لبنان بكل مناطقه زحف لوداع الوزير بيار الجميل شهيد الوطن والحقيقة والحرية والمحكمة الدولية

*البابا بنديكتوس دعا اللبنانيين الى العيش بسلام ومحبة

البطريرك صفير: الاعداء تناسوا ان في لبنان شعبا يأبى الضيم وعلى اللبنانيين نبذ الاحقاد والخصومات لانهاضه من كبوته

*الرئيس الجميل:التغيير الحقيقي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية سنتخذ خطوات عملية عملانية مدوية حتى لا تذهب صرختكم سدى

*الوزير حمادة:الحركة مستمرة وستصل من الساحة الكبرى الى قصر بعبدا

*النائب جنبلاط: لن ينالوا من عزمنا للحياة ومن ارادتنا في الصمود ولن ينالوا من تمسكنا بالاستقلال ومن عشقنا للحرية والتنوع والتعدد

*النائب الحريري:الوحدة الوطنية أقوى من سلاحهم وإجرامهم وإرهابهم نحن الحقيقة والحرية والوحدة الوطنية وهم الاوهام فليعودوا الى لبنان

*جعجع: قوى الخير ستواجه قوى الباطل ولن نتعب حتى وقف الاجرام حكومة لبنان تستمد شرعيتها من وجودنا ومن دماء شهدائنا

*هرموش: جئنا لنضم صوتنا بالمطالبة بالحرية والديموقراطية وحقوق الانسان

وطنية - 23/11/2006 (سياسة) شهيد جديد يسقط على الطريق إلى الحقيقة، شهيد جديد ودعه لبنان اليوم بعدما انضم الى قافلة شهداء الاستقلال الثاني، شهيد جديد من عائلة الجميل قدم نفسه على مذبح لبنان ليلة ذكرى الاستقلال وعشية الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس حزب الكتائب اللبنانية. شهيد جديد أعاد الى ذاكرة اللبنانيين مشهد 14 آذار، بعدما زحف اليوم لبنان، كل لبنان، من شماله الى جنوبه مرورا ببقاعه وجبله وعاصمته بيروت لوداع شهيد الحقيقة والمحكمة الدولية، لوداع أمير المنابر، الشهيد السادس, الوزير والنائب الشيخ بيار الجميل ومرافقه الشهيد سمير الشرتوني في موكب عرس مهيب، غصت به الطريق من مسقط رأسه بكفيا مرورا ببيت الكتائب المركزي في الصيفي، الذي حوله بديناميكيته في السنوات الاخيرة الى خلية نحل، وصولا الى ساحة الشهداء، والى كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت حيث أقيمت مراسم الجنازة. ساحة الشهداء غصت بالمودعين الذين برهنوا عن وفائهم لذكرى 14 آذار وجددوا ترداد القسم التاريخي الداعي الى الوحدة الوطنية الى أبد الآبدين.

مئات الالوف ، بل مليون صوت من اصوات الغضب والاستنكار، دموع بالملايين التقت في بحر العنفوان والعزة والكرامة. لبنان كله التف اليوم حول الاب الرئيس السابق للجمهورية الشيخ امين الجميل والام المفجوعة السيدة جويس وزوجته باتريسيا وأطفاله وشقيقته نيكول وشقيقه سامي وابن عمه نديم وأرملة عمه بشير النائب صولانج وعمته الام أرزة، في وداع من رأوا فيه المثال والقدوة في قول الحق من دون خوف او تردد او مواربة، وفي الدفاع عما آمن وحلم به حتى الاستشهاد.

ساحة الشهداء، التي تحتضن اليوم جثمان شهيد آخر، تحولت، كما الامس، الى امواج من الارادات الصلبة لتقول بالصوت العالي والجرأة اللامحدودة ان لبنان لن يموت وهو باق واحدا موحدا.

حوالي مليون لبناني ودعوا اليوم الوزير الشاب في جو مشوب بالحزن والغضب، في مأتم مهيب، واكبته تدابير امنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي على امتداد الطرق التي سلكها المشاركون من مختلف المناطق اللبنانية.

