول 1988 ،بعث برسالة خطية للرئيس السوري حافظ الأسد ، متمنيا" عليه أن يعتبره جندي صغير في جيشه ، وبأنه على كامل الإستعداد لتشريع وجود العسكر السوري على أرض لبنان..يومها لم يصدّق العونيون أنّ الجنرال عون رجل سوريا الأول في لبنان ، والبعض قال لي شخصيا" ، اذا اتضح أنه كذلك فلن أبقى معه دقيقة واحدة.

 

وأنا كنت مثلي مثل كلّ الذين صدّقوا ، ولكن ما الذي يُجبركم على الإستمرار في لعبة جرّكم كما النعاج ؟

وأنا لا أدعوكم لترك هذا الخط أو التيار أو الرجل كي تنتقلوا الى تيار أو خط آخرين ، على العكس تماما" ، نحن من هذا الجيل الذي دفع أثمانا" باهظة في سبيل القضية اللبنانية ، لا نمنّن لبنان ، ولكن نحن من الذين سهروا على القضية ، وزُجّ بنا في أقبية السجون زمن الإحتلال السوري ، وهذا أقلّ ما يمكن أن نقدّمه للبناننا ، رفاقنا استشهدوا ، ونحن لسنا بأحسن حال منهم.

                                                                                              

 واليوم لم تطلق "حركة التغـيير" حملتها هذه إلاّ بعدما تأكّدت أنّ في الساحة السياسية كذب متماد من دون أن يطلّ احد لتكذيبه ووضع حدّ له ، نحن قررنا مقارعة ما يجري ،  نحن قررنا إنقاذ ما ومَن يمكن إنقاذه من الإنزلاق المسيحي الخطير ، وصراحة ، وليسمح لي  البعض بقول الحقيقة كما هي ، نحن عندما وجدنا خللا" وضعفا" في مواجهة الحملات الإستفزازية ، قررنا كشف المستور .. قررنا أنه آن الأوان لقول ما لم نقله بعد ، خاصة على المستوى المالي ، إنه لأمر غير طبيعي أن تُصرف كلّ هذه الأموال على اللوحات الإعلانية من دون أي مساءلة ، وهنا أنا لا أتحدث عن مساءلة قانونية أو إدارية، أنا أتحدث عن مساءلة شعبية ، من قبل جمهور مسيحي في كسروان وفي عاليه وفي عكّار وفي بيروت وفي المتن .. وفي كلّ لبنان .

بربكم هل إنطلت عليكم خبرية تبرّعوا بفلس الأرملة التي يسوّق لها البعض على المواقع الإلكترونية ؟

وأعود لأحدد هدف حملتنا "غيّر بدون ما تتغيّر"..

 

لأنّ صوتكم سُرق بالغش والخداع في انتخابات 2005 ، ولأنّ من إستولى عليه إنما كان له ذلك من خلال الكتاب البرتقالي تحت عنوان "الطريق الآخر" البرنامج السياسي للتيار الوطني الحرّ أيار 2005 ، وأنتم صدّقتم ، ولأنكم صدّقتم صوّتم ، ولأنكم صوّتم إنتخبتم لوائح العماد عون ، فيا أيها اللبنانيون ، ويا أيها المسيحيون ، ويا أيها العونيون أذكّركم على ماذا وافقتم ولأيّ مشروع :

 

"بعد الانسحاب الاسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لحزب الله"..

"حزب الله خلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي"..

"حزب الله يهدد الوحدة الوطنية"..

"ليست ذريعة مزارع شبعا بالبرهان المقنع في هذا الإطار ، فأراضي شبعا هي سورية"..

أنتم صوّتم أيضا" على العناوين التالية :

"تواجد الموالين والمعارضين معا" في حكومة واحدة هرطقة دستورية "..

"إنّ تضامن الفريق الوزاري هو مبدأ مؤسساتي ضروري لحسن الإدارة"..

"إن الوزير الذي لا يوافق  حكومته في سياسته يجب أن يقدّم استقالته أو أن يُعفى من مهامه"..

