أبجدية الإستقلال مكتوبي باللهجة اللبنانيي

بقلم: بول خيّاط

مقدمة:

من مدّة  وقبل نيسان 2005 ، يعني قبل الإنسحاب السوري من لبنان، طلبت بعض الجهات اللبنانيي بضرورة تعليم الطلاب والتلاميذ بالمدارس والمعاهد المفهوم الصحيح للسيادة والحرية والإستقلال، لحتى يكونوا الطلاب على علم واضح لهالمفاهيم والمبادىء الوطنية السامية المعترف فيها بكلّ دول العالم الراقي والمتحضّر.

 

ولكن للأسف، إعتبرت بعض الجهات؟ بالبلد، إنّو هالطرح هو طرح طائفي وعارضتو وقفت بوجّو، وأكتر من هيك، إتهمت هالجهات كلّ اللي عمّ يطالبو بتوضيح هالمفاهيم للأجيال اللبنانية بإنهن طائفيين وعمّ بيسمّموا عقول الشبيبة بأفكار طائفية وغير وطنية؟؟!! ومع كل هيدا كلّو، بتعتبر هالجهات حالها إنها لبنانيي ووطنية كمان، وزيحوا من الدرب ...!!!

 

هون بنحبّ نطرح عليهن هالسؤال البسيط: ليش لبنان السيّد والحرّ والمستقل هوّي وطن لطائفة لبنانية معيّنة دون غيرها؟ وإنو الوطن بغير هالمواصفات بيكون لطايفة معينة من الطوائف دون غيرها؟!

 

 وعلى هالأساس بنحب نسأل إذا كانت الجهات اللي عمّ بتمانع بتوضيح هالمفاهيم حقيقة مقتنعة باللي هيّي عم بتقولو؟؟؟ وبنسألها:  شو نفع الحوار بين اللبنانيي اللي كلّ مدة ومدة بيتنطحوا وبيباطحوا حتى يقعدوا على طاولتو المخلّعة إجريها ومشلولة، طالما اللبنانيي- إسمالله عليهن- بينقسموا وبيختلفوا وبيتصادموا ع أبسط مبادىء العلوم الدستورية بالعالم كلّو؟ وبيختلفوا على موضوع سيادة الأوطان وحريتها واستقلالها؟؟؟ ومتل كأنو اللبنانيي عم يقرا كلّ واحد منهن عن هالمفاهيم بكتب مختلفة ومتناقضة، مع العلم بإنو اللبنانيي بيعترفوا بكلّ المناسبات بشي بيسمّو:" المبادىء والمسلّمات الوطنية". فإذا كانت الحّرية والسيادة والإستقلال مش من المسلّمات البديهية بين أبناء الوطن الواحد؟! أكيد  بيكون في خلل بشي مطرح، يعني بيكونوا اللبنانيي منقسمين على أهمّ مكّونات الوطن.

 

 ولكن بالواقع ما حدا بيظنّ إنو اللبنانيي بين بعضهم منقسمين ع هالمبادىء متل ما عمّ بيحاول البعض يصوّرهن مختلفين وعم يتصارعوا...؟؟!!

 

وبمناسبة ذكرى الإستقلال، أو عيد الإستقلال، و" عيد بأية حال عدت ياعيد؟؟"  ولحتى ينحسم هاللإنقسام السياسي المفتعل واللي ما بيخدم أبدا مصلحة لبنان وكينونتو وديمومتو، بنحبّ نعطي لـ طلابنا وتلاميذنا اللي هنّي بدون  شكّ رجال مستقبل لبنان المشرق، فكرة، باللهجة اللبنانية، عن أبجدية الإستقلال لـ حتى يفهموها بكلّ بساطة وعفوية.

 

أبجدية الإستقلال:

ألف- إنك تكون سيّد ع أرضك، وما بيشاركك بالسيادة عليا ولا حدا.

 

 بيه-  تكون حدود بلادك تحت رقابتك إنت وحدك، و وحدك إلك الحقّ تسمح أو تمنع الغريب يدخل عليا بموافقتك، ومشّ داشرة و مفتوحة لمين ما كان، وخاصة للّي ما بيحترمو شي ولا عندن لياقة.