الاولى من بعد ظهر اليوم، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير صلاة الجناز، يحيط به عدد كبير من المطارنة ورجال الدين، ويشارك فيها، ملتفين حول الرئيس الجميل وعائلتي الشهيدين بيار الجميل وسمير الشرتوني، وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ممثلا الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وزير الاسكان المصري احمد المغربي ممثلا الرئيس حسني مبارك, وزير العدل القطري حسن عبدالله الغانم ممثلا أمير قطر، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس رشيد الصلح، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، الوزراء: أحمد فتفت، جان أوغاسابيان، جهاد أزعور، نايلة معوض، شارل رزق، محمد الصفدي، نعمة طعمة، مروان حماده، ميشال فرعون، غازي العريضي، حسن السبع, سامي حداد، خالد قباني، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن، السفير الفرنسي برنار إيمييه، سفير الولايات المتحدة الأميركية جيفري فيلتمان، السفير السعودي عبد العزيز الخوجا, السفير المصري حسين ضرار، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، النواب: صولانج الجميل، غازي يوسف، روبير غانم، نبيل دو فريج، عبدالله فرحات، أنطوان إندراوس، فؤاد السعد، وائل أبو فاعور، أنطوان سعد، وليد عيدو، أكرم شهيب، فيصل الصايغ، هنري حلو، أنطوان زهرا، فريد حبيب، جمال الجراح، أنور الخليل، ميشال موسى، ياسين جابر، سمير عازار، علي حسن خليل، أيوب حميد، علي بزي، سمير الجسر، غنوة جلول، بدر ونوس، قاسم عبد العزيز، جورج عدوان، ستريدا جعجع، بطرس حرب، بهية الحريري، الياس سكاف، جواد بولس، باسم السبع، أغوب بقرادونيان، عزام دندشي، رياض رحال، إيلي عون، باسم الشاب، جيلبيرت زوين، محمود مراد، هادي حبيش، نبيل البستاني، سمير فرنجية، الياس عطاالله، أحمد فتوح، مصطفى هاشم، عمار حوري، محمد الحجار, أيوب حميد, عبد اللطيف الزين, محمد كباره ونقولا فتوش.

كذلك حضر رئيس الطائفة القبطية في لبنان الأب فيلوباتير الأنبا بيشون ممثلا البابا شنودة الثالث، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وفد من ضباط الأمن العام ممثلا اللواء وفيق جزيني، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، النائب السابق نسيب لحود، وفد من المشايخ الدروز برئاسة رئيس مؤسسة "العرفان" التوحيدية الشيخ علي زين الدين، السيدة رندة بري، السيدة نورا جنبلاط، رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الإسلامية" أسعد هرموش، رئيس الرابطة القبطية في لبنان إدمون بطرس ووفد شعبي من الكنيسة القبطية، رئيس حزب الأحرار دوري شمعون، عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، السيد علي الأمين، بالإضافة إلى عدد من السفراء العرب والأجانب والبعثات الديبلوماسية والقنصلية ووزراء ونواب سابقون وشخصيات سياسية وحزبية ودينية وقضائية واقتصادية ونقابية وأمنية وإعلامية وهيئات أهلية وحشد من عائلة الجميل ورفاقه.

كلمة قداسة/ البابا وبعد الانجيل الذي تلاه متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة, القى امين سر السفارة البابوية في لبنان بيس بالداس كولبوكاس كلمة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر, فقال:" ان قداسة البابا يقدم الصلوات من اجل السلام في لبنان وارواح الشهداء الطاهرة, ويدعو اللبنانيين الى العيش بسلام ومحبة ووحدة لبناء وطنهم، هذا الوطن الغني بتنوعه ووحدة ابنائه, وهو يامل ان يرى لبنان كما يعهده واحة للسلام وان يعيش ابناؤه بسلام وهناء ومحبة".

الرقيم البطريركي

والقى البطريرك صفير الرقيم البطريركي الاتي:"كونوا مستعدين" "أن قول السيد المسيح الذي استهللنا به الكلام: "كونوا مستعدين، لان ابن الانسان يجيء في ساعة لا تخالونها"، يصح في كل مكان على الارض. ولعله يصح عندنا منه في اي مكان آخر.

وقد شيعنا في السنة الفائتة عددا من الشهداء ذهبوا ضحية اربعة عشر اغتيالا او محاولة اغتيال. كلهم من قادة الفكر، ورجال القلم، وارباب السياسة، وهم من كل الطوائف والمذاهب. وكان رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ابرز من غابوا في مثل هذه الظروف المأسوية.

