مشروع
دمقرطة
الشرق الأوسط
الكبير !!!
هل
يكون لبنان هو
البلد المؤهل
لإعطاء دول الشرق
دروسا في
الديمقراطية
بقلم: بول
خيّاط
الحلقة
الخامسة عشرة
ملاحظة
هامة : نلفت إنتباه
القراء
الكرام الى
أنه تمّ إعداد
هذه الدراسة
قبل الحرب
الحاقدة التي
شنتها
إسرائيل على
لبنان
ما بين 12 تموز
و 14 آب 2006.
مقدمة
الحلقة
الخامسة عشرة:
بعد
أن إستعرضنا
في الحلقات
السابقة
تصوّرنا حول
المهمّات والوظائف
التي نقدّر
أنها ستلقى
على عاتق من يتولى
مهمة نشر
الديمقراطية
في الشرق
الأوسط الجديد،
وعددنا
الشروط
والمؤهلات
التي يقتضي
توفرها في
المرشح لهذه
المهمّة،
وتساءلنا من
تراه يكون
كفأ
لهذه
المهمة؟ ثم
بدأنا نستعرض
مؤهلات لبنان
ومدى إنطباقها
على هذه
الشروط ؟؟؟
وتحدثنا
عن عروبته ومدى
إلتزامه
بالقضايا
العربية..ومع
أن
دبلوماسيته
خدمت القضية
العربية،
فبدل أن يكون
العرب أوفياء
له خوّنوه وهدّموه
وتفرجوا عليه
وهو يحترق...
إستعرضنا
شرط المعرفة والإنفتاح
على الآخرين
وأثبتنا أن
موقع لبنان
الجغرافي على شواطىء
المتوسط
أعطاه آفاقا
حضارية واسعة
فأصبح " أرض
اللقاء
La
terre de rencontre " ،
وتحدثنا عن
المساواة بين
المواطنين
رجالا ونساء
كمقوّم أساسي
في النهج
الديمقراطي و
تطرقنا الى
إحترام
لبنان
للحريات
العامة
وتقديسه
لحرية التعبير
عن الرأي وفي
الحلقة
الأخيرة
وصفنا ماهي
عليه حالة
الحريات
العامة في
سائر الدول
العربية
المجاورة
والبعيدة،
وشددنا على
واقع أن لبنان
المعافى هو
لمصلحة العرب
، وأستعرضنا
مختلف أنواع
الأنظمة
الدستورية في
العالم،
والسلطات
الرئيسية في
كل نظام
ومقوماتها
وصلاحياتها
وتحدثنا بوجه
عام عن
الدستور وعن
مبدأ فصل السلطات
كركيزة ثابتة
من ركائز
الديمقراطية،
ورأينا أن
السلطة
التشريعية
يجب أن تكون
ممثلة حقيقية
للشعب. وأن
التمثيل
الصحيح هو نتيجة
مباشرة لإنتخابات
حرة ونزيهة .
وشددنا على
تمسّك
اللبنانيين
بالدستور
كتمرّس
ديمقراطي،
وبحق
المعارضة وإعتماد
المساءلة
والمحاسبة،
وبالمقارنة
فإن السجون
العربية تعجّ
بالمعارضين
الذين
يتجرؤون على
المطالبة
بالديمقراطية،
الأمر الذي يدفع
الشعوب الى
حصر إهتمامها
بلقمة العيش
فقط . ثمّ
تحدثنا عن
ظاهرة ديمقراطيات
الـ 99%
والتذرع بحجج
الظروف
الراهنة،
وأكدنا على الظاهرة
الواقعية"
كما تكونون
يولّى عليكم"..
وأظهرنا
أن لبنان
يستطيع أن
يعلّم العرب
الديمقراطية
إذا أرادوا أن
يتعلموا. وفي
الحلقة
الأخيرة شرحنا
أهمية العلم
والتعليم في
الممارسة
الديمقراطية
وبينا كيف أن
الأميّ
لا يستطيع-
لجهله -
ممارسة الديمقراطية
ممارسة
صحيحة، لذلك
فهو يبصم دون أن
يفهم، وقلنا
أن البصم ليس
محصورا
بالأميين لأن
هناك سياسيين
مثقفين ومع
ذلك فهم يبصمون"
على العمياني"
وبالعشرة
على المشاريع
التي تقدّم لهم
ودون
مناقشتها.
