سأله عن "التفاهم" وتحالفه السوري و"صفقة العودة" وأموال التبرعات
محفوض: عون القائد الملهم تخلّى عن تاريخنا
لمجرد المناصب أكانت لـ 4 وزراء أو لكرسي رئاسة

المستقبل - الاثنين 29 كانون الثاني 2007 - زينه يوسف
أعلن رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض "فوات الأوان" على تحالف جديد له مع النائب ميشال عون "حتى في حال عاد الأخير الى نهجه السابق"، مسمياً إياه بالاسم ، للمرة الأولى خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في فندق "كونفورت" ـ الحازمية، موجهاً إليه سلسلة انتقادات وأسئلة حول ورقة التفاهم التي وقعها والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وعن تحالفاته مع "جماعة سوريا" والصفقة السورية التي عاد بموجبها الى لبنان، ولم ينس أن يسأله عن "مصير الأموال التي انتقلت إليه أو تلك التي وصلته عن طريق التبرعات"، مطالباً إياه بأجوبة.
حضر المؤتمر رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا، نجيب زوين من "مكتب التنسيق الوطني"، زياد حبيش وعدد من المحامين، وميزه مشاركة مسؤول "القوات اللبنانية" في المتن الجنوبي نادي غصن، وعدد من المحامين القواتيين للمرة الأولى.
إلا أنها لم تكن المفارقة الوحيدة، إذ ان ثلاث عبارات، قالها العماد عون في السابق، وعبرت عن رأيه في "حزب الله"، علقت على جدران الصالة التي امتلأت بأشخاس جاؤوا ليستمعوا الى محفوض الذي قرر "قول كل شيء قبل فوات الأوان"، وتسمية الأشخاص بأسمائهم، وحصر "ثورته" بفريق 8 آذار، وبالتحديد "الرئيس العماد ميشال عون، الذي تخلى عن تاريخه ولم يعد هو القائد الملهم والسيد المطاع كما كان زهاء تسعة عشر عاماً"، كما قال محفوض.
بعد النشيد الوطني اللبناني، دقيقة صمت على روح الوزير الشهيد بيار الجميل، ثم تحدث محفوض الذي قرر "طرح الأمور كما هي، بعد التطور البارز والخطير، الذي بدأ بعد عودة عون من باريس، وما رافق هذه العودة من تطورات ارتسمت بتبدل جذري ونوعي في خطابه وفي نهجه وفي سلوكيته".
بإعلان "اندثار وتلاشي قناعاته بالقائد"، استهل محفوض كلمته قائلاً: "إذا كنا من دعاة ومروجي فكرة أن القائد لا يخطئ، والقائد لا يبيع، والقائد الذي لا يضحي بشباب الأمة من أجل شيبها.. إلا أن هذه القناعة اندثرت وتلاشت بعدما شهدنا لضرب وتخل عن تاريخنا ونضالنا لمجرد المناصب أكانت لأربعة وزراء أو لكرسي رئاسة الجمهورية.
وأشار إلى أن النصائح التي أسديت له بالصمت، لم تمنعه من إطلاق ملاحظات وطرح أسئلة على عون، ورأى "أن ما يجري خطأ تاريخي يضرب كل المفاهيم والعقائد ويؤسس لاستراتيجية إذا ما نجحت فهذا يعني تغييرا لوجه لبنان الحضاري، وتغييرا لصيغة لبنان الفريدة، وضرب أنموذجيته في الشرق"، معلناً قراره "الوقوف بوجه ما يحاك للوطن، بوجه مؤامرة بيع الوطن، عبر رهن المسيحيين بوكالة لم تعد صالحة ببطلان صلاحية ومناقبية ومنهجية من أعطيت له الوكالة".
عون و"حزب الله"
عن وثيقة التحالف التي وقعها عون و"حزب الله" تحدث محفوض، شارحاً: "لم اكن أتصور مدى خطورتها ودوافعها، وما سوف تجره على البلاد من ويلات ومشاكل، أولها ما حصل في تموز 2006، وآخرها ما حصل في 23/1/2007، ولا ننسى بما وعدنا به السوريون وهم يخرجون من أرضنا، وأول وعودهم حرب تموز العبثية، حتى ذاك القناص السوري في منطقة بيروت حيث وقعت أحداث جامعة بيروت العربية، ولن يكتفي السوريون طالما عندهم في لبنان من ينفذ لهم مخططاتهم وفتنهم والحروب الصغيرة التي يشنونها على الآمنين".
"حزب الله والحزب القومي السوري والبعث، لا أحد مسلح غيرهم ويستعملون شعار المقاومة كي يبقى هناك سلاح يهددون به الآخرين بالحرب الأهلية وبالقتل". (مقابلة مع تلفزيون MTV في 9/4/2002).