وقد فات المجرمين ان الله وحده يحيي ويميت، وان القتل امتهان كبير لكرامة الله، الذي له وحده الانتقام، على ما يقول بولس الرسول: "لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء، بل اتركوا مكانا لغضب الله، لانه مكتوب: "لي الانتقام، يقول الرب، وانا اجازي". (روم 12:19) والمصاب الاليم الذي حل عشية عيد الاستقلال بمشايخ آل الجميل الكرام، انما هو مصاب لبنان بأحد ابنائه البررة، ووزرائه الناشطين. انه الفقيد الشاب العزيز معالي الشيخ بيار الجميل الذي لم يتجاوز سنة الرابعة والثلاثين.

وكانت تعلق على همته العالية، وشبابه الغض، وعلمه الوافر، آمال كبار، زاهية. لكن يد الغدر اصابته ففجعت بغيابه المبكر والده الشيخ امين الجميل ووالدته الثاكلة وقرينته المفجوعة وولديه اللذين سيكبران دون ان ينعما بحنان الاب وعطفه.

وقد اثبت، رحمه الله، جدارة كبيرة في ممارسته مهام وزارته، وهو المحامي اللامع، لكنه ما لبث ان دخل عالم الصناعة، واستعان بالخبراء فيها، فاصبح يفقه اسرارها، ويدير شؤون الوزارة في مهارة وكفاية، وبما عرف عنه من علو همة، وصلابة ارادة، وصدق وطنية. لا شك في ان المصاب به جلل على جميع ذويه وقادريه واقرانه في حزب الكتائب اللبنانية، ولكن ما اعرب عنه والده الشيخ رئيس الجمهورية الاسبق، كان له اطيب الوقع في نفوس الناس اجمعين، وهو قوله: "الساعة ساعة صلاة، فلا انتقامات، ولا انتفاضات".

وهذا قول املاه عليه ايمانه بالله واخلاصه للوطن، ومحبته لابنائه، كل اللبنانيين. ولكن يبقى على العدالة ان تكتشف الفاعلين، وتنزل بهم اشد العقاب الرادع، منعا لتكرار مثل هذه الفواجع المؤلمة. وسبق لآل الجميل ان قدموا للوطن غير شهيد، وعلى رأسهم المرحوم الشيخ بشير، رئيس الجمهورية الاسبق، الذي سقط شهيد الواجب والوطن. لكن هذا الاغتيال الذي اودى بحياة الفقيد الشهيد اليوم، يختلف عما سبقه من اغتيالات,.

وقد تجرأ فاعلوه على القيام به، في وضح النهار،وهم سافرو الوجوه، في منطقة مكتظة بالسكان، وكأنهم لا يخشون ملاحقة او عقابا. وقد افرغوا في جسم الضحيتين: الوزير ومرافقه، ما فوق العشرين رصاصة، ولاذوا بالفرار، وكإن شيئا لم يكن وهذا منتهى الوقاحة والفجور. ولكن السؤال الابرز الذي يطرح في مثل هذه الجرائم النكراء، البكماء: لماذا هذا الاجرام الكبير؟

وقد سبق ان قيل: سيكون هناك اغتيالات، ستؤدي بحياة غير وزير، محاولة من المجرمين ومن وراءهم، لمنع قيام المحكمة الدولية، والانعقاد للاقتصاص من المجرمين جزاء ما جنته أيديهم. وهكذا يتواصل مسلسل الاجرام، لمنع عودة لبنان الى الاستقرار، واهليه الى الامان والسلام، فيلوذون بالهجرة، ويتم لاعدائهم ما يريدون، وتناسوا ان في لبنان شعبا يأبى الضيم، وتشد جماعاته وافراده بعضهم الى بعض اواصر متينة من التعاون والتفاهم ومحبة الوطن. وهذا ما يسعى وراءه العالم اليوم التواق الى ألفة تسود جميع شعوبه، وان اختلفوا اديانا، ومذاهب، واتجاهات سياسية. وان ما يدخل العزاء الى القلوب ان المسؤولين في العالم اجمع، من رؤساء دول وحكومات بادروا الى تقديم التعازي بهذا الخطب الجلل، واعربوا عن تضامنهم مع بلدنا الصغير، وفي مقدمهم فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي اوفد وزير الخارجية الفرنسية ليشترك معنا اليوم في الصلاة. وهذا دليل على ان لبنان، على الرغم من صغر رقعته، لا يزال يستثير مشاعر الدول كبيرها وصغيرها، وهي تمد له يد المعونة، والمساعدة.