وخلصنا الى
القول بأن
التصويت في
النظم
الديكتاتورية
وغير
الديمقراطية
يتلازم مع
غريزة حب
البقاء لأن
الناخب لا
يستطيع
معاندة
الحاكم.
والآن
نتابع
البحث
لبنان
مثالا
رائعا
للتعليم
الراقي
ونظرا
لأهمية العلم والتعليم فقد
كان لبنان
مثالا رائعا
للعلم
والمعرفة،
وتمكّن من محو
الأمية بنسبة
عالية جدا
جعلته يحتل
مرتبة متفوقة
في خفض نسبة
الأميين
مقارنة مع
سائر دول
المنطقة ...
وكان نظامه
التعليمي
راقيا
ومتطورا جدا،
الأمر الذي جعله
قبلة
للأنظار...
وكانت
الشهادات
التعليمية اللبنانية
تفوق في
مستواها المستويات
التعليمية في
كلّ الدول
العربية ... ويوم
كانت هذه
الشهادات في
تنوع برامجها
وكثافة موادها
تعادل شهادات
أرقى الدول
الغربية، كان
الطلاب
المقصّرون في
نيل هذه
الشهادات يرتادون
معاهد بعض
الدول
العربية
للحصول على شهادات
هي أقل مستوى
من مستوى
الشهادات اللبنانية.
وبسبب تسييس
العلم
والتعليم، من
قبل بعض
السياسيين المحدودي
الأفق في
لبنان، أو
لغايات دفينة
في نفوس الذين
أجازوا
معادلة
الشهادات
المستوردة
بالشهادات
اللبنانية،
وقبولها
للتسجيل في
الجامعات،
تدنّى مستوى
التعليم في
لبنان ... ومع ذلك
ظلّ
المتخرجون
الجامعيون
على أساس
الشهادات
اللبنانية
متفوقين على
أترابهم
الذين إنتسبوا
الى
الجامعات على
أساس
الشهادات
المستوردة.
وهذا واقع
ملموس ومعيوش،
رغم أن كثيرين
يطمسون
رؤوسهم في
رمال التعنّت
... والتبجّح
الفارغ... "
وعنزة ولو
طارت" ... ولكن
التجارب
أثبتت بشكل لا
يقبل الشك
أنهم مخطئون،
لأن التفاوت
الكبير بين
هذين المستويين،
ظهر بوضوح بإستثناء
بعض الشواذات
القليلة جدا.
...نهلوا
العلم في لبنان
ثم هجوه...
وإن
أعظم دليل على
تفوق المستوى
التعليمي في
لبنان هو أن
معاهده
وجامعاته
كانت تستقبل،
وبكثرة
ملحوظة،
أبناء
العائلات العريقة
وأبناء
السياسيين
الوافدين من
معظم الدول
العربية
ليستقوا منها
العلم
والمعرفة والثقافة
ويحتكّون
بالأفكار
المتحررّة والتيارات
الفكرية التي
كانت معاهد
لبنان وجامعاته
توفرها لهم...
بخلاف ما كانت
توفره لهم
معاهد دولهم
وجامعاتها. وقد
تخرجّت من
المعاهد والجامعات
اللبنانية
أفواج كبيرة
من الطلاب من
مختلف الدول
العربية
الذين تبوأوا
مراكز سياسية
مرموقة في
بلادهم، ومع
ذلك فإن معظم
المواقف
المتصلّبة
لهذه الدول ضد
لبنان أتت
وبكلّ أسف
وخيبة أمل،
من بعض
رجالات
السياسة
الذين تلقنوا
العلم في
معاهده وجامعاته
فصدق في بعضهم
قول الشاعر:
... وكم
علّمته نظم
القوافي ولما
قال قافية
هجاني
ويا
حبّذا لو إقتصر
" وفاء !! "
هؤلاء " النشامى
!!"
على الهجاء
فقط، لأنهم في
الواقع غالوا
كثيرا في هذا
"
الوفاء ؟؟!!" مطبقين
بالأفعال قول
الشاعر نفسه:
أعلّمه
الرميّة كلّ
يوم ولما
إشتدّ
ساعد رماني ....