"حزب الله حمل البندقية كي يهيمن على الداخل اللبناني ويصبح أداة للسوري كي يهيمن على القرار اللبناني، إذاً هو تخلى كثيراً عن لبنانيته وتخلى عن كونه شقيقاً لنا لأننا لا نراه يتصرف تصرف الأخ، ولم يكن عنده أي تسامح أو أي تفهم في الموضوع الجنوبي بعد انسحاب إسرائيل". (في لقاء مع طلاب المدارس في التيار الوطني الحر خلال مؤتمرهم الثالث 5/4/2003).
مقولتان من مقولات عون التي عرضها محفوض، في خضم حديثه عن "حزب الله" الذي "قال فيه الجنرال ما لم يقله أحد". ووضع أمام الرأي العام اللبناني، سلسلة من المواقف تناول فيها عون الحزب في أكثر من محطة ومقابلة، وقال: "هذا غيض من فيض مما قاله الجنرال في حزب الله، هذا ما علمنا إياه دولة الرئيس طوال سنوات، ومن هذه المواقف بنينا ثقافة خطنا السياسي طوال فترة غياب القائد. فما الذي تبدل يا دولة الرئيس؟ وما الذي يجمع الرجل الذي نشأ في كنف المقاومة اللبنانية وكان قريباً من بشير الجميل، ما الذي جمعه اليوم بحزب ترعرع ونشأ أساساً من رحم حزب الدعوة العراقي، وهذا الحزب تلقى الرعاية من الثورة الإسلامية في إيران على أيدي حراس الثورة الإيرانية".
واعتبر أن الوثيقة "تعدت كونها مجرد وثيقة، وتعدت كونها تحالفاً مؤقتاً، حيث ان ما حصل اليوم هو تأمين غطاء مسيحي بواسطة رئيس الأكثرية النيابية المسيحية في البرلمان لمشروع وأنشطة حزب الله"، طارحاً سؤالاً على عون: "هل أعطاك المسيحيون يا دولة الرئيس الوكالة على أساس موقعك الحالي مع حزب الله، أم صوّتوا لك على أساس برنامج انتخابي من أبرز مبادئه لا سلاح خارج إطار الشرعية؟". واستطرد مجيبا بنفسه عن السؤال متهماً عون "بالغش حتى استحصل على الوكالة، ومن ثم انقلب على كل المفاهيم والمبادئ والطروحات والشعارات التي هو ألقاها علينا وتباهى بها سنوات طويلة، وتميز بها عن باقي السياسيين، ولكن ما تبين لنا أنه استعمل هذه الشعارات لمجرد الوصول، ومن ثم عاد وتنكر".
وختم حديثه عن الوثيقة سائلاً عون عما فعلته ورقة التفاهم، وعما إذا كان سيحاسب حليفه على حرب تموز الأخيرة، "أم أن جحا لا يقوى إلا على أهل بيته؟".
"جماعة سوريا الحلفاء"
عن "جماعة سوريا الذين أصبحوا اليوم حلفاء الرئيس عون"، تكلم محفوض، مقارناً بين كلام عون في السابق وتوعده بمحاسبتهم، وتحوله اليوم من قائد سياسي الى لاعب سياسي"، ليعود ويوجه إليه أسئلة حول "تنكره للقرار1559، وعن التناقض الفاضح في موقفه من الطائف"، مستشهداً بمقالة لعون بعنوان "عقدة الذنب" نشرت بتاريخ 7/7/2001 حيث قال فيها: "لكل من يدعون بأن الطائف هو اتفاق جيد ولكنه نفذ بشكل سيئ، نكرر القول بأنه اتفاق سيئ وقد نفذ بشكل جيد، فاقت أضراره كل تصور وقد آن للذين جعلوا منه غطاء لأخطائهم السياسية أن يتحلوا ببعض الشجاعة ويعترفوا بأنهم ارتكبوا المحظور في هذا الاتفاق، وما يتخبط به لبنان من كوارث هو من جني هذا الاتفاق المزعوم بعد أن دفعه على طريق الفناء. لقد أعطانا اتفاق الطائف نظاماً سياسياً مشلولاً ضمن هرم رأسه وقاعدته فوق، وبحاجة دائمة الى حكم كي يتمكن من العمل ضمن بدعة الترويكا".
لم يصدق محفوض ما حكي عن صفقة سورية لعودة الجنرال الى لبنان، الى أن قرأ حديثا لـ"فايز القزي وهو كان موفد عون الى عدة عواصم أبرزها دمشق"، الى جريدة "السياسة" في 19/1/2006، جاء فيه: "ان التفاهم الذي حصل مع السوريين حول عودة الجنرال عون الى لبنان وتم التوافق على هذا الموضوع. يعود الجنرال الى لبنان ولا يتحالف، لا مع وليد جنبلاط ولا مع رفيق الحريري لأنهما بدأا تشكيل عصب المعارضة للوجود السوري مقابل قبول السوري بالعودة، كما يفرض السوري على حلفائه عدم ازعاج ميشال عون في تحالفاته، ويطلب من السلطة اللبنانية الغاء مذكرة التوقيف وملف الاتهامات ضده واعادة كل المستحقات المالية والتعويضات المترتبة له ولباقي الجنرالات الذين خرجوا معه".
