صفعة لمقولة الصفقة

بقلم/بيار عطاالله

النهار 29 تموز 2005

 

كلمة العماد ميشال عون امام مجلس النواب امس صفعة كبيرة لمجموعة من الادعياء الذين لم يكفوا عن ترداد مقولة "الصفقة" التي اتهم بعقدها مع سوريا والموالين لها من اجل عودته من المنفى الى لبنان. بكل بساطة وباللغة العامية اللبنانية أفهم العماد عون المصطادين في الماء ما أراده "التيار الوطني" وما هو خطه السياسي دون لف ودوران.

 

أ – مسألة حقوق الانسان في لبنان ووجوب احترامها انطلاقا من حل قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وهي القضية "التابو" التي حرّم الكلام بها وعنها طيلة زمن الاحتلال ولم يجرؤ إلا قلة على الاشارة اليها وباقتضاب وبالرموز.

 

ب – مسألة المس بقدرات الجيش ومؤسساته واستهانة التطاول عليه من السياسيين، فكان الكلام دقيقا ومن موقع الخبير في المؤسسة العسكرية عن أهمية اعادة هيكلة هذه الاجهزة ودعمها كي لا يبقى البيت اللبناني مشرعا امام العابثين وقطاع الارزاق والأعناق ومن هنا أهمية تشديد العماد عون على التمييز بين المؤسسة وتصرف بعض الافراد، انتبهوا الجيش عماد الحل.

 

ج – دخول العماد ميشال عون الى المنطقة الحرام في الكلام على ترسيم الحدود وهي المسألة – الذريعة المعلنة لاستمرار حمل السلاح من بعض اللبنانيين. ومنطق العماد هو دعوة صريحة الى تحديد زمن المقاومة ومدتها كي لا يستمر لبنان رهينة الصراع العربي – الاسرائيلي فيما تهدأ كل الجبهات العربية وتهتم ببناء مجتمعاتها واقتصاداتها بعيدا عن الحروب والقتال.

 

د – أسقط عون امس كل المحرمات عندما عرض لقضية أهالي الشريط الحدودي وجزين وما تمثله من مأساة انسانية.

 

ليس كل من نزح الى اسرائيل عميلا لها واكثر النازحين من الفلاحين البسطاء الذين أجبرتهم الايام على حمل السلاح، كما قال العماد عون للدفاع عن أرضهم وعرضهم أولا ثم لاحقا للارتزاق والعيش بعدما سدت كل الآفاق في وجههم.

سقطت "الصفقة المزعومة" أمس بالضربة القاضية وأكاد أجزم بان المروجين لهذه "الصفقة" قد سقطوا منذ زمن طويل نتيجة سياسة الصفقات والاستزلام والاستتباع.

 

لمن لا يعرف العماد ميشال عون لا ضير ان يتعرف اعتبارا من الامس الى شخصية لبنانية ملتصقة بآلام الناس ووجعهم وتعرف كل حبة تراب وقرية وبلدة في لبنان.