ويبقى على اللبنانيين ان يعرفوا ما لبلدهم من قيمة تاريخية وانسانية، فلينبذوا الاحقاد والخصومات، ويتعاونوا لانهاضه من كبوته، واعادته الى سابق عهده من الطمأنينة والاستقرار.

ومن شان هذا التعاطف الذي نلقاه من المسؤولين في العالم، ان يحملنا، على ان نحزم امرنا ونعود الى بعضنا بالتفاهم، والمحبة، والى وطننا الصغير لبنان بما يستوجبه منا من رعاية وعناية، لنعيد بناءه على اسس ثابتة من التعاضد والالفة والسلام.

وعلينا ان نوفر لاجيالنا الطالعة المثل الطيب بالتجرد، واعلاء شأن القيم، والتعالي عن المصالح الشخصية، للعمل في سبيل المصلحة العامة. وقد ضامنا ان نرى طلاب الجامعات عندنا يقتتلون، وكل فئة منهم ترفع اعلام الحزب الذي تنتمي اليه، دونما اهتمام بما يجب ان يكون لديهم موضع الاهتمام الاوحد، وهو دروسهم التي ستمكنهم يوما من خدمة بلدهم خير خدمة.

وعلى كاهل كل من اللبنانيين تقع مسؤوليات جسام في هذه الايام، وهي مسؤولية اعادة اعمار البلد، وايفاء الديون التي تتزايد كل يوم، وبعث الثقة مجددا في نفوس المواطنين الذين يتسابقون على ابواب السفارات طلبا لجواز سفر، ولو الى بلد بعيد قد لا يلقون فيه من اسباب العيش الكريم ما خلفوه وراءهم في بلدهم الصغير لبنان.

وانا، اذ نأمل ان يكون غياب المرحوم معالي الشيخ بيار، فدى عن لبنان وابنائه، وخاتمة احزان اللبنانيين، نتقدم بالتعازي القلبية من والدي الفقيد: الشيخ الرئيس امين الجميل وقرينته الفاضلة، ومن قرينة الفقيد وصغيريه، ومن سائر ذويه وقادريه ومن حزب الكتائب اللبنانية، ومن جميع اللبنانيين، سائلين الله ان يتغمد روح الفقيد الغالي بوافر عفوه، ويسكب على قلوبكم جميعا بلسم العزاء".

المطران مطر

والقى رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر كلمة مختصرة قال فيها "لقد اعلمنا رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة ان مجلس الامن وافق البارحة على تكليف لجنة التحقيق الدولية المساعدة في التحقيق في الجريمة التي استهدفت معالي الوزير الشيخ بيار الجميل ورفيقه العزيزين, واننا نأمل ان تكون عدالة الارض خاتمة لعدالة السماء".

وبعد القداس تقبل الرئيس الجميل وعقيلته وارملة الراحل والعائلة التعازي من الحاضرين في الكنيسة.

كلمة جنبلاط

والقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط امام الحشود في ساحة الحرية الكلمة الآتية: "لن ينالوا من عزمنا للحياة ولن ينالوا، لن ينالوا من ارادتنا في الصمود ولن ينالوا، لن ينالوا من تمسكنا بالاستقلال ولن ينالوا، لن ينالوا من عشقنا للحرية والتنوع والتعدد ولن ينالوا، لن ينالوا من حبنا للفرح والحياة والامل ورفضنا لثقافة الموت والحزن لن ينالوا، لن ينالوا من رفضنا للمحاور، محاور السواد والظلام والقرون الوسطى والجاهلية, لن ينالوا، لن ينالوا من رفضنا للشمولية والديكتاتورية, لن ينالوا، لن ينالوا من حظر السلاح, كل السلاح في أمرة الدولة لحماية الجنوب ودولة الطائف, لن ينالوا، لن ينالوا من مطلبنا للحقيقة والعدالة والمحكمة الدولية, لن ينالوا ، لن ينالوا من تمسكنا بلبنان, لبنان اولا .

وفوق كل هذا اقول لم اقرأ ولن اقرأ ، لم أسمع ولن أسمع بيانات الفتنة في هذه اللحظة . وفوق الالم والجراح نحن مع الحوار". اضاف:" اما انت يا شهيد لبنان ، يا شهيد الاستقلال ، يا شهيد الحرية والكرامة والعنفوان، يا شيخ بيار امين الجميل ها انت تلتحق اليوم بقافلة الشهداء مع رفيقك سمير شرتوني ، شهداء حزب الكتائب وشهداء آل الجميل وانسباؤهم في قافلة شهداء الرابع عشر من آذار, شهداء الاستقلال الذين رفضوا التمديد ونظام الوصاية ونظام القهر والاستبداد, نظام القتل والاغتيال ولا يزال.