( ربطا" صورة عن الطريق الآخر )

مستند رقم (2)

 

ـ 3 ـ

ولأننا نخشى عليكم من جديد في الوقوع بلعبة جرّكم الى مواقع لا تتوافق مع تاريخكم وتضحياتكم وشهدائكم ، وهنا إستطرادا" ، هل سأل أحدكم مدّعي البطولة في سوق الغرب ، كم مرة زار فيها سوق الغرب ؟

أنا سوف أجيب عن هذا السؤال : مرّة واحدة فقط لا غير ، وقد إضطر للصعود كون رئيس الجمهورية أراد تفقّد الجبهة !! ما عدا ذلك العسكر يستبسلون ويستشهدون ويُصابون ، وهذا بالفعل ما حصل صباح 13 تشرين الأول 1990..

أتذكرون ما قال لنا قبل ثماني وأربعين ساعة من سقوط الشرقية: أنا القبطان ، وأنا آخر شخص يترك القصر ، ولن أتركه لأنني قررت أن أُدفَن هنا في مركز قيادتي..."

( مراجعة نشرة أخبار المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء 13 /10/1990 )

 

والكذب يستمر ، قبل الدوحة وبعد الدوحة ، والكل يذكر حملة البانوهات على الطرقات والتي حملت عنوان "عون رجّع الحق لأصحابو".. في وقت أن حقيقة الأمر رفض تحرير المقاعد المسيحية حيث الأكثرية الشيعية ، وهنا للتذكير وعلى سبيل المثال رفض تحرير المقعد الماروني في بعلبك ـ الهرمل.. وامتلأت الطرقات بتلك الحملة التي لم تكن سوى تركيب وفبركة وتشويه للحقيقة.

في إطار قلب الحقائق ، وتركيب وفبركة الروايات ، هل تذكرون عندما أطلّ من على شاشة المنار وأبرز صورة مرّكبة هي بالأصل لمقاتل من عناصر ميليشيا حزب الله ، حيث لجأ الى ما يسمّى في الكومبيوتر ال فوتو شوب ، فوضع صليب على يد المقاتل وإشارة القوات اللبنانية ، وأظهره بموقع الذي يصوّب رشاشه باتجاه الجيش ، وعرض الصورة بمسعى تحريضي ، بمحاولة دنيئة لتأليب القوات على الجيش أو العكس ، وعندما إنكشف بأنه ركّب الصورة ، أتعلمون ما كان جوابه السريع : أنا ما خصّني هنّي جابولي إياها... كالعادة يتهرب ، يتبرأ مما قام به ، ولكن خلال سردي لهذه الحقائق هل تراجعون حساباتكم ؟

 

وليس بعيدا" عن التناقضات ، هل تذكرون كيف دافع عن قاتل النقيب الطيار الشهيد سامر حنّا ؟

هل تذكرون عبارته الشهيرة : " أريد أن أعرف من أعطى الأوامر لتلك الطوافة بالذهاب الى منطقة سجد"...

إنها فعلا" فضيحة العصر ، قائد سابق للجيش يستغرب قيام طوافة عسكرية بالتحليق فوق منطقة لبنانية ، ولمن يسأل ماذا كانت نتيجة التحالف مع حزب الله ، تحوّل مُطلِق شعار لا سلاح خارج الجيش اللبناني ، الى مشرّع لسلاح حزب الله لا بل الى تقديسه بحسب ما ورد في وثيقة التفاهم .

ليطلّ على اللبنانيين اليوم بشعارات حملته الانتخابية ، ومنها التغيير والجمهورية الثالثة والشراكة...

ولكن بشيء من العقلانية والهدوء والموضوعية ، هل تجرأ أحد منكم وسأل الزعيم المسيحي عن التدقيق المالي والمحاسبة أين أصبحا ؟ لماذا تبخّرت المطالبة بهذا التدقيق ؟ وهل هو سيخضع لعملية التدقيق هذه ؟

المُصلِح ، ومَن يريد الإصلاح يجب أن يكون لديه الجرأة ويطلّ على اللبنانيين ويعلن أمامهم عن ماليته ، فهل سيفعل هو ذلك؟

هل اللبنانيين والمسيحيين منهم حقيقة" أوكلوه أمرهم ليتحالف مع القومي السوري والبعثي السوري ؟وليذهب ما بعد بعد الطلب من اللبنانيين الإعتذار من سوريا ، وليذهب ما بعد بعد التطاول على بكركي والرئاسة والقضاء والصحافة والصحافيين.. والأبشع تطاوله على الشهداء..