 

تيه-  يكون جيشك الوطني هوّي الجيش الوحيد اللي إلو الحقّ بإنّو يحافظ على حدود بلادك وأرضك، وإلوالحرّية إنو يدخل ع كلّ منطقة من دون ما يستأزن حدا من برّا .

 

ثيه - إنك تكون وحدك حارس حدودك وسيّد عليا وما تخللّي حدا غيرك يفتحلك معركة عالحدود ساعة اللي هوّي بيريد، وبيقللك إنو العدو عالحدود هوّي عدو مشترك ويعطيك درس بالوطنية  ويقلّك بإنك لازم تحرّر أرضك المحتلّة بالمقاومة؟؟ وهوّي عم يمنع كلّ أشكال المقاومة على حدودو الهادية والآمنة .

 

جيم- إنك تسعى بكلّ طاقاتك الدبلوماسية وتستعمل كلّ صداقاتك الدولية لحتى تسترجع أرضك المحتلة، مش إنك ترفض إسترجاعا وتعلقو ع شرط إنو جارك يسترجع قبلك أرضو المحتّلة، يعني بتكون عم ترهن أرضك لتحرّر أرض غيرك.

 

حيه- بيكون كلّ شعب الدولة عم يتمتع بالحّرية والكرامة والمساواة قدّام القانون، وما حدا أحسن من حدا لأنو بيخصّ فلان أوفلان، أو لأنو من الطايفة الفلانية أو الفلانية.

 

خيه- بيكون لكلّ الناس حريّة الرأي والتعبير والمعتقد الديني أو السياسي وبدون ضغط أو ترهيب.

 

دال - إنك بتعرف النسبة الخطرة للغربا على أرض بلادك واللي هيّ 4% حسب كلّ علما الإجتماع، وإنو الدول القديمة والجديدة الّلي ما فهمت هالخطر راحت عليا والتاريخ مليان بالأمتال اللي بتسبّت هالحقيقة.

 

ذال- إنك تكون حرّ تعطي جنسية بلادك للّي بتشوف إنو هوّي حقيقة بيستحق شرف هالجنسية، ومش لحتى تحلّ مشاكل شعوب غيرك على حساب شعبك.

 

ريه- إنك تعرف إّنو ولا دولة بالعالم منحت جنسيتها لعدد من الناس بالكميّة اللي إنعطت فيا الجنسية اللبنانية وبالطريقة اللي عم تنعطى فيا. وإنو هالطريقة هي تدويب للشعب اللبناني وتغيير لشخصيتو ولكيانو.

 

زين- إنك تكون حرّ ببلدك وما حدا غيرك من برّا بيرسملك حدود حريتك أو يقيّدها.

 

سين- إنك تكون سيّد على كلّ أرض بلادك ومش مستسني منها شبر واحد، وما بتفرق إذا كان هالشبر من

الأرض بالشمال أو بالجنوب أو بالجبل أو بالبقاع أو بأي منطقة من لبنان.

 

شين - إنك تحبّ كلّ ولاد بلدك ومش مستسني منهن ولا واحد وشو ماكانت طايفتو أو دينو أو معتقدو السياسي . وما تنسى إنو مطلع نشيد بلادك بيقول:" كلّنا للوطن "، ومش " كلنا عالوطن " .

 

صاد-  ما بيكون لأي دولة، غير دولتك، حق إحتجاز المواطنين ع أرض وطنن، ونقلهن لـ حبوس خارج الحدود، ومن دون محاكمة كمان.

 

ضاد-  بتكون صلاحية محاكمة المجرمين اللبنانيي والأجانب من صلاحية القضاء  اللبناني وحدو، ويمكن

يصير تسليم المجرمين الأجانب ولكن حسب ألإتفاقات الدولية وبالمعاملة بالمتل.

 

طه-  ما بيكون ع أرضك جزر قضائية غريبة بتحاكم الناس على أساس قوانينها هيّ ومش سئلانة عن

محاكم دولتك.

ظه-  بتكون سياستك الخارجية مستقلّة وما تكون مقطورة بغيرها بأي شكل من ألأشكال.

 

عين- إنك تعقد المعاهدات والإتفاقات اللي بتناسب مصلحة وطنك العليا ومصلحة شعبك وعلى أساس

المساواة بين المتعاهدين، وأبدا  مش على أي أساس تاني ومهما كانت الظروف.