تحية لك يا شيخ امين الجميل ، يا فخامة الرئيس ولعائلتك ولآل الجميل الكرام . تحية للرجال الرجال, ستبقى فينا يا شيخ بيار الجميل وسننتصر". النائب الحريري والقى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري الكلمة الآتية: "السلام عليكم يا إخوتي، السلام عليك يا صديقي الوزير الأمير البطل، السلام عليك يا أخي الشهيد الشاب العريس بيار الجميل، أحملك قبلاتي وسلامي وشوقي إلى والدي الرئيس الشهيد البطل، رفيق الحريري.

رفيق بهاء الدين الحريري مسلم سني من لبنان، بيار أمين الجميل مسيحي ماروني من لبنان، يمتزج دمهما اليوم على أرض واحدة، إسمها لبنان، تلتقي روحهما اليوم، في سماء واحدة، من أجل لبنان، فداء للبنان، دفاعا عن لبنان، عن حرية لبنان، عن سيادة لبنان، عن استقلال لبنان. عن عروبة لبنان . للمرة الثالثة، خلال أقل من عامين، تأتون من كل جهات لبنان، إلى قلب بيروت البطولة، تملأون الطرقات والساحات، وتعلنون للعالم أجمع، أن الوحدة الوطنية، التي كرستها دماء رفيق الحريري ودماء بيار أمين الجميل ودماء باسل وسمير وجورج وجبران، وكل شهيد من شهداء الاستقلال هي حقيقة راسخة، باقية، واقعة، وأن هذه الوحدة الوطنية، أقوى من سلاحهم، وأقوى من إجرامهم، وأقوى من إرهابهم. في 14 آذار، إنتفضتم في وجه الوصاية، من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، واليوم تنتفضون مرة ثانية، من أجل الحقيقة، والعدالة، والحياة. وتثبتون للعالم أجمع، أن أبناء رفيق الحريري وأخوة بيار الجميل هم الأكثرية في لبنان، وتقولون لمن قال عنكم أنكم أكثرية وهمية: نحن الحقيقة، وأنتم الأوهام، نحن الحرية، وأنتم الأوهام، نحن الوحدة الوطنية، وأنتم الأوهام. لهؤلاء نقول: اتركوا أوهامكم وعودوا الى الحقيقة، عودوا الى السيادة، عودوا الى الوحدة الوطنية، عودوا الى لبنان. ونحن سنبقى، سنبقى، سنبقى، حتى معرفة الحقيقة، حتى تحقيق العدالة، حتى ينتصر لبنان. عشتم ، عاش بيار امين الجميل، عاش رفيق الحريري، وعاش لبنان".

كلمة جعجع

والقى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الكلمة الاتية: "يا شعب 14 اذار، يا شعب بيار الجميل، يا شعب جبران تويني، يا شعب رفيق الحريري وباسل فليحان، يا شعب جورج حاوي وسمير قصير، ايها اللبنانيون، ارادوها مواجهة "فلتكن". قوى الخير والسلام في مواجهة قوى الباطل والاجرام. اذا كان للباطل جولة، سيكون لنا، للحق والخير والسلام الف جولة وجولة. نحن ابناء لبنان فلا يخطئن احد الحساب، نحن ابناء حق، فلا يحاولن احد المحال. لن نخاف، لن نهاب شيئا، لن نتعب، لن نرضخ، لن نستسلم، لن نستكين حتى وقف الاجرام في لبنان، لن يتوقف الاجرام في لبنان حتى توقيف المجرم، لن يوقف المجرم الا المحكمة، لذلك ارادوها مواجهة على المحكمة، لكن المحكمة ستكون، ستكون، ستكون.

ودماء بيار ستزهر حقا وحقيقة وعدالة. ايها الصديق، ايها الرفيق، يا ابن الصديق والرفيق ، يا ابن العائلة، نم هنيئا مطمئنا لان الله سيد التاريخ وصاحب كل حق. ايها اللبنانيون، ارادوها معركة على المحكمة لكنهم لم يتجرأوا على اعلانها كذلك، فقالوا انها معركة المشاركة, معركة الفساد، انها معركة لاوطنية الحكومة, انها معركة لاشرعية الحكومة.