وللأسف
لم يكن هذا هو
تصرّف من نهل
العلم والمعرفة
من معاهد
لبنان فقط ،
بل تصرّف من إستجار
بربوع لبنان
الآمنة عندما
فرّ غير معزز
ولا مكرّم
هاربا من
بلاده وجور
نظامها
السائد، ليحتمي
في الواحة
اللبنانية
الآمنة.
ولما إنقلب
دولاب الزمن
والسياسة
وتبوأ
الفارون
الحكم مجددا
في بلادهم،
طعنوا- أجل
طعنوا - لبنان
في صميم
خصائصه التي
حمتهم ووفرت
لهم الملجأ الحرّ والآمن...
" مش هيك
بيكون الوفا؟؟!! وخير
الكلام ما قلّ
ودلّ...
المساواة...
ولكن في الفقر
والجهل...
أجل،
هكذا كانت
الحال في ما
قبل السبعينات
من القرن
المنصرم،
ولكن حتى هذه
النعمة ( نعمة
المستوى
الراقي في
التعليم،
ونعمة الملجأ
الحرّ والآمن
)، إستكثرها
على
اللبنانيين،
الذين حسدوا
لبنان على مستواه
العلمي
والتعليمي
الرفيع، فبدل
أن يسعى الحسّاد
ويجتهدوا لكي
يرفعوا مستوى
التعليم في
بلادهم الى
المستوى الذي
كان ينعم به
لبنان، عملوا
جاهدين، وبكل
حقد أعمى، على
الإسفاف
بمستوى
التعليم في
لبنان ليصبح
هو بمستواهم
المتدنّي،
مقتدين
بشعار" من ساواك
بنفسه ما
ظلم"
وقد إستمرت
هذه المؤامرة
على التعليم
في لبنان بكلّ
شراسة وللأسف
فقد نجحت في
النهاية
فأصبحنا
متساوين
والحمد لله
الذي لا يحمد
على مكروه سواه
...، نعم متساوين معهم
في المستوى
المتدني جدا...
فشكرا لهم.!!!..
حسدوا
لبنان حتى على
مرقد العنزة
وحسدوه
على" مرقد
العنزة
"الحرّ والآمن،
فحولوه مغارة
محميّة
للخارجين عن
القانون،
ومرتعا
للإرهابيين ولشذاذ الآفاق
الذين إستباحوا
حياة
اللبنانيين
وأرزاقهم
وأعراضهم،
ولم يوفروا
قادته
وقضاته،
ونجحوا في ذلك
أيضا،
تماما
كما نجحت بعض
الأنظمة الإقتصادية
في بعض الدول
العربية في
مساواة
مواطنيها في الفقر
والعوز، عوض عن
مساواتهم في
الغنى
والبحبوحة.
وكأن
الديمقراطية
و العلم
والغنى
والبحبوحة و
الملجأ الأمن
كلها مساوىء
ونقائص يجب
محاربتها
وتحطيمها فقط
لأنها تتعارض
مع رغبات
الحكّام
الذين
يستسهلون
السيطرة على
شعوبهم عن
طريق إفقارها
وتجويعها ومنعها
من التعلّم
والتثقّف
الصحيح، وإلا
فكيف
يستطيعون
السيطرة
عليها، إذا ما
هم سمحوا – لا
سمح الله -
بفتح الأبواب
والنوافذ
لرياح الديمقراطية
وإستنشاق
نسائم الحرية
والتحرّر؟؟
التي تهب بإتجاههم
من النافذة
اللبنانية ؟؟ أفليس من
الحكمة و
ألأفضل لهم
التمسّك
بالقول الشعبي:
" الشباك اللي بيجيك منو
الريح سدّو
وإستريح"
.
فها هم
قد سدّوا هذا
الشباك؟؟؟
وكل شبابيك الإنفتاح،
وكأن إغماض
العيون عن
الحرية
والتحرر يزيلهما
من الوجود!!؟؟ ولكن
لبنان،
سينتفض مجددا
كطائر الفينيق
من رماده حيا
ومحلقا في
أجواء الحرية
والديمقراطية
.