من هنا يجب البدء بعملية محاسبة الذات ، ومن هنا يجب وضع الإصبع على الوجع السياسي !!

 

لا نريدكم مجموعة مدجّنة ، تصدّق بشكل أعمى كل ما يقولونه لها ، هل تذكرون بدعة حفر أوتوستراد حالات ؟ هل تذكرون كيف إغتاظوا من عدم وجود ولوْ عظمة كلب واحدة !! هل تذكرون نبش القبور وملفات الماضي واستحضار الأحقاد ؟

 

ـ 4 ـ

حتّى سليمان فرنجية المعني بمجزرة إهدن لم يكن متحمسّا" بقدر الزعيم المسيحي ، لإثارة النعرات بين المسيحيين ، بربكم ما كان القصد مثلا" من وراء الحلقة التلفزيونية على الشاشة الليمونية ؟

لذلك ، ولأسباب كثيرة وخطيرة رأينا من واجبنا مواجهة اللا منطق  بالحجة ، والتحريف بالمنطق ..

أمّا عن حملتنا فهي خارج السباق الانتخابي ، وهي أتت من مجموعة تحركات قررت "حركة التغـيير" القيام بها من ضمن برنامج تمّ وضعه منذ تاريخ إطلاق الورشة التنظيمية الأخيرة والتي بدأت بتشكيل مجلس قيادة جديد للحركة ، مرورا" بالانتشار في كافة المناطق اللبنانية وقد إفتتحنا بالأمس مكتبا" في زحلة ، ويوم الاثنين نحتفل بالذكرى 24 لتأسيسنا...

ثانيا" : مصادر التمويل وقضية التحويلات المليونية منذ الثمانينات

عندما كتب الرئيس الياس الهراوي  مذكراته ، ضمنّها مستندات هي كناية عن تحويلات مالية بلغت  بملايين من الدولارات  وبقي هذا الأمر يكتنفه الغموض والتشكيك ، على الرغم من أنّ المستندات المبرزة صادرة عن أحد المصارف اللبنانية العاملة والمعترف بها وذات مصداقية عالية . ولم يصدر أي تكذيب حول المستندات ، وهي أظهرت ضخامة المبالغ التي حوّلها باسمه وزوجته الى أحد المصارف الفرنسية .

( ربطا" عن بعض نماذج التحويلات المالية )

مستند رقم (3)

 

ولكن ما زاد التأكيد حول هذه التحويلات ، الشهادة التي أدلى بها أحد المفتشين الماليين (متقاعد حاليا") حول كيفية نقل الأموال العامة بالأكياس من مبنى مالية جبل لبنان بعد تكديسها في غرفة تمّ إستحداثها مصفحة الى جهة مجهولة ، ونحن في إحدى لقاءاتنا مع الرئيس فؤاد السنيورة قدّمت له الشهادة المذكورة ، وكما وعدت اللبنانيين بالكشف عن مضمونها في الوقت المناسب .

 

شهادة المفتش المالي زمن تولي عون الحكم

" بعد أن احتفظت بالمعلومات المذكورة لاحقا" لسنوات طويلة ، أثارت حفيظتي تصرفات وخطابات الجنرال عون . فهو لا يتصرّف كنائب مسؤول ولا كرئيس تيار سياسي لديه صدقيته ...

وإليكم ما أعلمه علم اليقين وما شهدته من استيلاء عون على مال الدولة والمواطنين.

عند تشكيل حكومة ميشال عون ، رفض الوزراء المسلمون (سنة وشيعة ودروز) الدخول اليها ، فأسند وزاراتهم الى نفسه والى زميليه ، خلافا" لكل نص وقانون وعرف ، في حين كان يجب أن يستقيل مع زميليه لأن وزارته فقدت نصف أعضائها، فخسرت نصابها وتمثيل نصف اللبنانيين.