اما اليوم فقد سقط القناع هذه الحكومة حكومتنا, حكومة لبنان، تستمد شرعيتها من مجلسنا، تستمد شرعيتها من وجودنا، تستمد شرعيتها من دماء شهدائنا، انها حكومة الحرية والسيادة والاستقلال، ولن نقبل باستبدالها بحكومة وصاية وقتل واجرام. انها حكومة رفيق الحريري وباسل فليحان، حكومة جورج حاوي وسمير قصير، حكومة جبران تويني وبيار الجميل وقوات الجحيم لن تقوى عليها. ايها اللبنانيون، اذا كان هنالك من لاشرعية حقيقة في لبنان, من لاوطنية حقيقية في لبنان، فهي في احضانهم بالذات, في وسط صفوفهم، انها في مشاغل قصر بعبدا، ان التاريخ بأكمله سيحكم على الرئيس لحود وصحبه، على كل ما ألحقوه بلبنان واللبنانيين من مآسي وجرائم وتسلط وذل وعار، ان التاريخ يمهل لكنه لا يهمل ابدا. ايها اللبنانيون، نعاهدكم اليوم مرة من جديد بأننا مستمرون بالرغم من كل شيء، مستمرون بمواجهة كل شيء، مستمرون حتى قيام المحكمة الدولية، مستمرون حتى بلوغ الحق والحقيقة والعدالة, مستمرون.

الرئيس الجميل

والقى الرئيس امين الجميل الكلمة الآتية: "ان حضوركم اليوم هنا بالنسبة الي هو رسالة واضحة. حضوركم اليوم مثلما حضرتم بالامس وقبله في مناسبات مماثلة هو اكثر من رسالة هو بمثابة انذار من اجل لبنان، من اجل تحقيق السيادة الحقيقية في لبنان في سبيل انجاز الاستقلال. هذا هو معنى حضوركم. انا اقول لكم ان رسالتكم وصلت كما انذاركم وصل. كما بشير حي فينا، كل شهداء انتفاضة الاستقلال احياء فينا اليوم .

ان استشهاد الرئيس رفيق الحريري اشعل انتفاضة الاستقلال ونحن اليوم نعاهد انفسنا ولبنان ان انتفاضة الاستقلال الثانية انطلقت اليوم ولن تستكين الا بالتحقيق الكامل، الا بحصول التغيير الحقيقي، التغيير الكامل والاصلاح.

ان تغييرنا واصلاحنا يبدأ بالرأس والعد العسكي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية. ان كل صادق يريد التغيير والاصلاح عليه ان يحط يده بيدنا حتى يتحقق بكل معنى الكلمة الاصلاح والتغيير: تغيير من فوق ان ننتخب رئيس جمهورية جديدا ، وان يتجه بالتالي لبنان كله نحو السيادة والحرية والاستقلال، وكل ما هو غير ذلك هو غش وتزوير.

ان معركة الاستقلال الثانية تعني احقاق الحق لانه لا يمكن ان يستمر لبنان وان يتحصن بدون عدالة". وقال: "لقد ابلغنا اليوم ان هذه الجريمة النكراء، اغتيال حبيبي وابني بيار، ان الخطوة الاولى تحققت والتحقيق الدولي سيتناول اغتيال بيار.

هذا اول الطريق. ونحن نعاهدكم ان العد العكسي من اجل احقاق الحق من اجل ان تتحقق المحكمة الدولية للنظر في كل الاغتيالات ليس في حق الاشخاص وانما في حق الوطن بدأ ولن نستكين ولن نرتاح الا ان نجلب الى التحقيق والقضاء كل الذين اجرموا في حق اولادنا واحبائنا ولبنان. هذا معنى الاستقلال الثاني الذي نحن اليوم في صدده. كما أشعل وأطلق الرئيس الحريري باستشهاده انتفاضة الاستقلال، فباغتيال حبيبي بيار نأمل ان نكون في صدد وصول الى نهاية الطريق من اجل تحقيق الاستقلال الكامل، وان يرجع لبنان وطن الاحرار والكرامة والعنفوان. هكذا اراد الشهداء ان يكون لبنان وهكذا سيكون".