وقال: "نحن ببراءة سياسية، لم نطرح على أنفسنا أي تساؤل حول مغزى زيارة اميل اميل لحود وكريم بقرادوني، ولماذا زارا الرئيس عون في باريس قبيل عودته. ونحن على ثقة بأن الملفات القضائية التي تم فبركتها ضد الجنرال كانت سياسية أكثر منها قانونية، وعلى الرغم من ذلك، لم نتساءل عن كيفية انهاء الاجراءات الآيلة الى استرداد مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة عن محكمة الجنايات، وكيف أغلقت كل الملفات بلمح البصر".
"ديماغوجية المحاسبة"
وعن "ديماغوجية المحاسبة والتدقيق المالي"، تساءل محفوض: "كيف لهذه المحاسبة أن تحصل وشركاء عون الحاليين بمعظمهم أثروا على حساب الخزينة، وبمعظمهم امتدت أيديهم الى المال العام". وأضاف: "إن الجنرال شخصياً لم يقل لنا ما هو مصير الأموال التي انتقلت إليه ولا عن تلك التي وصلته عن طريق التبرعات"، شارحاً "أن الكثير من اللبنانيين قدموا إليه تبرعات يوم كان رئيساً للحكومة، إلا أنها قدمت خدمة للقضية وليس لشخص، وحق لنا أن نعلم ما هو مصيرها، ولحساب من ستؤول يوماً ما؟"
وانطلاقا من مبدأ محفوض بأن "اللبنانيين ليسوا قطيع غنم، والمسيحيين هم رأي عام وليسوا أرقاماً تستثمر في بدعة الإحصاءات التي يتحجج بها البعض بين الفترة والأخرى"، أفصح عن "تقديمه للبطريرك صفير المستند الموقع والممهور والذي يؤكد بشكل قاطع عدم مشاركة المسيحيين في مخيم ساحة رياض الصلح"، متحدياً أياً كان تكذيبه. ثم تطرق "الى الاستفتاء الذي اجرته مؤسسة "أيبسوس" لحساب جريدة "لوريون لو جور" والذي نشر بتاريخ 28/8/2006، وأظهر أن 79 بالمئة من المسيحيين يؤيدون ضرورة تجريد حزب الله من سلاحه"، وقال "اذا كانت نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة جاءت قبل الحلف العوني مع حزب الله، فهذا يعني أن النتائج التي حصل عليها الجنرال عون لم تعد متوافرة حالياً"، مضيفاً "أنه لا يعقل لابن كسروان الذي انتخب لائحة الجنرال عون أن يعود ويصوت لهذه اللائحة التي أقفلت طرقات ومداخل كسروان، وأعني هنا ما حصل يوم الثلاثاء الماضي من اقفال لطريق نهرالكلب".
"الانقلاب الفاشل"
أما تاريخ 23 كانون الثاني 2007، فعنونه محفوض بـ"الانقلاب الفاشل"، متعجباً "لما يقوم به التيار العوني من أعمال لا تليق أبداً بمن حمل تاريخ المقاومة ضد الاحتلال السوري، وبمن حارب الميليشيات في سبيل الدولة". وقال: "بالأمس كان المشهد على الشكل التالي: برتقاليون يقفلون الطرقات، يمنعون الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية اليومية، بقوة نيران الدواليب المشتعلة. برتقاليون يتنكرون عبر وضع أقنعة على وجوههم، برتقاليون يقيمون معابر وسواتر. بينما نرى في المقابل أحزابا كانت ميليشيات في السابق، تسعى لفتح الطرقات ولازالة العوائق من أمام المارة، لمساعدة الناس وتأمين تنقلهم بحرية".
واعتبر هذا اليوم "يوم حزن ليس على لبنان، وليس على الضحايا، بقدر ما هو حزن على العقلية ونهج العصابات الذي لم نعرفه في يوم من حياتنا، لا قبل العام 1990 ولا بعده. حتى مقاومتنا للاحتلال السوري وللسلطة التابعة له، كانت دائماً حضارية".
وختم محفوض مؤتمره بالكلام عن الجيش اللبناني، متمنياً على قوى 14 آذار الأخذ به، معتبراً أن مؤسسة الجيش اللبناني "ستبقى هي المؤسسة التي نعلق عليها الآمال، ولن نقبل أي مساس بسمعة الجيش، مهما قيل عن يوم الفوضى".
وعن سؤال لـ"المستقبل"، عما إذا كان سيعود يوماً للتحالف مع الجنرال عون في حال غيّر سياسته الحالية، أجاب محفوض بالفرنسية "فات الأوان".
وعما إذا كان يتمتع بالدعم الآن، نظراً الى خطورة الكلام الذي قاله، أجاب: "نعم بالتأكيد".
 