لجميع
الأسباب التي
أوردناها في
حلقات هذه الدراسة،
ولأسباب
غيرها لم
تشملها
الدراسة، نعتقد
ونؤمن، كما يعتقد
المؤمنون بلبنان
وبرسالته
الإنسانية،
سواء شاء غالقو
الشبابيك
والنوافذ أم
لم يشاؤا،
بأن لبنان،
الشقيق
الأصغر، كما يحبّون
أن يسمونه -
ليس عن إستلطاف
وتحبّب-
إنما عن غيرة
وحقد وحسد
وجور وإستئثار،
وربما عن إستخفاف
منهم بحقّه
وقيمته الحضارية،
أجل لبنان
قادر على الإضطلاع
بهذه المهمّة
الجليلة،
مهمة تعليم
الدول العربية
دروسا في
الديمقراطية،
هذا إذا شاؤوا؟؟؟
.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مشروع
دمقرطة
الشرق الأوسط
الكبير
!!!
هل
يكون لبنان هو
البلد المؤهل
لإعطاء دول الشرق
دروسا في الديمقراطية
بقلم: بول
خيّاط
الحلقة
السادسة
عشرة
والأخيرة
ملاحظة
هامة : نلفت إنتباه
القراء
الكرام الى
أنه تمّ إعداد
هذه الدراسة
قبل الحرب
الحاقدة التي
شنها إسرائيل
على لبنان ما بين 12 تموز
و 14 آب 2006.
مقدمة
الحلقة
السادسة
عشرة:
بعد
أن إستعرضنا
في الحلقات
السابقة
تصوّرنا حول
المهمّات
والوظائف
التي نقدّر
أنها ستلقى
على عاتق من
يتولى مهمة
نشر
الديمقراطية
في الشرق
الأوسط
الجديد،
وعددنا
الشروط
والمؤهلات
التي يقتضي
توفرها في
المرشح لهذه
المهمّة،
وتساءلنا من
تراه يكون
كفأ
لهذه المهمة
ثم بدأنا نستعرض
مؤهلات لبنان
ومدى إنطباقها
على هذه
الشروط ؟؟؟
وتحدثنا عن
عروبته ومدى إلتزامه
بالقضايا
العربية..ومع
أن
دبلوماسيته
خدمت القضية
العربية،
فبدل أن يكون
العرب أوفياء
له خوّنوه
وهدّموه بسادية
مفرطة
وتفرجوا عليه
وهو
يحترق...مبتهجين
بما أثمت به
اياديهم...
إستعرضنا
شرط المعرفة والإنفتاح
على الآخرين
وأثبتنا أن
موقع لبنان
الجغرافي على شواطىء
المتوسط
أعطاه آفاقا
حضارية واسعة
فأصبح " أرض
اللقاء
La
terre de rencontre " ،
وتحدثنا عن
المساواة بين
المواطنين
رجالا ونساء
كمقوّم أساسي
في النهج
الديمقراطي، و
تطرقنا الى
إحترام
لبنان للحريات
العامة
وتقديسه
لحرية
التعبير عن الرأي. وفي
الحلقة
الأخيرة
وصفنا ماهي
عليه حالة
الحريات
العامة في
سائر الدول
العربية
المجاورة
والبعيدة،
وشددنا على
واقع أن لبنان
المعافى هو
لمصلحة
العرب، وأستعرضنا
مختلف أنواع
الأنظمة
الدستورية في
العالم، والسلطات
الرئيسية في
كل نظام
ومقوماتها
وصلاحياتها
وتحدثنا بوجه
عام عن
الدستور وعن
مبدأ فصل
السلطات
كركيزة ثابتة
من ركائز
الديمقراطية،
ورأينا أن
السلطة
التشريعية
يجب أن تكون
ممثلة حقيقية
للشعب. وأن
التمثيل
الصحيح هو
نتيجة مباشرة لإنتخابات
حرة ونزيهة.
وشددنا على
تمسّك اللبنانيين
بالدستور
كتمرّس
ديمقراطي،
وبحق
المعارضة وإعتماد
المساءلة
والمحاسبة،
وبالمقارنة
فإن السجون
العربية تعجّ
بالمعارضين
الذين
يتجرؤون على
المطالبة
بالديمقراطية،
الأمر الذي يدفع
الشعوب الى
حصر إهتمامهم
بلقمة العيش
فقط . ثمّ
تحدثنا عن
ظاهرة ديمقراطيات
الـ 99%
والتذرّع
بحجج الظروف
الراهنة،
وأكدنا علىالظاهرة
الواقعية "
كما تكونون
يولّى عليكم"..
وأظهرنا أن
لبنان يستطيع
أن يعلّم
العرب
الديمقراطية
إذا أرادوا أن
يتعلموا .