في تلك الفترة ما أن تسلّم السلطة حتى أمر مخابراته بالإيعاز الى المدارس ، تحت طائلة التهديد ، بأن ترسل تلاميذها مرتين في الاسبوع الى قصر بعبدا للتهليل والتطبيل لميشال عون ، ما حمل الرئيس الأميركي حينها على القول لسفيرنا في واشنطن :

متى ينتهي الكرنفال عند ميشال عون ؟

أما أهم مآثره فكان وضع يده على الادارات الرسمية التي أصبح يداوم في كل منها ضابط من قبله يأمر وينهي بحجة أنه مستشار الوزير أو معاونه ، ومن جملة ذلك أراد وضع يده على التفتيش المركزي فكلف مفتشا" ماليا" ليكون مسؤولا" في المنطقة الشرقية، إذ ان المفتشين الساكنين في الشرقية لم يكن بامكانهم الذهاب الى مكاتبهم في فردان ، فاستدعى هذا الأخير المفتشين الماليين الى اجتماع في مقر الهيئة العليا للتأديب في الأشرفية ، وما أن وصل المفتشون حتى فوجئوا بعميد من الجيش يجلس الى جانبه ، فعرّفهم اليه قائلا" : إنّ حضرة العميد حضر معنا مكلّفا" من قبل الجنرال عون وسيحضر اجتماعاتنا ليتعرّف الى عملنا

 

ـ 5 ـ

 وسنرسل ضابطا" مع كل فريق منكم أثناء تفتيش الإدارات ، فقال له أحد المفتشين : لماذا الضباط ؟ أنت تعرف أن تحقيقاتنا سرية ولا يجوز أن يطلع عليها سوى مسؤولين حددهم القانون حصرا" .

أجاب : بإمكاننا أن نتجاوز القانون قليلا" في هذه الظروف ، ثم التفت الى أحد المفتشين وقال له : أنت مسؤول عن تفتيش مالية المتن هذه السنة وهذه تحصّل أموالا" كثيرة فلماذا لا تذهب ؟ لا أريد أن أذهب !!... لماذا ؟... لأنني ذهبت من أسبوعين فلم أجد المسؤول ، سألت زملاؤه فقالوا حضر عنصران من مخابرات الجيش وسألوه كم تحصّل كل يوم ؟ أجاب عشرة الى اثني عشر مليونا" ، قالا له : هاتها وسجّل ستة .   قال : كيف ذلك ؟ فأنتما الآن تأخذان المال وبعد فترة تنتهي الأحداث وأذهب أنا الى السجن ، فلم يرّدا بل أخذا المال وانصرفا ،ثم عادا في اليوم التالي فلم يجداه ، فسألا الموظفين الذين قالوا لهما : إنه لم يحضر الى العمل اليوم فذهبا الى منزله وأحضراه بالقوة بعد أن أشبعاه ضربا" ، فلماذا اذا" تريدني أن أذهب ؟

ساد القاعة صمت رهيب لفترة ، ثم تكلم العميد فقال : ان الدكتور الحص يمنع عنا المال ونحن بحاجة الى رواتب وتعويضات للعسكريين والى نفقات أخرى ، ردّ أحد المفتشين : أوقف الرئيس سليم الحص الرواتب والتعويضات لفترة ثم عاد ودفع كل شيء وما زلنا نقبض بانتظام رواتبنا وتعويضاتنا ، سكت العميد برهة ثم قال : سنجبر المواطنين على الدفع بموجب شيكات ، وهكذا نحصل على الأموال فلا تذهب الى المنطقة الغربية ، ضحك أحد المفتشين ثم قال : على العكس فإنك بهذه الطريقة لا تحصل على شيء ، ...كيف ذلك ؟.. إن أمين الصندوق لا يتسلم شيكا" الا اذا كان محررا" لحساب أمين صندوق الخزينة المركزي ومسحوبا" على مصرف لبنان ، كما أن المقاصة تحصل في مصرف لبنان في الغربية ... ما الحل اذا" ؟ .. يدفع المواطنون نقدا" وعندها تأخذون المال كما أخذتموه من مالية المتن .. حسنا" ، سننشىء غرفة مصفحّة في بعبدا ونضع الأموال فيها .