 

 

 

محفوض: تبدل جذري ونوعي في سلوك العماد عون وسنقاوم تحالفاته لتغيير وجه لبنان الحضاري 

 وكالات - 2007 / 1 / 28

 عقد رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض مؤتمرا صحافيا في اوتيل "كومفورت" في الحازمية تحت عنوان "قررنا قول كل شيء قبل فوات الاوان"، ومما قال: "تعلمون تماما موقعنا السابق، كما تعلمون تاريخنا ولا لزوم للتذكير بما قمنا به طوال سنوات الاحتلال، ولكن التطور البارز والخطير بالنسبة لنا بدأ بعد عودة العماد ميشال عون من باريس، وقد ترافقت هذه العودة بتطورات ارتسمت بتبدل جذري ونوعي في خطاب عون، وفي نهجه وفي سلوكيته حتى بتنا لا نصدق ما يقوم به وما يجري من حولنا، ومنذ العودة وحتى أيلول المنصرم كنا نقنع أنفسنا مدافعين، غير مصدقين ما يروج له عن صفقة سورية وعن تحالف بين عون وجماعة سوريا في لبنان.

أما وقد وصلت الأمور الى حد، والى بعد أخطر مما توقعنا، حتى بات السكوت جريمة بحد ذاتها، على الرغم من النصائح التي أسديت لنا بالصمت، ولكننا قررنا قول كل شيء، وقررنا طرح الأمور كما هي، وليسجل علينا التاريخ اننا كما قاومنا الاحتلال السوري، فاننا نرى انفسنا اليوم في خضم مقاومة من نوع آخر، مقاومة الخطر الآتي لتغيير وجه لبنان الحضاري، وليسجل علينا التاريخ مرة أخرى اننا تصدينا ووقفنا في وجه كل مؤامرة مهما كان نوعها.

بداية، أقول ان فكرة وقناعة اعتبار الرئيس عون هو القائد الملهم والسيد المطاع، انتهت ولم تعد تلازمنا، كما لازمتنا زهاء تسعة عشر عاما.

فأي قائد أو زعيم أيا كان ومهما غلت وبلغتن تضحياته ينسلخ عن واقعه المعاش يكون قد ترك هو ناسه، ويكون هو تخلى عن تاريخه. ونحن لم يعد بامكاننا ان نقنع أنفسنا بعد كل اطلالة للجنرال تترافق مع كارثة اخلاقية مليئة بالمفردات والعبارات المخجلة والكلام المهين، ونحن ما تعودنا على لهجة ولغة كتلك المعممة أخيرا، حتى بتنا في النهاية لا عمل لنا سوى اضطرارنا الدائم التوضيح بعد كل تصريح.