وبيّنا أهمية
العلم
والتعليم في
الممارسة
الديمقراطية وقلنا
بأن الأمي لا
يستطيع،
لجهله ، ممارسة
الديمقراطية
ممارسة
صحيحة، لذلك
فهو يبصم دون
فهم، وأشرنا الى أن
البصم
ليس محصورا
بالأميين لأن
هناك سياسيين
مثقفين ومع
ذلك فهم
يبصمون" على العمياني"
وبالعشرة
على المشاريع
التي تقدم لهم
ودون
مناقشتها.
وخلصنا الى
القول بأن
التصويت في
النظم
الديكتاتورية
وغير
الديمقراطية
يتلازم مع
غريزة حب البقاء
لأن الناخب لا
يستطيع
معاندة
الحاكم.
وفي الحلقة
الأخيرة فصّلنا
كيف أن مستوى
التعليم في
لبنان كان
أرفع مستوى في
كل الدول
العربية لذلك
قصده أبناء
الطبقات الحاكمة
لينهلوا
العلم من
معاهده ولكن
بعضهم لم يعترف
بفضل لبنان
عليه
فهجاه بعد أن
علّمه نظم القوافي...
وخلصنا الى
القول بأن
لبنان قادر
على القيام
بالمهمة.
والآن
نتابع
البحث
هذا
اللبنان،
المقدّر له أن
يسترجع
عافيته وألقه
بهمّة المخلصين
من أبنائه،
المقيمين والمغتريبن،
وبفضل المترسّلين
له عن إيمان
وقناعة ونذر....
أجل هذا اللبنان
المعافى
والمثقّف
والمزدهر إقتصاديا
والمتمرّس
بالديمقراطية،
سيعود لكي
يلعب دوره
الريادي الذي
نذر نفسه له
خلال جميع حقبات
تاريخه
العريق . وهو
مؤهل عن جدارة
وإستحقاق
وخبرة، أكثر
من سائر
أشقائه، لكي
يعلمهم دروسا
في إحترام
حقوق الإنسان
وحرياته،
ويعطيهم
دروسا في
الديمقراطية
التي حسدوه
عليها فنحروه
وطعنوه من
أجلها حسدا.
ولكنهم
لن يستطيعوا
سد الأبواب في
وجه رياح التغيير
الزاحفة
نحوهم بخطى متسارعة....
خبرة
لبنان في
الديمقراطية
أختم
البحث
بالقول، إن
لدى لبنان خبرة
في ممارسة
الديمقراطية،
وهو قد إكتسب
هذه الخبرة
خلال تمرّسه
بالديمقراطية
وإن لم تكن
صحيحة مئة بالمئة،
كما أسلفنا
القول،
ولكنها كانت
ديمقراطية تشتهي
فتاتها، شعوب
البلاد
العربية
الأخرى التي
كانت تغبط
اللبنانيين
وتحسدهم على هذه
النعمة التي
يفتقرون هم
إليها في بلادهم
التي كانت
فريسة أنظمة
فردية وتوتاليتارية
وصلت الى
سدة الحكم عن
طريق الإنقلابات
العسكرية
فعطّلت
الدساتير
الصورية وفرضت
الأحكام الإستثنائية،
متذرعة بشتى
الأعذار
والحجج
لتبرير الإستمرار
في تعطيل
الحياة
الدستورية،
ثم إنصرف
الحكّام الى
إحتكار
السلطة فترات
طويلة من
الزمن ولم
يكتفوا بذلك،
بل جنحوا الى
توريث
أولادهم
وكأنهم في
أنظمة ملكية
وراثية أو ما
سمي إستهجانا
بالـ " توريثوقرطية"،
التي نجح فيها
عدد كبير من
أنظمة الدول
العربية، ولا
حاجة بنا الى
ذكر الأسماء
والدول، ولا
تزال هذه
المحاولات
مستمرة في
إحدى الدول
العربية
الكبرى رغم المعارضة
التي تلقاها
هذه
المحاولات
اليائسة ولكن
سدة الرئاسة
الأولى فيها
لا تزال
محتكرة من قبل
الرئيس
المتربع
عليها منذ ما
يقارب ربع قرن...
فإن هو لم
ينجح في
توريثها، جدد
لنفسه فترة
سابعة لا لشيء
سوى أن الرقم
سبعة هو رقم
السعد!! ولكن السعد
لمن؟؟ بالطبع
ليس للشعب!!! بل
لمستعبدي
شعوبهم ...