وهكذا بدأ الضغط على المواطنين لتسديد الضرائب والرسوم المتوجبة عليهم تحت طائلة قطع الخدمات ، وصارت طوابير الناس تقف في صفوف طويلة أمام الصناديق يسددون أموالا" يظنونها للدولة اللبنانية ، لكن كم ليرة دخلت فعلا" الى خزينة الدولة ؟

هنا السؤال !! فلم لا يتم سؤال ومحاسبة كل مسؤول عن ادارته للأموال العمومية والعماد المتقاعد ميشال عون منهم ، كما كل الذين عاونوه في تلك الوزارة ؟

بالاضافة الى ذلك هناك صندوق المحروقات الذي يتغذى من الرسوم على المحروقات على انواعها ثم توزع امواله في نهاية كل سنة على البلديات وفقا" لأسس حددها مرسوم خاص ، وفي فترة تولي ميشال عون السلطة وضع يده على المحروقات بحجة تأمين المنطقة فصار يشتري بأموال من مصرف لبنان ولا يرد له لا رأس المال ولا الأرباح ، بالمقابل وضعت حركة امل يدها على مصفاة الزهراني مما قد يبرر تغاضي الدولة عن ملاحقة هذا الموضوع رغم تضمنه أرقاما" بعشرات ملايين الدولارات حرمت منها خزينة الدولة ، وذلك وفقا" لتقرير للتفتيش المركزي تمّ إخفاؤه ودفنه في الجوارير.

ما سلف مجرد أمثلة تدل على كمية الأموال الطائلة التي وصلت الى يد الجنرال أثناء تسلمه الحكم ، هذا عدا الأموال التي كان المواطنون البسطاء يرمونها بين يديه ظنا" منهم أنه بطل تحرير لبنان ، فتذهب أموالهم الى مصارف خارج لبنان ، الى حسابات باسم زوجته ونساء زميليه في الوزارة ."

مونتريال في 29 أيلول 2008

مفتش سابق

هذه الفضيحة الكبرى أضعها للمرة الأولى أمام الرأي العام اللبناني ، وهي تفسّر وتشرح بشكل واضح مسألة التحويلات المالية التي قام بها عون باسمه واسم زوجته والتي كانت موضوع الدعوى التي أقامها عون على الرئيس الهراوي الذي إتهمه باختلاس 75 مليون دولار ، ولا زالت الدعوى عالقة حتى اليوم .

ولكن لماذا نعلن اليوم عن هذه الفضيحة ؟

 

ـ 6 ـ

لأنّ الرجل تمادى ، تمادى كثيرا" في غشّ الناس ، وجرّهم الى مهالك سياسية ، ولأنه أشبعهم شعارات حول المحاسبة والتدقيق المالي ، فهل يجرؤ اليوم على فتح هذا الملف بحسب المعلومات التي بيّنتها ؟

أكثر من ذلك ، سؤال بسيط ، ما هي مصير الأموال التي آلت اليه من تبرعات وهبات يوم كان يقود حرب التحرير؟

والى مَن ستؤول يوما" ما ؟ منطقيا" وقانونيا" ، طالما أن هذه الأموال موضوعة باسمه وبإسم زوجته ، فإنها ستؤول الى ورثته!!

فهل هذا يعقل ويجوز ؟ يعيّر الآخرين بالمال السياسي والبترودولار ، وهو لا يشرح للبنانيين عن مصادر تمويله ؟

 

أمّـــا عــن حـملــتـنـا "غـيّر بـدون مـا تـتـغـيَّـر!! والحملة علينا والتهديد والوعيد

أمر طبيعي أن يسأل اللبنانيون عن مصدر تمويل حملتنا هذه ، وحق علينا أن نطلّ عليكم بكامل الحقيقة ، فأقول أنّ مجموعة من المواطنين ، شعروا معنا بخطورة الخداع المستمر ، فوقفوا الى جانبنا ودعمونا وسوف يدعموننا لوضع حدّ للدجل وتشويه الحقائق.

وإنني أعلن أمام الرأي العام اللبناني ، أنني على أتمّ الإستعداد للكشف عن لائحة أسماء الأشخاص والمؤسسات التي ساهمت معنا بهذه الحملة شرط أن يعلن النائب ميشال عون عن مصادر تمويله أمام الرأي العام اللبناني ، أنا أملك كامل الجرأة والشفافية لكي أُعلم اللبنانيين عن الأشخاص الذين وقفوا الى جانبنا وساهموا معنا في تمويل هذه الحملة ، وأطمئن الجميع أنهم مواطنين لبنانيين شرفاء نظيفي الكفّ والضمير ، مشكلتهم الوحيدة أنهم خُدعوا مثلي ولم يجدوا في الساحة مَن يحقق لهم آمالهم فوقفوا الى جانبنا.

