"لجنة دعم المعتقلين" نفت وفاة بطرس خوند في السجن السوري

رئيس الحكومة اجتمع مع لجنة متابعة وطلب تقريرا خلال 3 ايام

بقلم/ بيار عطالله

14/5/2007

 

استقبل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قبل ظهر امس في السراي الكبير، اللجنة المكلفة متابعة قضية المفقودين في السجون السورية في حضور وزير الشباب والرياضة احمد فتفت والامين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي. واوضح الوزير فتفت ان الاجتماع خصص لتقييم عمل اللجنة المكلفة متابعة قضية المعتقلين اللبنانيين في لاسجون السورية بعد مضي عامين على انشائها. ولفت الى انه تم الاتفاق على رفع تقرير كامل الى رئيس الحكومة خلال ثلاثة ايام لتوضيح المعوقات التي منعت اللجنة من انجاز مهمتها بفاعلية.

 

هذا اللقاء يعقب سلسلة تطورات متلاحقة في ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، كانت بدايتها اجتماع عاصف بين احد الوزراء الفاعلين في الحكومة واعضاء من "لجنة دعم المعتقلين في السجون السورية"، اصر فيه اعضاء اللجنة على اتهام السلطة بالانتقائية في معالجة الملفات وعدم الجدية في التعاطي مع الانتهاكات التي قام بها النظام الامني السوري – اللبناني المشترك من عمليات خطف وتعذيب واعتقالات تعسفية.

 

اضافة الى التقصير في ضم ملف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية الى الملفات التي تطلب الحكومة من الامم المتحدة ايلائها الاهمية، وخرج وفد اللجنة من اللقاء بوعد بأثارة ملف المعتقلين بكل جدية وتحويل شكوى رسمية الى الامم المتحدة في هذا الشأن للمطالبة بتكشل لجنة دولية في هذا الموضوع وأتت اخبار الكشف عن بقايا عظام في طرابلس قرب مركز الاستخبارات السورية سابقا لتدفع الامور قدما في اتجاه احتمال ان تتعاطى الحكومة اخيرا بجدية مع هذا الملف، خصوصا ان احد مطالب اهالي المعتقلين ومنظمات حقوق الانسان هو تشكيل لجنة مشتركة تضم مجموعة من الخبراء في عمليات الحفر ومنظمات حقوق الانسان والحكومة اللبنانية للتنقيب في محيط كل مواقع الاستخبارات والتي يظن ان ثمة لبنانيين دفنوا قربها. علما ان الامور ليست حكرا على مركز الاستخبارات السورية في شارع مار مارون في طرابلس، بل هناك مواقع اخرى قرب مركز البوريفاج وحمانا ومعمل البصل في عنجر وغيرها.

 

يؤكد اهالي المعتقلين ان لا مفر من احالة القضية على مجلس الامن فشل اجتماعات "اللجنة اللبنانية-السورية المشتركة" في التوصل الى حل لهذا الموضوع، رغم اللائحة الطويلة من الاسماء والمدعمة بوقائع وشهادات الاهالي. اضافة الى فشل "ورقة التفاهم"  الموقعة بين "التيار العوني" و "حزب الله" في تقديم اي جواب على لائحة من 25 معتقلا  (نشرتها النهار كاملة مع الصور والوثائق) سلمها الاهالي الى وفد مشترك من الحزبين.

 

وما يزيد من الحاح الاهالي وتصلبهم ما شاع امس بين العائلات والاوساط الحزبية المسيحية عن وفاة عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند، استنادا الى ما نشره موقع الانترنت السوري "الحقيقة"، والذي اورد معلومات نسبها الى مصادر داخل الاستخبارات السورية عن وفاة معتقل لبناني متقدم في العمر داخل احد المستشفيات العسكرية السورية نتيجة مرض سرطاني ادى الى نقله الى المستشفى ووفاته لاحقا فيه.

وذكر الموقع الالكتروني ان هذا المعتقل قد يكون عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند والذي خطف من امام منزله في سن الفيل في عملية غامضة، اجمعت منظمات حقوق الانسان وحزبي الكتائب والقوات اللبنانية على اتهام النظام الامني السوري-اللبناني المشترك بتنفيذها من اجل القضاء على احد مفاتيح التحرك الشعبي والتنظيمي لدى حزبين مسيحيين كبيرين

 

منسق "لجنة دعم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" غازي عاد نفى صحة ما نشرته "الحقيقة" جملة وتفصيلا، وقال ان لا شيء واضح في هذه المعلومات ولا قرينة او مجرد واقعة تثبت صحتها، وكشف ان منظمات حقوق الانسان تلقت دائما معلومات او اخبار عن وجود بطرس خوند في المعتقلات السورية، منها ما ذكرته احدى المفرج عنهم عن وجوده في سجن فرع فلسطين، وانه كان في عزلة عن الاخرين تماما داخل الزنزانات الافرادية.

 

في حين تحدثت معلومات اخرى عن وجوده في سجن صيدنايا ايضا بمعزل عن المعتقلين الاخرين. وذكرت معلومة ثالثة انه موجود لدى الاستخبارات الجوية السورية احد اقوى الادارات الامنية السورية واكثرها فاعلية ايضا في معزل عن العالم الخارجي.

 

وذكر عاد انه ومنذ حوالى سنة ونصف حضر احد المدنيين السوريين الى خيمة اعتصام اهالي المعتقلين قرب مبنى الامم المتحدة وادعى انه كان يعمل مجندا بصفة ممرض في احد المستشفيات العسكرية السورية وانه شاهد بطرس خوند وتحدث اليه شخصيا. وامام هذه الحالة ونتيجة المعاناة الكبيرة لأهالي المعتقلين مع الانتهازيين وصيادي الفرص الذين يطلبون مالا مدعين معرفة مكان المعتقلين ومصيرهم، فقد طلبت اللجنة من الممرض السوري اثباتا صغيرا او احضار ولو شعرة صغيرة من بطرس خوند لمقارنتها مع الحمض النووي لأولاده واشقائه للتأكد من وجوده على ان يصار لاحقا الى دفع المال "المكافأة" على هذا الاكتشاف الانساني، لكن الممرض السوري ذهب ولم يراه احد مرة ثانية

.

وروى عاد الذي اصبح خبيرا في شؤون المعتقلات السورية ان هناك معلومة اخرى يحملها احد الموقوفين في سجن رومية ويرويها بأستمرار: انه التقى عضو المكتب لاسياسي الكتائبي بطرس خوند في سجن الحسكة السوري داخل سجن عادي خلال فترة اعتقاله هناك، وان خوند اقام معتقلا في الحسكة مدة قصيرة قبل نقله الى مكان اخر. ويصر نزيل سجن رومية على التأكيد انه شاهد خوند شخصيا وانه ميز صورته عن السجناء الاخرين من سوريين وعرب. وفي انتظار جلاء الحقيقة يؤكد الاهالي المعتصمين و"لجنة دعم المعتقلين" ان الحل الوحيد هو احالة القضية على الامم المتحدة وان لا شيء عاد يجدي نفعا مع الادارة السورية في حل هذه القضية.