إهتمام
العالم
بديمقراطية
لبنان
إنه
لمن دواعي
الفخر والإعتزاز
بالتراث
الديمقراطي
في لبنان هو ألإهتمام
الذي أبداه
العالم
المتحضر في
الآونة الأخيرة،
بلبنان
وبالديمقراطية
التي كان
يمارسها منذ
مطلع القرن
العشرين أي
منذ عام 1920 لدى إعلان
دولة لبنان
الكبير ، ثم
في عام 1926 عند
إعلان
الدستور
اللبناني،
حين أصبح
لبنان أول دولة
في هذا الشرق،
لها دستورها
الحديث الذي
كرّس
الديمقراطية
نهجا في حياته
السياسية، ثم تدرّج
في الحياة
الدستورية
والديمقراطية
فثار على الإنتداب
الفرنسي
وطالب بإستقلاله
التام فحصل
عليه في 22
تشرين الثاني
عام 1943 ، حيث تكرّست
الممارسة
الديمقراطية
التي كانت
الوحيدة تقريبا
في الشرق
العربي.
وكان
هذا الإهتمام
الدولي، قد
تجلّى منذ
أكثر من
سنتين،
بالقرار
الدولي رقم 1559
الذي صدر عن
مجلس الأمن
الدولي بتاريخ
3/9/2004 الذي
شجب التدخل
السافر في الإنتخابات
الرئاسية ،
والعبث
بالدستور ،
وأهابت المنظمة
الدولية في
حينه
بالمجتمع
الدولي أن
يذود عن
الدستور
اللبناني،
فكان ذلك
القرار، رغم الإعتراضات
عليه من قبل
المتضررين
منه، بمثابة إعتراف
دولي صريح بأن
لبنان هو
البلد
الديمقراطي
الوحيد في الدول
العربية في
الشرق
الأوسط، وأن
ديمقراطيته
كانت تتعرّض
لأشرس عملية
مبرمجة لسحقها،
لأن معظم
الأنظمة
العربية، إن
لم نقل كلّها،
تعتبر
ديمقراطية
لبنان، حالة
واقعية تفضح
أنظمتها غير
الديمقراطية
... وكذلك
يعتبر هذا الإهتمام،
بحد ذاته
دلالة واضحة
على أن المنظمة
الدولية -
التي كان
للبنان شرف
المساهمة بوضع
ميثاقها
الأساسي- تقر بأن في لبنان
دستور
ديمقراطي
تجدر
المحافظة
عليه...، وهو إهتمام
كان يرمي الى
فك لبنان من
الأغلال التي
تمّ تكبيله بها لكي
تسهل عملية تدجينه. مع
أم المتضررين
من هذا الإهتمام إعتبروه
تدخّلا من قبل
المنظمة
الدولية في
شؤون لبنان
الداخلية،
وهو ليس في
الواقع سوى
محكّ
لمصداقية العالم
الغربي الذي
يسعى لتطبيق "
مشروع دمقرطة
الشرق الأوسط
الكبير" ، وهو
المعني
مباشرة بالحفاظ
على المظهر
الديمقراطي
في لبنان لسبب
وحيد هو أن
التساهل مع
عملية نحر
الديمقراطية
في لبنان،
تجعل مصداقية
العالم
الغربي في مسعاها
الحثيث الى
نشر
الديمقراطية
في الشرق،
موضع شك
وتساؤل، وربما
موضع تندّر وإزدراء...
إذا كيف يُعقل
لمن يتساهل في
هدم
الديمقراطية
في بلد من
بلدان الشرق
الأوسط، أن
يكون صادقا في
سعيه لإقامة
الديمقراطية
في هذا الشرق
المتعطش
للديمقراطية...
؟؟؟
شهادات
عالمية ....
وقد
تجلّى هذا الإهتمام
على لسان عدد
كبير من رؤساء
العالم فكان
ذلك بمثابة
شهادة صريحة
بتمرّس لبنان
بالديمقراطية،
فالرئيس
الأميركي
جورج بوش قال
أمام المنظمة
الدولية: " بأن
لبنان سيصير
مجددا نموذجا
للديمقراطية في
الشرق
الأوسط" ،
وكذلك أبدى
الرئيس الفرنسي
جاك شيراك
حرصه الشديد،
" على ضرورة
المحافظة على
النهج
الديمقراطي
في لبنان الذي
أعتبره البلد
الوحيد بين
الدول
العربية الذي
مارس
الديمقراطية".