وإذ بوسائل إعلام العونيين تطلّ علينا بحملة أقلّ ما يقال فيها أنها مغرضة وتحريضية ، حملة إتهمتنا بشتى أنواع التهم والتلفقيات ، وقد ترافق ذلك مع سلسلة من رسائل التهديد والكلام البذيء الذي بدأت معالمه بالظهور منذ بداية حملتنا الأخيرة ، وهذه الرسائل يتمّ تفكيكها وتجهيزها لعرضها مع كافة المستندات مع الشكاوى الجزائية التي سنتقدّم بها أمام المراجع القضائية المختصة .

 

لا أحد بإمكانه حرماننا من حقنا في التعبير عن رأينا الشخصي

بلَغنا بالأمس أنّ إحدى اللوحات صارَ الإعتراض عليها ، وبأنّ اللجنة المشرفة على الانتخابات تدّخلت في الموضوع ، أقول للجميع نحن غير معنيين بهذه اللجنة كمرجعية كون مهامها محصورة بالمرشحين والجهات التي لها مرشحين ، من هنا إعتبار اللجنة المذكورة الجهة غير الصالحة قانونا" لمراقبة نشاطاتنا ، وهنا دعوني أدلو لكم بمثال على ما أقول لمزيد من التأكيد ، الأسعار التي بموجبها تمّ حجز اللوحات هي الأسعار التي تُدفع في الأيام العادية وليس الأسعار التي يتقاضونها في فترة الإنتخابات ، نحن حصلنا على الموافقات ، والتراخيص اللازمة ولا يمكن لأحد أن يُعيدنا الى زمن قمع الرأي .

 

مسؤولية أمننا الشخصية

وبنتيجة الحملات المغرضة ، والتهويل علينا ، وبعد كلّ ما وصلنا من رسائل نعتبرها تهديدا" مباشرا" يمسّ أمننا الشخصي ، فإنني أعلن أنّ أيّ مسّ أو تعرّض لسلامتنا ، لأيّ من أعضاء "حركة التغـيير" فإنني منذ الساعة أعتبر أنّ التحريض والتلفيقات والتشويه الذي ساقوه ضدّنا ، إنما هو سيكون أحد أركان المساعدة في حال تعرّضنا لأيّ إعتداء.

 

ـ 7 ـ

 

وأخــــــــــــــيرا" ،

دعوة صادقة الى كلّ الرفاق الذين لا زالوا حتى الساعة يصدّقون ، أن يُعيدوا قراءاتهم السياسية ، ويقارنوا بين الأمس واليوم ، ويطرحوا على أنفسهم الأسئلة التي طرحتها اليوم ، وهذا لا يعني أنني أطلب منهم ترك هذا الخط السياسي  أو ذاك الحزب  ، على العكس ، همّي أن يخرجوا من القمقم ، وأن يتحرروا من التَبَعية المطلقة ، وأن يجيدوا المحاسبة .

 

تعالوا معا" نفكّر قليلا" بكل ما حصل منذ أيار 2005 وحتى اليوم ، نجد أنه فعلا" يأخذ لبنان نحو لعبة المسار والمصير ،نحو لعبة اتفاق القاهرة ، نحو الاتفاق الثلاثي ،  تعالوا معا" نفكّر قليلا" بكلّ التاريخ منذ الحرب التي أعلنها لتوحيد البندقية كون لا سلاح إلاّ سلاح الجيش اللبناني مرورا" بحرق الدواليب وصولا" الى " اليوم المجيد" في 7 أيار .. تعالوا معا" نفكّر بالثائر على العائلية والتقليد السياسي ، كيف حوّل كلّ نضالاتكم وتضحياتكم الى حزب يتولاّه أفراد العائلة .. ليس المطلوب أن تنتقلوا الى أحزاب أخرى ، بقدر ما هو مطلوب أن تفهموا اللعبة التي كنتم ضحيتها، تعالوا معا" ، هذه المرة لا نسمح لهم بأن يفكروا عنّا..

نحن قررنا أن نفكّر بأنفسنا ، ولا نسمح لأحد أن يفكّر عنّا ، كما قررنا أن نتكلم ولن ندع أحد بعد اليوم أن يتكلم عنّا.

