ليت الزمن يعود الى 14 اذار 2005

بقلم/بيار عطاالله

ليت الزمن يعود الى  14 اذار 2005 ويتوقف هناك، ذلك النهار كم كان رائعا، اجمل من كل شيء وواعدا اكثر من كل كنوز الارض.

 

اعتقدنا اننا وصلنا اخيرا الى شاطئ الامان، وانه يحق لنا كلبنانيين مقيمين ومغتربين ان يكون لنا مكان تحت شمس هذا العالم بعيدا عن اخبار الحروب والمجازر والقتال، وانه سيكون لنا في نهاية المطاف بعد الحروب والاحتلالات والقهر والظلم، دولة ووطن مثل كل شعوب الارض.

 

ليت الزمن يعود الى ذلك اليوم ويتوقف هناك، عند مشهد الحشود الهادرة الصاخبة وجبران تويني محرضا على القسم الذي طالما حلم به وعمل من اجله، اما شحنات الامل والفرح التي رافقته فكانت افضل من كل شيء وتختصر كل فرح اللبنانيين بالخلاص من كابوس الظلم الطويل.

 

كنا نشاهده على التلفاز من فرنسا، كان جبران يتلو القسم ويهز رأسه بانفعال وصلابة وحركة الرأس لا تتوقف تأكيدا على كل كلمة،  وراحة يده المرفوعة عاليا في وضعية القسم، كمن يلقن اولاده درسا يجب ان لا ينسوه ابدا، في الوقت الذي كانت دبابات الاحتلال السوري ترحل الى ما وراء الحدود ومعها كل زمن الوصاية والهيمنة والتبعية.

 

ليت الزمن  يعود الى 14 اذار 2005، ويتوقف هناك عند زهر اللوز، وتثبت الصورة على مشهد الزحف الى وسط الوطن، وتتوقف عند جبران تويني تويني وبيار الجميل وهما يضحكان فرحا لانتصار مشروع الوطن على المحافظة، والاستقلال اللبناني على التبعية، وقضية المسيحيين في الحرية وقد تحولت قضية كل اللبنانيين. 

 

ليوم واحد فقط بدا ان اكثر اللبنانيين قد تجاوزوا خلافاتهم وصراعاتهم وخلافاتهم الابدية، من اجل ما قالوا انه الحقيقة والحرية والسيادة والاستقلال وحلم الوطن.

لكن ذلك اليوم انقضى واغرقوه بالدم والبارود وصور الشهداء الذين ماتوا ليحيا لبنان، وكأن هذا اللبنان لا يحيا الا بدم الشهداء ولا يرتوي مثل الاساطير المخيفة.

 

ليت الزمن يعود الى 14 اذار 2005 ويتوقف هناك عند صوت الاجراس والمآذن تدعو اكثر اللبنانيين الى الربيع الآتي قبل ان يدهمهم ملاك الموت.

 

 بيروت في 14 أذار 2007