واضاف: "يا احبائنا، دماء بشير كما دماء بيار بالنسبة لي دماء كل الشهداء. دماء بيار الحبيب الذي هو ابن كل واحد منكم واخ كل واحد منكم هذا الشاب ذو القلب الكبير، قلب الطفل فارقنا اليوم لكن روحه موجودة فينا.

روحه هي بالنسبة الينا الاوكسيجين والمحرك، روحه هي التي ستثبت عندنا الايمان والتصميم والارادة الصلبة حتى تتحقق كل هذه الاهداف التي من اجلها استشهدوا كل ابطال شهداء الاستقلال". وتابع: "حرصا على العدالة وعلى تنفيذ العهد وللمحافظة على قدسية هذه الشهادة، نحن في صدد اتخاذ، وبالتعاون مع بعضنا ضمن حركة 14 آذار التي هي حركة لبنان الواحد، لبنان الانفتاح والسيادة، نعاهدكم اننا سنتخذ خطوات عملية عملانية حتى لا تذهب صرختكم التي سمعناها اليوم سدى، بل ان تكون مدوية وتغطي على كل قنابل الغدر ورصاص الغدر وتفوق على كل التفجيرات وتخط الخط الذي كلنا نسعى اليه وان ننال اخيرا الاهداف التي نناضل من اجلها. نأمل قريبا وسنبلغكم بالخطوات التي في صدد اتخاذها، وبالتالي ليكون بكل معنى الكلمة قد بدأ العد العكسي وطي صفحة وبدء صفحة جديدة مشرقة من تاريخ لبنان ".

 الوزير حمادة

وقال الوزير مروان حمادة:"14 اذار حركة مستمرة، حركة دينامية، ستصل بكل تأكيد من هذه الساحة الكبرى الى قصر بعبدا ان شاء الله، الرابع عشر من اذار هو لقاء كل اللبنانيين، ولذا يشرفني ان اقدم لكم في هذه الشريحة الواسعة من الوطنيين الديموقراطيين العروبيين رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الاستاذ اسعد هرموش".

هرموش

والقى هرموش كلمة جاء فيها: "مرة جديدة عدنا يا ساحة الحرية، مرة جديدة في الامس كنا نحيي ذكرى الشهيد الرئيس رفيق الحريري، واليوم جئنا نشارك في وداع عريس ذكرى الاستقلال، فتى الكتائب الاغر الوزير بيار الجميل. على طريق الوحدة الوطنية كنا وسنبقى، ولاننا مع هذه الوحدة ومع هذا التعايش الاسلامي - المسيحي الكبير جئنا نضم صوتنا الى كل الاصوات المطالبة بالحرية وبالديموقراطية وبحقوق الانسان، جئنا نقول اننا مع لبنان الحر، السيد، العربي المستقل، جئنا نقول مرة جديدة اننا مع الطائف، اننا مع المحكمة الدولية، اننا مع كشف الحقيقة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الذين سقطوا على طريق الحرية والاستقلال في هذا البلد. ومن هذا المنطلق نقول لكم بأننا ضد القتل، بأننا ضد الاغتيال السياسي، بأننا مع حرية الكلمة، نطالب ذلك الذي يجلس في بعبدا بأن يرحل عنا.

نطالب بأن يسقط هذا النظام الامني الذي يروع الناس، والذي يقتل الناس، لان من يقتل نفسا بريئة واحدة يحقق الفساد في هذه الارض، فكأنما قتل الناس جميعا، لاننا نرفض الموت، ولاننا مع الحياة جئنا نقول لكم اننا معكم لكم الصبر والسلوان ولاهل الفقيد العزاء، كل العزاء، وللبنان، لبنان الوطن والحرية والمساواة الف سلام والف سلام".

وفي الختام رددت الحشود "قسم جبران تويني": نقسم بالله العظيم, مسلمين ومسيحيين, ان نبقى موحدين الى ابد الآبدين. بعد ذلك جرى نقل جثمان الوزير الشهيد بيار الجميل وسط موكب مهيب الى مسقط رأسه في بكفيا.

 

كاليل في كاتدرائية مار جرجس من الرئيسين السنيورة وعلاوي وشخصيات

وطنية- 23/11/2006 (سياسة) تحولت كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت إلى ما يشبه حديقة الزهور إذ غطت الورود البيضاء والأكاليل مذبحها وجدرانها وأبرزها من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والسيدة نازك الحريري ورئيس الوزراء العراقي إياد علاوي وأكاليل باسم أحزاب وتيارات سياسية.