أرادونا ان نصمت وان نلازم منازلنا، واعتبروا ان أي ابداء رأي او اطلاق ملاحظات أو طرح اسئلة على عون هو بمثابة خطيئة كبرى عواقب نتائجها أخطر بكثير من عواقب مخالفة شريعة الله وكأننا نخالف الوصايا العشرة. ولكن فليسمحوا لي الرفاق بكلام قد لا يعجبهم اليوم، ولكن ما يجري خطأ تاريخي يضرب كل المفاهيم والعقائد ويؤسس لاستراتيجية اذا ما نجحت، فهذا يعني تغيير لوجه لبنان الحضاري، وتغيير لصيغة لبنان الفريدة، وضرب انموذجيته في الشرق.

أعلن اليوم أمامكم وأمام التاريخ اننا قررنا الوقوف في وجه ما يحاك للوطن، قررنا الوقوف في وجه مؤامرة بيع الوطن عبر رهن المسيحيين بوكالة لم تعد صالحة ببطلان صلاحية ومناقبية ومنهجية من أعطيت له الوكالة.

واذا كنا من دعاة ومروجي فكرة ان القائد لا يخطىء، والقائد لا يبيع، والقائد الذي لا يضحي بشباب الأمة من أجل شيبها. الا ان هذه القناعة اندثرت وتلاشت بعدما شهدنا لضرب وتخلي عن تاريخنا ونضالنا لمجرد المناصب أكانت لأربعة وزراء أو لكرسي رئاسة الجمهورية.

وقبل فوات الأوان، وقبل زوال الجمهورية، بات ضروريا قول كل شيء او على الأقل بات ضروريا طرح المسألة برمتها

وحول التحالف بين العماد عون و"حزب الله" قال محفوض: "ان أي تفاهم بين فصيلين لبنانيين، او حتى بين طائفتين أساسيتين أمر جيد وهو مطلوب بشكل تعميمي، فالوثيقة التي وقعها عون و"حزب الله" ونحن ممن أيدها على الأقل في الشكل، قبل الولوج الى مضمون تفاصيلها. لم نكن لنتصور مدى خطورة دوافعها، وما سوف تجره على البلاد من ويلات ومشاكل، أولها ما حصل في تموز 2006، وآخرها ما حصل في 23/1/2007 ولا ننسى بما وعدنا به السوريون وهم يخرجون من أرضنا، وأول وعودهم حرب تموز العبثية، حتى ذاك القناص السوري في منطقة بيروت حيث وقعت أحداث جامعة بيروت العربية، ولن يكتفي السوريون طالما عندهم في لبنان من ينفذ لهم مخططاتهم وفتنهم والحروب الصغيرة التي يشنونها على الآمنين.

بالنسبة لنا، كثيرون لم يصدقوا ابتعادنا عن الرئيس عون ، وقد سمعت مزاعم وادعاءات واشاعات ترافقت مع خيارنا هذا، ولكن هؤلاء لم يسألوا أنفسهم لماذا اتخذنا هذا الخيار، في وقت ان من يؤيد عون حاليا لا فضل له على الاطلاق، فعندما كان منفيا، مغيبا، ضعيفا. في عز مراحل الاضطهاد لكل من يؤيده، جاهرنا ووزعنا المناشير، أقمنا المهرجانات، رفعنا صوره متحدين السلطة التي اعتقلتنا لمرات عديدة، وعلى رأس هذه السلطة حلفاؤه ميشال المر واميل لحود، وقد صدرت بحقنا أحكاما عن المحكمة العسكرية، ولم نخف، ولم نتراجع، على اعتبار ان الرجل مقاوم وقائد وليس كغيره ممن هم في سوق السياسة اللبنانية الذين يبيعون ويشترون بالناس. وفي 6 شباط 2006 كانت الوثيقة مع "حزب الله"، هذا الحزب الذي قال لنا فيه الجنرال ما لم يقله أحد، هذا الحزب الذي تناوله الجنرال في اكثر من محطة واكثر من مقابلة، واتهمه بتهديد الوحدة الوطنية وبأن سلاحه شكل خطرا على لبنان والمنطقة، انا لا استطيع ان احاوره وهو يحمل البندقية، فليضع البندقية جانبا عندها نجلس".