غين-  ما في شي بيمنع أبدا إنّو يكون في تنسيق مع الدول ولكن على أساس المساواة الكاملة والإعتراف المتبادل بالوجود لكلّ الأطراف. 

 

فيه-  بتكون قراراتك الإقتصادية نابعة بس من مصلحة بلادك ولمصلحة شعبك بسّ، وغير هيك ما بتكون

مستقل أبدا ... 

 

قاف-  تكون إنت وحدك مصدر قراراتك، وما حدا من برّا إلو حقّ يقللك كيف؟ و وين؟ وأيمتين؟ بتاخد قرارك.

 

كاف- بتكون الكرامة والعنفوان هنّي وحدهن اللي بيملو عليك كلّ تصرفاتك ببلدك وبالخارج

 

لام-  بتكون مستقلّ، وقت اللّي بتآمن عن قناعة ومش عن تبجّح فارغ  بإنو بلادك وشعبك عطوا تلت

الإنجازات الحضارية اللّي بعدها لهّلق أساس الحضارة الإنسانية .

 

ميم-  مسؤوليتك، كمسؤول، إنك تفتخر بعراقة شعبك ومقدرتو على الخلق والإبداع وعلى ممارسة

الديمقراطية الصحيحة إذا إنفسحلو المجال، مش تعتبرو قاصر!!! ومع إنّو وبالمطلق، الوصاية على القاصر، ما بتكون من قاصر تاني..

 

 نون- تكون قوانين الإنتخابات موحّدة لكلّ المناطق، مش مفصّلة تفصيل على قياس فلان وفلان ،هون كمّ قصير وهونيك كمّ طويل، هون صيفية وهونيك شتوية، هون ممكنة وهونيك مش ممكنة ، هون هيّنة  وهونيك صعبة ....

 

هيه-  بتكون الأنتخابات الحرّة والنزيهة هيّي وحدها اللّي بتجيب النواب وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير

وبتنعمل مهما كانت الظروف، ومش مظبوط ولا  صحيح ينقال إنو الظروف الإقليمية ما بتسمح بإجراء

الإنتخابات، وخلّينا نمدّد للمجلس وللبلديات ونعيّن المخاتير، هيدي بالعلم الدستوري بيسمّوها هرطقة، مش ديمقراطية. وبعدين: ليش هالظروف طالما هيي إقليمية متل ما عمّ بيقولوا، بتسمح تصير الإنتخابات بكلّ الدول الأقليمية المجاورة؟؟؟ وما بتسمح تصيرالإنتخابات  بلبنان بسّ؟؟ ليش هنّي بسمنة واللبنانيي بزيت ؟؟!!!

 

واو-   بتكون مستقلّ، وقت اللّي بتقدر تحافظ على كلّ شبر من مساحة أرضك وضمن حدودك المعترف فيا

دوليا، وتعتبر بالإيمان والقول والفعل بإّنو بيروت هي عاصمة بلادك، وهي وحدها مركز كلّ السلطات.

 

ييه - بتكون زيارات المسؤولين  للخارج، بالشكل والمستوى والعدد، متبادلة وضمن حدود البروتوكولات

الدبلوماسية المعروفة دوليا، مش زيارات متسلسلة ومن طرف واحد. وإنوالحاكم والمسؤول، بيزورالدول

 ساعة اللي هوّي بيريد....

 

هيدي هيّي بكل إختصار ووضوح أبجدية الإستقلال ، وكلّ شي غير هيدا هوّي تخبيص برات الصحن ، وإذا كانوا اللبنانيي مش متفقين على هالمبادىء ، فإذن على شو متفقين ؟؟؟ يمكن بعضهن مفتكر إنو البلاد بتتعمّر وبتزدهر على مبدأ "عنزة ولو طارت"، بس يا حسرتي هالمبدأ مش راح يوصلنا إلا ليطير لبنان من بين إيدينا ونحنا عم نختلف عالمبادىء والمسلّمات ... يسلم دياتكن ويديملنا وجودكن... وإذا كانت هالغزلة غزلتكن؟؟  إيه حرير راح يلبس لبنان ؟؟؟

21  تشرين الثاني 2006