معركة تلفزيونية غير متكافئة

بقلم/فؤاد عواد

 

قبل خمسة اشهر من موعد الانتخابات النيابية المقررة تبدو قوى 14 اذار المسيحية في وضع اعلامي لا تحسد عليه، محاصرة بين محطة تلفزيون lbc التي كان مقدراً لها ان تكون ساعدها الايمن في الصراع على لبنان لكنها اتخذت موقف الحياد على ما يبدو، وتلفزيون OTV التابع للتيار العوني الذي يخوض حملة اعلامية لا هوادة فيها لغسيل دماغ الراي العام المسيحي واقناعه بخيارات النائب ميشال عون في محاولة لاستعادة ما جرى في انتخابات 2005 تحت شعار الدفاع عن المسيحيين.

 

يقول المتابعون ان اوضاع مسيحيي 14 اذار كان يمكن ان تكون افضل بكثير في ما لو احسنوا تنظيم انفسهم اعلامياً، اما بمحاولة الفوز بود ادارة lbc او اطلاق مؤسسة اعلامية اخرى يخاطبون من خلالها الراي العام المسيحي، وكان يعول على محطة MTV لكي تتولى هذه المهمة، لكن الايام تمر وساعة المعركة الانتخابية تقترب وال MTV الموعودة لم تظهر بعد على الشاشة الصغيرة، في حين تتولى محطات قوى 8 اذار الحملات الاعلامية في شكل منهجي ومدروس لا يعف عن شيء من المواضيع الا ويتناوله بالنقد والتجريح والتشهير والحق دائماً على "قوى 14 اذار" التي تحولها هذه المحطات التلفزيونية وزر كل السلبيات على الاراضي اللبنانية وخارجها.

 

يقدم المهتمون بملف MTV اسباباً غير واضحة لعدم عودة المحطة الى البث فتارة يردون الامور الى قرار عائلة المر التي اعطت اسمها للمحطة وتارة اخرى يردون الامر الى مسائل التمويل والنفقات وما الى ذلك. لكن الاكيد ان المحطة لن تبصر النور قبل الانتخابات ويتوجب تالياً على قوى 14 اذار ان تخوض صراعاً اعلامياً قاسياً عماده التلفزيون حيث تنعدم امكانات تكافوء القوى والفرص حيث يواجه تلفزيون "المستقبل" وحيداً محطات 8 اذار التي تضم ائتلاف "المنار" و"التلفزيون الجديد" و"اورانج تيفي"، في حين تمارس ال lbc  سياسة اعلامية غامضة يجهد المحللون السياسيون في تفسير مغازيها ومعانيها الكثيرة التي وصلت الى حد استهلال نشرة اخبرا الثامنة بالمؤتمرات الصحافية لوئام وهاب وناصر قنديل كلاهما من فصحاء النظام السوري في لبنان والناطقين باسمه.

وينقل العاملون في lbc  تبريراً لمسلك محطتهم انهم سمعوا كلاماً صريحاً خلال احد الاجتماعات العامة التي تنظمها ادارة المؤسسة للصحافيين العاملين فيها عن العودة السورية المحتمة الى الامساك بالحياة اللبنانية وانه لا بد من ترتيب وضع lbc   لملاقاة النظام السوري وتجنب استثارته. والمحطة في خطوتها هذه انما تستعيد فصولاً سابقة تحولت فيها وبضغط من النظام الامني السوري الى بوق لتنفيذ عملية غسل دماغ للرأي العام اللبناني عموماً والمسيحي.

 

ينقل العاملون في المؤسسة اخباراً ربما كانت مبالغة عن حجم الضغط الذي يتعرضون له من اجل حجب اخبار قوى 14 اذار المسيحية وخصوصاً حزب القوات اللبنانية وقائده سمير جعجع الذي يخوض صراعاً قضائياً مع رئيس مجلس ادارة المحطة بيارو الضاهر لاستعادة حقوق الوقات في المؤسسة.

 

لكن الاكيد ان القائمين على قسم الاخبار والبرامج السياسية في lbc ما عادوا ليكتفوا بخصومتهم مع سمير جعجع ومنع المراسلين والمصورين من الذهاب الى مقر سكنه في معراب لتغطية نشاطاته، بل اصبحوا من المنظرين للسياسة الممالئة لسوريا في لبنان يحجبون اصوات معارضي سوريا ويستضيفون مناصريها بوفرة يقول مناصرو 14 اذار المسيحيون انها لا تليق بالمحطة التي اسسها بشير الجميل بالتعاون مع المخرج المخضرم الفرد بركات من اجل مقاومة الاطماع السورية في لبنان.

 

والسؤال الكبير يختصر بكلمات: كيف سيخوض مسيحيو 14 اذار معركتهم في ظل انعدام التكافؤ الاعلامي في شكل فاضح ؟

 

22 كانون الأول/2008