 

وإنني في هذا الإطار ، معوّلا" على تحرركم ، وحريتكم ، معوّلا" على مسؤوليتكم في منع إنهاء لبنان ووجوده المسيحي الحرّ ، أذكّركم بما قاله النائب ميشال عون  ، علّه ينعش ذاكرتكم قبل فوات الأوان :

 

 مع الصحافي بات روبرتسونCBN19 أيلول 2002 بالإنكليزية عبر تلفزيون

" إنّ حزب الله ليس كيانا" مستقلا" ، بل هو واقعٌ تحت السيطرة العملية لسوريا ، وان سوريا هي مقرّ لــ 11 منظمة إرهابية من بينها حزب الله."

 

20 نيسان 2002

"هناك قرار دولي بإلغاء حزب الله ، وهو مصنّف إرهابي ، هو الثاني على اللائحة بعد القاعدة ، وعلى هذا فان حياته لم تعد طويلة بهذا الاتجاه ومعادلته اكبر من المعادلة اللبنانية ، لديه التزامات متعددة ."

 

18 ايلول 2003 شهادة عون أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي

"يجب أن لا ننسى أن وكلاء سوريا في لبنان هم المسؤولون عن الهجمات ضدّ السفارة الأميركية أولا" في موقع السفارة في رأس بيروت ومن ثم في عوكر سنة 1983 ، ومجمع القوات البحرية الأميركية في لبنان محيط مطار بيروت في 23/10/1983 حيث قتل 241 أميركيا" و58 فرنسيا" في هجوم متزامن على القوات الأميركية والفرنسية في بيروت الذي أودى بحياة المئات من اللبنانيين ."

 

(المصدر نفسه )

"انه لأمر معقول أن يترك النظام السوري وراءه في لبنان بعد انسحابه منه العديد من أدواته للإرهاب والتدمير ، وأيضا" العديد من أدواته العسكرية والمخابراتية ، بناء عليه ، انه أمر إلزامي ، اساسي وملّح أن يترافق الانسحاب السوري مع تجريد كامل من السلاح لكل العناصر المسلحة ، القوات المسلحة اللبنانية الشرعية بامكانها فقط أن تؤتمن على توفير الأمن للمواطنين اللبنانيين."

 

ـ 8 ـ

 

MTV  9 نيسان 2002 مقابلة على محطة

" ردا" على سؤال حول مطالبته الدائمة بنزع سلاح حزب الله قال عون حرفيا" :                                                     " ألم تسمع الخطابات التي هددتنا بالحرب الأهلية في حال مطالبتنا بالانسحاب السوري ، حزب الله هو الذي هدّد ومن غيره يملك السلاح ، قال اننا نريد أن نقوم بكوسوفو ثانية وانه سيتصدّى لهذا الأمر ، وأنه في الخط الأمامي للدفاع عن سوريا ، وهذا ورد في صحيفة السياسة الكويتية وعلى لسان السيد حسن نصرالله وكأنه يتهمنا او يهددنا بالحرب الأهلية اذا طالبنا بالانسحاب السوري من لبنان ، ولماذا لا يعترف لي بحق الإختلاف ؟ ولماذا حزب الله هو خط الدفاع عن سوريا في لبنان ؟"

 

 قال عن اميل لحود:MTV7 آب 2001 في اتصال للعماد عون مع تلفزيون

"... التاريخ يعيد نفسه ، عام 1943 قام المفوض السامي الفرنسي هيللو باعتقال المناضلين من أجل الاستقلال ، واليوم يقوم اميل لحود باعتقال المناضلين من أجل الاستقلال ، ونقلهم الى اليرزة التي تحوّلت من قلعة للدفاع عن لبنان الى سجن كبير.."

 

29 أيار 2001 في مقالة للعماد عون تحت عنوان متابعة الابتزاز كتب حرفيا" :

" الحقيقة التي نلمسها اليوم هي تحوّل المقاومة الى أداة سياسية تسخرّها دمشق في خلق المعادلات الداخلية ، لتركيز سياساتها في لبنان ، وتدعيم نظامها في سوريا "

 

وهذا جزء يسير من مئات المواقف التي أرفق صورا" عن بعضها ربطا" ، على أن يطلع عليها الرأي العام اللبناني ليحكم بنفسه .

 

لبـنان أولا" وأخـــيرا"

حركة التغـيير

 

فرن الشباك في 22 أيار 2009