بيار عطاالله: العماد عون منسجم مع نفسه وقناعاته

حنا الياس

رأى الصحافي بيار عطاالله ان النائب العماد ميشال عون منسجم مع نفسه ومع قناعاته وان زيارته الى العاصمة السورية هي تعبير صريح وشفاف عما يفكر به ويعتبره الطريق الصحيح الذي يجب ان تكون عليه الامور.

 

عطاالله الذي كان مقرباً من عون وعاش منفياً في العاصمة الفرنسية حوالى عشرة اعوام بسبب ملاحقة النظام الامني السوري- اللبناني له، وكان بمثابة مراسل خاص لجريدة "النهار" لدى العماد عون وشكل ايضاً عقدة الربط بين الاخير والصحافي الشهيد جبران تويني القى بعض الضوء على العلاقة بين عون والقيادة السورية والتي يستشف منها ان عون اراد دائماً حفظ شعرة معاوية مع النظام السوري ولم يقطع معه حتى في اصعب الظروف.

 

يتذكر عطاالله انه وبعد انتقال عون فرنسا ترك ورائه مجموعات من المناضلين الصلبين الذين صمموا على اطلاق حركة مقاومة عسكرية  ضد الجيش السوري في لبنان، لكن امر هذه المقاومة انكشف بعد استشهاد النقيب عماد عبود واعتقال رفاقه. ويتذكر عطاالله ان العماد عون بادر في ذلك التاريخ الى نفي كل علاقة له بالمجموعات التي اعتقلت وقيل انذاك انه فعل ذلك من اجل حماية المعتقلين من الملاحقة او توسيع دائرة القمع. ويضيف عطاالله ان امر هذه المجموعات المقاومة توقف فترة لكن العمليات اغلعسكرية عادت بقوة ضد الجيش السوري في الحازمية والحدث والشمال، لكن عون تدخل واوقف العملية برمتها معلناً انه مع النضال السلمي على طريقة غاندي. ويضيف عطاالله ان احد رجال الاعمال الاميركيين من اصل لبناني لم يأبه لأحتجاجات عون واستمر في تمويل تنفيذ عمليات ضد الجيش السوري الامر الذي تسبب بالكثير من الاعتقالات وعمليات القمع في صفوف العونيين والقواتيين في لبنان.

 

ويعود عطاالله بالذاكرة الى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الى العاصمة الفرنسية عندما قر رأي اللبنانيين على تنظيم تحرك احتجاجي للمطالبة بجلاء الجيش السوري عن لبنان وكان القرار باعداد كتاب عن ممارسات الجيش السوري ضد اللبنانيين الاحرار، اطلق عليه اسم "كتاب سوريا الاسود في لبنان" وحينها رفض عون تسديد اي مبلغ لدعم مشروع طبع هذا الكتيب الذي جرى توزيعه على مختلف الدوائر الفرنسية الرسمية والحزبية وشارك في تمويله على نفقتهم الخاصة كل من رئيس "التجمع من اجل لبنان" سيمون ابي رميا وقسم الكتائب اللبنانية في فرنسا والصحافي عطاالله نفسه.

 

ويروي عطاالله واقعة اخرى حدثت عام 2000 عندما رفع المحامي شبلي ملاط دعوى امام المحاكم البلجيكية ضد رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون بتهمة ارتكاب مجزرتي صبرا وشاتيلا، وقر رأي الناشطين اللبنانيين في فرنسا وبلجيكا على رفع دعوى مماثلة في شأن قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وقاموا بإستحضار وكالات قانونية من اهالي عشرة معتقلين وباشروا المعاملات القضائية ودفع المال والرسوم الى مكتب المحامي بيار آلار في بروكسل المكلف متابعة الدعاوى، استناداً الى وعد بالدعم من العماد ميشال عون الذي عاد وتراجع في اللحظة الاخيرة مبرراً ذلك بان القضية ستحل عند عودته الى لبنان.   

 

2 كانون الأول/2008