وكان
البطريرك
الماروني الكاردينال
صفير قد أكدّ
في أحد
تصريحاته: " بأن
لبنان سيبقى
رسالة
ديمقراطية
للشرق والغرب معا".
ومن جهته
فالرئيس فؤاد السنيورة،
أعلن أثناء
زيارته
لواشنطن: "بأن
لبنان ملتزم
بإجراء
التغيير
السياسي في
لبنان بطريقة سليمة
وديمقراطية".
هذه
الشهادات
تزكّي بأن
لبنان حرص
ويحرص دوما
على المحافظة
على المناخ
الديمقراطي
وإنه لن يرضى
عن
الديمقراطية
بديلا مهما
كانت الظروف ...
الحكم
على هذه
المصداقية
الدولية ، تجاه
المحافظة على
الديمقراطية
في لبنان لكي تكون
نموذجا تحتذي به الدول
العربية، لا
شك أنه سيظهر
ويتبلور بوضوح
في الفترة
القصيرة
القادمة التي
نراها حبلى
بالمتغيرات وبالإستحقاقات
الدولية
والإقليمية
على حد سواء... ولا يمكن
للمرء أن
يتصوّر أن إهتمام
المجموعة
الدولية،
الزائد
والسريع
والمستمر، بموضوع
حماية
الديمقراطية
في لبنان، هو
مجرد فقاعات
صابون كما
يحبّ أن
يتصوّر البعض
مِن مَن لا
يزال يعتقد أن
بإمكانه إعادة
عقارب ساعة
التاريخ الى
الوراء...
لبنان
هذا، أذا
أعطيت له
الفرصة، وإذا
كانت الدول
العربية
راغبة حقا في إعتماد
الديمقراطية
الصحيحة نهجا
سياسيا لها في
حياتها، أي
رغبتها في أن
تشرب من مياه
النهر إذا
قادها أحد الى
النهر...؟؟؟ هل
تذكرون المثل
الصيني في هذا
المجال؟؟ لبنان
المتعافى
قادر على الإضطلاع
بهذه
المهمّة بصورة
جيدة،
لأن نجاحه في
هذه المهمة
ليس خدمة
لأشقائه
العرب فقط،،
بل هو في
الواقع خدمة
له وصيانة
لنظامه الديمقراطي
أيضا... إذ كلما
زادت
الممارسة الديمقراطية
في دول
الجوار، كلما تحصّنت
الديمقراطية
في لبنان،
وأنخفض
بالتالي
مستوى الحسد
والحقد
والغيرة والتناكف
بين نهج
ديمقراطي
ومناهج غير
ديمقراطية
تعتبره خطرا
عليها... فعسى
أن نجده (
النهج الديمقراطي) في
دارنا،
لكي نعطيه
لجارنا . على
عكس قاعدة: "
تمنّى الخير
لجارك تلقاه
في دارك " .
تُرى
هل نحن نحلم؟؟
أم أن ذلك صار،
حالة شبه
واقعية
مرهونة بإكتمال
الزمن
المناسب،
تماما كبراعم
الزهر التي تنتظر
الربيع
لتتفتح
وتعقد، أم
يكون الربيع
المنتظر في
الشرق الأوسط
، كربيع براغ ...
ربيعا قصيرا
ذبلت زهوره
قبل أن تعقد
وتعطي ثمارا
يانعة... خاصة
إذا هبّت رياح
" السموم "
، سموم
التفرّد والتعصّب
والتسلّط،
التي تحرق
البراعم وتذبلها
وتميت الرغبة
في الحياة
والنمو
والتطوّر...
من
جهتنا، نحب أن
نأمل هذا
ونتفاءل به،
من منطلق
الحكمة
القائلة: "
تفاءلوا
بالخير تجدوه".
وإننا
لمتفائلون ...
بإذن الله...
فعسى أن لا
يخيّب الله أملنا....
إنتهت
الدراسة، وشكرا
للقراء
الكرام الذين
تابعوا
حلقاتها بإهتمام
./.
وهي من
إعداد بول
خيّاط ،
صحافي
وكاتب لبناني
مقيم في
ملبورن –
أستراليا